أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - إضمحلال الدولة














المزيد.....

إضمحلال الدولة


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت النظرية الماركسية اللينية تفيد بأن الشيوعية هي أعلى مرحلة من مراحل الإشتراكية. وكانت النظرية تعرّف الدولة على أنها أداة أو وسيلة طبقية توظفها الطبقة الحاكمة بغية الدفاع عن وحماية مصالحها، أي أنها أداة قمعية بيد الطبقة الحاكمة.
وكان لينين في دراسته النظرية بعنوان " الدولة والثورة" وأيضا عندما إنتقد قبله ماركس "برنامج غوته" قد شددا على أنه وفي مرحلة الإشتراكية سوف تبقى الدولة قائمة بغية الدفاع عن "دكتاتورية البروليتاريا" عند سقوط النظام الرأسمالي وبذلك تتحول الدولة الى أداة للتصدي لمساعي الرأسمالية لتقويض النظام الإشتراكي، أي أن الدولة وقتها ستكون أيضا " أداة قمعية" بيد البروليتاريا.
وتوصل لينين الى أنه عندما تصل الإشتراكية الى أعلى مراحلها، أي الشيوعية تتلاشى الطبقات وعندها لن تكون هناك حاجة للدولة ككيان أو كادة للقمع وبذلك تبدأ الدولة في فقدان مبرر وجودها والإضمحلال التدريجي.
وكانت النظرية الماركسية اللينينية تفيد أيضا بأن الامبريالية هي أعلى مرحلة من مراحل الرأسمالية، لكنها لم تبحث كثيرا في مصير الدولة إبان المرحلة العليا للرأسمالية ذلك أنها كانت تؤمن بأن الدولة الرأسمالية مصيرها لا محالة الفناء والزوال بفعل وجود الشيوعية اللاطبقية.
ومع مرور الزمن وثبات فشل التطبيق الخلاق للنظرية الماركسية اللينينية وسقوط المنظومة الإشتراكية وإنعدام الآفاق للوصول الى مرحلة الشيوعية، بات السؤال الذي يتبادر الى الذهن " هل وصلت الرأسمالية الى أعلى مراحلها؟".
والجواب ... أيها الأحبة ... نعم لقد وصلت ومنذ فترة الرأسمالية الى أعلى مراحلها ، أي الى مرحلة الامبريالية ، بل وتخطتها الى مرحلة ما بعد الامبريالية والمتمثلة من وجهة نظري بمرحلة مونوبوليا الإحتكارات العالمية وكارتيلات السلاح والدواء والمخدرات.
وبالتناوب، إضمحل مفهوم الدولة، وتبوأت هذه الكارتيلات وهي تحالفات سرية و/أو علنية لشركات الإحتكارات العالمية المتنافسة في مجالات الأسلحة والدواء والمخدرات مكان الصدارة، فتحكمت في السلع واسعارها وكميات إنتاجها وتوزيع السوق بينها ومحاربة أي تنافس جديد قد يظهر لها، وأصبحت هي التي تدير دفة العالم فتفتعل الحروب والويلات والكوارث الداخلية والخارجية، فالحرب تعتبر أكبر سوق إستهلاكي للسلاح، والحرب تسبب ضحايا يحتاجون الى الأدوية والعلاج، وتسبب الأزمات النفسية التي يلجأ عدد لا بأس به من بينهم الى المخدرات.
أمام ذلك كله، تبدأ الدول والكيانات في الإضمحلال، وتتحول الدول وحكوماتها من دول ذات سيادة كاملة على الأرض والبحر والحدود والجو والثروات الطبيعية ودفة الإقتصاد والأمن الى إدارات مدنية لتسيير أمور المواطنين الصحية والتعليمية والإجتماعية والرقابة الشرطية بسيادة زائفة منقوصة لا تمتلك السيطرة على الأرض والبحر والجو ولا حتى الجيش والأمن الخارجي ولا السياسة الداخلية أو الخارجية ولا الإقتصاد الوطني، والشواهد على ذلك كثيرة في مختلف أقطار العالم.
العالم كله أصبح مرهونا بالكرتيلات وتحولت الدول الى إدارات للحكم المحلي المدني ليس أكثر ... والقادم في عصر ما بعد الإمبريالية لشديد الأسف لن يكون في صالح الشعوب وسيزداد الفرز الطبقي. وتذكروا دوما أن السياسة هي تعبير مكثف عن الإقتصاد والحرب تعبير مكثف عن السياسة.
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم لي ولكم ... فيا فوز المستغفرين... إستغفروا الله.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيب الأرياف
- وهل ينفع الاعتذار؟
- أزمة البديل
- حروب الاستنزاف ... ضربة ع الحافر وضربة ع المسمار
- تكديس الأوهام
- ما الذي ينتظر الشعب السوري؟
- ما العمل .... فلسطينياً؟
- السياسة والعواطف
- سمات المرحلة الراهنة
- متى ستضحك الشعوب؟
- عشرون أربعون أو عشرون خمسون
- الصراعات وجذورها الطبقية
- المهندسة -م-
- الغطرسة
- قصة بلا نهاية
- المحقق كونان
- البوصلة
- تعرف الكذبة .... من كبرها
- البنيان المرصوص
- كعكة العالم


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - إضمحلال الدولة