أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحيم كمال - لماذا تعيش أغنيات ثورة 1952 المصرية حتى الآن؟














المزيد.....

لماذا تعيش أغنيات ثورة 1952 المصرية حتى الآن؟


عبدالرحيم كمال
كاتب

(Abdulrahim Kamal)


الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 13:55
المحور: قضايا ثقافية
    


أعلام عديدة رفعها المتظاهرون في ثورة 25 يناير 2011، منها أعلام مصر.. كما رفعوا صور "جمال عبدالناصر".
الثورة العفوية، غير المنظمة، وغير المؤدلجة، عبرت بشكل فطري عن رؤيتها لمصر وأسباب رفضها لاستمرار حكم "مبارك".. ومثّلت الانفجار الطبيعي لشعب سحقه التهميش وإذلال بعض ذوي السلطة له، وكان طبيعيا أن يكون النداء الموحد –عفويا- "عيش حرية/ عدالة/ إجتماعية"، وشهد الحدث ارتفاع أعلام مختلفة متباينة حد التضارب، فبينما سجل المشهد حضور العلم المصري، رفع البعض العلم السعودي الذي كان نشازا في الزمان والمكان والحدث.. وربما نشد المعتصمون به نهجا إسلاميا.
في مخاضها في أيامها الثمانية عشر يوما الأولى التي أفرزت تنازل "مبارك" عن الحكم، وإجهاض فكرة التوريث.. تغنى شباب الثورة بالوطن، واستعادوا –أكثر ما استعادوا- أغنيات "عبدالحليم حافظ" لثورة يوليو تحديدا.. وكان ابن الثورة وصوتها إلى الشعب، أو وزارة إعلام الثورة، ويرى البعض أنه جبرتي الأغنية الوطنية، ومؤرخ الثورة، وقد شدا "حليم" بأقل قليلا من الأربعين اغنية في الفترة الناصرية تغنى فيها بثورة 23 يوليو ومشروعها الطموح بقيادة "جمال عبدالناصر"، ولم يطرأ على بال المتظاهرين أغنيات أخرى، حتى لـ "عبدالحليم" نفسه الذي عايش إنتصار أكتوبر العظيم وغنى له، بعدما وعى الدرس الصعب، درس التغني بالوطن، لا بالأشخاص، فقد تضمنت بعض أغنياته لثورة يوليو اسم "جمال عبدالناصر"، وبعد نصر أكتوبر خلت أغنيات "حليم" من اسم السادات".
استعادة متظاهري يناير 2011 أغنيات ثورة يوليو "الحليمية" تعكس بشكل طبيعي تجذر هذه الأغنيات.. والسؤالُ الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا هذا التجذر ثم الاستعادة الجماهيرية؟!..
الأمر لا يتوقف عند أي من الحدثين –يوليو 1952 أو يناير 2011- فحتى الآن نرى الميديا الحديثة حبلى بأغنيات "حليم" لثورة يوليو 1952 وتسجل ملايين المشاهدات في اليوتيوب والتيك توك والفيسبوك، ما يعني استمرار التفاعل الجماهيري معها حتى الآن، ليلح السؤال طارحا نفسه مجددا.. لماذا؟!
المشروع هو السر
أعتقد أنه ليس سرا أن أغنيات ثورة يوليو 1952 تعكس مشروعا وطنيا، وهو ما نفتقده منذ غياب "ناصر" وحتى وقتنا الراهن.. الأمر لا يعني خفوت الحس الوطني، ولكن يعني غياب المشروع.
في عهد "عبدالناصر" أحس الشعب بالمشروع وآمن به.. كان البناء للوطن ومن نقطة الصفر، وتم إنشاء مشروعات مايزال الشعب المصري يعيش عليها وعلى ما ساهمت به من تقدم ومدنية.. مجانية التعليم، وإنشاء السد العالي وخوض معركة الكبرى سياسيا وعسكريا شملت تأميم قناة السويس، وإنشاء مجمع مصانع الحديد الصلب، ومصانع الغزل والنسيج ومضارب الأرز والمراجل البخارية وغيرها.. كانت هناك إضافات نوعية تسد ثغرات بحجم الكون.. وكان من الطبيعي أن يتغنى الشعب بها.
الوحدة العربية، أو القومية العربية مشروع هام أجهضه الحكام العرب، بسبب تواطئهم أو عدم وعيهم وعدم امتلاك النظر لبعيد والقناعة بالنظر لأقدامهم، دون أن يشعروا بالخطر المحدق بعروشهم.
الوحدة، أو القومية العربية كانت الحلم الأثير في المشروع الناصري.. وكان طبيعيا التغني بالفكرة وتبني الدعوة إليها.. الوحدة كانت حلما شفيفا، لو آمن به الحكام العرب أو تفهموه لما وصلنا إلى حالة الخزي التي وصلنا إليها واقتطاع أوطان عربية، وتجزيئها على الملأ، ولما اشتعلت النيران في ذيول ملابسهم.
كلها مشروعات كبرى آمن بها المصريون، وبعض الواعين من العرب.. وعبر بها الشعب بكتائبه من عمال وفلاحين وفنانين ليصوغوا بيانات سياسية في أثواب غنائية، ما زالت تعيش حتى اليوم.
أغنيات باهتة
أغنيات "حليم" لثورة يوليو و"عبدالناصر" وللوطن المتخيل، أغنيات ما زالت تنقل للأجيال حرارة صدقها والإيمان بمشروع نشارك جميعا في بنائه.. فيما أنه بعد عهد "عبدالناصر" إفتقدنا المشروع على المستويين الوطني والقومي، فجاءت أغانينا باهتة، باردة، تفتقد الحيوية، ولم تنج منها حتى أغنيات "عبدالحليم" لنصر أكتوبر رغم أهميته التاريخية والمعنوية والسياسية لمصر والوطن العربي.
# Abdulrahim Kamal
• كاتب وصحافي مصر



