أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - تشرشل وشكسبيرّ














المزيد.....

تشرشل وشكسبيرّ


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 09:02
المحور: الادب والفن
    


كنتُ مغرما بقراءة كتب السيرة الذاتية للزعماء المؤثرين في العالم، أعجبتُ بكثيرين منهم وحفظت بعض أقوالهم، وسأظل أتذكر ما قاله ونستون تشرشل القائد البريطاني المتوفى عام 1965م الحائز على جائزة نوبل في الأدب 1953م كان زعيم حزب المحافظين البريطانيين، قال عن الأديب المبدع شكسبير: "بريطانيا مستعدة للتنازل عن كل مستعمراتها في العالم، ولكنها لن تتنازل عن الشاعر والمسرحي البريطاني المبدع، وليم شكسبير"!
كان الشباب في القرن العشرين يتمنون أن يصبحَوا قادةً عسكريين ليُعلوا شأن الوطن، وينهضوا به إلى العلا، أو أن يصبحوا تجارا بارزين يديرون ملف الثروات الوطنية ليصبح الوطن ثريا، أو قادة فكر وأدبٍ وسياسة ليصوغوا عواطف الشعب ويهذبوا سلوكهم، وها هم في ألفيتنا الثالثة قد غيروا اهتماماتهم وطموحهم، صاروا يتمنون أن يصبحوا مغنين ومطربين مشهورين بأغانٍ سخيفة، وأضحوا يتمنون أن يلتحقوا بمشاريع إعلامية رقمية وتكنلوجية تعتمد على الإعلانات التجارية المغررة، هدفها الرئيس هو استقطاب الجماهير ماديا، هم اليوم يحلمون أن يكونوا سماسرة عقارات، أو أن يظفروا بأسمى أمنية رفيعة، وهي أن يصيروا لاعبي كرة قدم مشهورين!
تذكرتُ في عصر العولمة تعليق الكاتب الكبير، توفيق الحكيم، المتهم بالبخل الشديد، المتوفى عام 1987م، أي قبل الألفية الثالثة حينما سمع أن لاعب كرة قدم قد جنى مليون جنيه سنويا من مبارياته، فقال بعد أن حسب المبلغ: "لم يتقاضَ أيُّ أديبٍ أو شاعر هذا المبلغ منذ عصر آدم إلى اليوم"!
ماذا سيقول المبدع توفيق الحكيم اليوم عندما يسمع أن لاعب كرة قدم، مثل، رونالدو يشتريه نادٍ بمائتين وعشرين مليون دولار في الموسم الرياضي الواحد، هذا المبلغ ما عدا ما يجنيه من الإعلانات، وأن اللاعب، ميسي يتقاضى مائة وخمسة وثلاثين مليونا من الدولارات في الموسم الواحد، وهذا ما نشرته مجلة فوربس في شهر أكتوبر 2024م!
وماذا كان سيقول عن مليارات مالكي شبكات الأنترنت الرقمية مثل، بل غيتس، وأيالون ماسك، وجيف بيزوس، ومارك زوكربيرغ وغيرهم من أثرياء عصر العولمة الرقمي!
للشعراء حاسةُ استشراف المستقبل، وهي حاسة متقدمة على حواس البشر الآخرين، فقد حفظت أبياتا تقول:
فالسجنُ والموتُ للجانين إن صفروا.. والمجدُ والفخرُ والإثراءُ إن كبروا.
فسارقُ الزهر مذمومٌ ومحتقـِرٌ.. وسارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطـر.
وقاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ.. وقاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشـرُ"!
هذه الأبيات الشعرية ليست في عصر ألفيتنا الراهنة، نظمها الفيلسوفُ والأديب المهجري، جبران خليل جبران المتوفى عام 1931م، حفظتُ الأبيات السابقة منذ سنوات طويلة!
