أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - حسابات خاطئة ونتائج معروفه سلفا















المزيد.....

حسابات خاطئة ونتائج معروفه سلفا


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتبق على موعد اجراء الانتخابات البرلمانية الا أيام قلائل وليس ثمة ما يشيربان شيئا ما سيتغير نحو الاحسن بعدها فهي بالتأكيد ستكون مثل سابقاتها صورة كاريكتيرية بائسة من الانتخابات البرلمانية الغربية .. النتائج دائما تأتي على قدر مقدماتها والمقدمات تقول ان الشروط الاساسية لأجراء انتخابات نزيهة وعادلة وشفافة و معبرة غير موجودة اصلا ..أول هذه الشروط هي علمنة الدولة وفصل الدين عن السياسة فصلا تاما وثانيهما خلو البلد من الميليشيات المسلحة بكل صورها واشكالها اذ لايمكن الجمع بين صناديق الانتخابات وعسكرة الشارع ثالثهما تحرير البلد من النفوذ الاجنبي والاقليمي فلايمكن قيام انتخابات حرة ونزيهة بدولة مثلومة السيادة ومحكومة بالتبعية السياسية والاقتصادية و الدينية كما هو حال العراق في الوقت الراهن ..فضلا عن كل ذلك فان النظام الانتخابي الحالي صمم اصلا لخدمة احزاب الطائفية السياسية الحاكمه ورموزها كما ان الشارع العراقي يكاد يخلو من قاعدة حزبية مدنية متنوعة وفاعلة وحدهم الشيوعيين وهم القوى العلمانية الوحيدة الفاعلة في المشهد السياسي وخلافا لكل قواعد المنهج الماركسي في التحليل وقراءة الواقع وكل مدونات الكلاسيك الماركسي مابرحوا مصرين ان مايسمى ( العملية الديمقراطية) وفي مثل هذه الظروف يمكن ان تحقق التغيير المنشود دون ان يشرحوا لنا كيف بنوا حساباتهم وعلى ماذا استندوا في تفاؤلهم هذا
****************************************************

عموما فان المتابع لما ينشر في المواقع الالكترونية والمدونات سيكتشف انها تعج بكم كبير من الكتابات التي تتناول مواقف قيادة الحزب الشيوعي العراقي وسلوكياتها بالنقد والتعريض ليس ازاء الوضع الاني و الانتخابات الراهنه فحسب وانما لمجمل سياساته ومواقفه منذ السقوط لغاية الان ... انا هنا أشير بالتحديد الى تلك الاراء التي تنطلق من جماهير اليسار ومحبيه وهم بمجملهم اما اعضاء سابقين في الحزب او يسارييين وماركسيين مستقلين يشكلون النخبة المثقفة وطليعة القاعدة الجماهيرية المساندة ... كثير من هذه الملاحظات والقراءات التحليلية التي تنتقد وتعترض أقوى واكثر صوابا وقربا للماركسية من مواقف قيادة الحزب وسلوكياتها وتبريراتها
*******************************************************
منذ السقوط وتحت يافطة البراغماتية و الواقعية والانفتاح و التغيير بدأت قيادة الحزب الشيوعي العراقي بالابتعاد شيئا فشيئا عن شواطيء الماركسية فاقنعت نفسها واقتنعت كليا بان العملية السياسية التي ارسى اساسها الاحتلال تمثل الامل المنشود للشعب العراقي ..! وراهنت بحماس و من غير تفكير وتدبر على العملية الانتخابية باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير والاصلاح وكأنها لم تقرأ المقولات الاساسية للماركسية !!! فدخلت في منافسة محسومة النتائج سلفا مع تيارات سياسية مخترقة مدججة بالمال والسلاح وتحكم قبضتها على المشهد السياسي ... تيارات لاوطنية مدعومة خارجيا من الصعب مجاراتها .. حاولت هذه القيادة عبثا ان تجد لها موطيء قدم في عملية مصممه اصلا ان لايكون للقوى الوطنية واليسارية دور فيها ...عجزت عن تشخيص طبيعة المرحلة مثلما عجزت عن تحديد المهام الانية للنضال وتجاهلت عن عمد طبيعة القوى السياسية الحاكمة و المتحكمة بالشأن الوطني .. لم تستطع ان تنظر ان الاحتلال والنفوذ الاجنبي صنع طبقة سياسية حاكمة من اللصوص المتقنعين بالدين والكومباردور التي باتت مصالحهم الاقتصادية تتطابق تماما مع المصالح الاجنبية تجاهلت هذه القيادة مثلا ان العراق فقد استقلاله السياسي والاقتصادي منذ الاحتلال, وباتت المهمة الرئيسية التي تسبق كل المهام الاخرى هي اعادة السيادة والاستقلال وتحرير الوطن من الهيمنة الامريكية والاقليمية والغاء معاهدات التحالف السياسي والعسكري مع امريكا وحلف الناتو واخلاء العراق من كل اشكال التواجد العسكري الاجنبي مهما كانت مبرراته

