عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 03:00
المحور:
الادب والفن
على خط النار حيث الاشياء مُبهمة، صراخ أوامر وصراخ آلام ورعب وازيز رصاص ودوي مدافع وانفلاقات قذائف تحبس الانفاس، التراب بين الفينة والاخرى يشكل قبة تحتضن المكان، ومضات المدافع تكشف عن اشباح تتراكض واخرين ينبطحون، في الهجمة الاخيرة عثروا على نصف جثة لضابط فأرسلوها الى زوجته التي تنتظر وليداً لتسميه فيما بعد انتصار!؟
انفجار هائل جعل أشلاء الاجساد تتطاير، تكور جسده على بعد امتار من المدفع، فاقداً وعيه، ومصاباً بشلل كامل، اعتقد زملاؤه أنه فارق الحياة، دفن على عجل مع العشرات من الجنود في قبر جماعي، كان رأسه بارزاً من التربة، فتح عينيه، لم يدرك في البداية لماذا وجد نفسه هنا وحيداً، أصوات القنابل وأزيز الرصاص وومضات من بعيد أعادت له جزءاً من المشهد:
ـ هل ما أزال في الخندق الامامي، أين المدفع... أين طاقمه... هل هرب الجميع وتركوني وحيداً...!؟
حَرك رأسه قليلاً مع استدارة عينيه، أحس بشيء يقترب من رأسه، عينان تومضان في الظلام، شعر بأنفاسه الكريهه تطوق أنفه، كتلة لحمية خشنة ولزجة تلعق اذنه، صرخ من شدة الألم وشعر باذنه تنخلع من مكانها، تبدد صراخه في وحشة المكان، اقترب الكائن الوحش الغريب من رأسه مرة اخرى، التقت العيون، بريقها يعلو ويخفت مع ومضات الانفجارات، صرخ بما تبقى من قوة:
ـ اغرب عني أيها ...
أطبقت أسنان قوية على شفتيه وابتلعت ماتبقى من كلمات.
2011.06.09
#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