صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 10:59
المحور:
الادب والفن
في بعض الأحيان يختار المرء الرحيل لا لشيء سوى لعدم أتساع المكان بما فيه لما يحمل من فكر ورأي وتوجه ومزاج ...
هناك من لا يهتم جهلاً منه بالأخر ...
والبعض يتألم خسارة ومرارة الأعتياد على الشيء من جهة ولمصلحة يراها في ذلك الشخص من جهة أخرى ...
مجداً كالنحل في عمله ...
مواظباً على الدوام دائماً كالقديس في صومعته ...
أتذكر جيداً تلك اليد البيضاء وهي تمسك القلم وتكتب الدرر والصوت الجميل يشرح المطالب بكل سهولة وأنسياب وكأن ملاك يقرأ القرآن في بساتين الورد والأزهار ...
بلغ عدد الأبيات الشعرية التي كتبها أوس الخفاجي برحيل السيد الشهيد السعيد محمد الصدر رضوان الله عليه أكثر من ثلاث مئة بيت ...
وكتب شاعر الحرية والثورة الكبير أحمد مطر أعظم قصيدة لصديقة ناجي العلي ناعياً فقده الذي كسر قلبه حتى أصبحت أطول ما كتب في الرثاء ...
هكذا هو الوفاء ... لمن يجلس معك ولو لدقيقة واحدة ناهيك عن من يعمل ضمن كادرك كزميل وصديق لأشهر طوال ولايام بصيفها وحرها وشتاءها وبردها من هنا كان الواجب بل الأولى عدم التفريط به بسهولة ومن يرغب في تغيير مكان عمله يسأل عن مشاكله وما يعاني منه وحلها بقدر الأمكان وأن لم تحل فيمكن تقليلها وهذا أضعف الإيمان !
نفتقد لهذا الشيء في مؤسساتنا الحكومية مع الأسف الشديد زملاء بالعمل يأتون ويذهبون دون أي سؤال وكأنهم أعداء وهذا ما ترى واضحاً بين الكوادر التربوية !
ولعل هذا سبباً جعل الطغمة الحاكمة تسلب حقوقهم وكل حكومة تأتي لا تهتم بهم وتنظر أليهم نظرة متخلفة كما ينظر الحزبي الى عدوه ومنافسه في أنتخابات البرلمان أو مجالس المحافظات أو نظرة الطائفي الى المختلف دينياً عنه ...!
عموماً حينما تغيب الشمس المتمثلة بشخص ما لا ينتظر منها شروق فلم تفعل ذلك الا بسبب عدم استحقاق البعض لها وخير ما يمكن أن أختم به ما كتبه كافكا الى ميلينا ...
" أنتِ روعة الأشياء البائسة!
وانتِ الحياة لكلّ جذوري اليابسة!
أفتقدكِ كثيراً...
أكثر ممّا تخيّلت بأنّ الفقد مؤلم!
ما الفائدة من اغلاقكِ للأبواب،
إن كانت روحي عالقة على جدران بيتك؟!
انتِ الآن تزيدين البعد شوقاً
أفتقدك
أعدك
سيكون هذا آخر ما أكتبه إليكِ
وداعاً يا عظيمتي " .
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