أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قراءة نقدية لنص إلهاء البومة في قاع المفاصل















المزيد.....

قراءة نقدية لنص إلهاء البومة في قاع المفاصل


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


إلهاء البومة في قاع المفاصل.

~~~ إن قصيدة " إلهاء البومة في قاع المفاصل " جميلة وممتعة وعميقة وغارقة في تربة الرمزية ومتجذرة في دهاليز التجريد الفلسفي [ على غرار الشعر الميتافيزيقي او السوريالي .. ] ؛ جميلة دالا ومدلولا ، مبنى ومعنى ، لغة وفكرا ؛ رغم شفافية معجمها ووضوح أبجديتها فتنم عن دلالات عميقة ومعاني مستمدة من الماورائيات ؛ تضع الكلم في موضعه بناء وجزالة ، تتجاوز فيه المعنى المبتذل إلى المعنى الباطن العميق ، معنى المعنى ، ميتا - معنى .. *** من منظور الشكل الخارجي للقصيدة { لغة النص الشعري } ، لوحظ بعد قراءة حثيثة وشمولية أن البناء اللغوي ظهر بمظهر التعقيد والتشابك والتشاوج في تركيب مكوناته ومحدداته وآلياته الاستيطيقية والبديعية والإثباتية من تقابل أو طباق ( زمان / مكان .. ) ، وتقريب تمثيلي أو مشابهة ( توظيف كلمة " مثل " ..) ، أو تعبير جمالي / إبداعي ( إضرام النار في قطن الكلمات / الطبيعة أرضعتني حليب اللامعنى / القمر افتض بكارة روحي .. ) ، أو تعبير فلسفي / ميتافيزيقي ( العالم لامتناه / قيام الأشياء من رفات الأشياء .. ) ، أو استعارة أدبية / مرض اللغة ( خطف دابة البراق من غياهب الأساطير القديمة .. ) ، أو تعبير رومانسي فوق طبيعي ( أصغي لنباح أصابعي في العتمة / أعزي القطار النائم فوق الشجرة / أقدس سر صداقتي مع الذئب .. ) ، أو تعبير فوق عقدي ( أعبد الأرض وأدهس السماء بمؤخرتي / هدايا الله التي نخرها نقار الخشب .. ) .. بالجملة ، فلغة النص تستعصي على القارئ اسكناه كنوزها واستغوار جوهر قصدها ، وهذا ينم عن تعقيدها وثراء معجمها وثقل حملها ومتانة بنيتها .. *** من منظور بنائها الداخلي ( المتن الشعري ) ، فالأفكار ثمراء ووارقة ، والمعاني قريبة وبعيدة ، قبلية وبعدية ، صريحة ومضمرة ، معلومة ومجهولة ، ظاهرة وباطنة .. غزيرة ومتنوعة ومحملة بازدواجية المعنى وفوق المعنى ، الدلالة وماوراء الدلالة .. أفكار ذات طابع معقد ومتغاير ومتفاوت في الطبائع { الطابع الفلسفي / ط . الأدبي / ط. الفني التجريدي / ط . الميتافيزيقي / ط . السريالي اللاواعي .. } .. وتجاوزا لعملية تفصيل فكر النص وقراءته من خلال استعراض واستنطاق أفكاره الجزئية / الظاهرة ؛ واسبعادا لكل هذا ، أتناول المفهوم / الأم الذي ورد في العنوان : طائر البوم لأتساءل وأسائل ، أشك وأفكر ، أتأمل وأحتار ، وأشارك هموم الذات الشاعرة وأتماهى مع هواجسها وانطباعاتها وشطحاتها الفكرية / الفلسفية .. لماذا وجود البوم في القصيدة ؟ إلى ماذا ترمز الذات الشاعرة ؟ إن طائر البوم كما هو معلوم كائن جارح ليلي ، سمعه قوي ، بصره حاد ، عيناه واسعتان ، حجم جسمه صغير ، رؤيته بعيدة وقوية في عتمة الليل ، يعيش في الغابة والحديقة والأمكتة المهجورة ، ينصت للأصوات وينذر بوقوع الخطر ، يختفي في النهار ويظهر بالليل .. إنه طائر نذير بالشؤم والنحس وسوء العاقبة في الحضارتين الفرعونية والشرقية القديمتين ، يصدر أصواتا حزينة مزعجة .. لكنه في الحضارة الإغريقية القديمة والأوروبية جزء منها ، هو رمز الحكمة والتعقل والتأمل العميق والاستقلال عن بعد في منأى عن المتطفلين والفضوليين ، رمز العزلة والتفرد والانهماك في تأمل الذات لتأهيلها إلى المخاض والإبداع والتوليد النظري والانفجار الفكري .. وفي هذا السياق أسمى الفيلسوف الألماني فردريك هيجل HEGEL الفلسفة ببومة " مينيرڤا " لأن عملها يشبه عمل الفيلسوف حيث يتقاطعان في العزلة والتأمل العميق والاشتغلال في المساء وبعد النظر ... بعد هذا التوضيح ، لا أملك في هذا النطاق سوى التساؤل مع الذات الشاعرة : لماذا وجود الغابة والشجر مقترنيين بوجود طائر البوم ؟ أبين هذه الموجودات اتصال أم انفصال ، تداخل أم تنافر ؟ تقاطع أم تباعد ؟ مع العلم ، أن طائر البوم لا يفارق الشجر ، وهذا الأخير يتسم بالكثافة والصبر وحفظ السر وعمق العمق في مقابل البوم علامة الكتمان والعمل في خفاء والتوغل في صلب الظلام ( العتمة بتعبير النص الشعري ) .. ألهذه الرموز والإشارات التي تتجسد في النبات والحيوان علاقة بالذات الشاعرة والأنا المبدعة ؟ هل اختيار هذا النسق الرمزي في سياق النص كان اعتباطيا أم مفكرا فيه ؟ وكما يقال يقرأ الكتاب من عنوانه ، لماذا البوم كمفهوم مركزي في عنوان القصيد ؟ أيشير ذلك إلى عتمة الذات وابتعادها عن الآخر وكتمان أسرارها والاستقلال بما هو فوق العادة والمألوف من حيث الإبداع والتأمل والإنتاج ؟ أيشير طائر البوم إلى صبر الذات وتجلدها وخلخلتها وحفزها على اتباع سبيل المشقة والتحمل والإحساس بألم المخاض وتفضيل الظلام على النور ؟ .. *** في المحصلة ، فالنص الشعري لا يجادل عاقل في حبكته اللفظية وعمق منجمه الفكري ، بدليل أنه يستفز راحة القارئ ، ويحدث الحيرة في ذهنه أثناء قراءته ، ويدفعه إلى الاستفسار والاستفهام ، ويقلق باله ، ويجعل ذاته تتماهى مع الذات الشاعرة وتتقمص أحيانا دواخلها وبواطنها .. ~~~

الكاتب عبد الوهاب أحميرين.

** مضطر لقتل قائد الأوركسترا.
لإلهاء البومة في قاع المفاصل.
مضطر لأضرم النار في قطن الكلمات.
لأغرز مخالبي في لحم البدهي.
لأعبد الأرض وأدهس السماء بمؤخرتي.
لأخطف البراق من براري ألف ليلة وليلة.
وأبيعه لنخاس في أقصى المدينة.
لأحرر متناقضاتي من قفص الفهد.
لأضحك مثل ثور في جنازة.
أو مثل بغي في مأزق شبقي.
أجر قافلة الهواجس مثل رهائن حرب.
لأسعد المهرجين الذين كسروا أسناني في حقل الأرز.
إفترسوا حصان العائلة.
حملوا جثة أمي المتعطنة.
رقصوا رقصة التابوت أمام الكهف.
