أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم كمال - معنى العمل الفني














المزيد.....

معنى العمل الفني


عبدالرحيم كمال
كاتب

(Abdulrahim Kamal)


الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


شاهدتني الجميلة أصغي باهتمام لغناء أوبرالي وسألتني: ماذا تفهم من هذا الغناء.. ماذا يقول؟.. السؤال وجيه وطبيعي، والإجابة واجبة وضرورية.. وهذه سطور على هامش التوضيح، لا للجميلة صاحبة السؤال فقط، وإنما لكل المتسائلين عما يقول ذلك العمل الموسيقي -البحت- أو الغنائي، أو بقية الفنون الجميلة الأخرى.

قيمة العمل الفني لا تقتصر على المعنى المباشر له، وإنما تمتد إلى "كيف" تناول الشاعر موضوع قصيدته..

ثيمات ومعالجات

هناك موضوعات دائمة التناول في الفنون والآداب نسميها "تيمات" أو "ثيمات" وهي موضوعات إنسانية متجددة مثل الحب بين الرجل والمرأة، والصراع بين الخير والشر، وهي موضوعات أزلية يتعرض لها الفنتنون في كل زمان ومكان، والجديد يكون في طريقة التناول.. فنحن نرى تكراراً لقصة روميو وجولييت، في الشرق والغرب والشمال والجنوب، نراها فيلما أو رواية أو عملا موسيقيا أو لوحة، وكل فنان يعالجها من زاويته وبإحساسه وفهمه ورؤيته، ثم الخلاصة التي يريد توصيلها لنا.. حتى في الأعمال الأدبية -والمفروض أنها أكثر مباشرة من الفنون الأخرى لأنها تعتمد على اللغة والمفردات التي نستخدمها في حياتنا اليومية- ومع ذلك فإن فهمها يختلف من شخص لآخر، حسب درجة الثقافة والوعي، وهناك مصطلح شائع على المستوى العام وهو "قراءة ما بين السطور".. فمن الطبيعي أن يختلف الرأي من شخص لآخر إزاء رواية "اللص والكلاب" أو "ميرامار" لنجيب محفوظ -على سبيل المثال-.. كل من قرأ الروايتين-أو شاهدهما في السينما- استمتع وقضى وقتاً طيباً وكوّن فكرة خاصة به عما قرأ أو شاهد.. العمل واحد لكن الاختلاف هنا في التلقي.

تصوير موسيقي

كذلك في الموسيقى - وأقصد البحتة أو السيمفونية تحديداً لأنها أنسب للتطبيق- [والموسيقى والفنون الجميلة تحاكي الطبيعة في الغالب]، تجد السيمفونية تضجّ بالحركة أحياناً مصوّرة معركة حربية أو صراعاً بين شخصين، وترق في موضوع آخر لتصور رفيف أجنحة الطيور وغناءها، ومداعبة النسيم للزهور.. والآلات الموسيقية تحاكي أو تمثل أصوات الطبيعة وينسج منها المؤلف الموسيقي دراما كاملة في ثوب من النغم، وبدون أن يعي المستمع ذلك فلن يخرج ما يسمعه عن كونه "خبط ورقع".. وبالتالي فلن يمكنه التجاوب مع السيمفونية الخامسة لبيتهوفن -مثلاً- التي تصوّر ذلك الصراع الأزلي بين الإنسان والقدر.. أما إذا كنا نستمع لعمل غنائي، فربما تكون الصورة أوضح نسبياً لأن كثيراً من الشباب تحديداً يستمعون لنجوم الغناء في الغرب، دون معرفة معاني الكلمات.. وإذا ما تساءلنا عن السبب، فإن الإجابة هي أن الاستماع يكون للموسيقى وطريقة الغناء، فليس شرطاً أن يفهم المستمع المعنى المباشر للأغنية، ولكنه يحسه من خلال أداء المغنّي والموسيقى طبعاً.. وكذلك يحرص الكثيرون على مشاهدة عمل ما أو الاستماع إليه بأداء فرق وفنانين مختلفين.. وكلنا يعرف أغنيات عربية كثيرة غنّاها عدد من المطربين، والفارق بينها أو الجديد فيها أسلوب تقديم كل منهم الأغنية.

كيف رسموا المرأة

في الفن التشكيلي نجد ملايين من لوحات الـ "بورتريه"، في اللوحات التي تتناول المرأة مثلاً، انظر كيف رسم "دافنشي" الموناليزا، وكيف صوّر "بيكاسو" نساءه باسلوبه التكعيبي، ولاحظ أين وضع العينين مثلا، وكيف رسمها "روبنز" وأضفى عليها إضاءة تزيدها ألقا.. أيضاً نجد الطبيعة قاسماُ مشتركاً في أعمال التشكيليين، ولكن نرى الاختلاف الكبير مثلا بين "مونيه" و"فان جوخ"، الأول رسمها هادئة وديعة، بينما صورها الثاني ثائرة جامحة.. فنان يرسمها مشبّعة بالألوان، هناك مدارس تعتمد على الرسم بالتنقيط، أو الخطوط معتمدة على الخداع البصري أو تكامل الرؤية، وآخرون يرسمونها بألوان صريحة وخطوط قوية تحس فيها بنعومة الفرشاة وكأنها تغنّي في يد الفنان.

صحيح أن الفنون جنون، ولكنها أيضاً أفكار ورؤى وأحاسيس وتصورات.. وكلها فيض من الجمال.
-----
كاتب وصحافي مصري



#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)       Abdulrahim_Kamal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “وعاظ السلاطين”.. الأزمة الدائمة في الأمة الإسلامية
- -بيت خالتي-.. رواية تفضح آلة التعذيب السورية
- موسى.. الجدل المتجدد بين الدين والعلم


المزيد.....




- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...
- فنانون عراقيون في مواجهة الحرب بمعرض في طهران + فيديو
- بغداد تتنفس -ثقافة- بمهرجان الكتاب الدولي وقطر ضيف شرف في قل ...
- مهرجان الإسكندرية يكشف عن أقوى 10 أفلام سياسية في تاريخ السي ...
- متحف الأوسكار يحتفي بالذكرى الـ50 لـ-الفك المفترس- بـ200 قطع ...
- الشاعر حامد بن عقيل يفك شفرة العالم في -الوحدة حرّية حزينة- ...
- متحف اليمن الوطني.. صرح تاريخي طاله التخريب الإسرائيلي
- دمشق تطلق غدا أول تظاهرة سينمائية عن الثورة السورية
- جدل عالمي حول مقاطعة السينما الإسرائيلية.. ما القصة؟?
- فرقة صابرين.. تجربة موسيقية ملتزمة في خدمة الهوية والثقافة ا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم كمال - معنى العمل الفني