أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - الاعتراف بالدولة مقابل الاعتذار عن وعد بلفور!















المزيد.....

الاعتراف بالدولة مقابل الاعتذار عن وعد بلفور!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 04:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


ظلَتْ ذكرى وعد بلفور يوم 2-11-1917م تسكنني منذ قرأت عنه في المرحلة الإعدادية، وسأظل أذكر أستاذي لمادة التاريخ والجغرافيا وهو يردد مقولة الرئيس جمال عبد الناصر: "لقد أعطى مَن لا يملك وعدا لمن لا يستحق" حفظنا هذه المقولة التي صارت أغنية في كل وسائل الإعلام في تلك الفترة، هذه الأغنية تحولت إلى مخدر لذيذ تشبه المسكنات الطبية للتنفيس عن غضبتنا وألمنا، ولكنني ظللتُ غير مقتنعٍ بما ردده أستاذي ذاكرا سبب إصدار هذا الوعد: "منح اللورد، أرثر جيمس بلفور هذا الوعد لرئيس الجالية اليهودية في بريطانيا، ليونيل روتشلد، مكافأة له، لأن روتشلد اكتشف مادة الأسيتون من نبات الذُرة، مع العلم أن مادة الأسيتون ضرورية لصناعة الألغام المتفجرة، وأسهب أستاذنا في الشرح، وكنا في تلك الفترة لا نعرف صلة هذه المادة بالمتفجرات، قال أستاذنا: "ليونيل روتشلد كان متخصصا في علم الكيمياء"!
أدركتُ بعد فترة طويلة عندما بحثتٌ في مناسبة وتاريخ الوعد أن أستاذي لم يُعر انتباها إلى آخر جملة مهمة وردت في نهاية الوعد جاءت على لسان أرثر بلفور: "سأكون ممتنا إذا أحطتم الاتحاد الصهيوني (القوي في أمريكا) علما بهذا الوعد"!
أدركت بعد سنوات أن للوعد الأليم سببا آخر يعود إلى أن هذا الوعد مُنح في ذروة الحرب العالمية الأولى 1914-1919م، حيث كانت الحاجةُ ماسة لكي تشارك أمريكا عسكريا في نصرة حلفائها، وبخاصة بريطانيا، ولكي يتحقق ذلك لابد من تجنيد اللوبي اليهودي المؤثر في أمريكا لإقناعها بأن تناصر الخلفاء، وأن قصة اختراع، روتشلد، عالم الكيمياء لمادة الأستون لم تكن هي المقصودة بالدرجة الأولى!
كما أنني اكتشفتُ بعد ذلك أن اللورد، بلفور كان مسيحانيا من طائفة الإنجيلكان، ممن كانوا يؤمنون بأن عودة الماسيح لن تتحقق إلا بتأسيس دولة لليهود، وأن كثيرين من أعضاء البرلمان البريطاني كانوا يودون التخلص من تأثير اليهود في بريطانيا!
اكتشفت أيضا في القرن الماضي أن هناك مؤتمرا عالميا وسياسيا عقده رئيس وزراء بريطانيا، هنري كامبل بنرمان ضم سبع دول أوروبية، شارك فيه عدد كبير من العلماء والباحثين السياسيين والاقتصاديين استمر المؤتمر عامين كاملين 1905-1907م وهو سابق على وعد بلفور بعشر سنوات كاملة، كانت غاية المؤتمر هي محاصرة دول العرب وتفريقهم وذلك لخطورتهم على مسيرة العالم، وكان من أبرز توصيات المؤتمر (زرع كيان غريب بينهم) لتقسيمهم وإحداث نزاع دائم بينهم، ولم يذكر المؤتمر إسرائيل بالاسم!
إذن، كان وعد بلفور تتويجا لأبحاث تاريخية وخطط سياسية، أهم بكثير من قصة مادة الأستون!
كما أنني انشغلتُ بالبحث عن تعبير ورد في نص الوعد وهو: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل بريطانيا غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية"
كنتُ دائما أتساءل: "لماذا لم يكتب بلفور (تأسيس دولة) بل قال (وطن قومي للشعب اليهودي)؟!
اكتشفت بعد سنوات أيضا، أن الصهيوني المشارك في نص الوعد، وهو، والتر روتشلد كان أول رئيس لدولة إسرائيل سأل بلفور السؤال نفسه، فأجاب بلفور: "وطن قومي وليس دولة، حتى لا نستثير الشعوب العربية ونساعد على ثورتها في وجهنا، فنحن نحتاج نصرتها لنا في هذه الحرب"!
أما القضية الثالثة التي شغلتني كثيرا في إطار بحثي في فسيفساء المجتمع الإسرائيل وسياسة رجال الأحزاب، كانت سؤالا أيضا: لماذا لا تحتفل إسرائيل وتخلد هذه المناسبة؟ لأنني لم أرصد أية احتفالات بهذه الذكرى، سوى الاحتفال بمرور مائة عام على هذا الوعد، وقد جرى الاحتفال في بريطانيا نفسها في عهد رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا مي، يوم 2-11-2017م، وقد حضر هذا الاحتفال نتنياهو وزوجته، سارة!
