أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - لعبة الدول العظمى















المزيد.....

لعبة الدول العظمى


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست أمريكا ودول الغرب بهذه السذاجة ليظنوا أن أوكرانيا ستطيح بالدب الروسي وتهزم روسيا، لكنهم كانوا في ذات الوقت ينشدون فيما ينشدونه، إلى قضّ مضاجع روسيا وإحداث "طابور إزعاج" لها عملا بمقول " العيار اللي ما بيقتلك ... بيجرحك".
وليست روسيا بهذه السذاجة أيضا، كي تحسم المعركة – وهي قادرة – بين ليلة وضحاها وبلمح البصر بل ورفع علمها فوق مقرالرئاسة الاوكراني.
أوهمت دول الغرب ممثل هوليود الكوميدي فلاديمير زيلينسكي، أن بإمكانه أن "يناطح" روسيا ويتحول الى بطل قومي أوكراني يحظى بدعم الغرب ودعم المتطرفين الأوكران على نحو يصبح معه زيلينسكي كما " سبارتكاوس" محرر العبيد ( بلا تشبيه).
ولما ادركت روسيا قواعد اللعبة في أوكرانيا، والتي كان الغرب يهدف فيما يهدفه منها، الى أن تحسم روسيا النزاع العسكري بضربة واحدة ساحقة ماحقة من خلال إستخدام أسلحة فتاكة متطورة تستخدمها وتكشف عنها ميدانيا لأول مرة، وبالتالي يستخلص الغرب العبر والنتائج، فالأسلحة لو إستخدتها روسيا كانت ستستخدم على غير اراضي الغرب ولاستهدفت غير مواطنيه، فلجأت روسيا الى نهج الإستنزاف، والحرب طويلة الأمد عملا بمقولة " حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد" ولم تستخدم أسلحتها الفتاكة وتكشف عنها. إستخدمت روسيا حتى الان، تلك الأسلحة التي تريد التخلص منها والمكدسة في مخازنها منذ سنوات ومنها على سبيل المثال دبابات ( 52 T و 72 T) وصواريخ "غراد" والرشاشات التقليدية مثل " الكلاشينكوف والديكتريوف" بل ومنظومة صواريخ " سام 6 وسام 9"، وجميعها كانت كافية للتعامل مع الجيش الاوكراني، الذي قام الغرب بتزويده بأسلحة متطورة بتقنية متدنية فهو أيضا لا يريد أن يكشف لروسيا عن أسلحته الفتاكة ميدانيا.
في شباط العام القادم تدخل الحرب الروسية الآوكرانية سنتها الرابعة، وتخبو نارها أحيانا وتطبخ على صفيح نار هادئة، وتستعر – كما الان – أحيانا أخرى وتصلنا أخبار عن ضربات قاسية توجهها القوات الروسية للجيش الأوكراني وحصار لبعض تشكيلاته العسكرية.
سبق وأن كتبت وجهة نظري في مقالات حيث عارضت هذه الحرب، ووصفت تواجد القوات الروسية على الأرض الآوكرانية بأنه إحتلال حربي وتطرقت الى كافة التبعات التي تضرب وتمس بعلاقة النسب والمصاهرة بين الشعبين.
أعلن الرئيس الأمريكي عن خطة تهدف الى إنهاء الحرب بين روسيا واوكرانيا .... خطة مكونة من (28 بندا) تتنازل بموجبها أوكرانيا عن محافظة دونيتسك ومحافظة لوغانسك لروسيا، مع التأكيد على سيادة اوكرانيا على باقي الأراضي الاوكرانية، مع أبرام إتفاقية ( وليس معاهدة) عدم إعتداء بين روسيا وأوكرانيا واوروبا ( دون تحديد من هي الدول)، على أن لا تعزو روسيا الدول المجاورة في مقابل أن لا يتوسع حلف الناتو ويضم دولا جديدة، وكل ذلك على أرضيه تنظيم جلسات حوارية بين حلف الناتو وروسيا لخفض حدة التوتر.
ويشمل مقترح ترمب تقديم ضمانات لاوكرانيا للحفاظ على أمنها وحصر جيشها بستماية الف جندي من مختلف الرتب، على أن يتضمن الدستور الاوكراني بندا صريحا يقضي بعدم الانضمام الى حلف الناتو وفي المقابل يضيف الناتو الى نظامه الأساسي بندا يمنع دول حلف الناتو من الموافقة على إنضمام أوكرانيا الى الحلف وكذلك يقوم الناتو بالموافقة على عدم نشر قواته في أوكرانيا ، على أن تتمركز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا جارة اوكرانيا.
ويقترح ترمب تحرير "كمبيالات وهمية أو شيكات بدون رصيد " بحيث يتم تعويض أمريكا عن الضمانات الأمنية التي ستقدمها في حال إعتدت أوكرانيا على روسيا بحيث تفقد هذه الضمانات لصالح روسيا وتحتاج لمن يكفل كفالتها، وإذا ما حصل العكس أي إعتدت روسيا على أوكرانيا فسيكون هناك ردا عسكريا حاسما وفرضا للعقوبات على روسيا مع إلغاء الاعتراف بالأراضي التي تم ضمها الى روسيا والمشار اليها أعلاه وكذلك الغاء جميع الامتيازات الأخرى لهذه الاتفاقية. أما إذا تجرأت أوكرانيا وأطلقت صاروخا على موسكو أو سانت بطرسبرغ ( ليننغراد سابقا) من دون مبرر مقنع ومقبول فتعتبر الاتفاقية لاغية.
