أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - توزيع الادوار














المزيد.....

توزيع الادوار


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات يقوم المخرج ليس فقط بإعداد هذا الكم الكبير من المشاهد بل أيضا بتوزيع الادوار، التي في غالبيتها تسلط الاضواء على بطل أو أكثر، فيكون هناك الممثل أو الممثلون الرئيسيون وهناك أيضا الثانويون (ما يسمى بالكومبارس).
وفي كثير من الأعمال الدرامية قد ينجم خلاف مادي بين احد الممثلين والمخرج الذي لا يتردد في تغيير السيناريو حتى لو تطلب الأمر قتل "البطل" أو الشخصية الرئيسية.
ذلك بالضبط ايها الاحبة هو ما يحدث في عالم السياسة سواء أكان ذلك في الزمن الحالي حيث القطب الواحد أو زمن القطبين إبان وجود منظومة الدول الاشتراكية ( أعظم الله أجركم وغفر لميتكم).
حاليا الامبريالية المسيطرة عالميا على دفة الادارة تقوم بتوزيع الادوار بين مختلف الممثلين بغض النظر عن تصنيفاتهم. وينطبق ذات الأمر على القوى السياسية والدينية وغيرها وبدرجات متفاوته.
تسعى الامبريالية العالمية لكي يركب الجميع - الممثلين والقوى - في قطار العولمة في زمن يتجه نحو "الذكاء" ( أو ربما الغباء) الصناعي، وما ان يجلس المرء في مقعده تقوم الامبريالية بوزن قيمته وثمنه وطواعيته وامكانية تمرده و "عنفصته"، وعندما يأفل نجمه تلقي به لقمة سائغة خارج قطار العولمة.
ذلك سياق تاريخي لديه الكثير الكثير من الامثلة والدلائل ولنا في تجارب ما يسمى بالربيع العربي خير مثال حيث تم إخراج رئيس عربي من عنق حفرة تؤدي الى مخبأ وتم ضرب زعيم أخر "بالشباشب" بعد اخراجه من عبارة صرف صحي، ومات ثالث وهو قابع في سجون النظام الذي كان يتربع على راسه، وفر رابع موليا الادبار عملا بمقولة "يا روح ما بعدك روح" وجرت الاطاحة بخامس بانقلاب عسكري او انقلاب ابيض وهكذا دواليك.
وفي التاريخ العربي المعاصر نسبيا اوجدت الامبريالية القيادات التقليدية والقوى السياسية والمذهبية ولما انتهى دورها، قامت بتصفيتها في اطار تخريجة لاعادة ترتيب واستبدال الحرس القديم بحرس جديد.
على سبيل المثال، فقد ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و" بلاد الشام" كصنيع امبريالي بامتياز بغية الإجهاز على منجزات حركة التحرر في المنطقة وكفعل مواز لها عقب ما يسمى "بالربيع العربي" وبغية دبّ الرعب لدى الجماهير للقبول بأي بديل إلا "الدواعش"، وعندما انتهى دور هذا التنظيم تم تهميشه وتحييده بدرجة كبيرة تماما كما حصل قبل ذلك مع جماعة "بن لادن" بل وأسامه بن لادن نفسه. وحصل ذات الشىء في أفغانستان مع طالبان والزعيم الآفغاني/ الامريكي كرازي. وشهدنا في مصر الشقيقة ما هو شبيه بذلك في أعقاب اقصاء الرئيس حسني مبارك عن سدّة الحكم، فتولت جماعة الاخوان زمام البلاد لفترة وجيزة جدا كان الهدف منها إصعادها الى قطار العولمة لاظهار عجزها على تلبية طموح وتطلعات الشعب العربي المصري وسرعان ما تم توجيه ضربة لها اطاحت برئاستها للجمهورية.
وفي بوركينا فاسو يسطع حاليا نجم الرئيس ابرهيم تراوري بوصفه خليفة للاسطورة سبارتكاوس "محرر العبيد" وتظهره وسائل الاعلام مرتديا على الدوام الزي العسكري "على سنجة عشرة" مع إضفاء صبغة هوليودية على ظهوره وطريقة مشيه والتسليم على من يلتقيهم والكلمات النارية التي يلقيها، لايهام شعوب القارة هناك بانه "خشبة الخلاص" لها. وأبشركم أيها الأحبة أنه عندما ينتهي دوره سيلقى مصير من سبقه عملا بمقولة "لو دام الكرسي لغيرك ... لما وصلك".
توزيع الآدوار لعبة الامبريالية بما يتماشى مع مصالحها وسنشهد في عالمنا العربي عامة والفلسطيني خاصة توزيعا جديدا كأحد تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر.
الثابت في ذلك كله، أن الشعوب العربية سوف تغني دوما للامبريالية أغنية سيدة الغناء العربي الراحلة "أم كلثوم" التي تغني فيها " .... لسه فاكر ... قلبي ... يديلك آمان .. والا كلمة ... حتعيد اللي كان ... " فنضال الشعوب يتسم بالديمومة ولا آمان ولا ثقة إلا بما ردده الطاهر وطار في روايته "اللاز" .... ما ببقى في الوادى إلا حجاره ... والشعوب حجارة وديانها الباقية.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كل أرض ... ولها ميلادها-
- ذهب مع الريح
- الجمعة المشمشية
- بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- حقائق ميدانية
- الجنازة ... حامية
- الاعلام البديل
- بيت العنكبوت
- بعض حقائق حرب ما يسمى بغلاف غزة
- كل شىء يحمل في داخله .... ضده
- أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- شهاب الدين ... أسوأ من أخيه
- مجموعة إيكواس تداعب مجموعة بريكس
- -غزاوي- - جديد جمال زقوت
- ضياع
- مع نعيم ناصر ودراسته حول-الموريسكيون- والموروث الإسباني.
- عندما تجتمع المأساة مع المهزلة


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - توزيع الادوار