أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - هل ستستمر فرحة القادة العرب بخطة ترمب أم إنها ستفشل و- ينقلب السحر على الساحر؟ -














المزيد.....

هل ستستمر فرحة القادة العرب بخطة ترمب أم إنها ستفشل و- ينقلب السحر على الساحر؟ -


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 06:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بادرت القيادات العربية وفي مقدمتها وأكثرها حماسا وتفاؤلا قادة دول التطبيع بقبول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والاحتفاء بها، واعتبارها قفزة سياسية للأمام لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق السلام في المنطقة، وكان السرور واضحا على وجوه من حضروا منهم قمة شرم الشيخ التي أمر بانعقادها وأدارها الرئيس الأمريكي الذي وصفه نتنياهو" بأفضل صديق لإسرائيل " وقال موجها كلامه له في الكنيست " أنت صديق عظيم لإسرائيل في البيت الأبيض." وترمب بدوره وصف مجرم الحرب نتنياهو بأنه " أحد أعظم قادة إسرائيل في زمن الحرب" وطلب من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ العفو عنه لتجنب محاكمته وإنقاذه من تهم الفساد التي تنظر فيها المحاكم الإسرائيلية. ولن ينس ترمب أيضا الإشادة ببعض قادة دول التطبيع والاستسلام العرب.
الفلسطينيون والعرب والمواطنون في معظم دول العالم يدركون جيدا ان دولة الاحتلال التي لا مصداقية لها لا تحترم القوانين والأعراف الدولية والقيم الأخلاقية الإنسانية لا يمكن الثقة بها وإنها ستتلاعب بتفاصيل محتويات الاتفاق وتتهرب من تنفيذ جميع بنوده كما فعلت مع اتفاقات سابقة؛ لكنهم على الرغم من ذلك شعروا بنوع من الارتياح لوقف شلال الدم والدمار وجرائم الحرب التي ترتكبها في غزة.
لكن المثير للشفقة هو موقف وفرحة الحكام العرب وفي مقدمتهم قادة التطبيع الذي زعموا كذبا وبهتانا بأنهم قبلوا خطة ترمب حرصا منهم على مصالح الشعب الفلسطيني وشعوبهم، وتجاهلوا الحقيقة المرة وهي أن الخطة المليئة بالألغام لا تتضمن خارطة طريق، أو أي أمل لمسار سياسي واضح جاد يقود لحل الدولتين الذي يطالبون به هم والفلسطينيون ومعظم دول العالم. ولوضعهم في مأزق لا يحسدون عليه أمام شعوبهم بدأت إسرائيل كعادتها بالتلاعب بتطبيق الخطة بعد توقيعها مباشرة؛ فقد واصلت جرائمها ضد الفلسطينيين، وأعادت إغلاق معبر رفح، ومنعت إدخال المساعدات الإغاثية لغزة بحجة فشل حماس بتسليم رفات جنودها الموجودة تحت البيوت والبنات المدمرة والتي تحتاج لتقنية متطورة ووقت طويل لاكتشافها والتعرف عليها، ومن المؤكد أنها ستستمر في خلق المزيد من الأعذار للتملص من تطبيق الخطة وإفشالها.
ترمب لم يتقدم بهذه الخطة لإنهاء حرب غزة وإنقاذ الفلسطينيين من الجرائم الإسرائيلية، ومن ثم التوصل لحل دائم للصراع العربي الإسرائيلي بتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل لإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية، ولخدمة الاطماع التوسعية الصهيونية والهيمنة الأمريكية على العالم العربي. والدليل على ذلك هو ان الخطة تجاهلت الجانب الفلسطيني، وهمشت دور السلطة الوطنية الفلسطينية، ووضعت غزة تحت وصاية دولية، وركزت على دفع المزيد من الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال، وتعزيز الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
ولهذا وقعت قطر معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، وكشف النقاب عن إجراء محادثات أمريكية سعودية بشأن معاهدة دفاعية تشبه تلك التي أبرمت الشهر الماضي مع دولة قطر التي تأمل المملكة العربية السعودية في إبرامها خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الشهر القادم؛ وأعرب ترمب عن أمله بانضمام السعودية ودول عربية أخرى لاتفاقات " إبراهام " في مقابلة مع فوكي نيوز " يوم الجمعة 17/10/ 2024 بقوله" آمل أن أرى السعودية تنضم (للتطبيع)، وآمل أن أرى دولا أخرى تنضم. أعتقد أنه عندما تنضم السعودية، سينضم الجميع" وبذلك تتم تصفية القضية الفلسطينية، وإحكام السيطرة الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة لعقود طويلة قادمة وحتى ترى إسرائيل الوقت مناسبا لاحتلال المزيد من الأراضي العربية.
لا يمكن الثقة بترمب الذي يفتخر بدعمه اللامحدود لدولة الاحتلال وسياساتها العدوانية التوسعية، وبعدائه الشديد للمقاومة، وبقدرته على خداع وابتزاز الدول العربية؛ ولهذا فإن خطته التي تتسم بغموض بنودها وافتقارها لخارطة طريق واضحة لحل الصراع هي في الحقيقة خطة سلام دعائي، لن تحقق السلام المنشود، ومن المتوقع أن تفشل كما فشلت سابقاتها وتقود المنطقة العربية برمتها إلى مرحلة في غاية الخطورة، وذات تداعيات مدمرة على القضية الفلسطينية والدول العربية، خاصة دول الجوار الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وان يصاب حكام التطبيع والاستسلام العرب الذي فرحوا بها وحاولوا تسويقها لشعوبهم كانتصار " لدبلوماسيتهم البناءة الذكية " وكحل دائم للصراع بخيبة أمل، وأن تتحول فرحتهم إلى تعاسة عندما يتبين لهم أنهم خدعوا ووضعوا أوطانهم في مأزق مصيري قد يؤدي إلى إيقاظ شعوبهم والتصدي لهم ولأنظمتهم العميلة الفاسدة " وقلب السحر على الساحر!"



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقف إطلاق النار وتوحيد الموقف الفلسطيني
- هل سيقود - مجلس سلام - ترمب وبلير لإنقاذ غزة؟
- هل ستحمي القواعد العسكرية الأمريكية الدول العربية المتواجدة ...
- مؤتمر الدوحة العربي - الإسلامي: فشل مخيب للآمال
- العدوان الإسرائيلي على قطر وأوهام الحماية الأمريكية لدول الخ ...
- - أسطول الصمود العالمي - لكسر الحصار ووقف جرائم إسرائيل: حضو ...
- نزع سلاح المقاومة.. نزع لكرامة الأمة العربية واستسلام للتوسع ...
- نتنياهو يكشف إصرار الصهاينة على إقامة - إسرائيل الكبرى.-
- إسرائيل تجوّع الفلسطينيين حتى الموت ودول التطبيع تصدّر لها ا ...
- الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين
- الشرق الأوسط الجديد الذي يخطط ترمب ونتنياهو لإقامته
- الطائفية المدعومة محليا وإسرائيليا خطر يهدد الوطن العربي
- أمريكا تعاقب فرنشيسكا البانيز على موقفها من جرائم إسرائيل
- الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران .. نصر أم هزيمة؟
- العدوان الإسرائيلي على إيران وتداعياته على العالم العربي
- قمة بغداد: فشل مدو وعجز عربي مهين
- زيارة ترامب والخنوع الرسمي والشعبي العربي
- الأنظمة العربية وضرب الحواضن الاجتماعية للمقاومة
- موافقة أمريكا على إقامة صناعات نووية سلمية سعودية والتطبيع م ...
- الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدعوة للجهاد


المزيد.....




- -قد يكون من قبل متمردين-.. ترامب يعلق على انتهاك اتفاق وقف إ ...
- ترامب يؤكد سريان وقف إطلاق النار بغزة وفانس يكشف عن زيارة لإ ...
- دليل شامل للبناء المستدام.. عُمان ترسخ حضورها بمجال المدن ال ...
- -آباء دفنوا أبناءهم-.. ويتكوف يتحدث عن لقائه مع خليل الحية
- الحكم على مهرّب بالسجن 40 عاماً بعد شحنه أجزاء صواريخ باليست ...
- ترامب يحث زيلينسكي على التخلي عن أراض لروسيا ويرفض تزويد أوك ...
- شاهد.. أفكار أموريم التي قادت مانشستر يوناتيد للفوز على ليفر ...
- هل يكشف وقف إطلاق النار مصير المفقودين في غزة؟
- نتنياهو يترأس اجتماعا طارئا ويأمر الجيش بتعليق هجماته بغزة
- شاهد.. مستوطن يضرب مسنة فلسطينية حتى الإغماء برام الله


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - هل ستستمر فرحة القادة العرب بخطة ترمب أم إنها ستفشل و- ينقلب السحر على الساحر؟ -