أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد السيد حسن - التغيرات المناخية العالمية والتعليم (3-7)















المزيد.....

التغيرات المناخية العالمية والتعليم (3-7)


خالد السيد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 14:53
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


تشكل الفيضانات والأعاصير والسيول ونوبات الجفاف والارتفاع في درجات الحرارة ونسب الرطوبة والاحتباس الحراري وغيرها من مظاهر التغيرات المناخية الحادة تحديا غير مباشراً وتؤثر تأثيراً سلبياً على العملية التعليمية. وتتمثل أهم هذه التأثيرات السلبية في ضعف معدلات القيد وإنخفاض نسب الحضور بالمدارس وضعف التحصيل العلمي وتكرار الرسوب الذي ينتهي عادة بالتسرب من التعليم. وسوف نتناول في هذا المقال شرحاً مبسطاً للتأثيرات الغير مباشرة للتغيرات المناخية على العملية التعليمية، واستعراض لبعض مظاهر هذه التاثيرات، ويختتم المقال بوضع رؤية لكيفية مجابهة الأثر السلبي للتغيرات المناخية على العملية التعليمية:

التأثيرات الغير مباشرة للتغيرات المناخية علي التعليم:

- عادة ما يصاحب الكوارث المناخية تدمير للبنية التحتية التعليمية والذي يقضي على القدرات المحلية للحفاظ على واستمرار العملية التعليمية.

- عادة مايترتب علي التغيرات المناخية إنتشار المجاعات وتشرد ونزوح العديد من الأسر، وانتشار ظاهرة اللجوء البييئي، وما يصاحبها من إنعدام السكن والمأوي الدائميين، فعادة ما تكون الأسر أقل قدرة على إعادة تأسيس حياتهم والوصول إلى التعليم لأطفالهم وعليه تتقوض فرص أطفالهم على الذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم. تشير التقديرات العالمية إلى وجود أكثر من 150 مليون لاجئ بيئي في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 (الجارديان، 2009).

- تشيرالتقارير الصادرة عن منظمة إنقاذ الطفولة (2008) واليونيسف (2008) إلي أن الآثار السلبية للتغيرات المناخية ستتجلى على الأرجح وبسرعة أكبر في عرقلة عملية التعليم. فترات الحر الشديد سوف تحول دون ذهاب الأطفال إلى المدارس، وهذا ماتفعلة أيضاً العواصف الرملية الشديدة، والأكثر شيوعاً، في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مناطق الاراضي الصلدة بسبب الجفاف. السيول، كأحد مظاهر التغيرات المناخية الحادة، سوف تتسبب في قطع الطرق، مما يحول دون قدرة الطلاب على الوصول إلى مدرسهم وتعطل العملية التعليمية، وتعتبر السيول التي ضربت اليمن عام 2009 خير شاهد على ذلك. انقطاع التيار الكهربائي، الذي يعد واحدا من الآثار الجانبية المحتملة، يمكن أن يضطر العملية التعليمية من خلال تعطل المدارس و أنشطتها. وبالرغم من عدم قدرتنا على قياس أو تقدير الأثر التراكمي لهذه الاضطرابات المناخية على العملية التعليمية بشكل جيد، فمن المؤكد أن عدم انتظام الطلاب في الذهاب إلي مدارسهم سوف يؤثر سلبا على نتائج التعليم.

- على المدى الطويل، من المتوقع أن يؤدي ترابط الأثر السيئ للتغيرات المناخية مع العديد من الأثار الاقتصادية والإجتماعية الأخري الغير مواتية إلى ارتفاع معدلات الفقر وتردي الأحوال المعيشية وزيادة الضغوط الدافعة للهجرة ومغادرة المكان، وفي جميع الحالات، فإنه لمن الأرجح أن تؤثر هذه العوامل بدرجات غير متفاوته على إمكانية الحصول على تعليم جيد ومتكافي لجميع الأطفال

- من التأثيرات الغير مباشرة للتغيرات المناخية علي التعليم، تغير النطاق الجغرافي لناقلات الأمراض وخاصة البعوض، نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة، ومن ثم يزداد تعرض السكان، وخاصة الافراد الصغار في سن المراحل التعليمية الأساسية، لأمراض الملاريا وحمى الضنك (وهو مرض يشبه الأنفلونزا، يصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين، ولا يوجد له علاج محدد، ومن مضاعفاته، حمى الضنك الوخيمة والتي قد تؤدي إلى الوفاة، غير أنه غالبا ما يمكن إنقاذ المصابين من خلال التشخيص المبكر وتدبير العلاج والعناية من قبل متخصصين)، والتي بدورها تؤثرعلى استمرار وانتظام العملية التعليمية للأطفال المصابين وتغيبهم عن مدراسهم.

