أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - هيثم أحمد محمد - عنوان المقالة: صيدلية الفيس بوك: بين وهم العلاج وغياب الرقابة – قراءة تحليلية في مخاطر الظاهرة ودور المؤسسات الصحية














المزيد.....

عنوان المقالة: صيدلية الفيس بوك: بين وهم العلاج وغياب الرقابة – قراءة تحليلية في مخاطر الظاهرة ودور المؤسسات الصحية


هيثم أحمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 00:42
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


المقدمة
شهدت السنوات الأخيرة تنامياً ملحوظاً لظاهرة ما يمكن تسميته بـ"صيدلية الفيس بوك"، وهي الصفحات والمجموعات التي تبيع أو تروّج لأدوية ومستحضرات علاجية أو تجميلية دون ترخيص رسمي أو رقابة مهنية، هذه الظاهرة، التي رافقت انتشار الإعلام الرقمي وتراجع الثقة في بعض المؤسسات الطبية، أصبحت تشكل تهديداً مباشراً لصحة المجتمع، وتحدياً للجهات التنظيمية مثل نقابة الصيادلة ووزارة الصحة.
تسعى هذه المقالة إلى تحليل الظاهرة من منظور إعلامي وصحي، وتفكيك خطابها الدعائي، وبيان آثارها على المتلقي، وتقييم مدى استجابة الجهات الرسمية لمواجهتها.
أولاً: تعريف الظاهرة وسياقها الاجتماعي
تُعد "صيدلية الفيس بوك" نموذجاً افتراضياً لصيدلية إلكترونية غير مرخصة، يديرها أفراد أو مجموعات يروجون لمستحضرات دوائية أو عشبية، مستغلين ضعف الوعي الصحي لدى الجمهور، وسهولة التواصل عبر المنصات الاجتماعية.
وقد أسهمت ثلاثة عوامل رئيسة في انتشارها:
1. ضعف الثقافة الدوائية لدى المتلقين وغياب الإشراف الطبي على تناول الأدوية.
2. انخفاض ثقة الجمهور ببعض المؤسسات الصحية الرسمية أو الصيدليات النظامية.
3. سهولة التسويق الرقمي عبر الإعلانات الممولة والمقاطع القصيرة المؤثرة عاطفياً.
ثانياً: التحليل الخطابي لصفحات "صيدلية الفيس بوك"
تقوم هذه الصفحات على خطاب إعلاني مضلل يجمع بين التهويل العاطفي والادعاءات العلمية الزائفة.
ومن أبرز خصائص هذا الخطاب:
• استخدام لغة الثقة الزائفة: مثل "مضمون 100%"، "نتائج مضمونة خلال أسبوع"، "منتج طبيعي بلا آثار جانبية".
• توظيف صور قبل/بعد لإيهام المتلقي بفاعلية المنتج.
• استغلال قصص النجاح المزيفة وشهادات “زبائن” وهميين.
• إقصاء الخطاب العلمي عبر تبسيط المشكلات الصحية وطرح حلول فورية.
هذا الخطاب يخلق بيئة خادعة تُهمّش دور الطبيب والصيدلي، وتحوّل القرار العلاجي إلى مجال استهلاكي.ثالثاً: المخاطر الصحية والاجتماعية:
1. المخاطر الصحية:
• تناول أدوية دون وصفة طبية أو بجرعات غير مناسبة.
• استخدام مواد مجهولة المصدر قد تسبب تسمماً أو مضاعفات مزمنة.
• تداخل الأدوية مع أمراض أخرى أو مع أدوية يتناولها المريض أصلاً.
2. المخاطر الاجتماعية:
• ترسيخ ثقافة "العلاج السريع" بدل الوقاية والمتابعة الطبية.
• تقويض الثقة في المؤسسات الدوائية الرسمية.
• تحويل الفضاء الرقمي إلى سوق سوداء للأدوية.
رابعاً: دور نقابة الصيادلة ووزارة الصحة
رغم وجود قوانين عراقية وعربية تمنع بيع الأدوية خارج المؤسسات المرخصة، إلا أن التطبيق العملي ما يزال محدوداً.
1- نقابة الصيادلة:
• مطالبة بزيادة الرقابة على النشاط الإلكتروني الدوائي.
• إطلاق حملات توعية عبر الإعلام لبيان خطورة شراء الأدوية إلكترونياً.
• التنسيق مع وزارة الداخلية والاتصالات لإغلاق الصفحات المخالفة.
2- وزارة الصحة:
• إصدار تشريعات أكثر صرامة تخص تسويق الأدوية رقمياً.
• مراقبة حركة استيراد المستحضرات العشبية والمكملات الغذائية.
• تبني استراتيجية رقمية توعوية توظّف منصات التواصل نفسها لمواجهة التضليل الصحي.
خامساً: نحو استراتيجية وطنية للتصدي للظاهرة
يمكن الحد من "صيدلية الفيس بوك" عبر مقاربة شاملة تقوم على:
1. التثقيف الإعلامي الصحي في المدارس والجامعات.
2. تعزيز الصحافة العلمية لكشف التضليل الدوائي في الإنترنت.
3. التعاون التقني بين وزارة الصحة ومنصات التواصل الاجتماعي لرصد المحتوى المخالف.
4. إطلاق منصات رسمية موثوقة للاستشارة الدوائية المجانية بإشراف صيادلة مختصين.
الخاتمة
تُعد "صيدلية الفيس بوك" نتاجاً لضعف الوعي الصحي وتراجع الرقابة المؤسسية، وهي مثال صارخ على كيف يمكن للإعلام الرقمي أن يتحول من وسيلة تواصل إلى أداة تهديد لصحة المجتمع.
إن مواجهة هذه الظاهرة لا تتطلب فقط تشريعات صارمة، بل تحالفاً بين الإعلام والطب والقانون يعيد الثقة بالمؤسسات الصحية ويحصّن المتلقي من التضليل الإلكتروني.



