|
المستوطنات تملك دولة إسرائيل!
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 09:10
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كتب الكاتب والمليونير اليساري، عاموس شوكن مالك صحيفة هآرتس يوم 25/11/2011 كتب عن توقعه لحاضر إسرائيل ومستقبلها، أورد جزءا من خطاب رئيس وزراء إسرائيل، إسحق رابين، أمام الكنيست عام 1993م، قبل اغتيال رابين بعامين قال: "لا تصابوا بالدهشة، فبعد سنوات ستمتلك إيران السلاح النووي، ولهذا يجب أن نسعى لفتح نافذة للسلام، بدلا من الحرب" وقال شوكن أيضا: إن إسحق رابين كان يستشرف المستقبل حين عقد اتفاق السلام مع الفلسطينيين، وكان يرى ضرورة وضع حد للاستيطان، وكان يأمل تحسين أوضاع، الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948م، أي (عرب إسرائيل) غير أن هذه الرؤية اصطدمتْ بتنظيم، كتلة الإيمان (غوش إيمونيم) الأصولية الاستيطانية، وهي إحدى أبرز إفرازات الصهيونية الدينية الاستيطانية، تبنتها حركة مزراحي الأصولية اليهودية، وحولتها من حزب سياسي يناصر اليسار كان يُسمى، المفدال إلى، غوش إيمونيم زعيم الاستيطان الأول الذي يعتمد أيدلوجيا متطرفة تقول: "إن حرب 1967 كانت امتدادا لحرب الاستقلال، لذا فإن حدود إسرائيل، لم تعد هي حدود عام 1948، بل هي حدود ما بعد الرابع من يونيو 1967م"! غوش إيمونيم تنظيم استيطاني ديني، وليس حزبا سياسيا بالمفهوم الأكاديمي، هذا التنظيم الاستيطاني الأصولي لا يُقيم اعتبارا لحقوق الإنسان، ولا يرى وجودا لأحد في كل فلسطين غير اليهود، فالآخرون غائبون في إيدلوجية هذا التنظيم الاستيطاني المتطرف! غوش إيمونيم دفيئة انتخابية لكل القيادة الإسرائيلية، وهو اليوم القائد الفعلي للسياسة في إسرائيل، فمن يرغب في الاستيلاء على رئاسة الوزارة والحصول على المناصب، فما عليه إلا أن يلبس عباءة تنظيم، غوش إيمونيم الاستيطاني، فقد لبسها شارون، وأولمرت، ونتنياهو، وإيهود باراك، وليبرمان، وزفلون هامر وغيرهم! قال عاموس شوكن مالك الصحيفة: "إن مصطلح، الأبارتهايد كان تعبيرا يميز بين الأبيض والأسود في جنوب إفريقية، أما هنا في إسرائيل فهناك أبارتهايد بين شعبين، الشعب الأول الإسرائيلي يملك كل الحقوق، أما الشعب الآخر الفلسطيني فمحرومٌ منها، كما أن الشعب الأول يحكم الشعب الثاني، للأسف فإن أيدلوجيا حزب الاستيطان، غوش إيمونيم حققت نجاحا باهرا في أمريكا أيضا، جذبت العدد الكبير من المسيحانيين الصهيونيين الذين يدعمون مرشحي الحزب الجمهوري، وهذا التكتل الكبير في أمريكا جعل من الصعب على أي رئيس أمريكي أن يتبنى أية سياسة ضد نظام الابارتهايد في إسرائيل"! حزب غوش إيمونيم هو الحزب الذي أفرز لنا في انتخاباته الأخيرة في شهر نوفمبر 2022م زعيمين رئيسين لغوش إيمونيم هما، بتسلئيل سموترتش، وبن غفير، برزت خطة هذا الحزب الرئيسة في إقرار القوانين العنصرية الملائمة للأبارتهايد، والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وهي، قوانين ضد حرية الصحافة، وضد الفلسطينيين مواطني إسرائيل، فعندما سُنَّ قانونُ قسم الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية من الفلسطينيين، ازدهرت حملة التحريض ضدهم وضد الأكاديميين الإسرائيليين اليساريين، ما يزال، حزب الاستيطان الأصولي، غوش إيمونيم يحاول نزع صلاحيات المحكمة العليا، لأنها تُعوِّق أهداف، غوش إيمونيم، وتعرقل كل الخطط القاضية بتهويد كل الأراضي في إسرائيل، وطرد الفلسطينيين من أرضهم! أقوال، عاموس شوكن مهمة، لأنها تستطلع المستقبل، وهو كان يتوقع فشل الحل السلمي مع إيران مما يدفع إسرائيل إلى ضرب إيران عسكريا، كانت تصريحات، شوكن تؤشر بالضبط إلى خط سير عصابة، غوش إيمونيم، وهي خطة قطار الاستيطان المركزي، غادرت، غوش إيمونيم سكتها التكتيكية كمؤيد لليسار وبرز ذلك في انقلابها الديني عام 1977م عندما اندمجت في حزب الليكود، أما سائق عربة، غوش إيمونيم فهو