أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا المادح - ظلام الفنار - قصة قصيرة














المزيد.....

ظلام الفنار - قصة قصيرة


عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


على سن حجري بين اليابسة والماء، تقبع احلامه الحبيسة في صومعته الحجرية، تتراقص طيور النوارس على امتداد الريح بين الامواج، تتشكل قطع الغيوم على الفسحة الخضراء مدنا ومنافي، نسي كلبه الارقط رائحة الكلاب والقطط، هزّ ذيله لصاحبه محاولا استدراجه خارج دائرة الملل، رمى عصاً صغيرة بعيدأ فطار الكلب فرحاً خلفها، رفع رأسه الى السماء ليبحث عن صوت دوي بعيد، ابتعدت الطائرة النفاثة تاركةً خلفها خيطاً ابيضاً طويلاً متعرجاً متلاش عند نهايته، حلقت النوارس شرقاً وغرباً غير آبهةٍ للحدّ البخاري الناصع البياض.
توسد حجراً وافترش الخضرة ليغط في نوم عميق، لعق الكلب خده فأستفاق على نداوة اللسان ورطوبة البحر، جرجر اشلاءه المتكاسلة بخطى مرتعشة، صفق الباب بين العتمة ونور مصباح متدلٍ في وسط الغرفة، تهالك على كرسي بجانب منضدة صغيرة بُعثرت عليها اقداح وصحون تيبست فيها بقايا الطعام، نفث دخان سيجارته بين شاربيه ولحيته الطويلتين، ارتشف بقايا شاي الصباح في قدح المساء، ادار المذياع فجاءه صوت الاخبار الرجولي:
ـ انفجار مروّع في بغداد...
ـ قصفت طائرات اسرائلية قطاع غزّة...
ـ قصفت طائرات امريكية ضواحي قندهار...
ـ قصفت طائرات سعودية شمالي اليمن...
ـ .................................................

اهتزت ذاكرته على وقع الانفجارات، فتطايرت امامه اشلاء حروب لبلد بعيد حاول أن ينساه.
اسرعت يده لعتلة المؤشر، فجاءه صوت ازيز وانفعالات وخربشات ليستقر المؤشر على صوت عذب، طالما اسكر ارتعاشات القلب في ليالي الحزن المنثورة على حانات شط العرب:

ـ قصّـةُ... الأمس...
.................
.................

أنا لن أعــود اليك ...
مهما إستذكرت، دقـّات قلبي...
أنت الذي بدأ الملامةَ والصدودَ .. وخــان حبي ...
فأذا دعوت اليوم، قلبي للتصافي...
لا... لا... لـــن يُلبي
................

سحب قنينة كانت مركونة الى الجدار، افرغ مافي الكأس من بياض الى معدته الخاوية، ثم نفث بقايا سيجارته على الشاشة الدخانية فارتسمت امام عينيه احلام حبٍ غابر، كانت تقف عند عتبة الدار مستندة بجسدها الممشوق الى زاوية الجدار، رمقته بنظرة ودودة حيرى مع ابتسامة خفية، على دراجته المتباطئة مرّ من جانبها معقود اللسان متسمر العينين على وجنتيها الرقيقتين، إنطفأ اللقاء بلمح البصر، ادار وجهه الى كوة في الجدار اربكه بصيص وميض من بعيد، حمل نفسه مسرعاً الى أعلى الفنار، خطف المنظار ليحدق من خلاله في المشهد الضبابي، تلاشى الضوء تدريجياً ليغور في بحر من الظلام.

2010 . 01 . 13
البصرة



#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر اليورانيوم - قصة قصيرة
- سعادة مُعاقة - قصة قصيرة
- رقم ـ قصة قصيرة
- خسوف ـ قصة قصيرة
- حافلة الذكريات ـ قصة قصيرة
- جليد الاوهام قصة قصيرة
- ثوب الخلود ـ قصة قصيرة
- إنعكاسات - قصة قصيرة
- الطـَـنطـَـل - قصة قصيرة
- الرضعة الاخيرة...!
- كذبة الصعود للقمر وكذبة 11 سبتمبر...!
- أدلِرْ والقمر
- لقاء في المزبلة...!
- فراغ في النفق
- صرخةٌ من غزة ...!
- عبـــاس الفــَــوْري
- درب التبـّــانه
- الوهم / عاشقة طيور الحب / قصتان قصيرتان
- زقاق في الحيدرخانه
- الجورنيكا تُكتبُ من جديد ...!


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرضا المادح - ظلام الفنار - قصة قصيرة