أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم كمال - شادية.. الصوت -الاستريتش- بين الفرح والتراجيديا















المزيد.....

شادية.. الصوت -الاستريتش- بين الفرح والتراجيديا


عبدالرحيم كمال
كاتب

(Abdulrahim Kamal)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 21:01
المحور: الادب والفن
    


طالما حبا الله مصر بأصوات غنائية جميلة ومتنوعة، ملأوا الساحة غناء وطرباً قبل أن تنفرط حبات العقد ويبدأ أفول أصوات سكنت وجدان المواطن العربي وغرست فيه السعادة باسقةً لا تغيب، ولو أردنا إحصاء الأسماء فستشغل كتابا متعدد الأجزاء لتسجيل ما تختزنه من مميزات وخصائص.
من هذه الأصوات صوت "شادية" 8-فبراير/ 28 نوفمبر 2017- بدأت عملها الفني في عام 1947 حتى اعتزالها في عام 1987 بعد أن شدت برائعتها الدينية "خد بإيدى" في احتفال الإذاعة بالليلة المحمدية، وبعد نجاح تاريخي لمسرحيتها الوحيدة التي قدمتها "ريا وسكينة"، وبلغت ثروة "شادية" الفنية حوالي 500 أغنية و 10 مسلسلات إذاعية وبين 112- 116 فيلماً سينمائياً.
تصنيف علمي
من وجهة نظري فإن أكثر ما يتصف به صوت "شادية" هو أنه صوت "ستريتش Stretch مطاط، رقيق، يمكنه التمدد والتشكل ليناسب أي حالة، كما يناسب الاستريتش Stretch كل الأجساد، أما من النحية العلمية فإن صوت "شادية" من طبقة سوبرانو soprano التي تشكل نسبة كبيرة من أصوات المطربات العربيات، والسوبرانو يتميز عموما ببعض الحدة تختلف بين صوت وآخر، ويتراوح صوت "شادية" بين "سبينتو سوبرانو spinto soprano"، الذي يجمع بين صفات صوت "السوبرانو الغنائي “lyric soprano والصوت الدرامي “dramatic soprano” ويتميز بالقدرة على غناء النغمات اللحنية الدافئة لصوت السوبرانو الغنائي، مع قوة ودراما إضافية تُمكّنها من الوصول إلى ذروات درامية قوية، كما يتميز صوت "شادية" بأنه Coloratura أي إنه قادر على تقديم الزخارف اللحنية المتقنة، والتنوع في النغمات الصوتية، وهو ايضا صوت Timbre أي له جَرْسٌ موسيقي لامع.
تشخيص الغناء
في رسالة علمية في عام 2021 عن "صوت شادية" بجامعة أسيوط المصرية –وسط الصعيد- ترى الباحثة "أميرة عادل" أن صوت "شادية" تتوافر فيه عدة أساسيات لممارسة الغناء، فلديها المساحة الصوتية، وتوصيل معاني الكلمات إلى المستمع، والتنفس السليم من موضعه الصحيح، مما ساعدها على الأداء باحترافية شديدة، كما تميزت بقدرتها الهائلة على تشخيص كل عمل غنائي تقدمه.. وأضافت أن "صوت شادية رخيم ممتلئ في الدرجات المنخفضة، ورنان في الدرجات الوسطى، ولامع في المنطقة الحادة، ويصل إلى حد التطابق التام مع صوت الآلة الموسيقية، ويُصنف بأنه من الأصوات الحادة (السوبرانو الشاعري)".
صوت محير
التوصيف العلمي يتوقف عندما يبدأ عمل الذائقة الفنية والإحساس الموسيقي، ونتوقف تحديداً عند الجزء الأخير من التوصيف السابق -الـ "كولوراتورا"- فصوت "شادية" قادر على أداء الحليات –العُرَب والزخارف- والتكنيك، والتعبير الغنائي، ومخارج الحروف السليمة، وهو صوت شقي، مرح لديه القدرة على التلوّن والتشكل، الأمر الذي يتطلب براعة وخفة حركة فائقة، وهو ما جعل السينما تختطفها منذ بداياتها لما فيه صوتها من مميزات المرح والشقاوة، ثم تستمر مع السينما لتتثبت قدراتها على أداء أدوار تراجيدية، بل إن فيلمها الأخير "لا تسألني من أنا" قدمت كممثلة فقط دون تقديم أغنيات به.