حركة يشع الاستيطانية، وهي الابن المتبّنَّى من غوش إيمونيم، وهي من خلال تسميتها تعني الاستيطان في الضفة الغربية، أو يهودا والسامرة وقطاع غزة! وصف الكاتب، حاييم هنغبي في صحيفة معاريف1/7/2001 في مقال له بعنوان: جيش الإنقاذ ذروة التحريض عند حاخامي يشع، متحدثا عن قمع المستوطنين للسكان الفلسطينيين قال: ""كانوا يحملون أسلحتهم، ويتحدَّوْنَ الجميع، يجوب المستوطنون المسلحون شوارع الضفة في دوريات حراسة، الأسلحة جاهزة، ترفرف الأعلام على سياراتهم، يريدون بسط سيطرتهم على السكان، وإبعادهم عن أرضهم، إن الأعلام التي يرفعونها على سياراتهم هي أعلام جيش إنقاذ إسرائيل، أعلام بيت إيل، فالحديث لم يعد يدور عن دولة تملك مستوطنات، بل مستوطنات تملك دولة" ترجع مبادئ وأصول حركة، غوش إيمونيم، إلى الحاخام الأكبر، موشيه بن نحمان المتوفى عام 1270م، وهو أيضا أستاذ، تيودور هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية! موشيه بن نحمان، هو أول من بذر بذور اغتصاب كل أرض فلسطين، وليس منطقة سي التي هي 61 % من مساحة الضفة الغربية، لأنه هو أول من نادي بشعار تبنته حركة، غوش إيمونيم، وهو "الاستيطان فريضة دينية يهودية واجبة، ولا تجوز ممارسة شعائر الدين اليهودي إلا في فلسطين فقط، كما يجوز لليهودي أن يُطلِّق زوجته اليهودية إذا رفضت الهجرة إلى فلسطين"! يجب ألا نُغفل أهم الحقائق وهي أن تعاليم، موشيه بن نحمان الاستيطانية منذ القرن الثالث عشر هي التي جذبت التيار المسيحاني الصهيوني وجعلته يؤمن بأن الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين هو الذي سيُعجل بقدوم الماسيح المنتظر، قال عضو المسيحانيين الصهاينة، جيري فالويل سنة 1980: "إن الله بارك أميركا، لأن أميركا دعمت إسرائيل". مع العلم أن طائفة المسيحيانيين الصهيونيين تمثل 13% من مسيحيي العالم، يبلغ عددهم في أميركا فقط أكثر من أربعين مليوناً، هم الأكثر دعماً لإسرائيل، وهم منتخبو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهم الوحيدون المالكون لسفارة في القدس، كما أنهم أكبر منظمة داعمة لإسرائيل في العالم، ومن أبرز مبادئ المسيحانيين الصهاينة: "إن عودة المسيح لا يمكن أن تتم بدون استيطان (كل أرض الميعاد)"!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلف الناتو في غزة!
-
ميكافيللي الثاني
-
الديكتاتورية مرض أم عبقرية؟
-
(هرتسل) دولة فلسطين!
-
سنطعم غزة بالملعقة!
-
احتجاج سفير أمريكا في إسرائيل!
-
هل كان هرتسل علمانيا؟
-
لا تنتقدوا المقاومة!!
-
غزة صفقة تجارية!
-
إسرائيل والأسلحة النووية!
-
وصية نتنياهو في الحائط الغربي!
-
أديبان إسرائيليان!
-
حرب شمشونية في غزة!
-
الحكومة العميقة لنتنياهو!
-
تهجيري الخامس!
-
ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!
-
تشرشل وشكسبيرّ
-
صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!
-
في ذكرى المبدع جمال حمدان!
-
أين اختفى اليساريون الإسرائيليون؟!
المزيد.....
-
بحادثة هي الأولى.. بولندا تتهم روسيا بـ-عمل عدائي- في مجالها
...
-
إطلالة -سندريلا- عصرية لآنيا تايلور جوي في مهرجان تورونتو
-
على الخريطة.. ماذا يعني أمر إسرائيل بإخلاء كامل مدينة غزة؟
-
ضربة قطر.. محلل يلفت لـCNN عمق التداعيات مؤكدا: ترامب إما أع
...
-
تحليل.. تداعيات وخيمة على ترامب بعد ضربة إسرائيل في قطر
-
عدد المقاتلات ومدة التخطيط وأسلحة لم ترصدها الدفاعات.. تفاصي
...
-
من كان يعلم بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة؟ مصر وتركيا حذرتا
...
-
جورجيا: اشتباكات في تبليسي بين أنصار الحزب الحاكم ومؤيدي الم
...
-
ترامب: لست سعيدا بالغارة الإسرائيلية على قطر
-
تنديد دولي بهجوم إسرائيل على قطر وجلسة طارئة بمجلس الأمن
المزيد.....
-
حين مشينا للحرب
/ ملهم الملائكة
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
المزيد.....
|