أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - عبود والشطرة..وشلّة الأربعة














المزيد.....

عبود والشطرة..وشلّة الأربعة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 14:05
المحور: كتابات ساخرة
    


عبود..والشطرة ، وشلّة الأربعة

د. قاسم حسين صالح


كنا نحن شباب القرن العشرين ، جيل السلطنه ..وكانت ملكة السلطنه السيدة أم كلثوم. وكنا نحن شباب الشطرة ندخل حالة انذار في أول ليلة من كل شهر ..ففيها تحيي كوكب الشرق سهرة في القاهرة ينقلها راديو صوت العرب للعرب في كل مكان .

كنا في تلك الليلة التي نسهر فيها حتى مطلع الفجر ، نتقاسم المهمات ، فهذا الذي يأتي بالمنكر ( حليب السباع ) العراقي ، وذاك يأتي باللبلبي والذي منّه ، وآخر يتكفل بسمك بنّي مشوي بالتنور .

وما أن تصدح أم كلثوم نكون رفعنا كؤوسنا ودب دبيبه..وامتلأت الغرفة بدخان السكائر ، الا واحد منّا ..كان يستحرم " المنكر " ولكن ما أن تكون أم كلثوم وصلت المقطع الثاني من أغنيتها حتى يكون صاحبنا قد سكر " عالريحه "وصار أكثرنا طربا ومرحا.

كانت شلتنا أربعة يسموننا ( عصابة الأربعة ) . فأحدنا رزقه الله بالمال والجمال ، وآخر رياضي وسيم ، وثالث شاعر وفنان ، وأنا يصفونني ( كاعد حظّه وي البنات ) مع أنني لم تكن لي سوى ثلاث صديقات ، واحده أتبادل معها الابتسامات من بعيد لبعيد ، والأخرى أتبادل معها الرسائل عبر البريد ، والثالثه نذوب معا كزبدة في ماعون فافون على جمر الفحم حين نلتقي من عيد الى عيد!.

و ( عبود ) هذا يدخل القلب بنعومه ويستقر فيه..شاب ظريف ، صاحب نكته ـ أريحي ، كريم ..اذا ضفناه في بيته بالقرية ، ذبح لنا خروفا . وكان حين ننهض نتمشى عصرا في شارع الكورنيش الممتد من قهوة " عبيد " الى قصر الحاج خيون آل عبيد ، أشهر شيوخ عشائر الجنوب الذي خصّه الملك فيصل الثاني بزيارة الى قصره هذا .. كان يتبعنا ويحشر نفسه في وسطنا ويقول :
-
أولاد " الكح.." اتمشى وياكم أتمشى ،بلكي وحده تعاين عليّ من تشوفني وياكم .
فيردّ عليه الوسيم :
+ وما تكلي منو تعاين على واحد كاولي ؟! ( لشدّة سمار عبود وغرابة شكله وأنفه الأبتر ..النص بجم ).
بعد نصف قرن التقيت عبود فأخذته بالأحضان . كانت تضاريس وجهه قد نحت بها الزمن بقسوة ، حتى لترى التجاعيد فيه كما لو كانت أنهارا جف ماؤها ، تحف بها سواتر ترابية مهشمة عبثت بها الريح.

- أهوايه نحت بيك الزمن عبود .
+ ما تقرأه في وجهي هو تاريخ الشطرة ..وشكلها ايضا !.

ياله من جواب موجز وموجع . فالشطرة كانت تسمى " موسكو الثانية " من يوم أخذت الشرطة في العهد الملكي المرحوم شهاب التميمي " نقيب الصحفيين " بتهمة الشيوعية ، مع أن المدينة مزدحمة بالحسينيات والجوامع ، وأهلها مؤمنون ، غير أنهم كانوا يكرهون " البعث " بالفطرة!.

تمشينا في السوق وقبل أن آخذه لبيتي قلت لعبود:

- أنا ولو تركت المنكر ، بس وعيونك اذا بعدك ..
+ وأنا ايضا تركته ولكن لغير أسبابك . فأنا حين كنت شابا كنت أستمتع به ويستمتع بي ، وحين وجدت نفسي أنني ألجأ اليه هربا من الواقع والفواجع ..أقمت له حفلة وداعية حضرها أنا والمدعو عبود! ..وقلنا له : مع السلامة .

