أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - قرار تقسيم فلسطين وإسرائيل!















المزيد.....

قرار تقسيم فلسطين وإسرائيل!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 06:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف أدارتْ إسرائيل ملف قرار التقسيم رقم 181 الصادر يوم 29-11-1947م، ووظفته لمصلحتها، لتخدم نظريتها الشهيرة وهي؛ إن العرب قومٌ رافضون لكل مشاريع الحلول السلمية، وأنهم يسعون دائما لإشعال الحروب، أي أنهم إرهابيون بطبيعتهم؟!
أولا، تابع مسؤولو الوكالة اليهودية، قبل تأسيس إسرائيل اللجنة الأممية المكلفة بقرار التقسيم وهي، (اليونسكوب) ضغطوا على الدول المشتركة في اللجنة، وهي إحدى عشرة دولة، وهي: إستراليا، كندا، تشكيوسلوفاكيا، غواتيمالا، الهند، إيران، هولندا، البيرو، السويد، الأورغواي، يوغسلافيا.
وضعتْ اللجنةُ السابقة ثلاثة حلول للقضية الفلسطينية: الحل الأول، دولة (عربية) ذات أغلبية عربية. والحل الثاني، حل الدولتين. أما الحل الثالث فهو، حل دولة واحدة ثنائية القومية!
بعد حوالي تسع سنوات من قرار التقسيم، وبعد أن سوَّقت إسرائيل للعالم؛ بأن الفلسطينيين رفضوا القرار، نشر رئيس الوزراء الأسبق، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، نص رسالة سرية كان قد بعثها إلى بن غريون، قبل التصويت على القرار، وقبل تأسيس إسرائيل: "ستصوت مع قرار التقسيم 25 دولة من دول العالم البالغ عددها 57 دولة، سترفضه 13 دولة، ستمتنع عن التصويت 17 عن التصويت، وستغيب دولتان"
كانت نتيجة التصويت مختلفة عما توقعه، موشيه شاريت، كانت نتيجة التصويت في مصلحة إسرائيل، بعد مطاردة دول اليونسكوب، وهي أن 33 دولة صوتت مع القرار، مقابل 13دولة عارضت القرار وامتناع عشر دول عن التصويت!
ولا أنسى أن اللوبي اليهودي النشط استعان بأبرز علماء اليهود قبل تأسيس إسرائيل استعان، بألبرت أنشتاين صاحب النظرية النسبية لكي يتواصل مع، جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند، لأن الهند كانت تُصر على منح الفلسطينيين حقوقا أكبر بسبب كثرة عددهم، فأرسل، أنشتاين رسالة لنهرو قال فيها: "نذكركم بأن اليهود ظلوا ضحايا الاضطهاد قرونا، وهم يستحقون وطنا" فرد نهرو برسالة قال: "نحن نتعاطف مع اليهود، ولكننا نرفض قرار التقسيم، لأنه قرارٌ ظالم"!
أثمر ضغط اللوبي الصهيوني على تلك الدول في نتائجه النهائية، كما أنهم استغلوا رفض العرب لقرار التقسيم ونجحوا في جعل الأمم المتحدة تمنح الأرض لليهود بنسبة 55% من أرض فلسطين في قرار التقسيم، بينما منحتْ الفلسطينيين 43%، كل ذلك على الرغم من أن عددُ الفلسطينيين بلغ عام 1947م مليون وثلاثمائة وستين ألف فلسطيني، بينما بلغ عددُ اليهود ستمائة وأربعة عشر ألف يهودي فقط، أي أن نسبة الفلسطينيين هي 69 % بينما نسبة اليهود تبلغ 31 %، كما أن أملاك الفلسطينيين بلغت ثلاثة وعشرين مليون دونمٍ، بينما امتلك اليهودُ مليون ونصف دونم فقط!
هكذا استغلت إسرائيل قرار التقسيم وجعلته بمثابة الاعتراف الدولي بتأسيس دولة إسرائيل، لذا فقد نصت وثيقة استقلال إسرائيل: "في يوم 29/11/1947 تبنّت الجمعية العامة قرارا بإنشاء دولة يهودية مستقلة في فلسطين، لذلك نعلن نحن ممثلي المجلس الوطني، والحركة الصهيونية في العالم، استنادا لحقنا الطبيعي والتاريخي، وقرار الجمعية العامة عن قيام الدولة اليهودية في فلسطين، وأن المجلس الوطني الحالي سيعمل كأدوات مؤقتة للدولة، ونحن نعرض السلام والوحدة على كل الدول المجاورة، دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة بشأن تنفيذ قرار(181) يوم 29-11-1947م"!
هكذا استفاد الإسرائيليون من قرار 181 وهو قرار التقسيم فاعتبروه سندا قانونيا دوليا وشرعيا لإقامة دولتهم، رغم أن القرار أشار إلى دولتين، وليس دولة واحدة، تمكن الإسرائيليون من الإعلان عن دولتهم واغتيال الدولة الفلسطينية الأخرى (العربية).
انطلاقا من مبدأ استغلال كل الفرص عند سياسيي إسرائيل الأوائل، فإن سياسيي إسرائيل الذين جاءوا بعدهم واصلوا استغلال قرار التقسيم باعتباره احتفالا باعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بإسرائيل فقط، أما الفلسطينيون أصبحوا عند سياسيي إسرائيل الرافضين.
