أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - حرب شمشونية في غزة!














المزيد.....

حرب شمشونية في غزة!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 08:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قال الروائي الإسرائيلي، عاموس عوز المتوفى عام 2018م تعليقا على حرب عام 2008-2009 في غزة (عملية الرصاص المصبوب): "إن دولة إسرائيل مصابة بعقدة الشمشونية، وافقه الروائي، دافيد غروسمان، حينما أكد حقيقة وهي: “لا يمكن لإسرائيل أن تنجو من واقعها المرير إلا بإشفاء نفسها من عقدة الشمشونية الانتقامية"!
تذكرت أيضا ما ردده شمشون إسرائيل الحالي (نتنياهو) من آيات دينية عقب السابع من أكتوبر عام 2023م حين اقتطف من سفر صموئيل قال: "الآن اذهب واضرب عماليق (الفلسطينيين)، ولا تعفُ عنهم"
كثيرون نسوا أسطورة، شمشون القاضي الجبار، الواردة في سفر القضاة: "كان شمشون قاضيا لبني إسرائيل عشرين عاما، وكان يملك قوة خارقة، لدرجة أنه أمسك ثلاثمائة من الذئاب، وعلق في ذيولها مشاعل نارٍ وأطلقها على مزارع وبيوت الغزيين الفلسطينيين (العماليق) وأحرقها"!
تقول الرواية الأسطورية، استطاع سكان غزة أن يأسروا شمشون الجبار، بواسطة الفتاة الفلسطينية الجميلة (دليلة) التي كشفت عن سر قوته والتي تكمن في شَعره، وتمكنت من حلاقة شعره حتى أفقدته قوته، غير أن شعره نبت من جديد واستطاع في نهاية حياته أن ينتحر ويهدم المعبد على رأسه وعلى رؤوس الفلسطينيين المتواجدين في المعبد!
استطاع إعلاميو إسرائيل من جعل هذه الأسطورة أفلاما سينمائية عديدة للكبار والأطفال، ونسجوا منها فيلما دعائيا عام 1949م، أنتجته شركة بارامونت، وهو فيلم شمشون ودليلة، وقد حقق ثلاثين مليونا من الدولارات ربحا صافيا!
سأظل أتذكر أيضا سلسلة المجازر الشمشونية التي رصدها، دان ياهف المؤرخ الجديد في كتابه (طهارة السلاح) في بداية الألفية الثالثة، عام 2000م، عندما فُتح الأرشيف الإسرائيلي للباحثين، ثم أغلق حتى إشعار آخر، لأنه كان السبب في ولادة تيار (المؤرخين الإسرائيليين الجدد) رصد الكاتب مجازر إسرائيل في قرى الفلسطينيين، وكشف أسرار حوالي أربعين مجزرة إسرائيلية، ليس فقط مجزرة دير ياسين المشهورة، بل إن هناك مجازر أخرى أكثر بشاعة، مثل مجزرة قربة، قبيه، والصفصاف، واللد، وعشرات المجازر الأخرى!
هذه المجازر لم تنجُ منها مصر حين تعرضت لمجزرة مصنع أبي زعبل للحديد والصلب في شهر فبراير 1970م ردا على حرب الاستنزاف، حين دمرت طائراتُ إسرائيل المصنع، وقتلت سبعين موظفا، وعددا مثلهم من الجرحى، كذلك مجزرة الأطفال الصغار في مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية، في الثامن من إبريل 1970م، حين قصفت الطائرات الإسرائيلية المدرسة وقتلت أكثر من ثلاثين تلميذا غضا في المدرسة، وجرحت أكثر من خمسين طالبا جميلا، وارتكبت عددا كبيرا من المجازر في العالم العربي!
تذكرتُ أيضا شهادة الكاتب الإسرائيلي العراقي، لطيف دوري، وهو يشهد على مجزرة مدينة، كفر قاسم الفلسطينية في شهر أكتوبر 1956م، عندما أعلن جيشُ إسرائيل حظر التجول على القرية، بينما كان مزارعو القرية في حقولهم ولم يسمعوا عن حظر التجول، ولما عادوا قُتلوا جميعا برصاص الجيش الإسرائيل، وهم أكثر من خمسين فردا، وهذه المجزرة المعترف بها إسرائيليا، لدرجة أن رئيس دولة إسرائيل السابق، رؤوفين رفلين تحمل مسؤولية هذه الجريمة عندما زار القرية في ذكرى المجزرة واعتذر عن هذه المجزرة، يوم 20-10-2014م! ولكنه تعرض لهجوم المكارثيين الإسرائيليين، حتى أنهم ألبسوه الحطة والعقال في صحفهم!
