| 
                    
                 | 
                
                    
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                            
                                
                                    هل يجب أن تتبرأ من فرعون وجنده
                                
                            
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                         
                                        
                                            محمد حسين يونس
                                        
                                            
                                                
                                        
                                        
                 
                
                 
                
                
                 
                     
                
                 
              
                                        
                                        
                                      
                                         
                                        
                                            الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 10:00
                                        
                                         
                                        المحور:
                                            العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
                                        
                                         
                                            
                                        
                                         
                                     
                                      
                                        
                                        
                                        
                                        
                                            
    
    
 
                                       
                                         
                                         
                                 
                                
                                   
                                        
                                            
                                              يا أهل مصر  يجب أن تتبرأ من فرعون و جنده و زيارة المتحف يجب أن تكون للإتعاظ بمصيره ( الداعية مصطفي العدوى ) عندما يخرج علينا  الكهنة المسلمين .. يفتون بعدم زيارة المتحف ..او الحديث بالخير عن قدماء المصريين .. أوأن وصف ما حدث قبل الإسلام بالحضارة هو شكل من أشكال الكفر ..و أن علي المؤمن تجاهل الأثار المصرية والبابلية و ما يماثلهما ..و إلا سيلفظه و يدينه أصحاب  الملة . ..  فهم بذلك يتبعون خطي   كهنة بني إسرائيل  الذين كرهوا الحضارتين.. و نشروا أحقادهم. عليهما . علي أساس أنها صحيح الدين و خلاصة الحكمة .. و تاريخ  مؤكد .