خالد السيد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 14:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
د. خالد السد حسن
مقدمة
يمثّل هذا المقال فاتحة سلسلةٍ طويلة من الدراسات التي نعتزم إعدادها لتتبُّع صورة المصريين — شعبًا وحضارةً ومجتمعًا — كما ظهرت في الأدبيات عبر مختلف العصور، من النقوش الفرعونية الأولى إلى كتابات المؤرخين المحدثين في القرن الحادي والعشرين. والغاية من هذه السلسلة ليست استعادة الماضي لذاته، بل قراءة تطوّر النظرة إلى الإنسان المصري: كيف وصف نفسه؟ وكيف رآه الآخرون؟ وما المشكلات التي واجهته، والحلول التي ابتكرها، وكيف اختلف هذا التصوير من عصرٍ إلى عصر؟
وقد جاء افتتاح المتحف المصري الكبير وافتتاحه للعالم بما يحويه من كنوز وآثار، وحيًا لهذه السلسلة، ليكون نقطة انطلاق لإعادة النظر في تاريخ مصر عبر نصوصها وكتابات المؤرخين. فالمتحف يتيح لنا فرصة فريدة لمشاهدة الإرث الحضاري المتكامل، واستلهام صورة الإنسان المصري من أقدم العصور حتى اليوم.
نعلن هنا إذن عن المقال الأول من هذه الرحلة، المخصَّص لأقدم ما وصلنا من أدبيات تصف سكّان مصر: كتابات المصريين أنفسهم في برديات الحكمة، وما سجّله الإغريق والرومان من مشاهداتهم وتحليلاتهم. وسيتلو هذا المقال مقالات تستعرض صور المصريين في العصور القبطية، والإسلامية، والعثمانية، والحديثة، وصولًا إلى عصر الدولة الوطنية وما بعد ثورات القرن العشرين والواحد والعشرين.
بهذا نضع القارئ على بداية طريقٍ ممتد، تتجاور فيه النصوص القديمة مع المناهج الحديثة، ونعاين من خلاله كيف ظلّ المصري — في تغيّره وثباته — محورًا للدهشة والدرس على حدّ سواء.
أقدم الأدبيات عن سكّان مصر: قراءة في الوصف والمشكلات والحلول
تمتلك مصر واحدًا من أعمق السجلات الإنسانية وأطولها عمرًا. فمنذ أن خطّ المصري القديم أولى كلماته على جدران المعابد والبرديات، بدأت صورة الإنسان المصري تتشكّل في الوعي التاريخي: وصفًا، وتحليلًا، ورصدًا لمشكلاته، واقتراحًا لحلولها. وقد امتدّ هذا السجل من النقوش الفرعونية إلى شهادات الإغريق والرومان، ثم ما حفظته البرديات الإدارية والدينية من ملامح الحياة اليومية.
1. المصريون في مرايا نصوصهم القديمة
تُظهر الأدبيات الفرعونية، ولا سيما نصوص الحكمة، شعبًا متجذرًا في الأرض ومتناغمًا مع النيل، يدرك قيمة العمل ويقدّر النظام والصبر. ففي “تعاليم بتاح حتب”، يتجلّى المصري ككائن أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا؛ حكيم في لسانه، متواضع في طبيعته، منصف إن حكم، وعادل إن تولّى شأنًا من شؤون الناس. يوصي الأب ابنه قائلاً:
"يا بنيّ، لا تقل: قد أحطت بكل شيء علمًا، فإن البحر لا يدركه ناظر، والعقل مهما سما، يظلّ في ملكوت المعرفة كالومضة في ليل طويل. سلّ المتعلم والجاهل، فقد ينبت الزهر على أرض لا يرجوها أحد."
ويحضّه على توجيه كلامه بحكمة، والتمكّن من إدارة نفسه قبل الحكم على الآخرين:
"اجعل لسانك خلف قلبك، ولا تجعل قلبك خلف لسانك. فإن الكلمة إن خرجت ملكتك، وإن أمسكت بها ملكت العالم. ولا تساجل السفيه، فإنه يجرّك إلى بابه، والأبواب تعلو بمن يقف أمامها لا بمن يدخلها."
ويستمر في ترسيخ قيم العدالة والرحمة في الحكم:
"إذا وُكِّلتَ أمرًا من أمور الناس، فاجعل العدل تاجك، والرحمة سيفك، والحلم رداءك. ولا تفرح بسلطان لا تثبته عدالة، فإن الظلم وإن مشى طويلًا، عثرت به قدماه عند أول نداء للحق."
