أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - متى ستضحك الشعوب؟















المزيد.....


متى ستضحك الشعوب؟


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصف فلاديمير إيليتش لينين الثورة على الامبراطورية الروسية عام 1905 التي منيت بالهزيمة بأنها "بروفا للثورة البلشفية عام 1917"، ذلك أن الظروف الموضوعية والذاتية آنذاك ( أي عام 1905) لم تكن ناضجة بعد.
ولو عدنا قليلاً إلى الوراء، عندما بدأت جهود البشرية في "المكنكة" وجرت محاولات لاختراع الماكنات التي تحل محل الإنسان و/أو تسهل عمله، وعندها بدأت عملية الانتقال من الزراعة إلى الصناعة، ومع اختراع مضخة الانجليزي توماس سيفري البخارية عام 1712 بدأت إلى حد ما عجلة الانتاج الصناعي تدور لتشكل انتقالا من العهد الزراعي الإقطاعي إلى العهد الصناعي بإفرازاته الطبقية ( طبقتي الرأسماليين والعمال).
وجاءت الثورة البلشفية في الخامس والعشرين من اكتوبر بالتقويم القديم ( أو السابع من تشرن الثاني بالتقويم الجديد) لعام 1917 ضد الإمبراطورية الروسية مقدمة وبداية لسيطرة الطبقة العاملة على مقاليد الحكم.
وقد تشكل في العشرين من كانون الأول ( ديسمبر) لعام 1917 جهاز الـ "كي جي بي" وهو جهاز المخابرات الروسي بقيادة فليكس دزريجنسكي واستمر يعمل حتى تفكك في الحادي عشر من تشرين الأول "أكتوبر" عام 1991 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، ذلك أن قيادة الطبقة العاملة كانت تدرك الحاجة إلى حماية منجزات الثورة لوعيها أن الرأسمالية لن تترك الطبقة العاملة تسيطر على مقاليد الحكم والانتاج في العالم.
ولا يخلو تاريخ الثورة البلشفية حتى انهيار دول المنظومة الاشتراكية تباعاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في السادس والعشرين من ديسمبر 1991 من الستار الحديدي المليء بالقمع والتنكيل والقتل والزج في غياهب السجون والذي اشتهر به جهاز ال ( كي جي بي) وغيره من الأجهزة الرديفة في دول المنظومة الاشتراكية التي تشكلت لاحقاً. ولا ننسى جميعاً تاريخ الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين في المجازر.
بانتصار الاتحاد السوفياتي والحلفاء في الحرب العالمية الثانية التي وضعت أوزاها عام 1945، تشكلت دول المنظومة الإشتراكة بقيادة الاتحاد السوفياتي، وتشكل إثرها نظام "القطبين" الذي كان يعرف بالقطب الشرقي (الاشتراكي) والقطب الغربي ( الرأسمالي).
وانتعشت حركات التحرر الوطني في العالم والتي كانت الكتلة الشرقية تدعمها، وتمكنت هذه الحركات وبأشكال متفاوتة من كنس الاستعمار القديم المتمثل في سيطرة الدول الاستعمارية ( وبشكل خاص بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا والبرتغال) على أراضي الدول التي خضعت للاستعمار بموجب ما عرف " بالوصاية و/أو الإنتداب"، وبعد كنس الاستعمار القديم حصلت هذه الدول على "استقلالها" الشكلي ليخرج الاستعمار بشكله القديم من " الباب " ويعود مجدداً "من الشباك" بالسيطرة على مقدرات البلاد التي نالت "استقلالها" وتشكيل أنظمة تابعة لها، وانضمت الولايات المتحدة الامريكية إلى هذه الطغمة الاستعمارية.
السياسة أيها الأحبة هي كما يقول لينين "تعبير مكثف عن الاقتصاد"، وفي الوقت الذي مارست فيه دول المنظومة الاشتراكية نهج "ديكتاتورية البروليتاريا" أي "سيطرة الطبقة العاملة" ، انتهج المعسكر الرأسمالي سياسة النفس الطويل، وربما كان "ماركسيا" أكثر من الماركسيين. فقد اعتمد سياسة " النفس الطويل" هدياً بمقولة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ المتعلقة " بالحفر في الجبل الشاهق ولو بشاكوش ... فسوف يتلاشى الجبل مع الزمن" وتماشياً مع المبدأ الفلسفي الماركسي القائل "كل شيء يحمل في داخله... ضده" وأيضا "وحدة وصراع الأضداد".
فعمدت الرأسمالية وأعلى مراحلها أي الإمبريالية إلى إحداث اختراقات في منظومة الدول الإشتراكية بطول نفس منقطع النظير من العام 1917 وحتى العام 1991 عندما جنّدت زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيوف ليفكك الاتحاد السوفياتي من خلال ما أوهم به الشعب بانتهاج سياسة " البريسترويكا – أي الإصلاح" و " الغلاسنست – أي الشفافية"، ليظهر في نهاية النهايات في دعاية متلفزة مروجاً لثقافة " البيتزا هات" وهو يفتتح أول مطعم "بيتزا" في موسكو، ثم تنهار تباعاً دول المنظومة الاشتراكية في أول ضربة قاسمة للطبقة العاملة ولحركات التحرر.
