أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!















المزيد.....

ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 08:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


حاولتُ أن أعثر على بعض المقالات المهمة التي يقرؤها زعماء إسرائيل بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لإعلان الدولة يوم 14-5-1948م، اطَّلعتُ على مقالات أبرز الكتاب والصحفيين المؤثرين، ممن اعتادوا أن يكتبوا مقالاتهم عند قرب حلول هذه الذكرى، اخترتُ في هذا المقال مقالا للكاتبة الإسرائيلية، روتي بلوم وهي صحفية بارزة ومحررة في الصحيفة الصهيونية المركزية (JNS) عملتْ هذه الصحفية مستشارة في مكتب نتنياهو، حصلت على جوائز عديدة، وهي ضيفة دائمة في وكالة الفوكس نيوز، وسكاي نيوز وعشرات المحطات الفضائية!
هذه الصحفية، روتي بلوم اختارت سبعةً وسبعين توجيها ونصيحة بعدد سنوات ولادة إسرائيل، كتبتها يوم 4-5-2025م اخترت منها بعض النصائح الموجهة للقارئين والمسؤولين في إسرائيل، وأبرز هذه النصائح: "تقوية اتفاقية أبراهام مع العرب، والسعي للتطبيع مع المملكة العربية السعودية، وإلغاء (حلم) حل الدولتين، الفلسطينية واليهودية! وتقوية إسرائيل كأبرز قوة في الشرق الأوسط، وإبراز ملف دعم السلطة الفلسطينية بالمال للإرهابيين بأنه مخالف للسلام والتعايش بين الشعبين، وقطع أكسجين الحياة عن الإرهاب في غزة، وتوجيه الرأي العام العالمي إلى أن الهدف الرئيس للعملية العسكرية هو القضاء على الإرهاب، وليس التفاوض مع الإرهابيين، فهزيمة الأعداء قضية أخلاقية، وليست عملية عسكرية، والرد بقوة على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023م، وتعزيز الروح المعنوية وإعادة ضبط الثقة بالنفس في جيش إسرائيل، والتأكيد على أن الدماء اليهودية ليست رخيصة، لذلك سيبقى الأسرى جوهر المهمات المطلوب تنفيذها، مع الاعتناء بأمرين: الأول هو توحيد وتعزيز الروح المعنوية للشعب اليهودي كله، والعمل على إلغاء تهمة ارتكاب إسرائيل مجازر في غزة، وإحياء الحركة الصهيونية كحركة تحرر وطنية حضارية، وتعزيز الإعمار في الشمال والجنوب، والعناية بتولي الشباب المهمات الرئيسة، وإرسال رسالة لإيران مفادها أن إسرائيل دولة غير قابلة للإبادة" (انتهى الاقتباس)!
أما محللونا السياسيون ممن ركبوا موجة حرب الإبادة في غزة، هؤلاء المحللون قولبوا تحليلاتهم وفق سياسات هذه الفضائيات، ليتمكنوا من جني أكبر قدر من الأرباح! ما يزال الجدلُ قائما بين هؤلاء المحللين حول مُسبب هذه الإبادة، فهل هو مخطط إسرائيلي منذ زمن بعيد لتنفيذ عدة مخططات في المنطقة، أبرزها تغيير الشرق الأوسط بكامله فقد استطاعت إسرائيل بذكاء التغرير بحركة حماس، أوقعتها في الفخ الاحتلالي القاضي بالتخلص من غزة باعتبارها من أبرز جواهر النضال الفلسطيني؟ أم أنها ثانيا ترجع إلى قلة الوعي السياسي لقادة حماس، ممن أشعلوا حربا اجتهادية ضروسا، فهم لم يحسبوا نتائجها، لأنهم ركبوا موجة السياسة بمحض الصدفة؟ أما التحليل الثالث يعتبر مشعلي هذه الحرب من المأجورين الذين جرى إعدادهم منذ وقت طويل لينفذوا هذا المخطط؟!
إن هذه التحليلات الثلاثة هي الطبق الشعبي لمعظم محللي فضائيات الإعلام، وما يزال كثيرون يجادلون في أي الاحتمالات الثلاثة السابقة هو الأكثر صدقا وواقعية، وهم لا يقترحون وصفات لتعزيز جماهيرهم!
بناء على هذه الخلافات انقسم الإعلام الفلسطيني كله إلى الفئات الثلاثة الجدلية السابقة، الفئة الأولى هي فئة (مدمني) المقاومة المسلحة كحلٍ رئيس لكل مشاكلنا بغض النظر عن الجهة التي تتبنى هذه المقاومة، وهل هذه الجهة تعي التعريف الوطني لمعنى المقاومة المسلحة، مع العلم بأن هؤلاء أنفسهم عندما يتحدثون في السر عن المقاومة، فإنهم ينتقدونها، فهم يعترفون بأن هناك بونا شاسعا بين مقاومة غزة الاجتهادية بصواريخها البدائية، وجيش إسرائيل وهو في مراتب دول العالم القوية الأولى في العالم، هؤلاء أنصار المجموعة الأولى من مدمني المقاومة المسلحة عندما يظهرون في الفضائيات ينقضون ما قالوه سرا، ويُشعِرون المستمعين بأننا على أعتاب مرحلة نهاية إسرائيل، هؤلاء هم من بقايا اليساريين، ومن أنصار حركة حماس، يمكن تسميتهم أيضا بأنهم من أتباع عصر المقاومة (السلفية)!