محدوية الصوت
صحيح أن صوت "شادية" محدود، وقال عنه "محمد عبدالوهاب" إنه صوت "بتلاتة تعريفة" وفن بمليون جنيه، – والتلاتة تعريفة أي بقرش ونصف.. وهما عملتان لا تستعملان منذ عقود.. والجنيه المصري يساوي مائة قرش-، لينضم "عبدالوهاب" إلى الكثيرين ممّن انتقدوا صوت "شادية" ومحدوديّته، ومنهم "أم كلثوم"، التي أضافت إن صوتها جميل سليم ومتسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخى من الحنان"، ووصفت صوت "شادية" بالخفيف وغناءها بأنه أقرب للوشوشة، ويلائم الأغاني الخفيفة والاستعراضات.
لكن "عبد الوهاب" عاد بعد سنوات للحديث عن صوت "شادية" في حوار أجراه معه "كامل الشناوي" بصحيفة "الجمهورية" المصرية يوم 27 مايو 1960، فقال يصف صوت "شادية" بأنه "صوت باسم يثير في النفس السعادة والنشاط.. صوت كله "شقاوة وعفرتة" صوت يقنعك بأن تصدّق منها كل شيء.. حتى الكذب.
زمن الاستعراض
بدأت "شادية" عملها الفني في عام 1947 وكان ذلك عصر الأوبريت، والفيلم الاستعراضي، مما فرض على "شادية" أن تصبح مطربة الأغنية القصيرة الرشيقة بلا منافس، وكان ذلك مناسبا لصوتها المرح اللامع، وكان ظهورها مع "محمد فوزي"، -أحد فرسان الأغنية الاستعراضية في الأربعينيات والخمسينيات- كفيلاً بتوجيهها إلى ذلك، فشاركت معه في البطولة الغنائية لأربعة أفلام هي "العقل في أجازة" و"صاحبة الملاليم" و"حمامة السلام" و"الروح والجسد" بين عامي 1947 و1949م.
شراكات فنية
ربطت بين "شادية" و"منير مراد" شراكة فنية كان لها أثر هام في مسيرتها الفنية منذ، وكذلك مع "محمود الشريف" ثم "بليغ حمدي" وكان يجمع بين "الشريف" و"بليغ" فكر موسيقي جديد يرتكز على تطوير الفلولكلور الموسيقي وعصرنته، بدمج موتيفات شعبية في جسد الألحان الحديثة، وتنقّلت "شادية" بينهما –الشريف وبليغ- بنجاح كبير، ظهر بوضوح في أول لحن قدمه لها "محمود الشريف" "يا حسن يا خولي الجنينة" من فيلم "ليلة الحنة" -١٩٥٠ إخراج "أنور وجدي"، وفيها يعمد "الشريف" لتوليف/ دمج موتيفات موسيقية شعبية في اللحن، واستطاعت "شادية"، بالرغم من حداثة سنها في ذلك الوقت أن تنقله بشكل مؤثر، وفي نفس الفيلم، لحّن لها "منير مراد" أولى أغانيه "واحد اتنين"، وتتمتع بخفة الظل ومرح الأداء، ومنذ هذه الفترة –الخمسينيات- ظهر المصطلح النقدي الشعبوي مؤطراً لـ"شادية" في أنها "دلوعة الشاشة".
روح مختلفة
رغم ذلك، قدمت "شادية" الدليل المبكر على قدرتها في التلوين الصوتي، فقدمت أغنية "قل ادع الله" من ألحان "كمال الطويل"، من فيلم "إشهدوا يا ناس- ١٩٥٣، من إخراج "حسن الصيفي"، وهي أغنية دينية تعتمد على عناصر الإنشاد الديني البعيد كل البعد عن الدلع أو الغناء الاستعراضي الخفيف. ثم أقدمت على خطوة جريئة حين تعاونت مع الموسيقار "رياض السنباطي" الذي تفهّم أبعاد صوت "شادية" وقدم لها من ألحانه "تلات شهور ويومين اتنين" من فيلم "ليلة من عمري-١٩٥٤" من إخراج "عاطف سالم"، وقدم لها أيضاً عدة أغنيات مرحة: "أحب الوشوشة.. أنا وأنت لوحدنا.. ولاحدش فى الهوا له حاجه عندنا"، وبلغت ذروة التعاون بتلحين أوبريت "لحن الوفاء" في فيلم حمل نفس الاسم، وشاركها الغناء فيه "عبدالحليم حافظ".
رؤية بليغ
بعد عام ١٩٦٤توقفت "شادية" عن الغناء تقريبًا بشكل كامل، حتى عادت مع "بليغ حمدي" و"الأبنودي" اللذين كانا يتبنيان دمج الفلكلور أو الغناء الشعبي في قوالب موسيقية وشعرية جديدة. وقد اقترح "بليغ" على "شادية" في عام ١٩٦٦ تقديم أغنية "آه يا أسمراني اللون"، ونجح في استخراج مساحات من التعبير والأداء في صوت "شادية" لم تُستغل من قبل، فقدمها في ثوب أعيد تجديده وكأنها مغنية مختلفة، فهي هنا تستخدم الطبقة الأغلظ في صوتها، مضحية بذلك المدى الأوضح والأجمل في صوتها (وهو المدى الحاد–الرفيع الرنان)، وتردّد صوتي أطول -ولكنه أغلظ- بما يمنح الشعور بأن الصوت أقل عذوبة، ولكنّه أكثر تأثيرًا من ناحية الإحساس بأن تكرار الكلمات التي يتم غناؤها يتماشى مع موضوع الأغنية بشكل مثالي.
بين الغناء والدراما
كانت أغنية "آه يا اسمراني اللون" بداية لتحوّل كبير، إذ واكب أسلوب أداء "شادية" للأغنية الانتقال في أدائها كممثلة إلى أدوار أكثر جدية، وخاصة في أفلامها المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، فقدمت أربعة أفلام في الفترة ما بين ١٩٦٢١٩٦٩ وهي: "اللص والكلاب -١٩٦٢" من إخراج "كمال الشيخ"، و"زقاق المدق -١٩٦٣" من إخراج "حسن الإمام"، و"الطريق-١٩٦٤" من إخراج "حسام الدين مصطفى" ثم "ميرامار -١٩٦٩" من إخراج "كمال الشيخ"، فأثبتت "شادية" أنها تستطيع تقديم أدوار تتجاوز الكوميديا الغنائية أو الاستعراض.
ثم استمرت "شادية" في العمل مع "بليغ" فقدما أغنية "قولوا لعين الشمس" في عام -1966- ولا يقل أداؤها فيها دراميّة عن "آه يا أسمراني اللون"، وفي نفس السياق غنّت أيضا لـ "بليغ" أغنية "الحنة الحنة" في العام ١٩٦٧ لترسخ دورها فيما كان "بليغ" يحاول أن يفعله، ولتستمر هي في تقديم ذلك الأسلوب من الغناء حتى مع آخرين –مثل محمد الموجي- في أغنية "غاب القمر يا ابن عمي" و"بست القمر".. لذلك، كان ترشيح "شادية" للعب دور "فؤادة" في فيلم "شيء من الخوف -١٩٦٩"، من إخراج "حسين كمال" نتيجة منطقية لتراكم هذا الأداء التمثيلي في "اللص والكلاب" -١٩٦٢، ويأتي غناء "شادية" لأعنية "ياعيني على الولا –الولد-" –من ألحان "بليغ حمدي"- بكل ما فيه من دراما وشجن ليؤكد على الترابط والتماهي والتكامل بين التمثيل والغناء والأداء في كل منهما.
الاتجاه للأغاني الطويلة
شهدت السبعينيات توجهاً جديداً في الغناء، فبدأ ت الأغنية الطويلة تفرض نفسها، بفضل كبار نجوم الغناء وقتها: "أم كلثوم"، و"عبدالحليم حافظ"، و"نجاة الصغيرة"، و"فايزة أحمد"، و"وردة الجزائرية" وغيرهم، فكان طبيعياً أن تواكب "شادية" هذا التغير، وكان الموسيقار الشاب "خالد الأمير" يخطو أولى خطواته فى عالم التلحين، وقررت "شادية" أن تغنى له أغنية "اتعودت عليك" لتبدأ مسيرتها مع الأغانى الطويلة.. ثم غنت من ألحانه أشهر أغانيها العاطفية الطويلة مثل "الحب الحقيقى" و"أما عليك يا حبيبى كلام".
وطنيات "عبدالوهاب"
مع الموسيقار "محمد عبدالوهاب" أصبحت "شادية" قاسمًا مشتركًا فى نجاح الأوبريتات الوطنية التى لحنها في الخمسينيات والستينيات، ومنها "قولوا لمصر تغنى معايا"، "وطنى الأكبر"، "الجيل الصاعد"، "صوت الجماهير"، وكان لهذه الأغانى أكبر الأثر فى مسيرة الغناء الوطنى لدى "شادية" فيما بعد.
أذن جديدة
الهدف من السرد السابق هو التمهيد لضرورة إعادة الاستماع لـ "شادية" بأذن جديدة واستقبال مختلف، فلنسمع مجدداً لصوت "شادية" يصدح برنين محبب وأداء شقي مرح لأغنيات تتميز بالشقاوة والمرح مثل: "ماما ياحلوة- منير مراد 1958"، "أنا خايفة- عزت الجاهلي 1952"، "يا دنيا زوقوكي- منير مراد 1956"، "آه يا لموني- محمود الشريف 1958"، "أنا بنت حلوة- محمد ضياء الدين 1954"، "بسبوسة- محمد عبد الوهاب 1963 "، الشابة حتة سكرة- بليغ حمدي 1964"، "يا ناس حبيبي بيتشاقى- منير مراد 1959"، "خمسة في ستة- منير مراد 1963"، "رنة قبقابي- بليغ حمدي 1968"، "سوق على مهلك –منير مراد 1952"، "شبك حبيبي –منير مراد 1955 "، "شبكت قلبي –محمود الشريف 1955"، "كتروا الخطاب- محمد فوزي 1957"، "كلّك حنية- محمد ضياء الدين 1966"، "ليه تسكن في حارتنا- محمد الموجي 1963"، "ما أقدرش أحب اتنين- منير مراد 1953"، "ماكانش وقته- منير مراد 1956"، "وديني مطرح ما توديني- منير مراد 1959"، "يابو العين العسلية- بليغ حمدي- في النصف الأول من الستينيات"-، "كسفتيني يا سنارة- محمود الشريف 1951"، "يا شاغلني- منير مراد 1953"، "بقى دي مواعيد- محمد الموجي 1966"، "الدنيا مالها- منير مراد 1953"، "حبينا بعضنا- محمود الشريف 1951"، "شباكنا ستايره حرير- محمد الموجي 1958".. وكلها أغنيات خفيفة باسمة بامتياز.
تعبير درامي
ثم نتقدم مع "شادية" خطوة للأمام في الزمن والأداء الغنائي، لنلمس إقدامها على تقديم أغنيات تلونها دراميا بصوتها، وهي مسألة ليست مرحلية فقط، ولا ترتبط بالعمر فقط.. نلحظ ذلك كما اشرنا من قبل في أداء أغنية "قل ادع الله" من تلحين "كمال الطويل" في عام 1953 وهي أغنية من فيلم "اشهدوا يا ناس"، والأغنية دينية تشعر فيها بجو روحاني..
استمرارا لملاحظة التعبير الدرامي في غناء "شادية" علينا إعادة الاستماع لأغنيات: "اتعودت عليك- خالد الأمير 1980"، "آخر ليلة- بليغ حمدي 1971"، "الحب الحقيقي- خالد الأمير 1974"، "الدمع لما يسيل- أحمد فؤاد حسن 1970"، "الظلم حرام- كمال الطويل 1954"، "إنت أول حب لي- محمد الموجي 1965 "، "بست القمر- محمد الموجي 1971"، "حبة حبة- منير مراد 1972"، "خدني معاك- بليغ حمدي 1968"، "خلاص مسافر- بليغ حمدي 1972"، "سيد الحبايب- منير مراد 1959"، "عالي- بليغ حمدي 1971"، "غاب القمر- محمد الموجي 1970"، "فارس أحلامي- منير مراد 1968"، "قلبي على قلبي- محمود الشريف 1955"، "قال لي الوداع- محمد الموجي 1971"، "قولوا لعين الشمس- بليغ حمدي 1966"، "لا لينا أهالي- بليغ حمدي 1970"، "لحن الوفا- رياض السنباطي 1955"، "لو القلوب ياحبيبي ارتاحوا- خالد الأمير 1975"، "ليالي العمر- محمود الشريف 1953"، "مسيرك حتعرف- محمود الشريف 1975"، "والله غلابة- محمود الشريف" 1951، "والله يا زمن- بليغ حمدي 1970"، "وعد ومكتوب- فريد الأطرش 1957"، "يا خولي الجنينة- محمود الشريف 1950"، "ياروحي أنا- بليغ حمدي 1975"، "يا عيني ع الولد- بليغ حمدي 1969"، "يا ليل دق الهوا بابي- سيد مكاوي 1955"، "أحلى الكلام- محمد الموجي 1978"، "القلب معاك- منير مراد 1958"، "غني يا قلبي- بليغ حمدي 1958"، "أقوى من الزمن- عمار الشريعي 1958"، "والنبي وحشتنا- بليغ حمدي 1974".. ويجب ملاحظة كيف بدأت شادية الغناء من أعلى الجواب نزولا إلى القرار في أغنيتي "عالي" و"ياروحي أنا" دون خلل ودون إجهاد للصوت، وفي هذه الأغنيات يعبر الصوت عن المعنى ويتراوح بين الحزن والفرح والشجن.
عاطفية الأغاني الوطنية
أحد أكثر ما يميز "شادية" عن الآخرين هو تحويلها الوطنيات لأغاني حب في الوطن، فهي ليست زاعقة صارخة، وإن كان ذلك ليس جديدا تماماـ فقد سبق لـ "محمد عبدالوهاب" أن غنى من ألحانه "حب الوطن فرض علي"ـ وكأنه يشق نهراً من إضفاء الشجن على الأغنية الوطنية.
الأغنيات الوطنية عند "شادية" كثيرة، تبرهن على هذا الطرح، منها مثلا: "ياأم الصابرين- بليغ حمدي"، "طاب واستوى- محمد علي سليمان 1965"، "واللهِ إن ما اسمريت يا عنب بلدنا- بليغ حمدي 1956"، "بسبس نو- محمد الموجي 1966"، "يا مسافر بورسعيد- محمد الموجي 1956".. ومن المهم هنا أن نتوقف عند أغنية "بسبس نو" التي تبدو من مطلعها أغنية للأطفال، أو إحدى الأغاني الشقية المرحة، ولكنها أغنية وطنية حتى النخاع، وتشع بالفرح الذي تزخر به، كثلها مثل أغنيات "رايحة فين يا عروسة- علي إسماعيل 1973"، "يا حبيبتي يا مصر- بليغ حمدي 1973"، وهما من أغاني ما بعد نصر أكتوبر، وأغنية "مصر اليوم في عيد- 1982 احتفاءً باسترداد سيناء، وكان "جمال سلامة" هو الملحن الرئيسي للأغنية، مع الفنان عمر الجيزاوي اذي شارك في تلحين الأغنية ليصبح ملحنا مساعدا"، ولننظر إلى أغنية "يا ولاد حارتنا دي صفارتنا ضربت أمان- محمود الشريف 1957" ونلاحظ غناءها بطبقة الصوت المتوسطة وصولاً للطبقة العالية الرنانة.
--------
*صحافي وكاتب مصري
#Abdulrahim Kamal



#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)       Abdulrahim_Kamal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سلوم حداد-.. وانتقاد التابو المقدس
- الأطفال.. لايشاهدون التليفزيون المصري!!
- السينما المصرية تتجاهل قناة السويس
- أكتوبر 1973.. نصر عظيم وهزيمة سينمائية!!
- لماذا تعيش أغنيات ثورة 1952 المصرية حتى الآن؟
- أمريكا.. الاستعمار بالقوة الناعمة
- رغم الوهن.. الصحافة المصرية تتمترس في خندق المهنية
- إنهم يخشون -ناصر فوبيا-
- إنهم يتجاهلون الحقائق ويتوقفون عند -أندر وير- الممثلة
- هل أهان الفيلم الهندي “حياة ماعز” السعودية؟
- -عهد دميانة-.. نظرة أفقية للتاريخ المصري
- فيروز.. ياقمر ليالينا.. تهزمي أحزانك
- -محمد حمام- شاعرا
- هل تنشب حرب أهلية أمريكية.. فيلم هوليودي يتنبأ
- ماذا نعرف عن إسرائيل؟
- رواية تشير: -صلاة القلق-.. لن تختفي من حياتنا
- التعليم في مصر.. -الترقيع- في -ثوب مهترئ-
- ..وماذا لو كان عبدالناصر أخوانيا؟
- حين تكون الثقافة “حيطة مايلة”.. يصبح الفن بالمزاد.. والإبداع ...
- لماذا يتحول -علاء الأسواني- للإحباط في -جمهورية كأنّ-؟


المزيد.....




- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-
- مخاطرة الظهور في -عيد الأموات-
- ليبيا تعلن اكتشاف موقع أثري جديد في مدينة شحات شمال شرق البل ...
- الاستماع أو العزف المنتظم للموسيقى يحافظ على ذاكرة كبار السن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم كمال - شادية.. الصوت -الاستريتش- بين الفرح والتراجيديا