وفي هذا السياق لا أنسى قول، بن غريون أول رئيس وزراء إسرائيلي عندما أعلن بصراحة وقال: "لولا مجزرة دير ياسين، لما أُسِّستْ إسرائيل"!
أبرز عددٌ من المؤرخين الجدد عقيدة الشمشونية الإسرائيلية باعتبارها مرضا، ولعل أبرز الكُتَّاب الذين أدركوا هذا المرض الخطير هو الكاتب اليساري من تيار المؤرخين الجدد، إيلان بابه في كتابه التطهير العرقي الذي أشار إلى مرض شمشونية إسرائيل الخطير: "إسرائيل دائمة السعي إلى نفي الآخرين وإقصائهم وتصفيتهم كأسلوب لبقائها على قيد الحياة"
كان، إيلان بابيه برفسورا في جامعة حيفا، أشرف على دراسة ماجستير للباحث، تيودور كاتس عام 1998م ووافق على منح شهادة الماجستير لهذا الباحث المجتهد، وشكره على رسالته (مجزرة الطنطورة) وهي قرية بجوار حيفا، والتي قتل فيها ثلاثمائة من الفلسطينيين الأبرياء، غير أن مكارثيي إسرائيل شككوا في هذه الرسالة، وأعادوا مناقشتها وحذفوها من الجامعة، مما دفع الباحث، إيلان بابيه للهجرة من إسرائيل إلى منفاه في بريطانيا، ولعلّ أبرز ما ورد في الكتاب الذي لم يحظ بكثير من الاهتمام، ليس في إسرائيل وحدها، بل في العالم العربي أيضا قوله: "إن ما جرى للفلسطينيين في إسرائيل من تطهير عرقي، لم يكن عفويا، بل كان مخططا أرسى قواعده، بن غريون نفسُه، فالعرب عام 1948 لم يهربوا كما زعمت الرواية الإسرائيلية، بل إنهم طُردوا بخطة مدروسة" وكان كاتبٌ إسرائيلي ثانٍ من تيار المؤرخين الجدد وهو، توم سيغف قد أشار أيضا إلى ذلك، في كتابه (الإسرائيليون الأوائل عام 1949م) وأكد أن غالبية مكونات المجتمع الإسرائيلي ما تزال مصابة بمرض الشمشونية الذي يعتمد المجازر كأهم أسس بقاء إسرائيل.
"عندما تمرُّ إسرائيل بضائقة سياسية أو اقتصادية، فإنها تعمدُ دائما إلى تفجير حربٍ جديدة، لهدف تجميع قواها وتخطي عقباتها ومآزقها العديدة، كلُّ من يدرس نظامها الحزبي عن قرب يُصاب بالدهشة لأن كل السياسيين في إسرائيل من اليمين واليسار لا يمكنهم أن ينجحوا في الاستفتاءات إلا إذا كانوا ضباط جيش، أو مشاركين في الحروب الشمشونية"!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العميقة لنتنياهو!
- تهجيري الخامس!
- ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!
- تشرشل وشكسبيرّ
- صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!
- في ذكرى المبدع جمال حمدان!
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟


المزيد.....




- روبيو يعلن عن عقوبات جديدة ضد -الجنائية الدولية- لمحاولتها ا ...
- تفجير بخط للسكك الحديدية جنوب روسيا
- الناتو.. رفع ميزانية الدفاع ودعم كييف
- غارت إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنان يعتبرها - ...
- أوكرانيا.. دوي صافرات الإنذار وإعلان حالة التأهب الجوي في كي ...
- إسرائيل تصعد.. قصف لضاحية بيروت الجنوبية
- شاهد.. مسيرة الفخر للمثليين في القدس تتحول إلى احتجاج سياسي ...
- تحذير أمني للأمريكيين الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة في هذا ...
- ماذا يجري بين ترامب وماسك؟
- ماسك يتوقع حلول الركود في الولايات المتحدة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - حرب شمشونية في غزة!