أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين معزة - إحياء الذكرى 66 لمعركة السطارة دوار بني صبيح بولاية جيجل 26-27 أفريل 1958*















المزيد.....

إحياء الذكرى 66 لمعركة السطارة دوار بني صبيح بولاية جيجل 26-27 أفريل 1958*


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الحضور الكريم أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في البداية يسعدني ويشرفني أن أشكر سيادة معالي وزير المجاهدين وذوي الحقوق "العيد ربيقة" والوفد المرافق له والسلطات المدنية والعسكرية والامنية لولاية جيجل وعلى رأسها السيد والي ولاية جيجل "أحمد مقلاتي" والسادة المجاهدين الشرفاء الذين أبوا إلا أن يحضروا معنا هذه الذكرى العزيزة وأبناء الشهداء والسادة النواب ورجال الإعلام والصحافة وكل الحضور الكريم كل باسمه وجميل صفته.
تحيي اليوم الجزائر الذكرى السادسة والستين لمعركة السطارة دوار بني صبيح الموافقة ليومي 26 و27 أفريل 1958 وهي ذكرى عزيزة على كل الجزائريات والجزائريين الذين لقنوا جيش الاستدمار الفرنسي المجرم أقسى درسا في البطولة والتضحية من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وأترحم على أرواح أولئك المجاهدين الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة ونذروا حياتهم على درب التمسك بالمبادئ الوطنية والقيم النبيلة.
ونقف هنا على هذه الأرض الطيبة المجاهدة وقفة إجلال وإكبار على أرواح من صنعوا مجدنا وحريتنا واستقلالنا، لقد دون التاريخ أسماء شهدائنا الأبرار بأحرف من نور.
إحياء هذه الذكرى يدخل في إطار صون الذاكرة الوطنية التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية السيد "عبد المجيد تبون" الذي أعطى لملف الذاكرة أهمية كبرى.
من المعلوم أن ملف الذاكرة يعبر عن كل الجزائريات والجزائريين تجاه تاريخنا ونضال شعبنا الأبي ضد أعتى قوة استعمارية وذلك لصون ذاكرتنا الوطنية صونا يليق بسيادة الدولة الجزائرية وشهدائنا الأبرار.
هذه الذكرى يجب أن يشملها الكثير من العمل الجاد العلمي الأكاديمي والذي يليق بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والمجاهدون من أجل استرجاع سيادتنا وكرامتنا.
من الواجب علينا جميعا أن نستذكر هذه المعركة البطولية التي لقنت وحوش جنودِ الاستعمار الفرنسي درسا لَنْ يَنْسَوْهُ أبدا.
في بداية 1958، قررت هيئة الأركان العامة الفرنسية القضاء على الثورة الجزائرية باستعمال كل الوسائل العسكرية من أجل أن تبقى الجزائر فرنسية.
يوم 07 فيفري 1958، زار الوزير المقيم "روبير لاكوست" قسنطينة وعقد اجتماعا مع والي قسنطينة المجرم "موريس بابون" والقادة العسكريين، وأعطى لهم الأوامر بضرورة القضاء على الثورة الجزائرية ضامنا لهم كل الحماية القانونية والمعنوية والسياسية.
بعد تلك التعليمات بدأ الجيش الفرنسي في إنشاء مدارج لهبوط وإقلاع طائرات الاستطلاع على مستوى الولاية الثانية والأولى وبقية ولايات الثورة مع توفير الذخيرة اللازمة والعتاد العسكري وتسخير الحركى لتقديم المعلومات للجيش حول تحركات جيش التحرير الوطني.
بعد جمع المعلومات الضرورية حول مركز المنطقة الثانية في دوار بني صبيح بالسطارة، تناهى إلى علم السلطات الاستعمارية عن طريق عملائها من الحركى المبثوثين في وسط الأهالي بأن منطقة "السطارة" هي مركز لجيش التحرير الوطني وبه مستشفى ميداني، كما أنها معبر للمجاهدين من مختلف الجهات والنواحي، ليقرر الجيش الفرنسي على إثر هذه المعلومات القيام بعملية عسكرية كبيرة تهدف الى القضاء على مركز المجاهدين في المنطقة وكذا المستشفى الميداني، فخصص لذلك ثلاثة آلاف عسكري من الفرقة الثامنة عشر (RCP) وهي فرقة المظليين أصحاب القبعات الحمر، وقد عرفت هذه الفرقة بجرائمها ضد الإنسانية حيث كان يشرف عليها جنرالات مجرمون أمثال الجنرال "سالان" و"جوهو" و"زيلر" و"شال" (حلت هذه الفرقة يوم 30 أفريل 1961 لتهديدها باغتيال الجنرال ديغول وإنشائها للمنظمة الإرهابية OAS).
وردت معلومات أكيدة الى قيادة الثورة من مركز المجاهدين (بأم الطوب)، تحذر من هجوم وشيك من الجيش الفرنسي على منطقة "السطارة" باستعمال قوات ضخمة برا وجوا جعلت مسؤولي جيش التحرير الوطني بقيادة الشهيد البطل "مصطفى فيلالي" المسؤول العسكري بالمنطقة الثالثة، للولاية التاريخية الثانية يعقدون اجتماعا عاجلا لدراسة الوضعية حيث تَقَرَّرَ التصدي لهذا الهجوم بوضع خطة عسكرية لإحباطه ومواجهته، تمثلت في توزيع الجنود واستعمال المغارات والتعبئة بالدعوة للجهاد وقتال العدو الكافر وفضل الشهادة في سبيل الله.
