أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - أديبان إسرائيليان!














المزيد.....

أديبان إسرائيليان!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


طلب مني أحد المتابعين أن أكتب عن أدباء إسرائيل ممن ظلوا يُنصفون شعبنا الفلسطيني، ولم يخضعوا للمؤامرات حولهم، ويتحولوا إلى متطرفين!
سأكتب عن أديبين، أحدهما ظل صامدا في وجه المؤامرة الإسرائيلية، والثاني خضع لهذه المؤامرة ليحظى بالجوائز والمال والحظوة!
سأظل أتذكر كاتبا إسرائيليا رفض كل الإغراءات وظل متمسكا برأيه وهو؛ أن هناك تمييزا وظلما يتعرض له سكان فلسطين الأصليين في إسرائيل، ولد هذا الأديب في العراق، ثم هاجر إلى إسرائيل، ومات فيها، وعمره ثمانية وتسعون عاما، وقد أسدل الإعلامُ الإسرائيلي الستارَ على هذا القاص والأديب، على الرغم من أنه كتب إحدى عشرة رواية، وترجم ثلاثية نجيب محفوظ إلى اللغة العبرية!
هذا القاص والكاتب والأديب رفض أن يصبح جاسوسا لإسرائيل، واعترف بذلك في منشوراته، اعترف بأنه تعرض لمطاردة رجال المخابرات الإسرائيليين، الشين بيت والموساد في خمسينيات القرن الماضي، لكي يعمل جاسوسا لإسرائيل في العراق، لأنه يجيد اللغة العراقية، قال هذا الروائي وهو، سامي ميخائيل في القناة الثانية في إسرائيل يوم 1-7-2011م: "طاردتني كل أجهزة المخابرات، ولكنني رفضتُ عرضوا عليّ أن أعود للعراق، ثم أُسجن فيها لغرض الاتصال بالسجناء الأكراد!!"
هذا الكاتب الإسرائيلي هو الأخ الشقيق، لناديا كوهين زوجة الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين الذي أُعدم عام 1965م في ساحة المرجة بدمشق!
قال عن الجاسوس، إيلي كوهين: "كانت عائلة إيلي كوهن تعرف بأنه يعمل جاسوسا، ولكن كجاسوس تجاري ومالي فقط، كنتُ أحادث إيلي كوهين يوميا، قال لي إنه يعمل في بلد عربي، يسافر ثم يعود لسوريا، عبر بلدان أوروبية، وأبلغني عن مكافأته وعن غيرة وحسد نظرائه الموظفين منه، وعندما ألقى السوريون عليه القبض تمسمرت عند المذياع، واستمعت إلى أقواله أمام القضاة، وكنتُ آنذاك شيوعيا منبوذا!!"
الروائي، سامي ميخائيل التحق بالحزب الشيوعي، ثم صار كاتبا في صحيفة الاتحاد الفلسطينية في الناصرة، وكان صديقا مقربا من الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي! هو كاتب رواية (فكتوريا) وهي رواية ترصد حياة الجالية اليهودية في العراق في القرن الماضي، وترصد فسيفساء المجتمع العراقي عبر شخصية البطلة فيكتوريا!
انتقد، سامي ميخائيل غزو الجيش الأمريكي للعراق، وقال: "كنتُ أُحس وأنا أرى النهب والتدمير في العراق، وكأنه يقتطع من لحمي، فأنا قد ولدتُ هناك "!!
هاجر الروائي اليهودي، سامي ميخائيل لإسرائيل عام 1949 وترك بيته الجميل في الكرادة في بغداد ليسكن في خيمة في ضواحي تل أبيب!!
قال: "طُردنا من العراق لأننا يهود، وعندما وصلنا إسرائيل صرنا مواطنين من الدرجة الثانية فيها، نسكن في (محاجر)، أما الإشكنازيم، فهم يذهبون للمدن مباشرة"! بالمناسبة توفي الروائي، سامي ميخائيل بدون إعلام في الأول من شهر إبريل عام 2024م!
هناك روائي ومسرحي آخر، وهو صديق سامي ميخائيل إلا أنه يختلف عنه، كان في الماضي من زملائه، هذا الأديب هو الروائي والمسرحي الإسرائيلي، إبراهام جبرائيل يهوشوع، الذي توفي وهو في سن الثمانين عام 2022م، كان الاثنان في الماضي عضوين في الحزب الشيوعي، وكانا مناصرين للتعايش بين الشعبين!