***********************************************************************************
لست هنا بصدد سرد وتسجيل المواقف التي اتخذتها قيادة الحزب الشيوعي مما لاتتناسب مع الهوية الوطنية والطبقية والفكرية للحزب منذ مابعد السقوط ولغاية الان .. الصورة العامة تقول أن قيادة الحزب لم تعد تركز في عملها على الكسب والتنظيم وتعزيز القاعدة الشعبية والجماهيرية للحزب ومنظماته المهنية انما صارت تركز على امور ثانوية مثل بناء تحالفات انتخابية لاطائل منها ومع قوى عليها اكثر من علامة أستفهام تحالفات أفقدت الحزب احترامه امام نفسه وامام قاعدته اليسارية .. وكأن واقع الحال يقول ان الحزب صار يبحث عن حلفاء يحتمي بهم و يعطوه شهادة تأييد وحسن سيرة بانه لن يشكل تهديدا للمشروع الطائفي الحالي !!! صارت هذه القيادة تتطلع الى التغيير من القمة بدلا من الاسفل ومن القاعدة الشعبية كما يفترض وكما تشير الماركسية ...اصبحت مهووسة بتكرار التجربة مع كل دورة انتخابية رغم ان كل التجارب كانت تؤول الى نفس النتائج !!ان اي مراقب يعرف موازين القوى جيدا ويعي حالة الاخصاء التي مارستها و تمارسها فصائل الاسلام السياسي لاي فعل ونشاط وطني مؤثر في الشارع قد يقود الى تغيير المعادلة يدرك جيدا ان الاحزاب الطائفية ورموز الفساد واللصوصية والعشائرية ودعاة المحاصصه ستقتسم البرلمان القادم بينها وهي قادرة على تزوير النتائج عند الاضطرار وبطرق شتى بما فيها استعمال العنف ان اقتضى الامر وبناء على ذلك فان الحزب الشيوعي وفي احسن الاحوال لايستطيع ان يوصل اكثر من عدد محدود لايتجاوز اصابع اليد الواحدة !!
******************************************************
أن اي مثقف يمتلك رصيد فكري بسيط من الوطنية والوعي السياسي يعرف ان تحقيق التغيير من خلال البرلمان في الوضع العراق الراهن أمر شبه مستحيل.... وان البرلمان الجديد سيكون رجعيا أيضا لن يختلف كثيرا عن سوابقه ... نفس العقول الطائفية ونفس الوجوه الكالحة !!! لاادري هل قرأت قيادة الحزب شيئا عما كتبه لينين بشأن دور نواب اليسار ومهمتهم في البرلمانات الرجعية ؟؟؟
*******************************************************
دوما وبشكل عام وكما هو حال العراق اليوم وفي ظل التزوير وانتشار الامية الثقافية والسياسية لدى الجماهير وتوظيف الدين والقبيلة للاغراض السياسية وسيطرة الميليشيات المسلحة على الشارع واستخدام المال لرشوة الناخبين لن تتمكن القوى اليسارية والديمقراطية مهما اجتهدت وحاولت من ايصال الاعدد محدود من مرشحيها للبرلمان عندها فان المهمة الاساسية لهؤلاء الاعضاء في مثل هكذا برلمان طائفي رجعي تتركز في استخدام منصة البرلمان لفضح السلطة الحاكمة ودعم النضال الجماهيري في الشارع وتحشيد القاعدة الشعبية خلف برامجها واهدافها .. وهنا يكمن مأزق الاصدقاء الشيوعيين فهم في واحد من أمرين اما انهم لم يقرؤوا الماركسية ولم يفهموها جيدا او انهم حريصون على ان لايصدموا باحزاب السلطة الطائفية الحاكمة وميليشياتها المسلحة التي لن تتردد عن استعمال العنف والقتل والارهاب بمجرد ان تدرك هذه أن هناك معارضة ممثلة بالبرلمان باتت تشكل خطرا وجوديا عليها .............
**********************************************************************************
لا احد يدري مالذي يدور في ذهن قيادة الحزب الشيوعي وكيف تنظر لافاق عملية التغيير وبماذا تفسر هذه المواقف و التحالفات مع قوى دينية او شخصيات مشبوهة لكن الاكيد ان الحزب بسياسته ومواقفه الحالية لن يكون قادرا ( وربما تخلى ) على قيادة الحراك الوطني وتصدر النشاط الجماهيري كما يطمح معظم هؤلاء الذين يصوبون سهام نقدهم اليه واغلبهم في الحقيقة من محبيه ومؤازريه .. تخطت سياسة ومواقف الحزب الشيوعي الكثير من الثوابت المبدئية وغاب التحليل الماركسي اللينيني في خطاباته ومنهاجه العملي وتجاهل ان المرحلة الحالية تتطابق تماما مع مرحلة التحرر الوطني والنضال في سبيل استقلال القرار السياسي العراقي واعادة صياغة الدولة على اسس وطنية لكن في شتى الاحوال على هؤلاء المنتقدين او الناقمين ( وانا منهم ) ان يتجاوزوا عقدة النقد المستمر التي لاطائل منها فالفتق بات كبيرا والرتق صار صعبا و حمل قيادة الحزب على تغيير نهجها صار اكثر صعوبة وان علينا جميعا ان ندرك ان الحزب الشيوعي اذا لم يكن جزء من الحل كما نطمح ونريد فانه لن يكون المشكلة او العائق بكل تاكيد فالساحة مفتوحة وأوجه النضال متعددة ولن تستطيع اي قوة او مجموعة سياسية بمن فيهم قيادة الحزب الحالية ان تحتكر الوطنية أو تمثيل الماركسية أو اختصار اليسار ... باتت الاولوية النضالية لكل الاقلام الوطنية واليسارية والعلمانية الشريفة هي في توجيه سهام اقلامها ونقدها للطبقة الحاكمة واحزابها الطائفية المتخمة بالفساد واللصوصية والعمالة وتعريتها وفضحها والمساهمة في بناء وعي وطني ديمقراطي عابر للطائفية عند الجيل الحالي من الشباب يؤسس لحراك شعبي وانتفاضة جماهيرية على غرار انتفاضة تشرين تطيح بكل هياكل هذا النظام الطائفي الرجعي الطائفي اللصوصي الفاسد والعميل



