أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - ردا على مقال السيد جورج منصور ... الطائفية في العراق حكاية ظل طويل















المزيد.....

ردا على مقال السيد جورج منصور ... الطائفية في العراق حكاية ظل طويل


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الاستاذ جورج منصور مقالا بعنوان ( الطائفية في العراق : حكاية ظل طويل ) ويبدو ان الاستاذ جورج منصور توهم اننا قصيرو الذاكرة فأخذنا بعيدا عن مجرى الاحداث وبداية الكارثة ! وكأن واحدنا مصاب بالزهايمر السياسي فلم نعد نتذكر تسلسل الوقائع وتعاقب التطورات السياسية التي قادتنا الى مستنقع الطائفية وسلطة الميليشات وحكومة اللادولة الحالية .. اجهد الكاتب نفسه في الحديث عن الجذور التاريخية للطائفية ونشوئها في اوربا ثم انتقل للحديث عنها في المجتمعات الاسلامية لينتقل بعدها الى العراق فاشار الى ان العراق لم يكن خاليا من الحساسية الطائفية قبل عام 2003 الا انها لم تبرز الى السطح نظرا لقوة النظام انذاك .... وكأنه يريد ان يعزو السبب في ظهور الطائفية تحديدا الى طبيعة و شخصية الفرد العراقي التي تحمل في دواخلها بذرة الطائفية بصورة كامنه ومتجذرة لايمكن الفكاك منها الا انها كانت مكبوته بحكم وجود سلطة مركزية قوية وصارمه قبل السقوط . لكن فات الاستاذ جورج منصور ان الحساسية الدينية والطائفية أمر شائع في كل المجتمعات التي يحتل الدين والطائفة فيها حيزا ومساحة في حياة الناس ووعيهم ولكن بدرجات متفاوته اعتمادا على مساحة الحرية التي يتمتع بها افراد ذلك المجمتع لممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية و درجة تمدنهم ومستوى وعيهم الثقافي والوطني ودورالدولة ومؤسساتها التعليمية والتربوية والاعلامية في أشاعة روح المواطنة واحترام الخصوصية الدينية والقومية والاثنية بدرجة متساوية للجميع وهكذا فان اغلب المجتمعات بما فيها المجتمعات الاوربية والغربية لاتكاد تخلو من هذه الحساسية والاصطفاف الطائفي لكن هذه الحساسية محكومة عندهم بدولة ذات مؤسسات راسخه وقيم علمانية متحررة من سلطة الدين تحرم استخدامه في السياسة وتعطي رابطة المواطنه قدم السبق على باقي الروابط الطائفية والاثنية والقومية
يقول السيد جورج منصور مانصه (حين سقطت الدولة فجأة في 2003، حدث الفراغ الكبير: تفكك الجيش، تلاشت المؤسسات، غابت السلطة، وتراجع الشعور الوطني لصالح الانتماءات الأولية. في ذلك الفراغ، خرجت الطائفية من الهامش الى الواجهة.... )
الغريب في الامر ان الاستاذ جورج منصور يتحاشى ان يذكر من أسقط الدولة !!! وكيف تفكك الجيش ؟ ومن كان وراء اختفاء مؤسساتها ؟ ومن كان وراء تحطيم جهاز الدولة بالكامل ؟ هل أن الدوله قد سقطت لحالها أو بارادة ربانية مثلاً؟ ومن الذي أخرج الطائفية من الهامش الى الواجهة ؟
يسترسل الاستاذ جورج منصور فيقول اعتمد النظام السياسي الجديد على "تمثيل المكوّنات"، وهو تعبير بدا في ظاهره عادلًا، لكنه فتح الباب لترسيخ الطائفية كمنظومة حكم) .... لكن من قال ان تمثيل المكونات في السلطة التنفيذية مبدأ عادل ؟ أنه يتناقض وأهم مبدأ من مباديء دولة المواطنه الحديثه التي تعتمد الكفاءة والنزاهة والاخلاص !! ثم مرة اخرى يتجاهل السيد جورج منصور من كان وراء تصميم النظام السياسي الجديد الذي اعقب السقوط ؟ ومن الذي اصر على اعتماد الطائفية والمحاصصه السياسية كمنهج للحكم ؟