رغم أن علماء الأنثروبولوجى - اليهود – المحدثين  يشككون فى هذه التاريخية ويصنفون(سفر الخروج)  فى إطار القص الأسطورى مثل الإلياذة والأوديسة أو جلجامش أو إيزيس وأزوريس ,  فإذا ما سألت أى مصرى ( مسيحي أو مسلم ) مع من انت !!! ( فرعون أم موسى ) سيكون رده دون تردد ( نبى الله موسى )  ..أما أنا فمع هؤلاء المفترى عليهم الذين  يطلقون عليهم (فراعين). مصر . أسبابي أن من يتأمل الرواية الإسرائيلية في صورها المسيحية و الإسلامية لن يجد أن فرعون كليم الله ... وفرعون خليل الله .. وفرعون النبى يوسف .. قد فعل أى منهم ما يستحق عليه عقابا أبديا..بالعكس لقد كانوا بشهادة مؤلفي الوقائع .. كرماء أفاضل . يكتب الأستاذ عصام الدين حفنى ناصف ((إن الكثيرين من العملماء النابهين يرون أن قصة موسى والضربات التى أهوى بها إلى مصر وجيشها لاتعدو أن تكون إحدى القصص التى تخرقها كتاب الأسفار اليهودية المقدسة ومضوا فيها ينكلون بخصومهم فى الخيال بعد أن عز عليهم التنكيل بهم بالنعال )) . ولكن لماذا ينكل اليهود بالمصريين ثم (البابليين) فلنقرأ فى سفر التكوين الإصحاح 43 (( قال قدموا طعاما فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الآكلين عنده وحدهم لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاما مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين )). . يا ألله على عقد النقص التى كان يشعر بها كتاب التوراة !!! .. الإصحاح 46 (( أن تقولوا عبيدك أهل مواشى منذ صبانا إلى الآن ونحن وآباءنا جميعا ..لكى تسكنوا فى أرض جاسان , لأن كل راعى غنم رجس للمصريين ))  بمعنى آخر أن المصريين كانوا كما ورد فى التوراة يعتبرون العبرانيين رعاة الغنم رجس يجب تجنبه ويتأففون من تناول الطعام معهم .. أفلا يحق والأمر هكذا لكتاب التوراة أن ينكلوا بهم فى الخيال كما قال الأستاذ عصام . حادثة الغرق كما ذكرت فى مراجعهم (( أغرق الله فرعون وجنوده فى اليم حين إتبع بنى إسرائيل وغرق معه من أشراف مصر و أكابرهم ووجوههم لأكثر من ألفى ألف )) (مليونين) من رجال مصر غرقوا فى شق البحر وللأسف لم يتصور من منحنا هذا الرقم المساحة التى يمكن أن يشغلها مليونين من الجنود بمعداتهم وعجلاتهم الحربية وخيولهم وكيف سيستوعبهم شق فى البحر ....  نفس المبالغة نجدها فى مواجهة موسى لسحرة فرعون حيث لدينا الحدوتة الآتية (( إثنى عشرة ساحرا رؤساء تحت يد كل منهم عشرون عريفا تحت يد كل عريف ألف من السحرة فكان جميع السحرة مائتى ألف ألف وأربعين ألف وإثنين وخمسين إنسان بالرؤساء والعرفاء فلما عاينوا ما عاينوا أيقنوا ان ذلك من السماء وأن السحر لا يقوم إلا بأمر الله فخر الرؤساء الاثنى عشر عند ذلك سجدا فأتبعهم العرفاء وأتبع العرفاء من بقى وقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )). القارئ لما أورده عبد الرحمن إبن الحكم سوف يتخيل أن سكان مصر كانوا جميعا سحرة بحيث يستطيع فرعون حشد ربع مليون ساحر لمواجهة موسى فيسحقهم سحقا . ولنبدأ القصة من أولها .. كتب إبن الحكم (( الفراعنة الذين ملكوا مصر خمسة وهم طوطيس إبن ماليا فرعون إبراهيم .. والريان إبن الوليد فرعون يوسف .. والوليد بن مصعب فرعون موسى .. و درام بن الريان وآخر ما يحضرنى إسمه الآن )).. الوليد بن مصعب كما نقل إبن الحكم عن وهب إبن منبه (( كان أصل فرعون من مدينة بلخ وقيل من أرض حوران من نواحى الشام وكان عطارا متجمد عليه دين .. فخرج هاربا من أصحاب الدين حتى دخل مدينة منف وكانت يومئذ دار المملكة وكان فرعون ( لاحظ حقد كاتب الوصف التالى ) بشع المنظر .. أعور فى عينه اليسرى وكان طول لحيته سبعة أشبار بحيث كان يتعثر فيها .. وكان قصير القامة يعرج برجليه عرجا فاحشا وكان بجبهته شامة سوداء كبيرة ( بمعنى آخر فيه كل العبر ) فلما دخل منف وقف على خباز يقال له هامان وكان هامان كثير القراءة فى الملاحم فلما وقف عليه فرعون رأى به علامات تدل على ما عنده من الملاحم بان من يكون به هذه .. لابد ان يملك مصر ( أى فكر مريض يمكنه أن يشوه أكثر من هذا ) فقال له هامان من أى أرض أقبلت ؟ فقال فرعون من بلخ .. قال هامان هل لك من صحبتى ؟؟ فقال فرعون إن شئت كنت كذلك .. فأضافه هامان تلك الليلة . ثم أن فرعون إشترى حمل بطيخ وجاء به إلى باب المدينة فلما أراد أن يدخل من باب المدينة نهبوه منه جماعة من البوابين فلم يبق معه غير بطيخة واحدة فباعها بقدر ما اشترى الحمل . ثم قال للناس أما فى هذه المدينة من ينظر فى مصالح الرعية ؟؟ فقيل له أن ملك هذه المدينة مشغول بلذاته وفوض أمر مملكته لوزيره. . فهو لا ينظر لمصالح الناس .. فقال فرعون فى نفسه هذا وقت إنتهاز الفرصة ( كيف عرف الكاتب ما قاله فرعون لنفسه !! لا أدرى ولا تسألنى ) ثم خرج إلى المقابر وصار لا يمكن الناس أن يدفنوا موتاهم إلا بخمسة دنانير على كل رأس ( يعنى نصاب وبيهرب من الدائنين وقبيح وبلطجى كمان ) .. فقدر أن بنت الملك ماتت فلما أرادوا دفنها فقال هاتوا خمسة دنانير العادة .. فقالوا له ويحك هذه بنت الملك ..فقال ما آخذ عليها إلا عشرة دنانير ( يعنى بلط كمان ) فما مكنهم من دفنها حتى أخذ عليها عشرة دنانير .. فلما بلغ الملك خبره قال من يكون هذا الرجل ؟ فقالوا له .. الذى عملته عامل للأموات , فأنكر الملك ذلك وأرسل خلف فرعون .. فلما حضر بين يديه قال له من عملك عامل للأموات !! فأخبره بما جرى له مع حمل البطيخ .. ثم قال له أنا عملت عامل الأموات حتى يصل إليك خبرى وتستيقظ لنفسك وتنظر فى مصالح رعيتك وقد حفظت لك فى هذه المدة مالا لايحصى .. ( ياواد يا شجاع .. ). فلما سمع الملك كلامه أفصل وزيره الذى يغشه وإستقر به وزيرا.. فلما تولى .. سار فى الناس سيرة حسنة .. وعدل فى الناس ( إيه اللى قلبه كده فجأة !! ) وكان يقضى بالحق ولو كان على نفسه ( يعنى ما بقاش يهرب من الديانة ! ) فأحبته الرعية .. فلما مات الملك فاختاروه الرعية ( ديموقراطية يعنى .. ) عليهم فولوه الملك فى مدينة منف فأظهر العدل ونظر فى أحوال المملكة فأقام جسورها وبنى قناطرها وقطع جزائرها وحفر خلجانها وكان بها سبعة خلجان جارية شتاء وصيفا .. وكان يرسل مائة ألف وعشرين ألف رجل ومعهم الطوارى والمساحى بسبب قلع الغضاب والحلفا وكل نبات يضر بالأرض فيسيرون قبلى وبحرى ولهم رواتب معلومة بسبب ذلك ......... فلما دبر أراضى مصر مثل هذا التدبير إستقامت أحوال الديار المصرية وسار خراجها يومئذ مائة ألف الف دينار .. بالدينار الفرعونى وكان يومئذ ثلاثة مثاقيل بالمثقال الآن ( فى زمن وهب إبن منبه ) فيكون ذلك ثلاثمائة ألف ألف دينار وسبعين ألف ألف دينار ( ثلاثمائة وسبعون مليون دينارا) فإذا تكامل جبى الخراج فيأخذ فرعون فى ذلك الربع لنفسه والربع الثانى لجنده والربع الثالث لمصالح القرى والربع الرابع يدفن فى الأرض بسبب السنين المجدبة وهى كنوز فرعون التى تتحدث الناس بها إلى الآن ( زمن وهب إبن منبه ) ولم يزل فرعون على ما ذكرناه قائما على ملكه لمدينة منف حتى إنقرض من أيامه ثلاثة قرون من العالم وهو باق فى حاله ... عاش فرعون أربعمائة سنة ( حسب رواية إبن منبه ) وهو مخول فى النعمة لا يرى ما يكره فى نفسه ولا حم فى جسده ولا دخل عليه سوء .. فعند ذلك كلل لحيته بالؤ لؤ والجوهر وطغى وتجبر وإدعى الربوبية من دون الله تعالى فأرسل الله إليه موسى عليه السلام يدعوه للإيمان فلم يؤمن .. فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يخرج ببنى إسرائيل إلى بحر القرم ......... لما طغى فرعون أتاه جبريل عليه السلام فى صفة رجل مستفتى .. فقال لفرعون ما تقول فى رجل إشترى عبدا ورباه صغيرا .. فلما كبر عصى على مولاه ؟ وقال لست بعبد لك وإدعى مقام سيده فما يكون جزاء ذلك العبد !!.. فقال فرعون .. جزاءه التغريق فى البحر .. فقال جبريل إعطينى خطك بذلك . فرعون خرج فى إثر موسى وهو فى عساكر لا تحصى فلما إنغلق البحر بموسى وعدى بنى إسرائيل وتبعه فرعون ومن معه من عساكر فانطبق عليهم البحر فغرق فرعون وعساكره فى بركة " الغرندل " وأتاه جبريل بخطه فعرفه وقضى على نفسه فأراد أن يقول آمنت برب موسى وهارون فأخذ جبريل خطه وحشاه فى فمه حتى غرق )) . كمصرى مع من أنت .. مع فرعون ( قبيح الوجه ) ( حسن إدارة أمور الحكم ) ( يقضى بالحق ولو كان على نفسه ) أم موسى الذى تسبب فى إغراق ما لا يحصى من جنود مصر ؟؟  فرعون الذى عاشت مصر فى عهده فى رخاء دام أربعمائة سنة أم موسى الذى أنزل عليهم اللعنات الواحدة إثر أخرى .!! فى إطار القصة السابقة ودون أى تأثيرات دينية أوتاريخيه أنا مع الحكيم الذى كان له بعد نظر فلم ينفق فى سفه الخراج بل كان يقتصد ربعه.. فى الغالب كانت أجمل وأزهى عصور مصر ليتها تعود لو أنها حدثت.  الفرعون الثاني الذي نكل به كتاب الاسرائيليات في أسفارهم ومن نقل عنهم من كتاب ألأخبار والسير العرب فى أمهات الكتب الإسلامية .. هو الفرعون الذي سماه ابن عبد الحكم (طوطيس بن ماليا) الفرعون الذي عاصر خليل الله إبراهيم وزوجته سارة. مستر (ماير) كما أورد الدكتور القمنى أكد على انه لم يعثرحتى تاريخ كتابته على أي دليل أثارى سواء كان كتابه أم نقشا أو حتى نقش يقبل التفسير آو حتى في نصوص تقبل التأويل يمكن أن يشير إلى النبي (إبراهيم) وقصته سواء في أثار وادي النيل أو أثار وادي الرافدين على كثرة ما أكتشف فيها من تفاصيل ووثائق. فإذا ما كان التاريخ لا يبوح بالقصة وكان كل ما لدينا هو كتابات الإسرائيليين وكتاب الأخبار والسير (كمرجع مشكوك فيه خاصة أ ن السيد طوطيس بن ماليا هذا لم يرد أسمه في اى قائمة من قوائم حكام مصر الفراعنة) ... لذلك ليس أمامنا للحكم بين الفرعون والنبي إلا الاعتماد على النصوص الإسرائيلية/العربية كمرجع وحيد . ابن عبد الحكم قدم طوطيس بن ماليا على أساس أنه كان مغرما بحب النساء والحسان وكان يأخذ نساء الناس وبناتهم غصبا وكان له في الطرقات حراس بسبب ذلك (مليشيات توريد الحسان) هؤلاء الحراس دلوه على إبراهيم وسارة بمجرد دخولهما إلى ارض مصر. فأمر بإحضارها ((كان حسن سارة من حسن حواء فأمر بها فأدخلت عليه وسأل إبراهيم (عنها) قال له: ما هذه المرأة؟ .. رد إبراهيم :- أختي .. فهم الملك بها فأيبس الله يديه ورجليه فقال لإبراهيم هذا عملك فأدع الله لي فو الله لا أسوؤك فيها)).. في نص أخر ((سأله عن سارة فأدعى انها أخته فطلب الزواج منها ولكن إبراهيم قال أنها متزوجة فسجنها الفرعون .. عندما حاول لمسها شلت يده وعندما حاول ثانيا غاصت به الأرض .. فطلب منها وقف سحرها ولكنها قالت أنه فعل إبراهيم خليل الله ... فرد له سارة ووهب له جاريه جميله تسمى هاجر وكان لها أربعة عشر سنه فجاءه منها ولده إسماعيل وقيل ان المالك طوطيس اسلم على يد إبراهيم)). في نص أخر ((فأطلق الله يديه ورجليه بعد ان دعا له إبراهيم ربه ... وأعطاهما غنما وبقرا وقال ما ينبغي لهذه (اى سارة) ان تخدم نفسها فوهب لها هاجر))...  