في مقابل هذا " الاستسلام" الاوكراني ستكون أوكرانيا قد تأهلت " للدوري نصف النهائي في السجال بين روسيا وامريكا) من خلال الانضمام الى الإتحاد الاوروبي مع فتح الأسواق الاوروبية لها مؤقتا لحين إستكمال تأهيلها ( أي مزيدا من الركوع).
وتماما كما يقترح ترمب لقطاع غزّة، فإنه يقترح أيضا إعادة إعمار أوكرانيا من خلال إنشاء صندوق للتنمية وإعادة بناء البنية التحتية للغاز وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرب، واستئناف استخراج المعادن والموارد الطبيعية، وهنا يدخل دور ( أو منخار) البنك الدولي للمزيد من التبعية والالحاق.
الان وقد تحققت " الضربة على الحافر" يجب أن تتحقق " الضربة على المسمار"، فماذا يقترح ترمب لروسيا؟
يقترح ترمب أن تتم عملية إدماج روسيا في عجلة الاقتصاد العالمي كما لو أن روسيا يعنيها ذلك كثيرا الى حد الإستماته والتهافت، ويقترح ترمب " صاحب اليد العليا" أن يكون هناك مفاوضات ومشاورات لرفع "العقوبات" عن روسيا، مع بحث أمكانية إنضمامها مجددا الى مجموعة الثماني، ويلمح ترمب الى إمكانية إبرام اتفاقية تعاون اقتصادي طويلة الأمد ما بين روسيا وأمريكا.
يمعن ترامب أكثر فأكثر في تقديم "المغريات الاقتصادية" لروسيا حيث يقترح أن يتم إستثمار مبلغ مائة مليار دولار أمريكي من الأصول الروسية المجمدة في مشاريع بقيادة أمريكا لإعادة إعمار أوكرانيا، على أن تحصل أمريكا ( وربما شركات تابعة لترمب) على نصف عوائد هذا الإستثمار، بمعنى أن ترمب يريد أن يقوم بتشغييل أموال روسيا ويأخذ نصف الربح أي بمفهوم " شريك مضارب" و " من دهنو ... قلليلو" . ويقترح ترمب أن تضيف أوروبا مبلغ مائة مليار دولار امريكي لدعم الإستثمار في أوكرانيا مقابل الإفراج عن باقي أموالها المجمدة. وبالنسبة لباقي ألأموال الروسية المجمدة التي تزيد عن المائة مليار فسيتم استثمارها بموجب إتفاقية أمريكية – روسية خاصة ومنفصلة. وكما تلاحظون هنا، فإن أمريكا لا تريد أن تدفع "سنتا" واحدا بموجب هذا المقترح.
وينهي ترمب مقترحه بالدعوة الى تشكيل فريق عمل أمني أميركي روسي مشترك بغية العمل على ضمان هذه الخطة.
بدورها اكدت روسيا أن حل أي مشكلة يجب أن ينطلق من معالجة جذور المشكلة وليس تجلياتها.
خلاصة الأمر، أن ما يحصل بالضبط مع أوكرانيا هو "لعبة الدول" العظمى بين بعضها البعض تلبية لمصالحها الإقتصادية والإستثمارية وتوزيعا " للكعكة" ما بينها"، وتشريدا للشعوب و " نفخا لرأس" التعصب القومي وغيره، وإبرازا لشأن أشخاص كبرت لديهم "الانا" الذاتية الى حد " جنون العظمة" فتستغلهم الدول العظمى لتحقيق أهدافها، ثم تلقيهم – كما زيلينسكي – على قارعة الطريق ليلقوا مصيرهم.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قريبا ... الأوكسجين للبيع
- أشكال النضال
- أفكار مبعثرة
- إضمحلال الدولة
- طبيب الأرياف
- وهل ينفع الاعتذار؟
- أزمة البديل
- حروب الاستنزاف ... ضربة ع الحافر وضربة ع المسمار
- تكديس الأوهام
- ما الذي ينتظر الشعب السوري؟
- ما العمل .... فلسطينياً؟
- السياسة والعواطف
- سمات المرحلة الراهنة
- متى ستضحك الشعوب؟
- عشرون أربعون أو عشرون خمسون
- الصراعات وجذورها الطبقية
- المهندسة -م-
- الغطرسة
- قصة بلا نهاية
- المحقق كونان


المزيد.....




- إيليا أبو ماضي: شاعر التفاؤل وصاحب الطلاسم
- حكومة ميرتس في مأزق: تراجع قياسي في رضا الألمان عن أداء حكوم ...
- بيان الذكرى 35 لتأسيس حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني ...
- تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة رغم وقف إطلاق النار
- أوكرانيا: خلافات أمريكية أوروبية بشأن التنازلات المطلوبة لوق ...
- قمة كوب30 تتبنى اتفاقا مناخيا لا ينص على خطة للتخلص من الوقو ...
- رئيس الأركان الفرنسي يؤكد على أهمية -الاستعداد- لمواجهة خطر ...
- فرنسا: الجمعية الوطنية ترفض أجزاء من مشروع موازنة 2026
- ماكرون يرغب في -بناء علاقة هادئة- مع الجزائر
- احتجاج أمريكي على الإعلان الختامي لقمة مجموعة العشرين


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - لعبة الدول العظمى