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو أصطفاف وطني واسع مناهض لسلطة الاسلام السياسي
- أسود ولكن ......
- الرئيس الهمشري
- أولويات الصراع
- أسقط بشار الاسد نفسه قبل أن يسقطه الاخرون
- شكوى
- عبد الرزاق عبد الواحد... سلوكه ومواقفه ومنجزه الشعري
- ماذا لو أن حماس..... وجهة نظر
- أن تكون أو أن تكون
- سقوط بغداد ...هزم صدام شعبه فهزمه الامريكان
- مؤشر غازي الاقتصادي
- تعليقا على ماكتبه الاستاذ نجم الدليمي في مقاله( وجهة نظر ومو ...
- تاجر خائب وبضاعة فاسده 3,4 --4
- تاجر خائب وبضاعة فاسدة 2 --4
- تاجر خائب وبضاعة فاسدة 1-4
- الحركة الاشتراكية العربية ..مواقف وطنية مجيدة
- رساله الى صديق بعثي ... اعطونا عذرا امام شهدائنا لنعبر الماض ...
- هل اليسار المتمدن موقع لليسار حقا
- شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل
- وصية لفتى حالم


المزيد.....




- حقوقيو تونس يطلقون -صرخة فزع- بعد تعليق نشاط 17 منظمة
- إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل
- تصاعد التوتر بالكاريبي مع وصول حاملة طائرات أميركية وانتشار ...
- العراق.. المفوضية العليا تكشف نسبة المشاركة في الانتخابات
- مظلوم عبدي: نلتزم بإسراع دمج -قسد- في الدولة السورية
- سلوفاكيا.. سخرية من قانون يحدد سرعة المشاة على الأرصفة
- ترامب والشرع.. تفاهمات تمهد لعهد سوري جديد
- طريقة جديدة لاكتشاف أمراض القلب عبر الرنين المغناطيسي
- واشنطن تبحث مع دمشق وأنقرة انضمام سوريا للتحالف ضد داعش
- مجموعة السبع تبحث في كندا ملفات عدة أبرزها -اتفاق غزة-


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيب عادل حطاب - حسابات خاطئة ونتائج معروفه سلفا