بدأ العدو مع فجر يوم السبت 26 أفريل1958م المصادف للسوق الأسبوعي في منطقة السطارة بتوزيع مناشير استعمارية تحذيرية من خلال الطائرات التي كانت تحوم حول المنطقة، تدعو جنود جيش التحرير الوطني إلى الاستسلام، كما تدعو المدنيين إلى مغادرة منطقة السطارة بجبال بني صبيح، والاتجاه نحو كاتينا (السطارة حاليا) أو إلى (عين قشرة)، أو غيرها. لكن لم يستجب لهذه النداءات إلا القليل من المدنيين كبار السن والنساء والأطفال الذين غادروا المنطقة إلى القرى المجاورة: حذيفة، والوادية، وتايراو.
كما أمر القائد العسكري "مصطفى فيلالي" بخروج فرقة من المجاهدين من المنطقة، لاستعمالها لاحقا في فك الحصار من الخارج، مصحوبة بالطاقم الطبي للمستشفى الميداني، الذين غادروا إلى منطقة (تايراو) المجاورة والتعسكر هناك، وكان من ضمنهم المجاهد الحاج (سعيد بوودن)، وأمر الباقين من المجاهدين بالتحصن في المغارات والمخابئ، استعدادا للمعركة.
لِتُتْبَعَ المناشير بعدها بهجوم شرس باستعمال ما يقارب (40) طائرة حربية من مختلف الأنواع والأحجام من بينهم طائرة B26 المقنبلة (الطيارة الصفراء)، مدعمة بقصف كثيف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ من الجهات الأربع (من جهة حجر مفروش بعين قشرة، ومن جهة الصفاح بأم الطوب، ومن جهة جبل بونعجة على الحدود مع ميلة وقسنطينة، كما تم إنزال مكثف للقوات البرية بمنطقة المقطع على حدود ولاية سكيكدة).
في التاسعة صباحا وصلت المعركة إلى ذروتها، رغم عدم تكافؤ القوى إلا أن جيش التحرير الوطني تمكن من صد الهجوم وألحق خسائر فادحة في صفوف الفرقة الثامنة عشر مما اضطرَّها للتراجع وإخلاء موتاها وجرحاها.
أعادت الفرقة الثامنة عشر استئناف الهجوم على الساعة الثالثة زوالا بعد وصول دعم عسكري ضخم من الشاحنات والدبابات المصفحة مزودين بأسلحة ثقيلة، لكن جيش التحرير استطاع قصف أكثر من 10 دبابات وشاحنة للعدو وقتل من فيها.
في ليلة 26 أفريل، وصلت فرقة فوج المظليين الأجانب من القاعدة العسكرية بسكيكدة على متن مروحيات (بنان) المعروفة هي الأخرى بجرائمها الفظيعة وتم إنزالهم حوالي الساعة التاسعة ليلا وسط المجاهدين لتتحول المعركة بينهما بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية والهراوات والأدوات الفلاحية بعد نفاذ ذخيرة المجاهدين، وسط تكبيرات المجاهدين والمدنيين وزغاريد النساء، لكن عندما عجز الجيش الفرنسي عن انهاء المعركة لصالحه، لجأ الى إعدام المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ داخل المغارات وبين الصخور رميا بالرصاص، حسب شاهد عيان المجاهد "إبراهيم محسن" أحد المشاركين في المعركة الذي شاهد العدو الفرنسي وهو يعدم (27) مدنيا من الاطفال والنساء كانوا قد اختبأوا داخل إحدى المغارات.
استمرت المعركة من بدايتها إلى نهايتها 36 ساعة وكان من أبرز نتائجها:
1- استشهاد (110) شهيدا من جيش التحرير الوطني، وأكثر من (300) شهيدا من المدنيين العزل، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
2- تكبد العدو خسائر فادحة، حيث اسفرت المعركة عن مقتل (1100) عسكري، بمن فيهم عشرات الحركى، وعدد معتبر من الجرحى والمصابين، إضافة إلى إسقاط ثلاث طائرات للعدو، وعدد من المركبات العسكرية التي لا زال حطامها شاهدا على هول المعركة.
3- ساهمت المعركة في اسقاط الجمهورية الفرنسية الرابعة، فقد أدت إلى تمرد: 13ماي1958م، ومجيء الجمهورية الخامسة وعلى رأسها الجنرال ديغول، في: 01 جوان 1958م.
4- إبادة دوار بني صبيح عن آخره " إبادة ممنهجة " وإلى اليوم ما زال هذا الدوار خاويا على عروشه .
وقد خلفت هذه المعركة "صورة مروعة ومجازر في حق الأبرياء المدنيين" تبرز بشاعة الاستعمار الذي انتهك جميع المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني.
و تقديرا لشهداء معركة "السطارة" العظيمة، التي لا تزال شواهدها قائمة إلى يومنا هذا، تم دفنهم بروضة الشهداء بميدان المعركة نفسها، كما أقيم لهم نصب تذكاري يخلد بطولاتهم و جهادهم، كما سنت ولاية جيجل (وبلدية غبالة) سنة حسنة تتمثل في إحياء ذكرى هذه المعركة الكبيرة كل سنة ، لتتذكر فيها شهدائها و تترحم عليهم ، و لتحارب ثقافة النسيان ، و قد أطلق اسم "معركة السطارة" على مقر بلدية السطارة الحالية بعد الاستقلال مباشرة وهي التي كانت تسمى بلدية (كاتينا) خلال الفترة الاستعمارية ، و هكذا ستظل معركة السطارة اكبر معارك الشمال القسنطيني بل وعلى المستوى الوطني إبان الثورة التحريرية المباركة ذكرى منقوشة في الذاكرة الوطنية، و عنوانا بارزا على حب الجزائريات والجزائريين لوطنهم و الاستماتة في الدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه المساس بوحدتنا الوطنية والترابية .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر واستعادة السيادة الوطنية.
عاشت الجزائر حرَّة أبية، شامخة مستقلة، قوية مزدهرة.
• وجهت لي الجهات الرسمية دعوة لإلقاء مداخلة حول ذكرى معركة السطارة دوار بني صبيح ، واستجبت للدعوة وحضرت في المكان والوقت المحددين ، ولكن مسؤول التنظيم منعني من إلقائها لأسباب اجهلها .



