عبدالرحيم كمال
كاتب
(Abdulrahim Kamal)
الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 18:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس الهدف هو الحديث عن رواية –وإنْ لم تكنْ كأيّ رواية-، لكن الحديث عما خلفَ الروايةِ، خطابِها الروائي والثقافي والسياسي والمجتمعي.
رواية "أوراق شمعون المصري" ترصد تيهَ بني إسرائيل في سيناء التي فرضها الله عليهم لمدة أربعين سنةً.. الروايةُ تواكبُ التاريخَ الموثَّقَ منذ خروجِ بني إسرائيل من مصرَ متَّجهين إلى الأرضِ المقدسةِ "فلسطين"، ختى جبلِ "نيبو" –بمحافظة مادبا الأردنية- ، حيثُ قُبِضَ سيدُنا "موسى" عليه السلام.
يسْرِدُ المؤلِفُ "د.أسامة عبدالرؤوف الشاذلي" الأحداث مستندا للتاريخِ والنصوص الدينيةِ في القرآنِ والتوراة.. لكنّ سؤالاً مشاغِباً يطلُّ برأسه: أين ثقافتُنا ومعارفُنا عن اليهودِ وإسرائيلَ..صحيح أننا لسنا على خلافٍ عَقَديٍ مع اليهودية كدينٍ، ولكنّ خلافَنا ومعركتَنا الكبرى مع دولةِ الاحتلالِ الإسرائيلية، التي ترفعَ رايةَ الدينِ لتسويغِ إحتلالِها لفلسطين.
في حوارٍ لم تنقصْه الصراحةُ مع "د.أسامة الشاذلي" مؤلِّفِ الروايةِ يقولُ: "ينقصُنا فى الدراما والكتاباتِ العربيةِ الحديثُ عن اليهودِ، فجأةً اكتشفنا أن اليهودَ يعرفوننا تمامَ المعرفةِ، يحفظون أغانينا وأسماءَ أدبائنا وكتابِنا وقصصنا، يعلمون جيداً كيف نفكرُ، ونحن نجهلُهم تماماً"، وإذْ أضُمُّ صوتي لصوتِ "د.أسامة" فإنني أُضيف أنّ اليهودَ والإسرائيليين يتابعونَ "دبَّةِ النملةِ" عندنا منذ اختمرتْ فكرةُ زرعِ إسرائيلَ خِنْجراً مسموماً في قلبِ الوطنِ العربي.
زمان، وهو ليسَ بعيداً، كانتْ تصْدُرُ لدينا كتبٌ عن إسرائيلَ، أذكر منها سلسلةً "إعرَفْ عدوَّك".. صحيح أن هناك دراساتٍ وكتباً عربيةً تصدرُ متفرّقةً عن الداخلِ الإسرائيلي.. لكن أينَ مصرُ من ذلك؟
إسرائيلُ ستظلُّ العدوَّ الأوَّلَ للعربِ والمسلمين والمسيحيين.. ومن الطبيعي أن نقرأَ لهم وعنهم، نقرأُ آدابَهم وأدبياتِهم ونعرفَ أفكارَهم المجتمعية والسياسية والعقائدية، ونشاهدَ أفلامَهم ومسلسلاتهم ونتابعَ إعلامَهم، لنعرفَ كيفَ يفكِّرون، كما يعلمون هم كيفَ نفكِّرُ.
• كاتب وصحافي مصري
#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)
Abdulrahim_Kamal#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