أن الاستاذ جورج منصور يتحاشى الاشارة الى دور سلطات الاحتلال الامريكية في كل هذا وكأنه يحاول ابعاد المسؤولية في كل ذلك عن هذه السلطة وعدم الاشارة الى مسؤوليتها المباشرة في الوصول الى المستنقع الحالي ؟ لقد خطط الامريكان لهذا الامر مستهدفين اضعاف كيان الدوله العراقية وجعلها دولة ضعيفة مستباحة مهددة في وجودها ووحدة ترابها الوطني . وهذا هو واقع العراق اليوم .. هل نسى ام تناسى الاستاذ جورج منصور ان الدستور الذي ساعد في تكريس الواقع البائس الحالي كتب بايدي عراقية ولكن بخط واقلام امريكية ؟ على ان الرأي الذي يفسر به البعض ماحصل باعتباره اجتهادا شخصيا او خطأ عرضيا من قبل الحاكم الامريكي لسلطة الاحتلال بول بريمر هو في حقيقته تسفيه وتسطيح لحقيقة الاحداث ؟ اننا نعيش الان في دولة فاشله هندستها وصممتها اجهزة الاستخبارات الامريكية التي لم تكن تسعى لتحقيق العداله في تمثيل مكونات المجتمع بقدر ماكنت تروم ترسيخ الطائفية السياسية والمحاصصه لجعل العراق دولة فاشلة ضعيفة منزوعة المخالب لاتشكل تهديدا حتى لو كان شكليا لاسرائيل والمحميات الامريكية في الخليج
يقول الاستاذ جــــــــورج منصور
هناك من يسأل: لماذا تتعمَّق الطائفية؟ تتعمّق الطائفية حين تضعف الدولة، ويضيع القانون ،
وهذا صحيح لكنه الجزء الثاني فقط من المعادله فالجزء الاول يقول ان ترسيخ الطائفية هي السبيل الرئيسي لاضعاف الدوله وغياب القانون وهذان بدورهما يساهمان في بقاء الطائفية وتعميقها وجعل الدولة غير قادرة على الفكاك منها انها معادله عكسية تسير في اتجاهين متعاكسين فالطائفية تضعف الدولة وضعف الدولة ينتج الطائفية والعشائرية والمناطقية وهذا ما كنت تدركه سلطة الاحتلال الامريكي حين اصرت على ان تكون الطائفية الاساس للبناء السياسي الراهن في عراق مابعد السقوط
يخبرنا تاريخ العراق خلال القرون الماضية بان القوى الاجنبية والاقليمية التي كانت تتنازع السيطرةعلى العراق وبالتحديد ( الخلافة العثمانية وفارس ) غالبا ما كانت تلجأ لاذكاء نار الطائفية واستخدامها كوسيلة لتكريس الانقسام داخل المجتمع واضعافه ليسهل لها السيطرة على البلاد العراقية واحتلالها ..
لنتجاوز المجتمع العراقي قليلا ونذهب الى المجتمعات الغربية او المجتمع الامريكي تحديدا واظن ان الاستاذ جورج منصور على دراية والمام كاف به وبتركيبته المتنوعه دينيا وقوميا وسنسأل ماذا يتوقع ان يحدث له لو جردنا الدوله من صفة العلمنه واستبدلنا دولة المواطنه بدولة محاصصة قومية ودينية وطائفية ؟ اظن ان الامر ذاته يصح على المجتمعات الاوربية ايضا
.
وهنا أود ان أشير من باب التذكير لاولئك الذين يعزون استشراء الطائفية الى اسباب داخلية بحته تتعلق بالانقسام الطائفي الحاد للمجتمع العراقي أن الاحصاءات الرسمية كانت تشير انه ولغاية السقوط في عام 2003 فان مايقارب من اربعين بالمئة من العائلات العراقية هي نتاج مصاهرة بين الشيعة والسنه ! ناهيك عن ان كثير من القبائل العراقية الكبرى التي ترتبط برابطة الدم والولاء العشائري تتوزع بين المذهبين الشيعي والسني دون أدنى غضاضة أوعداء

