أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الحجاج..ونفاق العراقيين














المزيد.....

الحجاج..ونفاق العراقيين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 20:49
المحور: المجتمع المدني
    


الحجاج ..ونفاق العراقيين
د. قاسم حسين صالح

يبدو أن الحجاج هو أول حاكم في العراق ألصق صفة النفاق لدى العراقيين وأكثر من عمل على اشاعتها بين الناس . ففي خطبته المعروفة بمسجد الكوفة خطب قائلا :
(والله يا أهل العراق اني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لصاحبها.
يا أهل العراق ، يا أهل النفاق والشقاق ومساويء الأخلاق ، انكم طالما اوضعتم في الفتنة واضطجعتم في مناخ الضلال وسننتم سنن العي .
وأيم الله لألحونكم لحو العود ولأقرعنكم قرع المروة ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرائب غرائب الابل ..)
وواضح من هذا الكلام الذي كان على الملأ في أجواء خطبة أن الحجاج كان متحاملا على العراقيين وأنه كان لديه تصور سيء مسبق عنهم ، وأنه جاءهم مهددا ومعاقبا ومتوعدا باستخدام كل الاساليب لتأديبهم وأخضاعهم ..والغريب أنه قال هذا الوصف والوعيد بصيغة التعميم على العراقيين ولم يستثني أحدا .
وغاضه العراقيون أكثر حين قال لغلامه أقرأ كتاب أمير المؤمنين ، فقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين الى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم ". فسكت الحاضرون فقال الحجاج من فوق المنبر : (أسكت ياغلام فسكت ، فقال :
يا أهل الشقاق ويا أهل النفاق ومساويء الأخلاق ، يسلّم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام ، والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم ..ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امريء فيكم من جسده وفي نفسه شغلا). وأمر الغلام أن يقرأ من جديد فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما بلغ موضع السلام صاحوا : وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته .
ويعترف الحجاج بان العراقيين أتعبوه واصلعوا رأسه (يا أهل العراق ، أتيتكم وأنا ذو لمّة وافرة أرفل فيها فما زال بي شقاقكم وعصيانكم حتى حص شعري )
.
وبعد اكثر من الف سنة ( توفي الحجاج في 714 م) اصبح النفاق شطارة!

والتساؤل:
هل ان نوعية الحكّام الذين تولوا حكم العراق هم الذين اضطروا الناس الى ممارسته ؟.وهل انه شاع بينهم لـ:
• اتقاء شرّ الحاكم
• او للحصول على منصب او مكسب مادي؟

غير أن النفاق السياسي هو المقصود من وصف العراقيين به ، بمعنى أن العراقيين يؤيدون في الظاهر من يستلم السلطة ويخفون عدم رضاهم عنه ، ويمدحون الحاكم في وجوده ويذمونه في غيابه ، ويظهرون للمسؤولين مشاعر الود والاحترام ساعة يلتقون بهم ويسلقونهم بألسنة غلاظ حين يغادرونهم .ما يجعلنا نصل الى ما يشبه النظرية:
ان النفاق تشفر في جينات العراقيين،
بمعنى ..اننا ورثناه ..وسنورّثه بعد ان تشّفر اكثر في زماننا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم غوز الحزب الشيوعي العراقي في الأنتخابات
- العراقيون وسيكولوجيا التماهي لمناسبة انتخابات 11/ 11
- الشيوعيون .. 88 سنة تضحيات والنتيجة..مقعدان في البرلمان؟!
- علي الوردي..حوار في قبره
- دردشة ممتعة مع الدكتور علي الوردي..عن الجنة والنار وحياته في ...
- المعتزلة..كم نحن بحاجة لمثلهم الآن
- يونس بحري تحليل سيكولوجي لشخصيته
- عبود والشطرة..وشلّة الأربعة
- مزحة بين عزرائيل و انا
- الثقافة العراقية..حين تلبس جلباب الدعاية الأنتخابية
- حكايتي مع الدى
- الصعلوك القديس الفاجر.. حسين مردان لمناسبة ذكرى وفاته
- توبة الفنانات والفانيين..هل تقبل؟!
- مسلسل انتفاضة تشرين - قالوا لها وعليها
- مسلسل انتفاضة تشرين - الأمم المتحدة، لقاء في وثيقة - الحلقة ...
- مسلسل انتفاضة تشرين ثقافة التظاهر وثقافة الاستبداد - الحلقة ...
- مسلسل انتفاضة تشرين- الوسيط بين المتظاهرين وجهاز المخابرات ا ...
- مسلسل انتفاضة تشرين. الحلقة الثانية: الخميس ..يوم الدم العرا ...
- بعد 2003..انتحار الشباب في العراق..يزداد!
- الجندربة والمثلية والبغاء واشكالية السياسة في العراق


المزيد.....




- نتنياهو يصر على رفض الدولة الفلسطينية قبيل تصويت الأمم المتح ...
- كيف يؤثر تغيير بريطانيا لسياستها في وضع اللاجئين ومستقبلهم؟ ...
- خروقات متواصلة لاتفاق غزة وحماس تطالب بكشف مصير الأسرى
- بريطانيا تقلص حماية اللاجئين وتحدّ من الإعانات الاجتماعية
- حماس: الاحتلال يخفي في سجونه أعدادا من الأسرى
- وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 13
- استئناف عمليات البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين شرق مدينة غز ...
- حماس: الاحتلال يخفي في سجونه أعدادا من الأسرى
- الخيام أُزيحت من مكانها 20 مرة.. الأونروا تستغيث من أجل غزة ...
- بعد إنقاذه من الإعدام بساعات.. نقل سجين إلى المستشفى إثر فقد ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الحجاج..ونفاق العراقيين