أما محللو الفئة الثانية قليلو المعرفة بالسياسة هم في الغالب من المنسوبين لحركة حماس، هؤلاء المحللون يتجنبون قول الحقيقة والاعتراف بالخطأ، لذا فهم يهربون من الحقيقة، يبدون منفرين، مكروهين بخاصة من جماهير الغزيين المعذبين في الأرض، ويبرز على رأس هؤلاء حزبيو وقادة حركة حماس ممن اعتادوا تبرير ما حدث، وهؤلاء في الغالب يُدمنون تكرار القول؛ بأن إسرائيل كانت قد أعدت هذا المخطط منذ زمن بعيد، وهم لا يكتفون بذلك بل إنهم يشبهون ما يحدث في غزة والضفة الغربية، تارة يشبهونه بفيتنام، وطورا آخر بحركة التحرير الجزائرية الباسلة، مع أن الفارق كبيرٌ جدا بين الطرفين، الفرق كبيرٌ بين المستعمر الفرنسي في الجزائر والأمريكي في فيتنام من جهة، وبين الاحتلال الإسرائيلي الراهن من جهة ثانية، كذلك يكمن الفرق في ظروف المقاومة واختلاف مفهومها عن مفهوم المقاومة عند حركة حماس في غزة، وهم يغضون الطرف عن الفروق بين قدرات أمريكا وفرنسا العسكرية في تلك الحقبة، وقدرات إسرائيل الحربية في هذه الإبادة، وهم بالتأكيد يجهلون أن مساحة الجزائر تساوي مليونين وثلاثمائة ألف كيلو متر، وأن عدد سكانها حوالي أربعة وأربعين مليونا، وأن فيتنام مساحتها حولي نصف مليون كيلو متر وأن سكانها يبلغون مائة مليون فرد!
أما محللو القسم الثالث فهم الأكثر شعبية، وهم الذين يتهمون مقاومة حركة حماس بأنها مقاومة يقودها متواطئون مع الاحتلال، هؤلاء المحللون لهم جمهور كبير من المنكوبين، ومعظمهم ممن ينتقدون حركة حماس لأنها مسؤولة عن إعدام مدينة غزة التاريخية، واحتلال الضفة الغربية!
مع العلم أن الأنواع الثلاثة من المحللين لم يقدموا حلولا مستقبلية، كما فعلت الصحفية، روتي بلوم، وهي التي ختمت مقالها قالت: "علينا أن نتذكر دائما الحكمة التي قالها، ونستون تشرشل: "واصل السير، حتى وإن كان طريقك يتجه نحو الجحيم"!
الحقيقة الأخيرة هي إن تفكيك غزة وإعدامها هو بدلية مشروع استعماري إسرائيلي كبير، بدأ بغزة، ولكنه لن ينتهي في غزة، فهو بداية لإنهاء الملف الفلسطيني المقدس، فلسطينيا، وعربيا، وعالميا، تمهيدا لعصرٍ يخلو من الوطنيات المعَوَّقة للمشاريع التجارية والرقمية العالمية!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرشل وشكسبيرّ
- صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!
- في ذكرى المبدع جمال حمدان!
- أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
- قصتان عالميتان عن مرض الحزبية!
- مخطط إسرائيل للسلطة!
- ماذا بعد اغتصاب الضفة العربية؟
- ما مخططهم لغزة؟
- احتفالاتهم، واحتفالاتنا!
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
- طاحونة والدي!
- لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
- جنازتان لم أحضرهما!


المزيد.....




- الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت ...
- هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب ...
- محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة ...
- تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات ...
- اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام ...
- نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ ...
- استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
- اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
- 50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال ...
- رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!