أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - خالد حسن يوسف - شيطنة النائبة الامريكية الهان عمر















المزيد.....

شيطنة النائبة الامريكية الهان عمر


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 00:10
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


في الحياة الأمريكية الأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ ممثلين عن المواطنيين وبغض النظر عن تصنيفاتهم السياسية,الاجتماعية والاقتصادية, أكانوا من الفئة القادرة على الانتخاب أم لا.

‎كما ان السياسي المنتخب يمثل مرشح لحزبا ما أو مستقلا قبل انتخابه، إلا أنه ينتهي كممثل لعموم المواطنيين بعد انتخابه, بما في ذلك الذين لم يمنحوه أصواتهم أكانوا منافسين أو غير مقترعين.

‎وفي الحياة السياسية الأمريكية كانت الفئة التي يتم وصفها عادتا بالملونين وهم غير الأبيض, يشكلون مجتمع يتم التضييق عليه سياسيا وذوي حضور سياسي متواضع، إلا أن التضييق لم يكن محصورا على هؤلاء حصرا، بل أن هناك من كانوا في ظل الواقع ذاته، وقد شمل ذلك النساء الامريكيات و المثليين جنسيا.

‎تهميش المثليين تاريخيا:

‎وتعتبر الفئة الأخيرة ممثلة في المثليين أبرز الفئات التي وقع عليها التمييز الاجتماعي والسياسي في التاريخ الأمريكي، كما تميزت هذه الفئة بواقعها الاستثنائي عن غيرها من الفئات، فهي لا تشكل عرق بذاته،لون،دين أو كطبقة إجتماعية، بل فئة تعود في انتمائها لعموم المجتمع وتشاركهم عدد من التصنيفات .

‎وقد تعرض المثليين جنسيا لتمييز مشابه لما تعرض له الأمريكيين الأفارقة تاريخيا، فالحقوق العامة لهم ظلت مغيبة، أكان في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو حتى على صعيد مؤسسات العمل، ناهيك عن عدم قدرتهم على إعلان ميولهم الجنسية بصورة مباشرة وممارستهم التقية تخوفا من التمييز تجاههم من قبل فئات المجتمع الأمريكي.

‎ومع تقدم واقع الحريات العامة ناهيك عن تنامي حجم ودور المثليين جنسيا, وذلك بعد أن أصبحوا كمجتمع قائم بحد ذاته، بعد تاريخ من المطلبات التي خاضوها لمساواتهم مع غيرهم من فئات المجتمع، استطاعوا أن يكسبوا فيها محطات تاريخية غيرت من واقعهم أكان من خلال مطالبتهم المباشرة أو عبر تحالفهم مع فئات أخرى وقع عليها التمييز.

‎الاستقطاب السياسي للمثليين:

‎وعلى المستوى السياسي فقد تبنى الحزب الديمقراطي تمثيل المثليين وذلك بعد أن طرح برامج شملتهم وبذلك اصبحوا قوة سياسية تم التوقف عن التمييز تجاهها على خلفية جنسية، وهو ما أدى أن يمنحو الديمقراطي أصواتهم في مواسم الانتخابات, وأن اصبحوا قاعدة رئيسية تقف خلف الحزب وتدعمه سياسيا امام الحزب الجمهوري, الذي ظل تاريخيا يشكل مناوئ مباشر لدورهم وحقوقهم وذلك يشمل فئات اخرى مهمشة.

‎الصعود السياسي للمثليين:

‎ومع تنامي دور المثليين أصبحوا كفة يتجه إليها كل مرشح سياسي ديمقراطي،ليبرالي,يساري أو مستقل لكي ينال أصواتهم في العملية الانتخابية، وهو ما أسفر عن ترجمة أصواتهم الممنوحة لسياسيين إلى جملة من التشريعات القانونية, والتي أفضت إلى إلغاء التمييز تجاههم ومنحهم حقوق عامة بموجب الدستور، وبذلك أصبح خرق ذلك يمثل حالة تمييز غير مشروع ومخالف لدستور الامريكي.

‎ويتركز المثليين جنسيا في الولايات المتحدة في ثلاثة ولايات رئيسية وهي كاليفورنيا،اريزونا ومينيسوتا.

‎تقاطع المصالح بين الطرفين:

‎وبحكم تركز المهاجرين
‎الصوماليين في ولاية مينيسوتا فإن تلك الفئة اصبحت من القوى الاجتماعية التي دعمت الصوماليين, ودافعت عن حقوقهم وذلك في إطار التضامن مع الفئات المهمشة.
‎وقد ظل المثليين كداعمين لمنظمة الأمريكيين الصوماليين الديمقراطية والتي أنضوت سياسيا تحث مظلة الحزب الديمقراطي، وظلوا بذلك يمنحون أصواتهم للمرشحين الصوماليين أو عبر دعم قضايا الجالية الصومالية.

‎وفي المحصلة نتج عن ذلك واقع تحالف قاعدتان اجتماعيتين تتباين في ظروفهم الاجتماعية وقناعتهم الإيديولوجية، إلا أن أنهما يشتركان في المصالح السياسية، مما أدى أن يمنح الصوماليين أصواتهم للمرشحين المثليين, وفي المقابل أن يمنح المثليين أصواتهم للمرشحين الانتخابيين الصوماليين (خاصة وان كلاهما يتركزان في الجغرافيا ذاتها), وأن يصبح الطرفين كرفاق سياسيين رغم تباينهم الاجتماعي، إنها سياسة المصالح في ظل تباين القيم الاجتماعية.

