عزالدين معزة
كاتب
(Maza Azzeddine)
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 16:50
المحور:
الادب والفن
اعظم رواية قراتها في حياتي ، بطلها زوربا وهو انسان بسيط وليس بكاتب اوفيلسوف كان رجلا عاديا جدااااا ، لكن غرابته في طريقة حياته ونظرته للحياة ، كيف يعيشها كيف يواجهها كيف يتغلب على همومها وضغوطاتها ، دون فلسفة او تجميل او خوف منها ، بينما صديقه الحميم كان رجلا مثقفا وغنيا يقرأ كثيرا يفلسف الحياة دون ان يعيشها ...
وهنا يبدأ الفرق بين الانسان البسيط الذي يمثله زوربا وصديقه المثقف الغني ،
المثقف دائما يقول لزوربا دعني افكر يا زوربا ، يرد عليه زوربا : دعنا نعيش يا رفيقي ...
المثقف يخاف الخطا في كل خطوة يخطوها ..وفي كل لحظة من حياته
زوربا كان يقول ان الخطأ جزء من الحياة ولا تكتمل إلا به وأن الخوف هو الشيء الذي يترك الانسان يفقد حياته وهو حي ..كل ما في زوربا انه كان بسيطا وصادقا مع نفسه ، يضحك بصوت عال ، يرقص بصدق كلما واجهته مشكلة يحب دون قيد ، يعمل وكأنه يغني ويرقص ، يرى الحياة مثل موجة تذهب وتأتي لكن الشاطيء " الحياة " يبقى ثابتا لا يبالي بأحد ،
وعندما جاءت اللحظة الكبرى التي لخصت معنى الحياة كلها ، التي جعلت اكثر من شخصية وحالة فريدة في الوجود وهو انهيار اكبر مشروع اشترك فيه مع صديقه الغني الرجل المثقف ، انهار الاحلام والمال ، المثقف وقف مذهولا حائرا خائبا حزينا معتقدا ان الفشل نهاية كل شيء ............
زوربا على العكس تماما لاحظ المشهد وانهيار المشروع ،اقترب من رفيقه ووضع يده على كتفه وقال له كلمة ظلت حية للابد وهي :
هل تستطيع ان ترقص ؟؟؟؟؟ يريد ان يقول له هل تستطيع ان تبقى واقفا ؟؟؟؟هل تسطتيع ان تواصل حياتك ؟؟؟ هل تستيطع ان تحيا رغم السقوط ؟؟؟
وقفا الاثنان على الشاطيء البحر امامهم ممتد والنسيم يهب بهدوء ، رفع زوربا ذراعه خطا خطوة ثم خطوة اخرى وبدأ يرقص بلا موسيقى لأن الموسيقى كانت في داخله في قلبه .....ليقول لنا أن الحياة لا تتوقف عند الخسارات ولا تنتهي عندما تسير كما لا ترضى انفسنا ...
وبين رقصات زوربا انهزم الفشل وانتصرت الحياة ..
#عزالدين_معزة (هاشتاغ)
Maza_Azzeddine#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