انطلاقا من مبدأ استغلال كل حدث سياسي عند سياسيي إسرائيل فإن، داني دانون سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، أعلن عن احتفالية كبرى في مقر الأمم المتحدة بمناسبة صدور قرار التقسيم عام 2017م: "أقام داني دانون حفلا غنائيا كبيرا في ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين، وتأسيس إسرائيل بعد قرار التقسيم بأشهر قليلة، حضر الاحتفالَ ممثلو ثلاثٍ وثلاثين دولة، وهي الدول التي اعترفتْ بإسرائيل عند تأسيسها! وكذلك سبعمائة مدعو من العالم، مضافا إلى ذلك، السفراء والدبلوماسيون، وأباطرة المال، ومن أبرز الحاضرين رئيسُ الكونجرس اليهودي العالمي، رونالد لاودر، كل ذلك جرى بالتنسيق مع سفيرة أمريكا، نيكي هيلي، وصندوق أراضي إسرائيل، وغيرهم، قال، داني دانون: نجحنا في التواصل مع اثني عشر سفيرا عربيا وإسلاميا، وهم وإن لم يصوتوا بعدُ لإسرائيل، إلا أنهم في طريق ذلك، لم تعد إسرائيل جزءا من المشكلة، بل أصبحت طرفا في الحل، بدأ الاحتفال بالوقوف إجلالا للدولة التي أسماها، بوريس جونسن، وزير خارجية بريطانيا، أروع إنجاز في القرن العشرين! ثم، عُزف النشيدُ الإسرائيلي، هاتكفا، (الأمل) ثم صعدت المغنية الإسرائيلية المشهورة، نينت، وغنت أغنية (قدس الله)"! (صحيفة، يديعوت أحرونوت 27-11-2017م)!
لم يكتفِ اللوبي الصهيوني بالاحتفالات في ذكرى التقسيم، بل إنهم انتقدوا كل الذين اعتبروا القرار موافقة دولية أيضا على تأسيس دولة للفلسطينيين إلى جانب دولة إسرائيل، على الرغم من رفض العرب للقرار، بل إن سياسيي إسرائيل وباحثيها واظبوا على المتابعة والدراسة والتعليق على آراء كل باحث منصف أو كل مشكك في نوايا إسرائيل، وكل مَن يُبرر الظروف العالمية في فترة إصدار القرار، حتى أن، دوف ليبمان عضو الكنيست من حزب هناك مستقبل رفض تبرير، باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق في كتابه المشهور (الأرض الموعودة) لأن أوباما برر في كتابه السابق الرفض العربي لقرار التقسيم قائلا: "رفض العرب قرار التقسيم لأنهم كانوا قد تحرروا من الاستعمار حديثا" أي أنهم كانوا يعانون من الاحتلال، فهم لا يقبلون (كيانا يهوديا)!
علَّق دوف ليبمان قائلا: "إن الرئيس أوباما كان يقصد أن إسرائيل (كيان استعماري)"!
الحقيقة هي أن الفلسطينيين لم يكن لهم تنظيمٌ أو جبهة نضالية وطنية مؤثرة عام 1947م، كان العربُ هم الناطقون باسمهم، وكان هناك من العرب من أبدَوا الموافقة على قرار التقسيم، مثل حسني البرازي رئيس وزراء سوريا الأسبق قال: "القرار مناسب لكل من اليهود والعرب" ولكنه كان صوتا فريدا، اتُّهم بأنه جاسوسٌ وعميل، لأن معظم دول العرب رفضت وشجبت قرار التقسيم، حتى أن الجامعة العربية نفسها قررت تأسيس جيش الإنقاذ، برئاسة، فوزي القاوقجي وهو ضابط في الجيش السوري، ولكنه لم يكمل خطته، بل إنه استقال بعد أن وُقِّعتْ اتفاقية رودس بين إسرائيل وبعض الدول العربية 1949م.
كذلك فإن الملك فاروق دعا لعقد المؤتمر الأول للقمة العربية في مدينة أنشاص بمصر في شهر مايو 1946م، وصدر عن المؤتمر قرار ببقاء فلسطين عربية!
ظل الفلسطينيون في تلك الفترة ينتظرون القرار العربي باعتبار العرب هم حاضنة النضال الفلسطيني بدون أن يكون لهم جبهة وطنية جامعة يمكنها أن تتخذ القرار المناسب، ولكنهم فوجئوا في عهد جرائم العصابات الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل بأن العرب لم يكونوا مستعدين لمنع الكارثة، كارثة التهجير عام 1948م، ورأى الفلسطينيون أنفسهم أن العرب لن يتمكنوا من إرجاع حقوقهم لأن جيوشهم التي دخلت فلسطين لم تكن مؤهلة لذلك، فبدأوا في تنظيم صفوفهم وأسسوا منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة فلسطينية، بموافقة عربية، وكعضو في الجامعة العربية!
غير أننا نحن الفلسطينيين لم نتمكن حتى اليوم من الاستفادة من خطط الإسرائيليين وتنظيم صفوفنا في مواجهة المخططات التي تهدف لسلبنا كل حقوقنا وفق مقولة: "إن العدو الإسرائيلي ليس ذلك الكيس التقليدي المحشو بالرمل الذي اعتدنا تعليقه في خطاف حديدي في حجرنا، وتصويب الحراب إليه، إنه ذلك العدو الذي يجب أن نعرفه كشرط رئيسي من شروط الانتصار عليه"!
هذا القول للشاعر الفلسطيني، معين بسيسو في كتابه (نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة عام 1970م).



