عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 01:10
المحور:
الادب والفن
كثبان الرمل تزحف مع الريح، تُطرّز لونها الاصفر ليتشابك مع خيوط الشمس، وتنشر سجادتها الذهبية على امتداد النظر، الهواء الساخن يدفع بجناحيه الى الاعلى، عيناه الصغيرتان القويتان تفتش عن خضرة وماء،
ادار دفة الذيل بأتجاه تموّجات ارتسمت على صفحة الرمال من بعيد، تـتكسر الامواج باجساد سوداء بارزة مبهمة، حط ّ بجسده المنهك على ماسورة طويلة لدبابة محترقة، تلفت سريعاً بحثاً عمـّا يروي به غليله،
بُـخل المكان اثار في نفسه الخيبة، سخونة الحديد تلسع قدميه، رعشة خفية اجبرته على أن ينشر جناحيه للريح، نسمة رطبة في الاعالي أرشدته الى غابة نخيل مشوهه، كرة طين صغيرة صلبة لصياد ماهر، خضبت جسده بلون احمر،
فرح الصبي بصيده الثمين، أمه العمياء القابعة في سكون وحدتها ساعدته على نتف الريش، رائحة الشواء انتشرت بين الخضرة والماء، شعر بلذة اللحم تسري في فضاء فمه،
سحب الطبيب غطاءً على جسد الصبي الهزيل ودون سبب الوفاة: سرطان الدم.
2010 04 24
البصرة
#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