اهتدت بعض الدول الكبيرة إلى مفتاح ٍ يضمن لها استمرار التفوق على بقية بلدان العالم، واستمرار السيطرة المطلقة بوسيلة بسيطة وهي نشر شباكها في الأوطان الصغيرة لاصطياد الفرائس من الشباب المبدعين، بواسطة نشر مراكز صيد هؤلاء الشباب بمنحهم المغريات، ففردت بعض الدول القوية شباكها، وتمكنت من غربلة كثير من الأوطان من شبابها النابغين الأذكياء المتفوقين، ونثرت لهم الطعوم المختلفة الأشكال والألوان مثل مراكز تعليم اللغات الأجنبية، ومراكز الأبحاث والدراسات، وقنصليات منح التأشيرات، وتنظيم المنح والزيارات وإقامة المشاريع، وأبقت الآخرين غير الأكفاء في تلك الأوطان!
سأظل أتذكر كتاب عبد الرحمن الكواكبي وهو، طبائع الاستبداد ومصارع الفساد، وهو الكاتب المتوفى عام 1902م عندما استطلع في وقت مبكر برؤيته الثاقبة طريقة تغيير القيم الأخلاقية في عصرنا الراهن، حين قال:
"من أبرز أثار الاستبداد على المنظومة الأخلاقية؛ تغييرُ مفاهيم الصفات الخلقية التقليدية الراسخة، والتعريفات الأساسية لمنظومة الأخلاق، وكيف استبدلت بفعل الاستبداد بحيث ظهرت تعريفاتٌ جديدة للأخلاق منها: طالبُ الحق، أصبح في عهد الاستبداد لا يُسمَّى مظلوما، بل فاجرٌ يستحقّ العقاب، وأصبح تارك حقه مطيعا، أما المشتكي المظلوم، فقد صار في زمن الاستبداد مفسدا، أما النبيهُ، المفكر، المُستقصِي، فهو ملحد، والخاملُ عندَ المستبد إنسانٌ صالح، أما الشهامةُ، فهي تجبُّر وعتوٌّ، والحَمِيَّةُ حماقة، والرحمة مرض، والنفاق سياسة، والاحتيال، والكذب، والمكر، كياسة، أما الحقارة، والدناءة، فهي لطف، وكذلك، فإن النذالة أصبحت دماثة".
سأظل أتذكر سبب نهوض الدول الكبرى، بعد أن استفادت من تاريخها الاستبدادي المظلم، وغيرت مسارها نحو التقدم والرقي، استفادتْ من تجربة أفلاطون حين استعان به حاكم سرقطة اليوناني ليكون مستشاره، فنصحه أفلاطون بأن يترك الحكم لأنه فقير الثقافة، فما كان من الحاكم إلا أن حاول أن يبيع أفلاطون في سوق الرقيق،
استفادت دول أوروبا في القرن الثامن عشر من المفكرين والكتاب المبدعين، حاولت الإمبراطورة، كاترينا الثانية والإسكندر الأكبر في روسيا أن يستفيدا من العلماء والمفكرين، وحاول حاكم مصر، محمد علي الاستفادة من العلماء، وحاول نابليون بونابرت أيضا في القرن الماضي أن يوظف العلماء المبدعين العلماء في خدمة الأمراء، حينما استقدم معه في حملته على مصر أكثر من خمسمائة عالم في كل التخصصات ليدرسوا مصر، حتى وإن كانت الغايةُ هي توسيعُ نفوذ نابليون الاستعماري، علما بأن ما أنجزه هؤلاء العلماء من اكتشافات كان له أثرٌ في النهضة العالمية الراهنة. ورفع نابليون شعارا يقول: "باستطاعة الحكام البقاء في الحكم مدة أطول، إذا تمكنوا من السيطرة على أقلام المبدعين"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!
- في ذكرى المبدع جمال حمدان!
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
- طاحونة والدي!
- لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
- جنازتان لم أحضرهما!
- لا تحولوا إعلام الكوارث إلى إعلام تسلية!


المزيد.....




- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...
- ارتفاع شعبية فرقة -آي يولاه- البشكيرية في روسيا وخارجها (فيد ...
- معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرا ...
- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق أبو شومر - تشرشل وشكسبيرّ