لأبولن على وجه الشيطان.
***

مضطر لنسيان كنوز دمي
في بنك.
فضة عمري لطابور المرابين.
أحبال أعصابي لصيارفة جدد.
العضة العميقة في زندي الأيسر.
ليبك بدلا مني تمثال من الجبس
وليوزع قمح مخيلتي على الفقراء.
ليبك السنجاب الأشقر داخل عمودي الفقري.
***

للعميان فقط أبيع دموع زرقاء اليمامة.
قلت : سقط ناب الشمس
في حديقتي.
خطفه نسر ضرير فر من مرتفعات الشك.
قلت : المرأة هاوية والأديان معتقلات فظيعة.
عبروا برشاقة كنغر .
أفردوني في وادي الملوك.
أنادي صديقي المختبئ في الهواء
- توت عنخ أمون
-توت عنخ أمون
- يوما سألبس تاجك الذهبي
وأروض وحوش الكهنة.
أروض المركب الذي يعض سمكة النور.
الموجة التي تلسع هواجس الغريق.
***

مضطر لنسيان السماوات السبع.
الطبيعة التي أرضعتني حليب اللامعنى.
الثقوب السوداء التي تنتظر صحوني الطائرة.
لتلتهم شياه رأسي دفعة واحدة.
القمر الذي افتض بكارة روحي
في ممر عبثي.
هدايا الله التي نخرها نقار الخشب.
***

تحت شجرة اللوز
أيقظت المصباح.
لأقدس سر صداقتي مع الذئب.
أصغي لنباح أصابعي في العتمة.
أعزي القطار النائم فوق الشجرة
مليئا بالأشباح.
يهتز غصن عمودي الفقري.
ديك الجارة مختبئ في رأسي.
سحر نثره اليومي لا يقاوم.
سمعت خشخشة البستاني في الجذور.
وصهيل أحصنة الأسلاف
في طبقات الرغام.
قلت : العالم لامتناه في الزمان والمكان.
والمجد لقيامة الأشياء
من رفات الأشياء.
***
يكفي أن يقال : إنك تحيي الأموات وتداوي الأبرص والأكمه.
ولك أمشاج قربى بالماوراء.
حتى يصدق المنكسرون ويقولوا
إنك نبي مختار.
يكفي أن يقال : إنك ذو لوثة
حتى يصدق الآخرون..
يرموك بحجارة من سجيل.
يستنكف منك الأغيار .
***
لا توقظني
ذرني أمت
مثل ورقة قيقب
في مهب المحو .
***

فتحي مهذب تونس



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة ملكة
- الذي يجأر بالشكوى في الأوتوبيس
- العيارون الجدد
- قراءة نقدية لنص يوم ميلادي
- لا أريد إفناءك يا هضابي
- بيضة مالك الحزين
- أيها النهار
- رقصة الهندي الأحمر
- يرمون التوابيت من شباك الطائرة
- هواجس الليلة الفائتة.
- أيتها الأشياء الجميلة لماذا مضيت مسرعة؟
- Le loup maudit
- وأنت تتساقط عضوا عضوا
- غربة
- قراءة في قصة المومياء
- ندفن موتانا في قلوبنا
- إضاءات
- إعتذار
- أخيرا
- نصوص هايكو مترجمة إلى الفارسية


المزيد.....




- ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق ...
- رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال ...
- طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون ...
- المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط ...
- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...
- هنادي مهنّا وأحمد خالد صالح ينفيان شائعة طلاقهما بظهورهما مع ...
- السعودية تُطلق -أكاديمية آفاق- لتعزيز الشراكة بين التعليم وا ...
- بدورته الـ 46.. مهرجان -القاهرة السينمائي- يكرم خالد النبوي ...
- مع تحدي السياحة.. هل يحافظ دير سانت كاترين بعمر 1500 عام على ...
- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قراءة نقدية لنص إلهاء البومة في قاع المفاصل