رواية -وداد الحلبية- صراع الدين والوطن

عبدالرحيم كمال
كاتب
(Abdulrahim Kamal)

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 07:35
المحور: الادب والفن
    

تتعرض رواية "وداد من حلب" لموضوع تغوص أشواكه في القلب، ويعود لأحداث دامية بدأت قبل 1948 وتصل لعام 2001 حيث تقع أحداث 9 سبتمبر العاصفة..

الرواية تأليف "قحطان مهنا" وهو طبيب سوري، ونشرها في عام 2010 عبر دار ممدوح عدوان الدمشقية.. وتتناول النسيج الاجتماعي لسكان مدينة حلب، قبل وأثناء هجرة اليهود منها، وما آلت إليه أوضاع المدينة والمنطقة بعد حرب 48 في فلسطين، مزجها الكاتب خلال فترتين زمنيتين 1947 و2001- دون التعرض للفترة الواقعة بين التاريخين- عبر حدثين مهمين هما هجرة اليهود إلى فلسطين، وسقوط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

الوجود اليهودي لم يكن في حلب أو سوريا فقط، فكل الدول العربية كان بين مواطنيها يهود، وماتزال لهم معابد وبيَع فيها، ويشكّلون جزءا من تاريخها لا يمكن إغفاله.

"وداد" بطلة الرواية مواطنة سورية مولودة في حلب التي تعشقها بشكل طبيعي، اضطرت بعد تصاعد العنف وارتفاع نبرة الكراهية لليهود إثر تزايد وتيرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، تضطر "وداد" للهجرة من حلب وكل سوريا، لكنها لم تذهب إلى أرض الميعاد -التي لم تؤمن بها، فهي لا تؤمن إلا بأنها سورية حلبية، ولا دخل للوطن بالديانة- وتذهب في هجرتها الاضطرارية إلى الصين ثم إلى أمريكا بعد عدة سنوات..

تستعرض رواية "وداد من حلب" ملامح حياة أهل حلب من مسلمين ويهود ومسيحيين، والنسيج الواحد الذي يشكلونه، ويُلقي المؤلف "قحطان مهنا" الضوء على التناغم بينهم في إطار الحياة اليومية، وكيف أثرت الهجرة اليهودية إلى فلسطين سلبا على حياة اليهود في حلب -كما هو في باقي الدول العربية- وتظل "وداد" طوال عمرها في المهجر مواطنة سورية، لا تحلم إلا بحلب وأيامها فيها وجيرانها الذين عاشرتهم هناك.. ولا تموت إلا بعد أن توصي بنقش كلمات "وداد من حلب" على قبرها.. بعد العزف طوال أربعمائة صفحة على شجن الإحساس بالوطن ومعنى المواطنة، والفصل بين الوطن والدين.
-----
*صحفي وكاتب مصري

#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)       Abdulrahim_Kamal#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات