أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - استعدادات إسرائيل للإعتراف بدولة فلسطين!















المزيد.....

استعدادات إسرائيل للإعتراف بدولة فلسطين!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 09:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


يستعد الإسرائيليون لمواجهة اعترافات دول أوربا بالدولة الفلسطينية، لعل أبرز تلك الاستعدادات هي أولا الاستعدادات العسكرية، يتوقع خبراؤهم اشتعال الضفة الغربية بموجات من المقاومة الفلسطينية بعد خطاب الرئيس، أبي مازن في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وفي هذا الإطار فإن اللواء، آفي بلوت من قيادة الجبهة الداخلية حذر من مضاعفات خطاب الرئيس أبي مازن في الجمعية العمومية على الساحة الإسرائيلية، وهو وفق تصريحاته في صحيفة جورسلم بوست يوم 22-9-2025م يتوقع أن تشتعل الضفة الغربية بالمقاومة الفلسطينية، لذلك فإنه أمر بنشر قوات عسكرية كبيرة في الضفة الغربية، وكثَّف حراسة أماكن التسوق، ومفارق الطرق، ولا سيما أن المقاومين الفلسطينيين سيستغلون فرصة الأعياد اليهودية لينفذوا مخططاتهم!
ما سبق هو فقط الرد الإسرائيلي العسكري الأسرع، غير أن الساسة في إسرائيل ومراكز الدراسات والأبحاث كلهم كانوا يتوقعون اعترافات عالمية بدولة فلسطين، مثل بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وأستراليا، والبرتغال وغيرها من الدول الأوروبية، وهم قد جهزوا ردودا على هذا الاعتراف، ومن أبرز الخطوات الإسرائيلية الفورية لمواجهة هذه الموجه، أن تعمد إسرائيل إلى تنفيذ عمليات اغتصاب واستيطان الأرض الفلسطينية، وكانت خطوتها الأولى هي إعلان نتنياهو يوم 11-9-2025م بضم منطقة (إي 1) قال نتنياهو: "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية"!
أما الخطوة الثانية جاءت على لسان نتنياهو نفسه: "بعد عودتي من اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة سوف أقرر موقفي من إعلان الدول الأوروبية، الاعتراف بدولة فلسطين" ومن أبرز الخطوات المتوقعة هي ضم منطقة غور الأردن لإسرائيل، وضم مناطق أخرى من الضفة الغربية!
أما، غدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي، فقد وصف الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية بأنها ارتكبت فعلا فاحشا وخطيرا، وهي قد كافأت الإرهابيين والسلطة الفلسطينية، وأكد أن مستقبل إسرائيل سيتحدد في القدس فقط! وهو قد تحدث مع، زعيمة المعارضة البريطانية، وهي من أشد المعارضين لقرار الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين!
أما، داني دانون سفير إسرائيل في الأمم المتحدة قال: "إن هذه الاعترافات بالدولة الفلسطينية جوفاء تتجاهل الواقع، ولن تحقق الهزيمة لحركة حماس"!
أما، مايك هوكابي سفير أمريكا في إسرائيل، فقد نشر على صفحته نتيجة استطلاع رأي اقتبسه من، أميحاي شكيلي وزير الدياسبورا أبرز فيه أن 87% من الجمهور البريطاني، وكذلك 71% من الفرنسيين يعارضون اعتراف بريطانيا وفرنسا بالدولة الفلسطينية وأضاف بأن زعيمي الدولتين، ستارمر وماكرون هما أضعف زعيمين في أوروبا!
ومن ابرز مواقف اللوبي الصهيوني في أمريكا تصريح، جمعية، الإيباك اليهودية التي قالت: "كان يجب على أمريكا أن تدعم الديموقراطية الإسرائيلية، بدلا من أن تكافئ إرهاب حماس"!
أما المؤتمر اليهودي الأمريكي (AJC) فقد نشر في موقعه موقفه من الاعتراف بدولة فلسطين: "إن الاعتراف بفلسطين هو دعوة صريحة لارتكاب القتل والاغتصاب"!