وفي "تعاليم آنِي"، تتكثّف صورة المصري في صفاء أعمق، حيث يظهر الرجل الذي يقدّر بر والديه، ويزهد في الضجيج، ويصنع عمله بإتقان، محافظًا على يده ولسانه عن الزور والاعتداء:
"يا بنيّ، اعرف حق من ربّاك صغيرًا، وحملك حين عجزت رجلاك، وسهرت لأجل دمعة في عينك قبل أن تراها. لا تقل لهما لماذا؟ ، فالمرء لا يسأل الجذر عن سبب حمل الشجرة."
ويشدد على قوة الصمت والحكمة في الحياة اليومية:
"تعلم الصمت، فإن الصمت لغة الحكماء. وكلمة واحدة في موضعها خير من خطبة طويلة في غير محلها."
وعلى جدران المعابد والمقابر، تتجلى صورة المصري القديم في جماعات عاملة متناغمة: الفلاح الذي يحيا مع النهر، والصانع الذي يُهذّب الحجر والخشب، والكاتب الذي يحفظ حسابات الأرض، والجندي الذي يذود عن البلاد. كل هذه اللوحات الحية تؤكد أن حضارة مصر لم تُبنَ على المعابد وحدها، بل على حياة كاملة تتناغم مع الطبيعة، تُكرّم العمل، وتقدّر الفضائل، وتوازن بين الحقوق والواجبات، في نموذج متكامل يجمع بين الأخلاق، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة.
مشكلات مصر القديمة كما رصدتها نصوصها
تكشف النصوص الفرعونية عن مجتمعٍ يعي أزماته بقدر وعيه بفضائله. ففي بردية “إيبور” تُصوَّر فترات الاضطراب حين يضعف الملك، ويختل النظام، وتعمّ الفوضى، ويُهدَّد الفقراء والجياع. وتشير نصوص أخرى إلى فجوات اجتماعية بين النخبة الحاكمة وعامة الناس، وإلى الفساد الإداري الذي يتسلّل في غياب الرقابة. ولم تكن الطبيعة أقل قسوة؛ فقد كان انخفاض فيضان النيل كارثة تُتبعها مجاعات وهجرات وصراعات على الماء.
ورغم ذلك، فإن النصوص نفسها تقدّم حلولها: العودة إلى “الماعت”، وتعزيز دور الملك بوصفه الضامن للنظام، ومراقبة الموظفين، وحماية الضعفاء، وتنظيم الريّ باعتباره عماد الحياة.
2. المصريون في نظر الإغريق والرومان
مع هيرودوت، في القرن الخامس قبل الميلاد، يظهر أول وصف أجنبي شامل للمصريين. فيما يلي اقتباسات موسّعة بصياغة عربية من وصف هيرودوت للمصريين في موضوعات عديدة كالتدين، والعادات والطقوس ، والطب، والنيل، والمرأة، والمجتمع. وهي ليست نقلًا حرفيًا من أي ترجمة حديثة، بل إعادة صياغة دقيقة للتوصيف الذي قدّمه هيرودوت عن المصريين في النص الإغريقي من كتابه "التواريخ – الكتاب الثاني" Herodotus, Histories, Book II.
فهو يصوّرهم شعبًا شديد التدين، فيقول. "رأيتُ المصريين أكثر شعوب الأرض تعظيمًا للآلهة؛ فلا يكاد يومهم يخلو من شعائر وصلوات،
ولكل عملٍ عندهم طقس، ولكل طقسٍ نصيبٌ من حياتهم. هم يسكنون بين نهرٍ مقدّس وأرضٍ مقدّسة، فكأن التقوى جزء من ترابهم."
وعن تشبسهم بعاداتهم فيقول ""لم أرَ شعبًا يحافظ على عادات أسلافه كما يفعل المصريون، فهم يخالفون جيرانهم في أشياء كثيرة، كأنهم يريدون أن يعلنوا تميّزهم عمّا حولهم ما ورثوه لا يبدّلونه، وما اعتادوه لا يتخلّون عنه، حتى كأن الزمن عندهم لا يغيّر طباع الأمم."
وعن النيل وسر فيضانه يقول "النيل عندهم ليس نهرًا فحسب، بل هو حياة تتجدد كل عام. يفيض بميعادٍ لا يخطئ، لكن أحدًا لم يعرف سبب فيضه، ولا من أين تأتي تلك المياه التي تغمر الأرض رغم صفاء السماء." وعن أثر النيل في الاخلاق والعمل "وقد أثّر النيل في أخلاقهم وطباعهم؛ فالناس الذين ينتظرون ماء النهر تعلّموا الصبر والدقة، وصاروا يقيسون حياتهم بمقياس الفيضان، فلا زرع ولا حصاد إلا بإذن النيل."
