عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن
الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 02:50
المحور:
الادب والفن
جلس على حافة سريره الحديدي، تمددت وصرصرت نوابضه واسلاكه فاجبرته على أن يكوّر ظهره الى الامام، ينساب نور الصباح بتململ الى وسط الغرفة عبر شباك حديدي صغير علاه الصدأ، ازاح الغطاء الصوفي عن ساقه اليمنى، فظهرت نهايتها المبتورة كأنها رأس طفل اصلع، هرشها باظافره، تناول نصفها الاخر من تحت السرير، ربط النصفين بأحكام ونهض مترنحاً.
عمله الجديد يتطلب الشجاعة واثبات الكفاءة، وإلا سيبتلعه مجدداً حوت البطالة الذي يحوم في سماء المدينة فاغراً فمه العملاق، حمل عدّته من مكتب المنظمة الدولية لازالة الالغام وانطلق مع المجموعة.
اشار جهاز الاستشعار الى وجود جسم معدني تحت سطح الارض، تسمّـر في مكانه ثم تراجع ثلاث خطوات الى الوراء، انبطح على بطنه وزحف ببطء الى الامام، غرز سلكاً معدنياً في التربة ببطء، اعاد الكرّة حتى اصطدام السلك بضالته، نبش التربة بحذر، ظهرت امام عينيه كتلة معدنية رملية اللون، شكلها نصف الكروي المجوف ابعد عنه الشك بأنها لغم، مسح عنها ماعلق بها من تراب، ظهر عليها رقم كان قد حفظه عن ظهر قلب، علّقها على الجدار فوق سريره وغط ّ في احلامه المشوهة.
.....................
2010.09.08
البصرة
#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