#هيثم_أحمد_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ضوء القاهرة وخطى بغداد البطيئة: مقارنة نقدية بين الدراما ...
- المنهج المسحي في البحوث الإعلامية: الإطار المفاهيمي وتطبيقات ...
- خطة ترامب لغزة... سلام أم إذلال؟
- فن اختيار العينة: مفتاح المصداقية في البحوث الإعلامية
- التزييف العميق في الإنترنت المظلم… سلاح رقمي يهدد الحقيقة
- التربية الإعلامية… حصانة معرفية لطلبة الإعدادية
- الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دها ...
- شرق أوسط على المقاس الأمريكي–الإسرائيلي: خريطة نتنياهو.. وتو ...
- الماركسية بين النظرية والتطبيق في البلاد العربية: مقاربة إعل ...
- القنوات الفضائية الموجّهة… سلاح الدعاية المضللة وصراع العقول
- الإعلام الرقمي: فضاء مفتوح بين التثقيف والتضليل
- الإرهاب الإلكتروني.. قنابل فكرية موقوتة في فضاء السوشيال ميد ...


المزيد.....




- ساركوزي.. ما ضوابط إطلاق سراحه ولماذا كان يأكل الزبادي فقط ف ...
- مصر.. انطلاق المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب وسط انسحاب ...
- تركي آل الشيخ يلم شمل نجوم الفن السوري في السعودية بعد فرقة ...
- رئيس هيئة الإذاعة البريطانية يعتذر، وترامب يرحب باستقالات مد ...
- وسط أزمة الوقود والنزاع دمى مالي العملاقة تبعث الحياة والأمل ...
- ساركوزي خارج القضبان .. ويبقى تحت أعين المراقبة القضائية
- صمت انتخابي قبل اقتراع بلا حظر تجوال في العراق
- ويتكوف وكوشنر يبحثان في إسرائيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة ...
- كيف يبدو المشهد في كردستان العراق عشية الانتخابات البرلمانية ...
- نتنياهو يتحدث عن المرحلة المقبلة بغزة خلال جلسة صاخبة بالكني ...


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - هيثم أحمد محمد - عنوان المقالة: صيدلية الفيس بوك: بين وهم العلاج وغياب الرقابة – قراءة تحليلية في مخاطر الظاهرة ودور المؤسسات الصحية