- توقف الأنشطة الزراعية وتدني الغلة الزراعية هي أحد الآثار الثانوية للتغيرات المناخية والتي تؤدي إلى زيادة اتساع نطاق سوء التغذية بين الأطفال، الأمر الذى يتضمن في طياته تأثير مركب ومزعج علي العملية التعليمية للأطفال، متمثلاً في ضعف التحصيل الناتج عن ضعف التركيز وتدني الوظائق الإدراكية، والتسرب المبكر من العملية التعليمية.

- يشير تقرير لليونسكو "التعليم للجميع تقرير الرصد العالمي 2010" إلى أن الفتيات غالباً ما تكون أكثر تأثراً بالتغيرات المناخية عن الفتيان، وتتمثل أول هذه التأثيرات في خروجهن من العملية التعليمية. إن الصدمات الناجمة عن الأزمات الاقتصادية والأحداث المناخية الماضية على التعليم تميل لأن تكون أكثر وضوحا في البلدان ذات الدخل المنخفض عنها في البلدان المتوسطة الدخل.

بعض الشواهد للأثر السلبي للتغيرات المناخية على التعليم:

- هناك دليل قوي على أن الأطفال في سن المدرسة ويعانون من الجوع أو النقص الشديد في المكون البروتيني في الغذاء، أو يعانون من نقص في بعض العناصر والفيتامينات الغذائية الدقيقة (وخاصة الحديد واليود وفيتامين أ) أو الذين يئنون تحت وطأة أمراض مثل الملاريا أو الإسهال أو الديدان، يفتقدون القدرة على التعلم التي يتمتع بها الأطفال الأصحاء وذوو التغذية السليمة (كرييتي 2008 ).

- أدى إعصار سدر الذي ضرب بنغلاديش في نوفمبر 2007، إلي تدمير 74 مدرسة حكومية إبتدائية، وإتلاف 8817 مدرسة أخرى، وقدر عدد الأطفال المتضررين من ذلك نحو 664 ألف طفل، وبلغت التكلفة التقديرية لإعادة الإعمار والتجديد بأكثر من 82 مليون دولار (داس، 2008).

- أدت فيضانات كمبوديا عام 2000 إلى تدمير ما يقرب من 18% من المدارس في البلاد، وإلي تغيب نحو نصف مليون طفل عن العملية التعليمية وتكلفت عملية إعادة التأهيل نحو 1.6 مليون دولار. وقد أشارات البحوث اللاحقة في كمبوديا إلى أن التغيب عن المدارس والتسرب من التعليم كان أعلى في المناطق التي تعرضت للفيضانات عنها في المناطق الأخرى، وان العملية التعليمية عادة ما تتوقف لفترات تترواح مابين شهر إلى شهر ونصف نتيجة للفيضانات وفي المدارس الواقعة في المناطق المعرضة للفيضانات.

- خلصت البحوث التي تمت في الهند، إلى أن النساء المولودات خلال سنوات الفيضانات في حقبة السبعينات من القرن الماضي كانوا أقل حظاً للالتحقاق بالتعليم الأساسي بنسبة 19% عمن سواهم من النساء الهنديات (UNDP, 2007).

- أكثر من مليون فصل من الفصول الدراسية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي معرضة للفقد نتيجة للكوارث المرتبطة بالطقس والتغيرات المناخية.

- إن الاعباء المالية التي تفرضها الاستجابة السريعة والطارئة للتغيرات المناخية الغير مواتية عادة ما يصاحبها تقويض الاستثمار في تحسين نوعية التعليم.

