أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الصراع الطبقي














المزيد.....


الصراع الطبقي


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل انتهى الصراع الطبقي؟ هل ولّى زمن النظريات المتعلقة بالصراع الطبقي؟ وهل زالت الطبقات والشرائح في المجتمع واختلط الحابل بالنابل؟ وما هي معادلات العصر الحالي على الصعيد الإقتصادي؟
يظن البعض أن الصراع الطبقي بدأ أول ما بدأ مع اختراع الآلة البخارية، حيث تحولت عجلة الإنتاج من الصناعات اليدوية الحرفية البسيطة الى عجلة الإنتاج باختراع الماكنة الصناعية. فقد حلّت ماكنات النسيج على سبيل المثال مكان العاملين والعاملات في ورش الحياكة والخياطة الذين كانوا يعملون لساعات طويلة فقط بأيديهم في الحياكة والنسيج.
في حقيقة الأمر فإن الصراع الطبقي لم ولن ينتهي وكان موجودا منذ بدء الخليقة على هذه المعمورة وسوف يستمر طالما أن البشرية ما زالت متواجدة ولكنه يأخذ أشكالا متجددة وفقا لمعطيات العصر والتقدم التكنولوجي الذي وصل حتى هذه اللحظة الى عهد "الذكاء الصناعي".
مع تطور الصناعة وعجلة الإنتاج تطورت الطبقة الرأسمالية وزادت فروعها فلم تعد تقتصر على البرجوازية العليا والوسطى والصغيرة والرثة فظهرت تفرعات عديدة تنامى دورها كشريحة البرجوازية الكمبرادورية التي تسيطر على عملية التصدير والاستيراد للسلع ولا تملك أية وسائل إنتاج وتنامى دور شريحة برجوازية "المونوبليا" أي الإحتكارات العالمية التي أجرت أكثر من إئتلاف عالمي وقامت بتوزيع "الكعكة" ما بينها، وتنامى دور شريحة البرجوازية المختصة بتجارة السلاح وتجارة الأدوية وتجارة المخدرات وبرجوازية قطاعي البنوك والاتصالات وغيرها الكثير الكثير.
ومع تنامي هذا الشرائح من البرجوازية أصبحت شرائح البرجوازية الوسطى والصغرى والرثة أقرب الى الطبقة العاملة أكثر فأكثر من أن تكون ضمن تصنيف البرجوازية.
أما الطبقة العاملة من فلاحين وعمال فقد طرا عليها هي أيضا تفرعات مع زوال الاقطاع، فنجد مزارعا يعمل في أرض يمتلكها هو بحيث يكون أقرب الى شريحة البرجوازية الصغرى أو الوسطى من شريحة المزارعين بل ونجد مزارعا يعمل لدى صاحب أرض في القطاف مثلا ليس مقابل مردود مادي نقدي بل نسبة من المحصول حتى بشروطه، ونجد في الصناعة العمال المهرة والعمال غير المهرة وأولئك المتسلحين بتقنيات العصر والمعرفة بالأتمتة إلى درجة أن المهندس الصناعي مثلا الذي يصنف ضمن شرائح البرجوزاية هو في حقيقة الأمر أقرب في التوصيف الى الطبقة العاملة أكثر من أية شريحة من شرائح البرجوازية، وخير مثال على ذلك مهندس ميكانيكا السيارات حيث نجد بعضهم مستلقيا على ظهره أسفل سيارة يقوم بإصلاحها. كما وزادت العمالة الوافدة الى كثير من البلدان وقلت العمالة من مواطني البلد وبالتالي قلّ الإنتماء للعمل النقابي ولفكر الطبقة العاملة وأهم روافده إتحاد العمال وتضامنهم.
أحد أهم ركائز الصراع الطبقي أنه بتطور وسائل الإنتاج تتطور علاقات الإنتاج وأن يد الإنسان ليس فقط وسيلة للإنتاج بل أيضا نتاج له.
مع تطور علاقات الإنتاج لا يستقيم هنا ان نقوم بتطبيق كلاسيكيات الصراع الطبقي على هذا التطور، ولهذا السبب بالذات ولأسباب أخرى ضعف الى درجة الإضمحلال دور نقابات العمال التي تعيش على أنقاض وذكريات الماضي وتتغنى به من ناحية وتخفق في تلمس وطرح وتبنى قضايا الصراع الطبقي وقضايا الطبقة العاملة بحلتها الجديدة ومعطيات العصر الحالي.
وبالتناوب، فشلت أحزاب اليسار التي تعلن في برامجها أنها أحزاب الطبقة العاملة من عمال وفلاحين وكادحين في تجديد فكرها وبرامجها بما ينسجم مع علاقات الإنتاج الجديدة ومع ذلك ظلّت تتشدق أنها تحمل فكر الطبقة العاملة رغم أن قادتها هم من شرائح البرجوازية المتعددة.
خلاصة القول أنه يجب وبالضرورة إعادة كل ما يحدث في العالم الى منبعه الأساسي المرتبط أساسا بالسيطرة على مقدرات هذا الكون وعجلة الإنتاج وإفرازاتها المتجسدة في الصراع الطبقي، حيث أن طبقة البرجوازية بكل تفرعاتها تريد كل شىء لنفسها حتى لو تطلب الأمر إحداث الحروب والنزاعات وقتل الشعوب وتهجيرهم بل والإبادة الجماعية.
أزمتنا في حركات التحرر أينما كان مردها اننا لا نرتقي بإرتقاء معطيات العصر الراهن وتحجرنا نحو ذكريات "الزمن الجميل" ولم نطور أنفسنا وتقوقعنا في شرنقات إما الفكر الديني السياسي أو الفكر القومي الضيق أو العرقي ولم نشكل في يوم من الأيام بديلا ثوريا حقيقيا.
نقطة وع السطر.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوركينا فاسو وإبراهيم تراوري ... نموذجا
- أمير الظلام ... حميدان
- النضال في سبيل تحرير الانسانية
- عن أحمد سعيد والصحاف ومن في حكمهم
- توزيع الادوار
- -كل أرض ... ولها ميلادها-
- ذهب مع الريح
- الجمعة المشمشية
- بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- حقائق ميدانية
- الجنازة ... حامية
- الاعلام البديل
- بيت العنكبوت
- بعض حقائق حرب ما يسمى بغلاف غزة
- كل شىء يحمل في داخله .... ضده
- أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- شهاب الدين ... أسوأ من أخيه


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-إنزال صورة أردوغان من مكتبه في أنقرة-.. ما حق ...
- ردود كويتية نارية على تصريحات وزير التجارة الأمريكي تكشف مغا ...
- أوروبا في مواجهة تحديات جديدة: هل تعود إلى السباق النووي لبن ...
- ألمانيا: إيداع منفذ هجوم الطعن في بيليفلد عيادة للأمراض النف ...
- الشرطة الإسبانية توقف شخصين لانتهاك العقوبات ضد روسيا
- -البقاء دائما خطوة إلى الأمام-.. خبيرة: الذكاء الاصطناعي يمك ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي: علينا مهاجمة عمق لبنان وبيروت نفسها ...
- بريطانيا تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي وباء خطير
- -سانا-: الأمن العام السوري يلقي القبض على مسؤول سابق مقرب من ...
- وزير خارجية لبنان يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان والت ...


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الصراع الطبقي