عثرتُ بعد فترة طويلة على الإجابة: وهي أن الإسرائيليين لا يؤمنون ولا يعترفون بأن وعد بلفور البريطاني هو مؤسِّس إسرائيل، فهم يؤمنون بأن إسرائيل أُسست وأُقيمت بحد السيف وبقوة الصهاينة الإسرائيليين وحدهم، ولم تؤسَّس بالوعود، هم يؤمنون كذلك بأن بريطانيا عرقلت تأسيس إسرائيل ثلاثين سنة، فهي مذنبة في حق اليهود!
سأظل أتذكر سبب إقصاء، جيرمي كوربيون رئيس حزب العمال البريطاني عن رئاسة حزب العمال، لأنه قاطع الاحتفال بألفية وعد بلفور، التي جرتْ في لندن بحضور نتنياهو وزوجته، واستقبال، رئيسة الوزراء، تيريزا مي، لهما بحفاوة أُقصي، كوربيون عن رئاسة حزب العمال بسبب امتناعه عن حضور الاحتفال دارتْ حربٌ علنيه عليه، وعلى حزبه، من الإسرائيليين، كتب الصحفي الإسرائيلي، إلكسندر إبفل، في صحيفة يديعوت أحرونوت 10-11-2017: "جيرمي كوبيون منحازٌ للفلسطينيين، وهو صديق لحماس، وحزب الله. يتجاهل، كوبيون إسرائيل وديموقراطيتها، هو يشبه جورج غالوي، وكين لفنغستون، اللذين صرحا تصريحات لا سامية، هو عدو الجالية اليهودية البريطانية".
رد كوربيون قائلا: "على إسرائيل أن تُطبق الشقَّ الثاني الذي لم يتحقق من وعد بلفور: (عدم الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية لسكان فلسطين)، مازالت إسرائيل تُنكر حقوقهم، وتتوسع في الاستيطان، فلنجعل ذكرى الوعد مناسبة للاعتراف بحل الدولتين، على إسرائيل أن تُنهي احتلالها".
نشرت صحيفة الجورسلم بوست يوم 2-11-2017 تقريرا جاء فيه: بعد احتفال حكومة بريطانيا بمئوية بلفور، اقترح السيناتور الأمريكي الجمهوري، جيمس لانكفورد، من ولاية أوكلاهوما، والسيناتور الديموقراطي، جوي مانشن، اقترحا إصدار قانونٍ للاحتفال بمئوية وعد بلفور في الكونجرس، لأن إسرائيل هي الحليف الأقوى لأمريكا، وينص القرار المنوي إقراره: "حصل الشعب اليهودي على وطن بعد ثلاثة آلاف عام، لذا فمن المفضل أن تُخلِّد أمريكا هذا الحدث، الذي أدَّى إلى ولادة إسرائيل"!
أخيرا: هل يُعتبر اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين في شهر سبتمبر 2025م (بشروط) هو اعتذار بريطاني عن وعد بلفور وعما سببه الوعد للأجيال الفلسطينية؟ أم هو محاولة هروب من مطالبة أصحاب الحق، الفلسطينيين بتعويضات عن آثار هذا الوعد تتجاوز المليارات؟ أم هو يمثل عودة الديموقراطية إلى حكومة بريطانيا؟ أم هو محاولة لإحباط المظاهرات البريطانية الصاخبة ضد مجازر جيش الاحتلال في غزة والضفة الغربية؟!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة مدينتين إسرائيليتين!
- هل سينهي مشروع ترامب مأساة غزة؟
- غزل بالسلاح!
- من هم عرب اسرائيل؟
- أثر التجويع على الأخلاقَ!
- استعدادات إسرائيل للإعتراف بدولة فلسطين!
- من قصص الترحيل والتجويع في غزة!
- المستوطنات تملك دولة إسرائيل!
- حلف الناتو في غزة!
- ميكافيللي الثاني
- الديكتاتورية مرض أم عبقرية؟
- (هرتسل) دولة فلسطين!
- سنطعم غزة بالملعقة!
- احتجاج سفير أمريكا في إسرائيل!
- هل كان هرتسل علمانيا؟
- لا تنتقدوا المقاومة!!
- غزة صفقة تجارية!
- إسرائيل والأسلحة النووية!
- وصية نتنياهو في الحائط الغربي!
- أديبان إسرائيليان!


المزيد.....




- وزير خارجية مصر ينقل رسالة -دعم وتضامن كامل- من السيسي للبره ...
- فيديو منسوب لـ-حشود الدعم السريع للهجوم على بابنوسة- في غرب ...
- نادي كرة قدم فلسطيني يحظى بشعبية جارفة في تشيلي
- العلاقات الروسية المصرية، من القطن المصري إلى التعاون العسكر ...
- العراقيون يقترعون في الانتخابات التشريعية السادسة منذ 2003، ...
- عشرات القتلى والجرحى في انفجار -انتحاري- أمام محكمة باكستاني ...
- مدينة ماينتس تحتفل بانطلاق موسم الكرنفال بالأزياء والتقاليد ...
- لماذا يسبّب سدّ النهضة كل هذا التوتر بين مصر وإثيوبيا؟ وهل ق ...
- فيديو- انفجار سيارة في نيودلهي يقتل ويصيب العشرات.. ووزير ال ...
- 11 نوفمبر: ماكرون يحيي ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - الاعتراف بالدولة مقابل الاعتذار عن وعد بلفور!