وعن مهارتهم الهندسية والتنظيمية يقول "وليس في الأرض ما يضاهي ما يصنعه المصريون من أعمال، فالسدود والقنوات والأهرام والمعابد تشهد بأنهم قومٌ أتقنوا ترتيب الأمور وجعلوا للنيل سلطةً تجري على ما رسموا له.
كأنهم أمسكوا الطبيعة بميزان، فلا يفيض نهرهم إلا بما سمحوا، ولا ينقص إلا بما احتاطوا له."
وحياتهم الاجتماعية تختلف عن الإغريق، وفي ذلك يقول هيرودوت "أما عاداتهم الاجتماعية فهي على خلاف ما نعرف، فالرجال يفعلون ما تفعله النساء عندنا، والنساء يفعلن ما يفعله الرجال. يلبسون لباسًا لا يشبه لباسنا، ويأكلون أطعمة لا نأكل مثلها، وكل ما عندهم يسير باتجاهٍ يختلف عن المألوف عند الإغريق. ومع ذلك، فإن نظامهم لا خلل فيه، وحياتهم مرتبةٌ ترتيبًا دقيقًا، كأن كل فرد يعرف موضعه بين أبناء بلده."
وعن الطب عند المصريين يقول هيرودوت "عجبتُ حين رأيت الطب عند المصريين موزعًا بين أهل الاختصاص؛ فهذا يعالج أمراض العين، وذاك أمراض الرأس، وثالثٌ للنساء، ورابعٌ للأسنان، وكل عضو له طبيب يعرف أسراره. كأنهم جعلوا لكل عضو علمًا قائمًا بذاته."
وعن طرق العلاج يقول "وللطب عندهم طابعٌ من الحكمة القديمة؛ يعالجون الجسد بالأعشاب والزيوت كما يعالجونه بالكلمات المقدّسة، فهم يرون أن المرض يجمع بين الروح والبدن، ولا شفاء لأحدهما دون الآخر."
وعن المرأة ومكانتها ودورها وحقوقها في المجتمع المصري، يضيف هيرودوت "رأيت المرأة المصرية تنزل الأسواق، وتبيع وتشتري، بينما يبقى الرجال في بيوتهم يحيكون الكتان. كأنهم قلبوا ما نعرفه نحن معشر الإغريق، فصار للمرأة دورٌ واسع في الحياة العامة، حتى بدا لي أن المصريين ينظرون إلى المرأة بوصفها ركنًا من أركان المجتمع لا يستقيم بدونه."
" وللمرأة عندهم من الحقوق ما لا تجده في غيرهم؛ ترث وتُورث، وتملك ما تشاء من أرض ومتاع، وتستطيع أن تقاضي زوجها إن جار عليها. وإن هذا لأمرٌ عجيبٌ عندنا."
أما نظرة هيرودوت العامة للمصريين فكانت "وقد كان المصريون — على ما رأيت — قومًا يسيرون بعكس ما يسير الناس، لكن اختلافهم لم يكن نقصًا، بل كان حكمةً وتجربة عمرها آلاف السنين. فهم لا يشبهون أحدًا، ولم يشبههم أحد."
وقد أضاف سترابون في العصر الروماني وصفًا جغرافيًا وسكانيًا أكثر دقة. فيقول:
مصر هبة النيل "إن مصر — كما رأيتها — أرضٌ لا تقوم إلا بالنيل؛ فالنهر يشقّها طولًا، ويهبها ماءً وغلالًا، ويجعل ضفّتيه كأنهما شريطٌ أخضر يمتد وسط صحراء لا تنتهي."
وعن دقة التخطيط الزراعي يقول "وقد رتّب المصريون حياتهم الزراعية على مقادير النهر وأطواره؛ يقيسون ارتفاع الماء كل يوم، ويعرفون منه مقدار الفيضان، وما يُنتظر من خصبٍ أو جفاف. فهم أقدر الناس على تدبير الأرض وتقسيم المياه وتحويل مجراها."
وعن المدن والنظام الإداري يضيف سترابون "وبمصر مدنٌ قائمة على نظامٍ محكم؛ الإسكندرية في الشمال، وطِيبة في الجنوب، ولكل مدينةٍ حيّز معروف من الأرض والسكان والوظائف. وفي البلاد إداراتٌ دقيقة تحفظ الأموال، وتوزّع الغلال،
وتحصي الناس والماشية."
