د ء آ دا أر دار - الصحافة - يا تحالف يا حكومة

صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 12:03
المحور: الصحافة والاعلام
    

تجاوزات قوات التحالف في العراق وعلى مدى السنوات الأربع الماضية ليست بجديدة فمنذ إن تبنت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع غزو العراق بحجة وجود أسلحة التدمير الشامل واعتذار البنتاكون لاحقا بعدم وجودها ، قد كشف حقيقة النوايا بشكل فاضح لا يختلف عليه اثنان سواء على المستوى الداخلي المحلي أو الرأي العام العالمي.
ومثل ما لم يعد بخاف موضوعة خلط الأوراق والضحك على الذقون في مشروع الديمقراطية الحلم التي بهت حبر كتابتها منذ أكثر من عام والتي انسحب على خلفيتها الدستور العراقي وركن على الرفوف دون الانتهاء من تنقيحه والمصادقة عليه بالشكل الذي يفيد في تطبيقات مواده على المستوى العملي والشامل والذي آُمل نهاية العمل به وإقراره في 31-12-2006 فأن مثل هذه التجاوزات قد أضحت ملموسة وعلى كافة المستويات والصُعد ابتداء من عدم الاكتراث بحرق بعض مكاتب مقرات الأحزاب المهنية المعروفة في البلاد ومداهمة مكاتب أعضاء في البرلمان العراقي والى انتهاكات مماثلة لدور مواطنين آمنين دون إذن من أصحابها وبعثرة أثاثها ,وإلقاء القبض على من توفر في الموقع ورميه في التوقيف ولحين ما لا يعلمون أو حتى قتل المواطنين الأبرياء وتقديم الاعتذار بحجة القتل سهوا!
وليس انتهاء بما اطلعنا عليه مؤخرا في العشرين من شباط الجاري 2007 حين داهمت قوة من قوات التحالف مقر نقابة الصحفيين العراقيين – المركز العام ، بغداد ، دون إذن قانوني أو حتى أدبي مقتحمة الباب الرئيس بعد اقتلاعه وكسر بقية أبواب المبنى وبعثرة وإتلاف أثاثه وحتى التجاوز لسرقة بعض موجوداته!
وللذين لم يطلعوا على موجودات النقابة من الأثاث المتواضع وفقر المركز إلى كل ما يليق بمثل هذا الصرح المهني بسبب من قلة الدعم وضعف الأمكانات الذاتية ، فسيجد أن غالبية غرف المركز التي اتخذ منها كمواقع لمتابعة شؤون عمل النقابة هي أماكن تقادم بناؤها بكل ما فيه من أثاث وموجودات .
اللهم عدا منظومة الإنترنيت وما يصاحبها من معدات حديثة إذ لم الحظ تواجدها منذ ما يقارب النصف عام. وان جل نشاطها لا يتعدى الجانب المهني من متابعة تسجيل أعضائها وتجديد انتسابهم والاهتمام بتسجيل ما يردها من طلبات ابتغاء تسجيل جريدة أو مجلة أو إعلان.
كما لم الحظ لديها من نشاط متميز يثير حفيظة ما على الساحة الإعلامية سواء من أقامة الندوات أو بعض اللقاءات التي كانت تجريها بعض القنوات الفضائية للتعليق على حادث قتل كان ضحيته أحدى الصحفيات أو الصحفيين أو إبداء وجهات النظر بشأن رعاية العملية الإعلامية وما شابه حتى لا يجعلها في موقع (الحسد) من مثيلاتها من المؤسسات المهنية الأخرى بخاصة أثر استشهاد العشرات من الصحفيين منذ الغزو الأمريكي للعراق آذار عام 2003.
هذا وجل ما اذكره أن النقابة لم تكن محمية بما تقضي الحال ومكانتها المفترضة في عملية التغيير التي حصلت في العراق مؤخرا. ولقد فوجئنا بتعرض منتسبيها إلى القتل والاغتيال وبدأ مسلسل التجاوزات يزداد منذ استشهاد أمينها العام دون أن نلحظ أي إجراء مفيد قد تم متابعته من أحد– وهنا نثبت للحقيقة اهتمام دار المدى والتفاتتها الكريمة في شمول منتسبي الصحافة والأدباء والفنانين بمعونات مادية متواضعة وما أعقب ذلك من بيان مقترح الحكومة الذي وجهت بموجبه ضمان حق المكافأة السنوية لمن يستشهد من الإعلاميين وكأن مشاريعنا باتت تقتصر على من يعجّل بالرحيل فقط !
وعلى ما يبدو أن هناك فجوة من عدم التنسيق حاصلة في التنسيق ما بين الحكومة وقوات التحالف بحيث تقع مثل هذه التجاوزات دون أن يتم أخذ التحوّطات اللازمة لمنعها أو العمل على التشاور بشأنها بالطريقة التي تحفظ ماء الوجه . فصرح مهني مثل الصحافة التي تمثل حقيقة مبدأ السلطة الرابعة ومهابة الدولة من مهابتها يحصل بكل استهانة وقوع مثل هذا التعدي لها وسط بغداد العاصمة وكأننا عدنا القهقري إلى زمن الغاب.
وعجبي الميل للاكتفاء بالاعتذار والتعويض دون المطالبة بالتحقيق والمساءلة القانونية لقطع دابر هكذا خروقات ترفضها القوانين والأعراف الدولية .
وسؤالنا هل تحاول قوات التحالف بمثل أعمالها هذه إدخالنا دورات ابتدائية تعليمية في برنامجها الفوضى الخلاقة ابتغاء حراك من أجل تعلّم فن الاحتجاج للمطالبة بحق مستلب ، أم هنالك هدف آخر ما زال عصيّا على الفهم في نموذج جمهورية تحترم سياسة فرض القانون ؟
هل من مسوغ قانوني في التجاوز على نقابة الصحفيين العراقيين ؟
سؤال ربما سنجد إجابته لدى مجلس النواب ؟ أم يحسن بنا أن نتعلم الاعتصام دونما متابعة حق مضاع والاكتفاء بالدعاء والأجر على الله !

#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل