أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - مظلومية ضحايا الانفصال في الصومال














المزيد.....

مظلومية ضحايا الانفصال في الصومال


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‎منذ سقوط الحكومة المركزية في الصومال عام 1991, وجد قطاع واسع من سكان شمال الصومال ذاتهم تحت سطوة وتغول الحركة الوطنية الصومالية تنظيم قبلي نخبه وقواعده منحدرة من قبائل الاسحاق الصومالية, وذلك بعد اعلان الحركة انفصالها عن الصومال في 18 مايو 1991

‎وبعد رحلة زمنية طويلة تصل لثلاثة عقود ونصف, عانى الكثير من السكان في شمال الصومال من سطوة المشروع الانفصالي, الذي فرض عليهم, وظلوا خلال تلك المسيرة الشاقة في واقع مواجهة مع الانفصاليين, وترتب على ذلك سلسلة معاناة على شتى الاصعدة الحياتية, وترتب على ذلك حدوث قطيعة بين مشروعي الوحدة والانفصال, والسكان بدورهم والذين اتسعت الهوة فيما بينهم.

‎وخلال العام 2023 استطاع سكان محافظات صول,سناج ومديرية بوهودلي, حسم مصيرهم السياسي, وهو ما افضى الى استهداف الادارة الانفصالية لهم عبر شن حالة حرب مفتوحة تجاههم, وفي اتجاه اخر خوض صراع سياسي شامل في حقهم.

‎ومن رحم واقع التغيير ونمو القوى السياسية والاجتماعية الوحدوية ممثلين بكل من خاتمو او ماخر وهم سكان التيار الاكبر من محافظات صول,سناج ومديرية بوهودلي, بلغ المسار نحو السعي لبناء كيان اداري سياسي خاضع للحكومة الفيدرالية في مقديشو, والتي من جانبها ترعى لقاءات تلك القوى لاجل تاسيس ادارة فيدرالية جديدة, ومن المتوقع ان يطلق عليها , ادارة شمال شرق الصومال

‎وهذا الكيان ذو بعد قبلي الا انه ياتي على خلفية وجود كيانات ادارية ممثلة بارض الصومال وارض البونت والتي تمثل مشاريع قبلية تجاذبت قطاع كبير من السكان الوحدويين في شمال الصومال, ممن اصبحت اراضيهم مناطق متنازع عليها بين كل من هرجيسا وجاروي وفي سياق ادق يمكن القول صراع الاسحاق والمجيرتين على حاضر ومستقبل غيرهم

‎والمحصلة ان كل الادارات الفيدرالية والانفصالية القائمة في الصومال جميعها تمثل مشاريع قبلية, جسدها غياب المصالحة الصومالية,وانعدام مشروع سياسي وطني قادر على تكريس دولة ديمقراطية, بمعزل عن حالة التجزئة والاستبداد السياسي, ووجود حالة محاصصة قبلية بدائية ذات ادوات عدوانية, وتلغي وجود الاخرين انطلاقا من الهوية القبلية.

‎ومن رحم واقع صومالي متردي للغاية جاء مشروع قبائل ذولباهنتي وورسنجلي وحلفائهم من باقي القبائل ممثلا في ادارة شمال شرق الصومال, والذي يمثل ضرورة تاريخية فرضها مشروع الانفصال وتغول ادارة جاروي والتي تنادي عادتا بحكم ذاتي, والمفارقة انها تعترض قيام اهالي خاتمو وماخر لتقرير مصيرهم السياسي.

‎والهدف من هذا التطور السياسي الطارئ على الساحة السياسية الصومالية هو قطع الطريق على نخب الانفصالية في هرجيسا وجاروي, اللتان سوف تتبعثر حساباتهم كثيرا, وهو ما يمكنه في المساهمة لاعادة وحدة البلاد بعد عقود من التمزق.

‎وعموما فان الظاهرة الفيدرالية في الصومال تشكل مجرد حالة عنصرية قبلية, لكونها لا تستند الى ادوات سياسية منطقية او جغرافيا قائمة على معطيات سكانية,اقتصادية,ادارية, بقدر ما ان الادارة الفيدرالية تشكل مجرد كيان قبلي, والنتيجة ان الصومال اصبح مجموعة كانتونات قبلية ذات نزعة عنصرية, وتخوض حالات صراع فيما بينها ومع الحكومة الفيدرالية من جهة اخرى.

‎وبالتالي فان الامر ذاته ينطبق ايضا على حالتي خاتمو وماخر, اللذان فرض عليهم ركوب قطار الكانتونات القبلية, رغم انهما يستمدان مشروعيتهم السياسية من صراعهم مع الكانتون الانفصالي , في هرجيسا, والرغبة في الارتباط مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو.

‎ومبدئيا فان مستقبل الصومال يتطلب نظام المركزية المرنة كما هو ماثل في فرنسا, والذي يمنح الاقاليم صلاحيات كبيرة في ظل وجود ادارات محلية اقليمية تخضع لحكم مركزي مرن, دوره تجاوز واقع الدولة المركزية والذي عانت منه البلاد بعد استقلالها في عام 1960.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال مورجان ذراع سياد بري
- الصومال وتنظيم الدولة الإسلامية
- نكبة اليمن مع القات الحبشي
- حكايات جنة عدن
- التعريب خصم للهوية الصومالية
- الصومال والتواجد التركي العسكري البحري
- الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا!
- من رحلة أسياس افورقي
- انقسام السودان بين البرهان وحميدتي
- سد النهضة تاريخيا في الوعي الحبشي
- إلهام عمر ضحية الاسلاموفوبيا
- عائشة العدنية: ذاكرة المدينة
- Markale Midnimo
- جدوى المركزية والفيدرالية في الصومال
- إثيوبيا: تنازل عن إريتيريا وابتلاع الصوماليين
- خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!
- سفارة تركية تتربح من الهجرة
- فلنجتمع على دين المواطنة
- العلمانية تجمع ولا تفرق
- تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا


المزيد.....




- التحدث قد يودي بحياتهم.. شاهد كيف يكافح جنود أوكرانيا هجومًا ...
- القميص الأبيض: قطعة كلاسيكية لا غنى عنها.. وهذه أصول تنسيقه ...
- سوريا.. مقتل الشاب يوسف اللباد والسلطات تعلن روايتها للحادث ...
- موريتانيا: خريف اركيز الساحر
- لبنان: الرئيس جوزاف عون يعلن التزامه بسحب سلاح حزب الله وتسل ...
- غزة: معاناة الفلسطينيين مستمرة والجوع لا يزال ينهش أجساد الأ ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض قبل استئناف المحادثات النووية
- شهيد برصاص الاحتلال خلال هجوم للمستوطنين قرب رام الله
- وقفة تضامنية في برلين دعما لغزة وللمطالبة بإنهاء الحصار
- أسرة فلسطينية تروي تفاصيل رحلة الموت نحو مراكز توزيع المساعد ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - مظلومية ضحايا الانفصال في الصومال