#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)       Abdulrahim_Kamal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا.. الاستعمار بالقوة الناعمة
- رغم الوهن.. الصحافة المصرية تتمترس في خندق المهنية
- إنهم يخشون -ناصر فوبيا-
- إنهم يتجاهلون الحقائق ويتوقفون عند -أندر وير- الممثلة
- هل أهان الفيلم الهندي “حياة ماعز” السعودية؟
- -عهد دميانة-.. نظرة أفقية للتاريخ المصري
- فيروز.. ياقمر ليالينا.. تهزمي أحزانك
- -محمد حمام- شاعرا
- هل تنشب حرب أهلية أمريكية.. فيلم هوليودي يتنبأ
- ماذا نعرف عن إسرائيل؟
- رواية تشير: -صلاة القلق-.. لن تختفي من حياتنا
- التعليم في مصر.. -الترقيع- في -ثوب مهترئ-
- ..وماذا لو كان عبدالناصر أخوانيا؟
- حين تكون الثقافة “حيطة مايلة”.. يصبح الفن بالمزاد.. والإبداع ...
- لماذا يتحول -علاء الأسواني- للإحباط في -جمهورية كأنّ-؟
- هدم مقابر القاهرة.. خيانة الشعب والتاريخ
- رواية -وداد الحلبية- صراع الدين والوطن
- معنى العمل الفني
- “وعاظ السلاطين”.. الأزمة الدائمة في الأمة الإسلامية
- -بيت خالتي-.. رواية تفضح آلة التعذيب السورية


المزيد.....




- الهند تواجه واحدة من أعلى الرسوم الجمركية الأمريكية بالعالم. ...
- جيل غزة بين الدمار والحرمان من التعليم.. ماذا تقول الأرقام ا ...
- روسيا تعلن رفضها لنشر قوات أوروبية في أوكرانيا وتستبعد عقد ل ...
- الدنمارك تواجه -مخططًا سريًا- لترامب في غرينلاند.. كيف تصدت ...
- زيارة قادة ألمانيا وفرنسا وبولندا لمولدوفا دعما لها ضد روسيا ...
- قرار ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الهند إلى 50 في المئة ...
- مناصرو حزب الله يحتجون على زيارة توم براك للجنوب
- ضغط شعبي يقوده ترامب يدفع سلسلة مطاعم أميركية للتراجع عن تغي ...
- باحثو جامعة حمد بن خليفة يرسمون آفاقًا جديدة في علم الوراثة ...
- الاحتلال يوسع هجماته على مدينة غزة ويدعو إلى إخلائها


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحيم كمال - لماذا تعيش أغنيات ثورة 1952 المصرية حتى الآن؟