أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - النخب البديلة - المزيفة -














المزيد.....

النخب البديلة - المزيفة -


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 14:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين يُستبدل الخطاب الرصين بمشاهد تمسكين وتمثيل، فيتحول الخطاب الديني من دعوة واعية راقية إلى مسرحية شفقة ( بالدموع ودغدغة العواطف ) موجهة لتحفيز مشاعر العامة الجاهلة المؤمنة بالخرافات والشعوذة والخاضعة لسلاطة ديكتاتورية أوتوقراطية بهدف الاخضاع والخضوع عند المتلقي، -خصوصًا النساء - فاعلم أن ما يُراد لك هو الخضوع ونهب مالك واستغلالك لصالح الفئة الأقلية الحاكمة في دواليب الدولة والمال ، لا من اجل توعيتك وترقيتك .
هذه التقنية تُعرف في علم النفس الاجتماعي بـemotional manipulation
استخدام العاطفة كسلاح لكسب السيطرة على مشاعر العامة دون الحاجة لإقناعهم بالحجة.
حين تسعى الأقلية الحاكمة إلى بسط نفوذها على مجتمع يشكّل فيه الوعي الجمعي تهديدا لمصالحها، فإنها لا تتجه مباشرة إلى مواجهة الأغلبية الصاخبة، بل تبدأ بخنق رموزها، لأنها تعلم أن النخبة هي مركز الثقل العقلي والوجداني، وهي الجسر الذي يربط الوعي الشعبي بالبوصلة التاريخية... فتسخّر الأقلية الحاكمة أدواتها الناعمة والخشنة، الظاهرة والخفية، لمحاصرة هذه النخبة الفاعلة، ليس فقط لإسكاتها، بل لتفريغ الساحة منها تماما، وتعويضها بنخبة بديلة تحمل البذور الجينية للفئة الحاكمة ذاتها، وتخدم مشروعها اللامرئي سواء عن وعي أو تحت الابتزاز الناعم... تبدأ العملية عادة بتشويه الرموز الفاعلة التي نشأت من صلب المجتمع بالاغتيال المعنوي Character Assassination وهو أسلوب ممنهج يضرب في العمق الأخلاقي أو الفكري للشخصية المستهدفة، ويحاول تقويض شرعيتها الشعبية عبر تسريبات، حملات إعلامية، قضايا مفبركة، أو سرديات مضادة تُزرع بعناية في المخيال الجماعي... بالتوازي يتم التحييد المؤسسي Institutional Neutralization عبر عزلهم من المراكز الحيوية، أو دفعهم إلى زوايا العزلة والنسيان، حتى يصيروا أصواتا غير مسموعة داخل هياكل صمّاء، وحين يفشل الإقصاء الناعم، يتم تفعيل الابتزاز المركّب Strategic Blackmailing سواء عبر ملفات شخصية، أو تهديدات خفية، أو حتى إغراءات مالية، تُقدَّم النخبة ككائن قابل للكسر أو الشراء أو الطرد... وإن بقي صامدا، يُدفع دفعا نحو المنفى، تحت شعارات من قبيل الفرصة، أو الأمن، أو الحرية، لكنه في الحقيقة نفي ناعم مُصمَّم Engineered Exile لتفريغ الداخل من الأدمغة الحية... وما إن تُفرَّغ الساحة، حتى تنطلق الآلة السرية في تنصيب نخب بديلة مزيفة ، تم تصنيعها داخل حواضن فكرية وأمنية تابعة للفئة الحاكمة ، لتلعب دورا وظيفيا لا يتجاوز السقف المرسوم، النخبة البديلة ليست نتاج صراع فكري أو نضال مجتمعي، بل صناعة أنظمة تيوقراطية ديكتاتورية رغم أنهم لا يملكون خطاب الأغلبية ولا توجه الأغلبية ولا يدينون بدين الأغلبية. تُمنح لهم الجوائز، وتُفتح لهم المنابر، ويُسلَّط عليهم الضوء، لكنهم في حقيقتهم مجرد واجهات دعائية -function-al Fronts لأجندة خفية... منهم من يظهر في هيئة المثقف المتنور الزائف Pseudo-Enlightened Intellectual وهو في الحقيقة مبرمج على تبرير الواقع وتهذيب السخط، ومنهم من يمارس دور المؤثر المخدّر يُخدّر الجماهير بكلام إنشائي فارغ من المضمون، يروّج لثقافة الاستسلام أو العبث أو التنفيس الآمن الذي لا يتجاوز حدود الرقابة... وهناك من يتحدث باسم الوطن، لكنه في العمق مثقف وكيل Agent Intellectual يُشرعن للنفوذ، ويُلبس الخيانة لبوس الحكمة
تُفرّغ الساحة من النخبة الأصيلة، تُملأ بنخبة مصنّعة ثم يُعاد تشكيل الوعي الجمعي حتى يُصدّق أن هذه الوجوه المصطنعة هي صوته الحقيقي وهذا ما يُصنَّف ضمن ما يُعرف بهندسة النخبة Elites Engineering حيث تُنزع من المجتمع مراكز التوجيه العضوي، ويُزرع فيها وكلاء وظيفيون يمثلون الأقلية لا الأغلبية، مهما تحدثوا بلسان الشعب... وهكذا حين ننظر إلى المشهد العام فنجد فراغا في القيادة الفكرية أو اختلالا في البوصلة، علينا ألا نلوم الجمهور وحده بل أن نكشف الأصابع التي أفرغت الميدان من نخبه، وملأته بالأقنعة.. فالساحة لا تُترك فارغة عشوائيا بل تُفرّغ قصدا، وتُعبَّأ عمدا، وتُدار بخطة... إنها ليست أزمة كفاءة، بل حرب رمزية صامتة Silent Symbolic War تديرها الفئة الحاكمة بإتقان وبراعة وبأدوات ثقافية وإعلامية ناعمة جوهرها امتداد لأساليب اختراق نفسي وسياسي مسوّمة ومصمّمة لإسقاط الشعوب من الداخل... دون طلقة واحدة. وجعلها مطيعة ومطبقة لكل ما تصدره الأنظمة الديكتاتورية، ويصبح مشروع الأغلبية كله كيفية المحافظة على حياتها فقط وفي هذه الحالة لا تختلف عن بقية الحيوانات..



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكتة - او المعارضة الشعبية الناعمة -
- المخابرات الجزائرية
- أنا إلى أين اسير
- نحن لا نشكو
- معركة وادي زقار 11 ماي 1957 بين رهانات الذاكرة والتاريخ والق ...
- الأكاديميون في جامعتنا العربية
- الأكاديميون في جامعتنا العربية
- إحياء الذكرى 66 لمعركة السطارة دوار بني صبيح بولاية جيجل 26- ...
- جريمة التجارب النووية الفرنسية المسكوت عنها في الجزائر 1960 ...
- جريمة التجارب النووية الفرنسية المسكوت عنها في الجزائر 1960 ...
- أنا بين واقعين متناقضين
- إشكالية التعامل مع تراثنا العربي الإسلامي
- إشكالية التعامل مع تراثنا العربي الإسلامي
- رسالة ألبير كامو إلى معلمه في الابتدائي جيرمان
- الحزن رفيق دربنا
- الحزن رفيق دربنا
- نحن أمة محنطة ضد الحرية
- كتاباتتي لا معنى لها
- الظلم مهدم الدول والعدل اساس المُلك
- فراغ السنين


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - النخب البديلة - المزيفة -