ابرهام يهوشوع من أبرز رموز الأدب في إسرائيل، منحوه جائزة إسرائيل الأدبية، لأنه كتب عدة كتب ومسرحياتٍ وقصصا للأطفال، كان رمزا يساريا بارزا في إسرائيل، حتى أنه صار عضوا بارزا في حركة، ميرتس وحركة السلام الآن، وكان في بدايات مسيرته مناديا بزوال الاحتلال، وتأسيس دولة مشتركة تكفل الحقوق الكاملة لكل مواطنيها! أعجب به يساريو العالم، ويساريو فلسطين، أسمته صحيفة، نيويورك تايمز (فولكنر إسرائيل) لشبهه بالروائي الأمريكي البارز، الحاصل على جائزة نوبل، وليم فولكنر المتوفى عام 1962م.
ابراهام يهوشوع، أصبح بهذه اليسارية (المزيفة) محاضرا في جامعتي، إكسفورد وهارفارد، حضر توقيع اتفاقية جنيف، لأنه كان يرفع شعارات السلام والمساواة والعدل، غير أنه نكص عن مذهب التعايش بين الشعبين، لكي يحظى بالمنفعة، وغير رأيه عندما كان مؤيدا لحل الدولتين، وأصبح مواليا للتطرف الإسرائيلي، هو في آخر أيامه رفض حل الدولتين، وأصبح من دعاة التفرقة بين اليهود في الدياسبورا، واليهود في إسرائيل، وأصبح يؤكد نظريته المتطرفة، وهي أن كل يهود الدياسبورا لا تكتمل يهوديتهم إلا بالهجرة لإسرائيل! فهم نصف يهود، وليسوا يهودا كاملين!
أما زميله، سامي ميخائيل المنبوذ إعلاميا في إسرائيل فكان يحمل رأيا مخالفا، كان ناقدا لأفكار زميله السابق، يهوشوع وهي الأفكار المتواترة عند حكومة إسرائيل، فقد رفض هذه النظرية لأنها نظرية عنصرية، فهو يعتبر يهود الدياسبورا أبطالا، حتى إذا رفضوا الهجرة لإسرائيل!
كما أن، يهوشوع أصبح من أنصار الاستيطان قال لصحيفة، هارتس يوم 10-12-2016م: "لم أعد مؤمنا بحل الدولتين، لم يعد هذا الحل ممكنا، لا يمكن اقتلاع نصف مليون مستوطن من منطقة سي، إن حل الدولتين غدا مستحيلا"!
لم يكتف، يهوشوع بهذا الانقلاب بل أصبح يطارد أدباء فلسطين، سأظل مسكونا بتعليقة على رواية، أرابيسك للأديب الفلسطيني، أنطوان شماس التي كتبها باللغة العبرية الجزلة، علق عليه المسرحي، يهوشوع ناقدا له محتجا على كتابتها باللغة العبرية: "هذه رواية عربية، كُتبت بالعبرية"!
هذا المسرحي لم ينكر على أنطوان شماس لغته العبرية فقط، بل سأل محمود درويش سؤلا لئيما قال له: "هل تحس يا محمود أنك هنا في إسرائيل تعيش في بيتك؟"! رد عليه محمود درويش: "أُحسُّ أنني هنا صاحبُ البيت"!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب شمشونية في غزة!
- الحكومة العميقة لنتنياهو!
- تهجيري الخامس!
- ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!
- تشرشل وشكسبيرّ
- صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!
- في ذكرى المبدع جمال حمدان!
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!


المزيد.....




- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...
- -اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد ...
- هنا رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد ا ...
- فيلم -مجموعة العشرين-.. أول رئيسة أميركية تواجه تحديات صعبة ...
- راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل ع ...
- بوتين: روسيا تفتخر بتنظيم مسابقة -إنترفيجن 2025-
- ترامب يواجه -البؤساء- على المسرح و-الاستهجان- خارجه! (صور)
- أبناء الشبكة العنكبوتية.. الكافكاوية كما نعيشها اليوم


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - أديبان إسرائيليان!