أما اللوبي الجمهوري واليهودي في الكونجرس فقد عبر عنه النائب الجمهوري، لندسي غراهام حين قال: "منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية أُبيد ستة ملايين يهودي في المعسكرات النازية لأنهم يهود، ها هم زعماء العالم المتحضرون يكافئون النازيين الجدد (حماس) باعترافهم بدولة فلسطين، إن اعترافهم بالدولة الفلسطينية هو اعتراف بأن هناك دولة فلسطينية بلا قيادة، وأخرى بلا حدود وبلا عاصمة، وكلاهما تهددان أمن إسرائيل، إن الاعتراف بفلسطين مكافأة لأكبر مجزرة ضد اليهود منذ الحرب العالمية الثانية، إن حماس وحزب الله والحوثيين لا يرغبون في دولة ثنائية القومية، بل يرغبون في إغراق إسرائيل في البحر"!
رفض أحد المسؤولين المقربين من الرئيس، ترامب رفض ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية قال: "إن تركيزنا سيبقى على الدبلوماسية، وليس على التصريحات الإعلامية الفارغة (الاعتراف بفلسطين)"!
أما الصحفي، غدعون ليفي الكاتب في صحيفة هارتس فهو قد أشار إلى أن الاعترافات بفلسطين اعترافات شكلية، ومراوغة جاءت بديلا عن فرض العقوبات على إسرائيل، فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية عليها، وهو عقوبة إعلامية فقط، كما أن بحثنا في إطار الدولة الفلسطينية يجعلنا نتساءل عن هذه الدولة، ما شكل هذه الدولة الفلسطينية؟ ومن سيُجلي المستوطنين ويبعد الاحتلال عن حدودها؟ وهل هذا الاعتراف هو موقف جوهري من القضية الفلسطينية؟ وما موقف العرب من هذا الاعتراف؟ وهل سيتطور الاعتراف مثلما فعلت كولومبيا عندما قطعت العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، أو مثل موقف النرويج عندما سحبت عشرات المليارات من استثماراتها في إسرائيل؟ كما أن هذه الدولة مرهونة بشرطين، أولهما إصلاح السلطة الفلسطينية وإقصاء حركة حماس عن السلطة، لأنها نقيض المشروع الوطني الفلسطيني!
إن في تاريخ إسرائيل أحداثا مشابهة لنجاحها في فن متابعة الأحداث والتصدي لنتائجها، فقد نجحت إسرائيل في قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 يوم 29-11-1947م، وتمكنت من الحصول على نسبة أكبر من الأرض في قرار التقسيم، فقد حصلت على 55% من الأرض، على الرغم من أن اليهود كانوا أقلية في ذلك التاريخ، بينما حصل الفلسطينيون على 43% على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون 70% من السكان! لم يكن ذلك عشوائيا، بل كان مُخطَّطَا له من اللوبي اليهودي في العالم، فقد تابع مسؤولو الوكالة اليهودية، حتى قبل تأسيس إسرائيل، تابع هذا اللوبي اللجنة الأممية المكلفة بقرار التقسيم، (اليونسكوب) تغلغلوا فيها، ضغطوا على الدول المشتركة في اللجنة، وهي إحدى عشرة دولة.
وضعتْ لجنةُ اليونسكوب ثلاثة حلول للمشكلة الفلسطينية: إما دولة ذات أغلبية عربية. أما الحل الثاني هو حل الدولتين. أما الحل الثالث، حل دولة واحدة ثنائية القومية، بعد حوالي تسع سنوات من قرار التقسيم، وبعد أن سوَّقت إسرائيل للعالم؛ بأن الفلسطينيين رفضوا القرار، نشر رئيس الوزراء الأسبق، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، نص رسالة سرية كان قد بعثها إلى بن غريون، قبل التصويت على هذا القرار وقبل تأسيس إسرائيل كدليل على دقة المتابعة قال: "ستصوت مع قرار التقسيم 25 دولة من دول العالم، وسترفضه 13 دولة، وستمتنع 17 عن التصويت، وستغيب دولتان"