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألقاب الفخامة!
- هل فوز، ممداني غزو ديني؟!
- الاعتراف بالدولة مقابل الاعتذار عن وعد بلفور!
- قصة مدينتين إسرائيليتين!
- هل سينهي مشروع ترامب مأساة غزة؟
- غزل بالسلاح!
- من هم عرب اسرائيل؟
- أثر التجويع على الأخلاقَ!
- استعدادات إسرائيل للإعتراف بدولة فلسطين!
- من قصص الترحيل والتجويع في غزة!
- المستوطنات تملك دولة إسرائيل!
- حلف الناتو في غزة!
- ميكافيللي الثاني
- الديكتاتورية مرض أم عبقرية؟
- (هرتسل) دولة فلسطين!
- سنطعم غزة بالملعقة!
- احتجاج سفير أمريكا في إسرائيل!
- هل كان هرتسل علمانيا؟
- لا تنتقدوا المقاومة!!
- غزة صفقة تجارية!


المزيد.....




- فضيحة -سيغنال- تعود إلى الواجهة.. مصادر توضح لـCNN آخر تطورا ...
- الجيش الألماني يكشف لـCNN ملابسات -سرقة آلاف الطلقات من شاحن ...
- مفاوضات مطولة بين بوتين وويتكوف بلا اتفاق بشأن الأراضي المحت ...
- نجمة بوب شهيرة تهاجم البيت الأبيض: -لا تستغلوا أغنياتي-
- بريطانيا تنتقد تأخر دخول المساعدات إلى غزة بعد استغراق وصول ...
- قضية التآمر في تونس: العياشي الهمامي ينشر فيديو بعد اعتقاله ...
- الجزائر - إسبانيا: سانشيز قد يستقبل تبون في مدريد بعد القمة ...
- هل تنشئ فرنسا -وزارة حقيقة-؟
- تقرير أممي: 16 مليون نازح سوري يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجل ...
- في ذكرى 29 نوفمبر 1947: غزة ومقاومتها تقاوم الاحتلال وكل مؤا ...


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - قرار تقسيم فلسطين وإسرائيل!