أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - فوز ممداني: صفعة لترمب وتحد لليمين الأمريكي والنفوذ الصهيوني














المزيد.....

فوز ممداني: صفعة لترمب وتحد لليمين الأمريكي والنفوذ الصهيوني


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما كان متوقعا وفق استطلاعات الرأي الأمريكية، فقد فاز المرشح عن الحزب الديموقراطي الأمريكي الشاب المسلم زهران ممداني برئاسة بلدية مدينة نيويورك، وسيكون بهذا الفوز من ضمن الأصغر سنا الذين رأسوا هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 8.5 مليون نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي، وتتمتع بمكانة سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية محلية وعالمية خاصة بين المدن الأمريكية الرئيسية.
جاء هذا الفوز كتحد لليمين الأمريكي الداعم لإسرائيل، وللرئيس دونالد ترمب الذي عارض ترشح ممداني بشدة، ودخل معه في مواجهة سياسية وفكرية مباشرة خلال الحملة، ووصفه بأنه ديموقراطي سيء، وشيوعي تنقصه الخبرة، وهدد بمنع الأموال التي تقدمها الحكومة الفدرالية للمدينة، ودعم منافسه الرئيسي عمدة المدينة السابق أندرو كومو. فما هي دلالات هذا الفوز وتداعياته على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والنفوذ الصهيوني، والقضية الفلسطينية؟
فوز ممداني حتمية انتصار الخطاب الأخلاقي الداعم للحق والعدل، وكسر القاعدة الذهبية للوبي الصهيوني ومحرمات وقناعات سياسية أمريكية استمرت عقودا؛ إذ تجرأ هذا الشاب اليساري على انتقاد إسرائيل علنا، وعبر عن معارضته لاحتلالها للأراضي الفلسطينية، وعن رفضه لجرائم الإبادة الجماعية والدمار التي ارتكبتها في حربها على غزة دون أن يخشى خسارة الانتخابات، وهو ما اعتبرته دولة الاحتلال واللوبي الصهيوني الأمريكي المتنفذ المسمى ب " لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ( أيباك ) " سابقة خطيرة كشفت وجه إسرائيل البشع، وأظهرت حقيقتها الاجرامية، وأطاحت بالدور النافذ والرشوات السياسية التي تقدمها أيباك لمرشحي منصب عمدة نيويورك، وكشفت أن النفوذ المالي الصهيوني لم يعد الحاسم الوحيد في الانتخابات، وان القواعد الشعبية قادرة على تحطيم الجدار الحديدي الذي بناه اللوبي الصهيوني خلال العقود الماضية من التحكم إلى حد بعيد بمن يفوز في هذه الانتخابات. فمنذ عقود كانت القاعدة غير المعلنة التي توجه المشهد السياسي الأمريكي تقول لا يمكن لأي مرشح للكونجرس أو لمركز عمدة مدينة رئيسية كنيويورك وواشنطن وشيكاغو ولوس انجلوس .. أن يفوز دون دعم سياسي ومالي وإعلامي من " إيباك."
حرب غزة كشفت جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وأدت إلى تحول هام في الرأي العام الأمريكي تجاه دولة الاحتلال؛ إذ باتت قطاعات واسعة من الناخبين الأمريكيين تنتقد سياساتها التوسعية والجرائم التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين في غزة؛ فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة " نيويورك تايمز" وجامعة سيينا في نهاية شهر سبتمبر الماضي أن عدد الناخبين الأمريكيين المتعاطفين مع الفلسطينيين يفوق عدد أولئك المؤيدون لإسرائيل.
فوز ممداني يؤكد هذا التحول؛ فقد صوت %78من الناخبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 29 عاما، و %33 من يهود نيويورك لصالحه، أضف إلى ذلك أنه من المتوقع ان يثير فوزه نقاشا غير مسبوق في الولايات المتحدة بصورة عامة حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وقد يحدث تحولا بعلاقات مدينة نيويورك بإسرائيل، إذ قد يستخدم ممداني صلاحياته في الاستثمار والتعينات والإشراف على الشرطة وتعاملها مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين لدعم مواقفه المناهضة لسياسات تل أبيب.