كانت النتيجة النهائية بعد متابعة الوكالة اليهودية للجنة وللدول المشاركة فيها كما توقَّع، موشيه شاريت، مما يدل على الكفاءة في فن المتابعة، وليس على قراءة الغيب في السياسة كما يحدث في الدول النامية أو(النائمة)، فقد ألغت كثيرٌ من دول العربُ منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وحتى في الألفية الثالثة مشاريع الخطط المستقبلية، في مجالات التعليم والثقافة والفنون، واقتصرت اجتهاداتهم المستقبلية على الأنشطة التجارية الصناعية والعلاجية في إطار محدود!
أخيرا، دائما أعود إلى ذكرى حفظتها عام 1975م عندما نجح الفلسطينيون للمرة الأولى في تجنيد الرأي العام الدولي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم 10-11-1975م، ليُصدروا قرارا باعتبار الحركة الصهيونية هي أحد أشكال التمييز العنصري المحظور في العالم، رقم 3379، وافقت على هذا القرار اثنتان وسبعون دولة، ورفضت خمس وثلاثون دولة هذا القرار، وقد استند الداعمون للقرار على قرارات سابقة صدرت عام 1963م، نصت على دعوة العالم لرفض الحركات العنصرية كلها، وقد طبَّل ورقص الفلسطينيون وكثير من دول العرب وبعض دول العالم على وقع هذا القرار، سأظل أتذكر ما فعله، حايم هرتسوغ سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، وهو والد اسحق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل الحالي، حين مزَّق القرار الورقي وألقاه على الأرض وهو يقف على منصة الجمعية العمومية، وقال: "إن هذا اليوم يماثل ليلة، الكرستال المشؤومة، حين حرق هتلر معابد اليهود في ألمانيا عام 1938م"!
كان صعبا التصديق، أن الفلسطينيين أنفسهم قبلوا إلغاء القرار بعد ست عشرة سنة، بعد أن اشترطت إسرائيل على الفلسطينيين ممن أجروا مفاوضات السلام في أوسلو أن يوافقوا على إلغائه، نظير استمرار إسرائيل في المباحثات معهم، ففي يوم 16-12-1991م ألغت الجمعية العمومية هذا القرار، وقد وافق على إلغاء القرار مئة وإحدى عشرة دولة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قصص الترحيل والتجويع في غزة!
- المستوطنات تملك دولة إسرائيل!
- حلف الناتو في غزة!
- ميكافيللي الثاني
- الديكتاتورية مرض أم عبقرية؟
- (هرتسل) دولة فلسطين!
- سنطعم غزة بالملعقة!
- احتجاج سفير أمريكا في إسرائيل!
- هل كان هرتسل علمانيا؟
- لا تنتقدوا المقاومة!!
- غزة صفقة تجارية!
- إسرائيل والأسلحة النووية!
- وصية نتنياهو في الحائط الغربي!
- أديبان إسرائيليان!
- حرب شمشونية في غزة!
- الحكومة العميقة لنتنياهو!
- تهجيري الخامس!
- ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!
- تشرشل وشكسبيرّ
- صحغيو فلسطين آهداف عسكرية!


المزيد.....




- أول تعليق -رسمي- من إسرائيل بشأن المفاوضات مع سوريا
- موقع أكسيوس ينشر أجزاء من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، فما ...
- -لم يبق سوى بضع ساعات-... ماكرون يؤكد لبزشكيان أن الاتفاق بش ...
- بعد اللقاء مع ترامب.. بيان عربي-إسلامي يدعو لوقف الحرب وويتك ...
- روبيو ولافروف وجهاً لوجه في نيويورك: دعوة أمريكية للتسوية مق ...
- تقرير: تصريحات ترامب المتفائلة تخفي شكوكًا حول مستقبل الدور ...
- نتنياهو يندد بالاعترافات الغربية بدولة فلسطين
- في خطابه أمام الجمعية العامة.. الذكاء الاصطناعي الخصم الثاني ...
- موقع هيومانتيريان: تخفيض المساعدات الأميركية يعيق استجابة أف ...
- هجوم ليلي على أسطول الصمود وإصرار النشطاء على الوصول إلى غزة ...


المزيد.....

- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - استعدادات إسرائيل للإعتراف بدولة فلسطين!