أمر اخر اسقطه الاستاذ جورج منصور فلم يأت على ذكره وهو حقيقة الدور الذي قامت به القوى الكردية وماتزال في ترسيخ التقسيم والمحاصصه الطائفية منطلقة من ان وجود سلطة طائفية ضعيفة متفسخة في المركز يتيح لها احكام قبضتها على كردستان والابتعاد بها عن الوطن الام بانتظار المتغيرات الاقليمية والدولية التي تتيح لها تحقيق طموحلتها باعادة رسم الحدود الجغرافية في المنطقة .. لقد لمسنا خلال العشرين سنه المنصرمه ان هذه القوى كانت حريصة على التحالف والاصطفاف واقتسام السلطة والثروة مع قوى الاسلام الطائفية وكيف انها ادارت ظهرها في وقت ما لقوى علمانية حاولت ان تكسر طوق الطائفية فساندت نوري المالكي في مواجهة تحالف اياد علاوي الذي تصدر نتائج الانتخابات وقتذاك

ويبقى السؤال المهم والاخير من هم رعاة النظام السياسي القائم في العراق حاليا ؟ ومن هم أصاحب المصلحة في بقاء هذا النظام الفاشل وأستمراره ؟ ومن يقف بكل ثقله ضد طموح الشعب العراقي في التغيير ؟ أظن اننا جميعا بمن فينا الاستاذ جورج منصور يعرف جيدا الجواب بكل تفاصيله


قد افهم ان الاستاذ جورج منصور لم يأت على ذكر كل التفاصيل التي قادتنا الى هذا المأل لكن ما لاافهمه حقا هو حرصه على اخلاء طرف الامريكان وتجاهل الاشارة الى دورهم ومسؤوليتهم المباشرة في زرع الطائفية وتكريسها من خلال نظام سياسي متخلف و فاسد يخدم مصالحهم فهم وحدهم من يتحمل المسؤولية المباشرة في ماوصلنا اليه من واقع عراقي بائس ومثير للحزن والاحباط



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسابات خاطئة ونتائج معروفه سلفا
- نحو أصطفاف وطني واسع مناهض لسلطة الاسلام السياسي
- أسود ولكن ......
- الرئيس الهمشري
- أولويات الصراع
- أسقط بشار الاسد نفسه قبل أن يسقطه الاخرون
- شكوى
- عبد الرزاق عبد الواحد... سلوكه ومواقفه ومنجزه الشعري
- ماذا لو أن حماس..... وجهة نظر
- أن تكون أو أن تكون
- سقوط بغداد ...هزم صدام شعبه فهزمه الامريكان
- مؤشر غازي الاقتصادي
- تعليقا على ماكتبه الاستاذ نجم الدليمي في مقاله( وجهة نظر ومو ...
- تاجر خائب وبضاعة فاسده 3,4 --4
- تاجر خائب وبضاعة فاسدة 2 --4
- تاجر خائب وبضاعة فاسدة 1-4
- الحركة الاشتراكية العربية ..مواقف وطنية مجيدة
- رساله الى صديق بعثي ... اعطونا عذرا امام شهدائنا لنعبر الماض ...
- هل اليسار المتمدن موقع لليسار حقا
- شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل


المزيد.....




- سجلوا صوت بكائه فوجدوا والدته.. لقاء مؤثر بين صغير ثعلب بحر ...
- مساعد بوتين يكشف كيف انتهت محادثات روسيا وأميركا بشأن اتفاق ...
- هل نام؟.. فيديو يرصد ترامب خلال اجتماع بين وزرائه استمر 3 سا ...
- -ليدي ديور- تتحول إلى لوحة فنية مستوحاة من الكويت
- مغامرة توثق تجربة عبورها -أخطر- جسر مُعلّق في باكستان
- من أبو العلاء المعري إلى أندريا بوتشيلي: نجاح باهر رغم الإعا ...
- إيران تحت وطأة قانون رقابي جديد يهدد الإعلام ويعزل الجامعات ...
- باحثون يبتكرون قطرة أنف لعلاج مرضى أصعب أنواع سرطانات المخ
- هل سهيمن ملف الحرب في أوكرانيا على زيارة ماكرون إلى الصين؟
- إسرائيل تعلن أن البقايا المستعادة من غزة الثلاثاء لا تعود لأ ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - ردا على مقال السيد جورج منصور ... الطائفية في العراق حكاية ظل طويل