وبالطبع لا يمكن تجاهل أثرالعوامل الاخري الغير مناخية وتأثيرتها على العملية التعليمية للنشأ حيث يشير تقرير "التعليم للجميع تقرير الرصد العالمي 2010" إلي وجود حوالي 72 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لا يزالون خارج المدرسة نتيجة لتباطؤ النمو الأقتصادي وارتفاع معدلات الفقر، واللذان يزيدان من تهميش أهمية التعليم.

التوصيات والبرامج المقترحة لمواجهة أثار التغيرات المناخية على العملية التعليمية:

- إن الفهم الأفضل لفكرة تغير المناخ والوعي بأثاره السيئة على المستويين الإقليمي والمحلي، سيسمحان لواضعي السياسات بتحسين "أنظمة التعليم المراعية للظروف المناخية"، وسيساعدان على تحسين استعدادات المدارس لمواجهة حالات الكوارث الناجمة عن أحوال الطقس. إن مصطلح "أنظمة التعليم المراعية للظروف المناخية" يتضمن:

• مراجعة البنية الأساسية القائمة لضمان سلامتها في مواجهة الاحداث المناخية الغير مواتيه.
• وضع خطة لإدارة مخاطر الكوارث في المدارس.
• تقييم أفضل للمخاطر البيئية المحتملة عند اتخاذ القرارات بشأن مواقع إقامة المدارس الجديدة.
• اختيار أنظمة البنية الأساسية التعليمية الأكثر قدرة على مجابهة تغير المناخ.

- لا بد وأن يتزامن مع بناء قدرة أنظمة التعليم على مجابهة الآثار الناشئة عن تغير المناخ، التركيز على الدور الذي يلعبه التعليم نفسه في التكيف مع تغير المناخ. وقد نصت المادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي يطلق عليها برنامج عمل نيودلهي (2002 - 2012)، على أن التعليم والتدريب والوعي العام جزء لا يتجزأ من الاستجابة لمواجهة تغير المناخ. وقد تجددت هذه الدعوة عام 2012 من خلال برنامج عمل الدوحة. وبالفعل فقد تم إضافة تغير المناخ كفرع علمي لمادة العلوم في المدارس الإعدادية والثانوية في جميع أنحاء العالم.

- هناك جدل قائم ومتنامي حول الدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم لمكافحة تغير المناخ. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار يدور حول الهدف من مثل هذه البرامج التعليمية؟ هل هو نشر مفاهيم وأسس احترام البيئة وأسباب التغيرات المناخية كأحد العلوم الحياتية الحديثة والمستحدثة والتي يلعب الانسان دورا كبيراً وهاما في تشكيلها، أم تعليم الناس كيفية مجابهة هذه التغيرات المناخية بانتهاج السلوك اللائق، مثل إعادة تدوير المخلفات، أوترشيد الطاقة، أو تخفيض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، عموما وفي كل الحالات، سيكون المزج بين الهدفين مطلوبا لمواجهة التحديات العديدة المتصلة بتغير المناخ.

- تطوير أنظمة التعليم التي تزود الطلاب بالمهارات المطلوبة، والمعرفة اللازمة للتعامل مع التحديات المستقبلية ومنها التغيرات المناخية وإعادة توجيه الأنظمة التعليمية القائمة للحفز على التفكير النقدي الذي من شأنه أن يولد حلولاً محلية وعالمية لظاهرة التغير المناخي.

- تعزيز برامج التعليم غير النظامي من خلال وسائل الإعلام والربط الشبكي والشراكات بغرض زيادة وعي الجمهور العام بتغير المناخ وتعزيز مفهومه لهذه القضية بغية تشجيعه على تغيير العادات الاستهلاكية وأنماط السلوك المرتبطة باستخدام الطاقة؛ وتوفير التدريب، لأن الاستجابات الفعالة لتغير المناخ ستعتمد أيضًا على التنمية المهنية والتدريب.



#خالد_السيد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول الديموغرافي في التركيبة العمرية لدول المنطقة العربية
- التغيرات المناخية العالمية والقضاء علي الجوع والفقرالمدقع (2 ...
- التغيرات المناخية العالمية والتنمية – العلاقة والتشابكات (1/ ...
- هجرة الكفاءات العربية (نزيف العقول)
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد السيد حسن - التغيرات المناخية العالمية والتعليم (3-7)