وفي وصف سكان مصر وطباعهم يقول سترابون "شعب مصر قومٌ يعملون بلا ملل؛ فالفلاحون يخرجون قبل الفجر، والصناع لا يتركون آلاتهم، والكهنة يراعون طقوسهم، وكلٌّ يعرف ما عليه وما له. كأنهم أمةٌ تربّت على الطاعة والنظام."
"ويميل المصريون إلى الصبر على الشدائد، لا يثورون إلا إذا سُلبت حقوقهم، فهم يعرفون قيمة القانون، ويؤثرون النظام على الفوضى."
"ومجتمعهم طبقاتٌ متمايزة؛ الكهنة في أعلى السلم، ثم الإداريون، ثم الجنود والحرفيون، ثم الفلاحون وهم أكثر الناس.
ولهم عادات وطقوس خاصة لا يجاوزها أحد إلا نادرًا."
وعن المرأة ودورها في المجتمع المصري يقول سترابون "للمرأة المصرية منزلةٌ رفيعة بين أهلها؛ ترث، وتمتلك، وتقيم الدُّعاوى، وتشارك في الميراث والمعاملات. ولستُ أعلم بلدًا — غير مصر —جعل للنساء هذا القدر من الحرية في زمنٍ مضى."
وعن الحياة العلمية والثقافية يري سترابون أن الإسكندرية مركز العلم " أما الإسكندرية فهي دار الحكمة الكبرى؛ مكتبتها تضاهي خزائن الملوك، ومدارسها تجمع علماء الهندسة والفلك والطب والفلسفة. وهي ملتقى الأمم، فيها تجتمع اللغات والعلوم كما تجتمع الأنهار في بحر واحد."
كما يشير لأثر المصريين في الرياضيات والفلك فيقول " وقد أفاد اليونانيون والرومانيون من علوم المصريين في الحساب ومساحة الأرض، إذ كان الكتبة يقيسون الأرض كل عام بعد الفيضان ليعرفوا ما غيّره الماء وما أبقاه."
ويلخص رؤيته العامة للمصريين بقوله "إن مصر بلادٌ عجيبة في نظامها، لا يستغني عنها من أراد العلم أو الفلسفة أو التجارة. وأهلها قومٌ يثبتون على العادة، لكنهم يقبلون ما ينفعهم من الجديد. هي أرض القدماء، ولكنها أيضًا باب العالم إلى الجدة والحياة."
ولم يغفل الكتّاب الكلاسيكيون عن المشكلات التي واجهها المجتمع المصري والمتمثلة في ثورات الفلاحين في أوقات ضعف السلطة، وطغيان الضرائب في العصرين البطلمي والروماني، والفوارق الإقليمية بين سكان الدلتا والصعيد. وكانت الحلول الإدارية غالبًا عملية: ضبط الري وتنظيمه، تقنين الضرائب، إصلاح الجسور والقنوات، ودمج المصريين تدريجيًا في الجهاز الإداري لضمان الاستقرار والفعالية.
3. الأدبيات الدينية والبرديات الإدارية
في النصوص الدينية واليهودية–المصرية تتكرّر صورة المصريين شعبًا محبًّا للنظام والحكمة، متمسكًا بالعادات، ومفتوحًا على العلم. وتَرِد فيها مشكلات تتعلق بصراعات السلطة بين الكهنة والحكام، وبالانقسامات الاجتماعية، وحلول تقوم على العدل الإلهي والتعليم.
أما البرديات الإدارية فتكشف الجانب العملي من الحياة: منازعات على الأراضي، مشاكل توزيع المياه، الديون، البطالة الموسمية، وتعثّر العدالة في العصور المضطربة. وتظهر إلى جانب ذلك محاولات جادة لإصلاح الإدارة، وتنظيم الملكية، وإنشاء مخازن الغلال، واستخدام الكتابة لضمان الحقوق.
المصريون بين الوصف والحكمة
إن مجمل الأدبيات، من الفرعونية إلى الاغريقية والرومانية، يرسم صورة شعبٍ شديد الصلة بأرضه ونيله، صبورٍ على أزماته، مبتكرٍ في حلولها، واسع الثقافة في علومه واقتصاده. تظهر مصر القديمة كمجتمع يعرف أخطاءه كما يعرف فضائله، ويبحث عن توازنه عبر “الماعت” — الفكرة التي جمعت الأخلاق والقانون والكون في مفهوم واحد.
وهكذا، فإن دراسة هذه النصوص ليست مجرد رحلة إلى الماضي، بل قراءة في العقل المصري القديم: عقلٍ واجه مشكلاته بالعدل، وحفظ مجتمعه بالعمل، وبنى حضارته على أساسٍ من النظام والحكمة.
#خالد_السيد_حسن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