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة التجارب النووية الفرنسية المسكوت عنها في الجزائر 1960 ...
- جريمة التجارب النووية الفرنسية المسكوت عنها في الجزائر 1960 ...
- أنا بين واقعين متناقضين
- إشكالية التعامل مع تراثنا العربي الإسلامي
- إشكالية التعامل مع تراثنا العربي الإسلامي
- رسالة ألبير كامو إلى معلمه في الابتدائي جيرمان
- الحزن رفيق دربنا
- الحزن رفيق دربنا
- نحن أمة محنطة ضد الحرية
- كتاباتتي لا معنى لها
- الظلم مهدم الدول والعدل اساس المُلك
- فراغ السنين
- اقدامنا على الوحل تسير
- احاول ان اكتب
- محاربة الظلم قضية الجميع
- الذكرى السابعة والستون لإستشهاد القائد الرمز زيغود يوسف
- الحمير في المسؤولية : دمار وخراب
- الشر كله بأتي من المستشارين الثعالب
- لا تبحثوا عن نار الحقيقة
- زوال المثقف العربي


المزيد.....




- نصرالله يلتقي القيادي بحركة حماس خليل الحية.. ماذا دار بينهم ...
- فيديو كتائب القسام و-معارك عنيفة- شمال غزة.. إليكم آخر التطو ...
- -كتائب القسام- تستهدف تجمعات عسكرية إسرائيلية في غزة وتنشر م ...
- وسائل إعلام: فرنسا وهولندا تقترحان فرض عقوبات على مؤسسات بزع ...
- أردوغان: جزار غزة ومن دعموه سيحاسبون على كل قطرة دم سالت في ...
- -كتائب القسام- تعلن سيطرتها على طائرة مسيرة إسرائيلية شمال غ ...
- تحذير في إسرائيل من تهديد مصر لتل أبيب
- علماء: الوزن الزائد في مرحلة الطفولة يمكن أن يقصر عمر الإنسا ...
- -حزب الله- يطلق أكثر من 100 صاروخ على قاعدة ميرون وثكنة بران ...
- رئيس غينيا بيساو يستعرض مهاراته في الرماية بجامعة القوات الخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين معزة - إحياء الذكرى 66 لمعركة السطارة دوار بني صبيح بولاية جيجل 26-27 أفريل 1958*