‎صعود دور الامريكيين الصوماليين:

‎وفي ظل ذلك الواقع تنامى دور الجالية الصومالية والتي ظهر في ثناياها شخصيات تم ترشيحهم على مستوى الحزب الديمقراطي, أكانوا سياسيين،تربويين،إداريين وغيرهم كممثلين عن هذا الحزب المدني في مؤسسات الدولة الأمريكية أكان على المستوى الولاية أو الفيدرالي، وفي هذا السياق تم ترشيح الصومالية إلهان عمر عن الديمقراطي منذ عام 2016، وذلك بعد أن أدرك هذا الحزب مدى تنامي قوة الصوت الانتخابي الصومالي في الحياة السياسية الأمريكية.

‎وبذلك أصبحت إلهان عمر كمرشحة لديمقراطيين ومنهم فئة المثليين والذين يشكلون نسبة عالية من مجمل الأصوات التي قامت بانتخابها لبلوغ مقعد عن ولاية مينيسوتا في الكونجرس الأمريكي، وهو ما يقتضي أن تدافع النائبة ذات الأصل الصومالي عن حقوق المثليين, والحيلولة دون التمييز تجاههم كما تقر لوائح الدستور والقوانين المعمول بها على المستويين الفيدرالي أو الجهوي.

‎سخط اجتماعي تجاه الهان عمر:

‎إلا أن ذلك الموقف قد جلب سخط اجتماعي من قبل الصوماليين تجاه المرشحة والنائبة إلهان عمر، وبصورة شرسة من التشويه الاجتماعي لنيل منها شخصيا، وذلك على خلفية تضامنها مع حقوق المثليين في المساواة مع غيرهم من المجتمع الأمريكي، والتشكيك في دورها من منظور ديني رغم أن الدين ذاته يستوعب حقوق المثليين كبشر حتى في ظل رفضه وتحريمه للمثلية الجنسية.

‎كما لم يستوعب الذين شككوا بموقف النائبة بفقه السياسة والجغرافيا اللذان فرضا تضامنها مع حقوق المثليين، رغم أن أمثال هؤلاء لا يجدون حرجا في الانتفاع من جهود ودعم المثليين لحقوقهم!

‎الهان عمر وهجمة اليمين الامريكي:

‎وكانت بدورها الحملة ضد إلهان عمر شرسة على خلفية انتمائها الديني الاسلامي حيث ركز خصومها في الحزب الجمهوري على خلفيتها الدينية الاسلامية لتشكيك في قدرتها السياسية.

‎والنتيجة أن النائبة إلهان عمر تعتبر ممثلة سياسية لحقوق المواطنيين والمقيميين بما في ذلك الذين لم يمنحوها أصواتهم أو الذين شنوا عليها حملة تمييز سياسي واجتماعي، والمحصلة أن كل العمليات السياسية والاجتماعية المتقاطعة والمتباينة, تجري في ظل سياق علماني يخدم عموم السكان المواطنيين والمقميين وفق قواعد اللعبة السياسية الامريكية والتي تسري على النائبة الهان عمر وغيرها.
‎ويخطئ من يعتقد ان الهان عمر هي السياسية الصومالية الوحيدة التي تتعامل مع فئة المثليين, بل ان ذلك يشمل سياسيين اخرين.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظلومية ضحايا الانفصال في الصومال
- الجنرال مورجان ذراع سياد بري
- الصومال وتنظيم الدولة الإسلامية
- نكبة اليمن مع القات الحبشي
- حكايات جنة عدن
- التعريب خصم للهوية الصومالية
- الصومال والتواجد التركي العسكري البحري
- الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا!
- من رحلة أسياس افورقي
- انقسام السودان بين البرهان وحميدتي
- سد النهضة تاريخيا في الوعي الحبشي
- إلهام عمر ضحية الاسلاموفوبيا
- عائشة العدنية: ذاكرة المدينة
- Markale Midnimo
- جدوى المركزية والفيدرالية في الصومال
- إثيوبيا: تنازل عن إريتيريا وابتلاع الصوماليين
- خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!
- سفارة تركية تتربح من الهجرة
- فلنجتمع على دين المواطنة
- العلمانية تجمع ولا تفرق


المزيد.....




- الكنيست يقر أولى قراءات قانون يتيح فرض عقوبة الإعدام بحق فلس ...
- عاجل| الكنيست الإسرائيلي: تصديق بالقراءة الأولى على مشروع قا ...
- إعدام علني لناشطة مالية امتدحت الجيش عبر تيك توك
- اعتقال إسرائيلي بشبهة التجسس لصالح إيران
- الأمم المتحدة تدين اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بالضف ...
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تطلق منصة رقمية للشباب لدعم عملي ...
- الأونروا تؤكد جاهزيتها لدعم غزة بعد الحرب وتسعى لإنجاح السلا ...
- إعدام تيكتوكر مالية على يد مشتبه بانتمائهم إلى جماعات جهادية ...
- منظمات فلسطينية تحذر من إعدامات محتملة لمئات المعتقلين في إس ...
- كاتس يهاجم أردوغان بعد أوامر اعتقال تركية بحق قادة الاحتلال ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - خالد حسن يوسف - شيطنة النائبة الامريكية الهان عمر