وصلنا البيت وشربنا القهوة فسألته عن الشطرة وهل ما تزال مقهى أم كلثوم عامرة بأهلها ؟
- يا أم كلثوم . الآن دخلت الشطرة هيفا . تصور أن الملعون ابني دعاني مرّة أن أشاهد شريطا لها ، قلت له : تأدب ، أنا ما أتفرج على وحده " كح.." ، أجابني : ما خسران شي ، واذا شعرت بالذنب أمسك مسبحتك وقت المغرب واستغفر ربك !

ومع أنني ، أضاف عبود ، أعرف أن هيفا تصرّف بضاعة صوتها بحركات جسمها ، فانني تمنيت لو أن كل نسائنا هيفا ..يا أخي ممتعه ، رشيقه ، مغريه ، تونّس ، وترجعك شباب حتى لو عمرك تسعين ، مومثل نسوانّا بس اتجيب أول طفل هملت نفسها ودارت ظهرها عليك بالليل .

قلت له : لكن هيفا ..
قاطعني قائلا : أعرف أن هيفا " شرف سز " لكنني أحييها لامتلاكها قدرة استثنائية على أن تهز رجال الأمّة بخصرها ، فيما ابادة شعب في غزّة لا تهز شعرة من شوارب حكامنا العرب ، وان هزتها في شارب أحدهم ..أخفاها بيده اذا كان في حضرة كونداليزارايس.
والتقطت من عبود حقيقة واحدة :

ان كل الأمور في العالم ..من أبسطها الى أعقدها ، تتغير : عبود ، الشطرة ، امريكا التي جاءت برئيس أسود ..الا حال واحد ما يتغير ، هو أن حكامنا العرب ظلوا على ما هم عليه من نصف قرن ، ويبدو أنهم مكفولون بالبقاء لنصف قرن آخر! .

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزحة بين عزرائيل و انا
- الثقافة العراقية..حين تلبس جلباب الدعاية الأنتخابية
- حكايتي مع الدى
- الصعلوك القديس الفاجر.. حسين مردان لمناسبة ذكرى وفاته
- توبة الفنانات والفانيين..هل تقبل؟!
- مسلسل انتفاضة تشرين - قالوا لها وعليها
- مسلسل انتفاضة تشرين - الأمم المتحدة، لقاء في وثيقة - الحلقة ...
- مسلسل انتفاضة تشرين ثقافة التظاهر وثقافة الاستبداد - الحلقة ...
- مسلسل انتفاضة تشرين- الوسيط بين المتظاهرين وجهاز المخابرات ا ...
- مسلسل انتفاضة تشرين. الحلقة الثانية: الخميس ..يوم الدم العرا ...
- بعد 2003..انتحار الشباب في العراق..يزداد!
- الجندربة والمثلية والبغاء واشكالية السياسة في العراق
- فلسطينيان أجبّا العراق وابدعا فيه. 2. الدكتور علي كمال
- الأسلاميون في الزمن الديمقراطي و البدو في الزمن الجاهلي - تط ...
- النبي محمد..أعظم رجل في التاريخ
- ابراهيم الخياط..باق في الذاكرة ابراهيم الخياط..باق في الذاكر ...
- فاروق هلال و..بريسم اشكر
- الدكتورة بان زياد طارق
- الحسين..في رأي بن خلدون والدكتور علي الوردي ورأينا
- ممارسة الاطفال لضرب الزنجيل في عاشوراء..جريمة


المزيد.....




- لن يخطر على بالك.. شرط غريب لحضور أول عرض لفيلم -بوجونيا-
- اهتمام دولي واقليمي بمهرجان طهران للفيلم القصير
- تفاعل واسع مع فيلم -ويبقى الأمل- في الجونة.. توثيق حقيقي لمع ...
- الجامعة العراقية تستضيف الشاعر الإماراتي محمد عبد الله البري ...
- الإمام الحسين: ما سر احتفال المصريين بمولد -ولي النعم- مرتين ...
- المنقذ من الضلال لأبي حامد الغزالي.. سيرة البحث عن إشراق الم ...
- ترامب: ضجيج بناء قاعة الرقص في البيت الأبيض -موسيقى تُطرب أذ ...
- لقطات نادرة بعدسة الأميرة البريطانية أليس... هل هذه أول صورة ...
- -أعتذر عن إزعاجكم-.. إبراهيم عيسى يثير قضية منع عرض فيلم -ال ...
- مخرجا فيلم -لا أرض أخرى- يتحدثان لـCNN عن واقع الحياة تحت ال ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - عبود والشطرة..وشلّة الأربعة