كانت تلك الضربة القاسمة الأولى للطبقة العاملة ولحركات التحرر العالمية والنصر الأبرز للإمبريالية. لقد فشل الفكر الاشتراكي فشلا ذريعا جراء التطبيقات والممارسات الخاطئة وليس بسب فشل النظرية ذاتها.
في خضم ذلك كله، وبالنسبة لحركات التحرر العربية، وفي أعقاب تشكل الاتحاد السوفياتي بعد انتصار الثورة البلشفية، برز إضافة الى التيار الماركسي ( الشيوعي واليساري بتفرعاته) التيار القومي، وكذلك برز ما يسمى حاليا "بالإسلام السياسي" بكافة تشكيلاته ومشاربه.
كان على الامبريالية أن تتعامل مع التيار القومي أيضا بطول نفس، وأوهمت وبشكل خاص القوميين العرب بأنهم على قدرة واستطاعة من تحقيق شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" وغضّت الطرف ولكن دون الخروج عن سيطرتها على تنامي دور حزبي البعث العربي الإشتراكي في كل من العراق وسوريا وتقلده لمقاليد الحكم في البلدين، وسمحت للزعيم الخالد جمال عبد الناصر والضباط الأحرار في تسلم الحكم في مصر.
ثم بدأت شيئاً فشيئاً في تقويض الفكر الناصري بتصفية الزعيم جمال عبد الناصر وتداول مقاليد الحكم بعده بدءاً من الرئيس أنور السادات ( الذي أبرم أول اتفاقية مع دولة الكيان في كامب ديفيد" مروراً بالرئيس حسني مبارك إلى الحال الذي وصلت إليه مصر الآن. ولا بد من الإشارة إلى أن التيار الناصري إبان حكمه لمصر مارس أيضا شتى ضروب التعذيب للشيوعيين والإخوان المسلمين على حد سواء. إن سقوط النظام الناصري كان الحلقة الأولى في ضربة الإمبريالية الثانية بعد ضربتها الأولى بانهيار الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية، رغم أن النظام الناصري قد سقط قبل انهيار دول المنظومة الاشتراكية.
وفي العراق سمحت الامبريالية لحزب البعث العربي الاشتراكي بتنفيذ انقلاب السابع عشر من تموز 1968 وظل الحزب هو المسيطر على مقاليد الحكم حتى حلّ الحزب "الحاكم المدني" الأمريكي في العراق بول برايمر بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. إن سقوط نظام حزب البعث في العراق كان الحلقة الثانية من الضربة الثانية من ضربات الإمبريالية التي تستهدف الفكر القومي والقومي الاشتراكي. ويجب التنويه هنا أن حزب البعث العربي الاشتراكي مارس أيضا شتى ضروب التعذيب واستهدف الشيوعيين وكل من هو ليس بعثياً.
وقبل أيام سقط نظام البعث السوري بعد واحد وستين عاماً من الحكم وما زلنا نشاهد التقارير واللقاءات المرعبة مع الخارجين من السجون والمعتقلات السورية ونحن نستذكر المقولة عن السجون " الداخل مفقود ... والخارج مولود".
كان سقوط البعث السوري هو الحلقة الثالثة من الضربة الثانية للإمبريالية وربما التي استهدفت الفكر القومي.
أما بخصوص "الدين السياسي" فقد حافظت الامبريالية على النظام الطائفي في لبنان، وقامت بدعم الإسلام المتطرف الإقصائي (المتمثل في القاعدة والدواعش ومن في حكمهم) وعندما انتهى دورهم لم تتردد في تصفيتهم. وأصعدت الإمبريالية جماعة "الإخوان المسلمين" إلى عربات " قطار العولمة" وسمحت لهم بتقلد الحكم في مصر بغية إفشالهم ثم سمحت بالانقلاب عليهم، وتعمل حالياً الإمبريالية ورأس حربتها دولة الكيان على تصفيتهم في كل من فلسطين ولبنان وبأقصى حال تحويلهم الى أحزاب سياسية ليس أكثر ضمن صفقة أمرو – أيرانية، مع تغذيتها لفصائل وتيارات "إسلامية" تعمل على البطش والتنكيل وخصوصاً في سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان.
إذا، فقد عملت الأمبريالية بطول نفس كي ينهار الاتحاد السوفياتي ومن ورائه دول المنظومة الإشتراكية، وكي يحكم الفكر القومي ثم يسقط وكي يلتحق الفكر الاسلامي بعربة "العولمة" ثم إنزاله عند "أقرب محطة" و " أول كوربة".
لقد ساعد الإمبريالية في ذلك كله ممارسات كل هذه التيارات ( الإشتراكية والقومية والإسلامية) التي انتهجت بالأساس نهج القمع والتنكيل بحق أبناء الشعب، فكان الولاء للنظام خوفا وليس انتماء وهذا ما يفسر سقوط تلك الأنظمة المدوي كما " البسكوت" عند "أول عطسة".
ومن نافلة القول، أنه يتوجب على الجميع أن يرى الصورة الأشمل في الصراع الطبقي مع الامبريالية وأن يعتذر لذاته أولا بأنه قد أقنع نفسه بأن " تصدي الأنظمة الإشتراكية والقومية والاسلامية للامبريالية كان يبرر لها انتهاج القمع والتنكيل بأبناء الشعب بل والسكوت عليه".
هناك مثل روسي يقول " لا يكسب ذلك الذي يضحك أولا" .... فمتى ستضحك الشعوب؟