ولهذا هاجمت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة ممداني ودعت يهود نيويورك إلى الهجرة إلى إسرائيل؛ وزعم وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي أن " المدينة التي كانت رمزا للحرية العالمية سلمت مفاتيحها إلى مؤيد لحماس " واعتبر أن " هذه نقطة تحول حاسمة في تاريخ نيويورك." وبدوره وصف مندوب إسرائيل السابق في الأمم المتحدة جلعاد إردان فوز ممداني بالقول" هذا يوم أسود للولايات المتحدة الأمريكية، وليهود نيويورك، ولكل من يحب إسرائيل."
وعلى الرغم من مخاوف إسرائيل من هذا الفوز وتداعياته فإنه لن يغير موازين القوى داخل إدارة البيت الأبيض والكونجرس غدا أو خلال الأشهر القادمة، لكنه يؤسس لتحول سياسي وثقافي طويل الأمد، فهو يفتح الباب أمام جيل من الأمريكيين الذين سيتولون مراكز سياسية هامة، ويؤمنون بأن معارضة سياسات إسرائيل واللوبيات الصهيونية الأمريكية وفي مقدمتها" أيباك" لا تعني الهزيمة، وستكون انتصارا للمصالح الأمريكية، وللقيم والأخلاق الإنسانية.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخلات الأجنبية ومستقبل الوطن العربي
- هل ستستمر فرحة القادة العرب بخطة ترمب أم إنها ستفشل و- ينقلب ...
- وقف إطلاق النار وتوحيد الموقف الفلسطيني
- هل سيقود - مجلس سلام - ترمب وبلير لإنقاذ غزة؟
- هل ستحمي القواعد العسكرية الأمريكية الدول العربية المتواجدة ...
- مؤتمر الدوحة العربي - الإسلامي: فشل مخيب للآمال
- العدوان الإسرائيلي على قطر وأوهام الحماية الأمريكية لدول الخ ...
- - أسطول الصمود العالمي - لكسر الحصار ووقف جرائم إسرائيل: حضو ...
- نزع سلاح المقاومة.. نزع لكرامة الأمة العربية واستسلام للتوسع ...
- نتنياهو يكشف إصرار الصهاينة على إقامة - إسرائيل الكبرى.-
- إسرائيل تجوّع الفلسطينيين حتى الموت ودول التطبيع تصدّر لها ا ...
- الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين
- الشرق الأوسط الجديد الذي يخطط ترمب ونتنياهو لإقامته
- الطائفية المدعومة محليا وإسرائيليا خطر يهدد الوطن العربي
- أمريكا تعاقب فرنشيسكا البانيز على موقفها من جرائم إسرائيل
- الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران .. نصر أم هزيمة؟
- العدوان الإسرائيلي على إيران وتداعياته على العالم العربي
- قمة بغداد: فشل مدو وعجز عربي مهين
- زيارة ترامب والخنوع الرسمي والشعبي العربي
- الأنظمة العربية وضرب الحواضن الاجتماعية للمقاومة


المزيد.....




- السودان- مفوض أممي: الفاشر تشهد فظائع مروعة والأطفال يموتون ...
- الكنيست يقر القراءة الأولى لمشروع قانون يُجيز إغلاق وسائل ال ...
- إسبانيا: تعرّض ضابطيْ شرطة لضربٍ وحشي أدّى لكسرٍ في الأسنان ...
- تقرير أممي: 70 ألف شخص نزحوا يوميا العقد الماضي بسبب الكوارث ...
- أمنستي تدعو نيجيريا لتبرئة 9 نشطاء أعدمتهم قبل 30 عاما
- سوريا توقع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدو ...
- أول تصريح لترامب عن أحمد الشرع بعد لقاء البيت الأبيض
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -نعمل مع تل أبيب على التفاهم مع دمشق-.. ترامب: نريد سوريا نا ...
- لقاء تاريخي بواشنطن .. ترامب يستقبل الشرع وسط تحولات سياسية ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - فوز ممداني: صفعة لترمب وتحد لليمين الأمريكي والنفوذ الصهيوني