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون أربعون أو عشرون خمسون
- الصراعات وجذورها الطبقية
- المهندسة -م-
- الغطرسة
- قصة بلا نهاية
- المحقق كونان
- البوصلة
- تعرف الكذبة .... من كبرها
- البنيان المرصوص
- كعكة العالم
- سحابة صيف في الجامعات الأمريكية أم ماذا؟
- موسيقى المسدس
- حق الرد
- علامة الرسوب هنا، في السجل ... والباب هناك
- فاظفر بِحُبِ الناس ... تَرِبَتْ يداك
- الصراع الطبقي
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم


المزيد.....




- مصر.. إطلاق خدمة -مكالمات الواي فاي-.. ما مميزاتها؟
- بعد انسحاب ترامب.. أورسولا فون دير لاين من دافوس: اتفاقية با ...
- انسحاب ترامب من منظمة الصحة واتفاقية باريس للمناخ ..أي تداعي ...
- غزة.. الهدنة تنكأ جروح الفلسطينيين
- ترامب: يجب إنهاء الحرب بأوكرانيا سريعا
- أوربان: شمس جديدة تشرق على أوروبا
- نواكشوط.. مؤتمر إفريقي لتعزيز السلم
- ترامب: مراسيم وأوامر بالجملة... كيف سيطبقها؟
- حسن خريشة: ما يحدث في جنين ذريعة لضم الضفة والسلطة تشيطن الم ...
- هل يترشح أردوغان لولاية جديدة متجاوزا العقبات الدستورية؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - متى ستضحك الشعوب؟