بمعنى ان الملك وهب هاجر سواء لإبراهيم أو سارة. الأستاذ بيومي قنديل في كتابه ((حاضر الثقافة في مصر)) يشير إلى هذه القصة ويقول ((في خضم ذلك الصراع الذي اختلط فيه التاريخ بالأسطورة والحقيقة بالخيال والرغبات المكبوتة بالأحلام السعيدة ظهرت شخصية إبرام))..ويتساءل ((يطرح هذا النص التوراتي عشرات الأسئلة على أي إنسان يملك عقلا مستقلا))..  ((ولكن السؤال الرئيسي في ظننا هو لماذا عاقب الرب .. فرعون الذي اتخذ إمرأه جميله هي أخت ضيف حل عليه في أرضه زوجه له برضاها ورضاه .. بعبارة أخرى لماذا انتقم هذا الرب من فرعون بل ومن أهله معه لجريرة لم تقترفها يداه أو أيديهم)) اجابه هذا السؤال قدمها سيجموند فرويد (يهودي) في كتابه (موسى والتوحيد) صفحة (109) ((بينما انتظر المصريون الودعاء حتى رفع القدر الشخص المقدس لفرعونهم أخذ الساميون الغلاظ الهمج قدرهم في ايديهم وتخلصوا من طاغيتهم)) أى ان المصريين كانوا ودعاء (زراع متحضرون) في حين كان الساميون غلاظ همج (بدو رعاه) والعلاقة بين المتحضر (الزارع) والبدوي ( الراعي) عبارة عن صراع دائم في العالم القديم ((ولقد اخذ هذا الصراع أحيانا شكل الغزو وأحيانا شكل التسلل وأحيانا أخرى شكل الهجرة ولكنه ارتدى في معظم الأحيان شكل المطاردة .. بمعنى أنه كان دفاعا من جانب الزراع الذين قنعوا بما تحت أيديهم وهجوما من جانب الرعاة الذين طمعوا فيما يعوزهم بل وحلموا به أحلاما خلابة انعكست على أساطيرهم ومعتقداتهم .. دفاع دائم ضد هجوم شبه دائم جعل المصريين يبدون ودعاء والساميون غلاظا همجا))". وهكذا عندما تقابل الفرعون االزارع مع النبي الراعي .. لم يقل الحقيقة عن علاقته بسارة .. وسلط عليه سحره وقدرات ربه .. وخسف به الأرض .. وشل ساعديه وساقيه .. في حين ان الآخر منحه جاريه وكم هائل من الغنم والبقر التي كانت مصدرا لثروته ومنحته وأسرته الاستقرار والحياة الرخية. الفرعون طوطيس هذا الذي اخترعه اليهود والعرب .. رغم انه صنيعتهم إلا أنهم لم يستطيعوا أن يخفوا كونه متحضرا .. كريما .. عادلا ينصف المظلوم حتى ولو كان على نفسه .. يفي بكلمته ووعده .. ويدير دوله لها نظم وقوانين .. ورغم انه (زير نساء) وهو ليس بعيب عند قبائل البدو التي تعتبر المرأة غنيمة مستحقة ... ومع ذلك هذا (الزير) طلب الزواج من سارة ولم يغتنمها .. اى تحضر هذا في مواجهة الوحشية والضعف المرتبط بالخسف والنسف. بعيدا عن المقدسات ألدينيه ترى مع من ستتعاطف .. مع الرجل الذي اخفي الحقيقية عن علاقته بزوجته .. ثم سحر مضيفه وخسف به الأرض أم مع الرجل المتسامح مع من أذاه .. بل ويكرمه بالهدايا والأمان ويرجع إليه زوجته عندما يعرف الحقيقة . من ما سبق أرجو أن أكون قد أوضحت مدى جهل اليهود ومن أخذ عنهم من العرب بالتاريخ المصرى القديم لدرجة غير مفهومة ..  فكتـَاب السيَر لم ينجح أى منهم فى تسمية أى من فراعنة مصر(الحقيقيين ) على طول ثلاثة آلاف عام ولم يرد ذكر أى من الآلهة المصرية القديمة ( رع- آمون – آ تون - أوزوريس ) وإعتبروا أن إله المسلمين ( الله ) هو من كان من يُعبد عند القدماء وأن بعض الفراعنة قد إدَعوا مشاركته او حتى إنكاره وبذلك حق عليهم العقاب . كتـَاب السَير العرب جعلوا لقصصهم عن أنبياء بنى إسرائيل والفراعنة نهايات دائما سعيدة حيث ينتصر النبى ويؤمن الفرعون على يده سواء جهرا ( كما حدث مع فرعون إبراهيم وفرعون يعقوب ) أو سرا ( كما حدث مع فرعون موسى لولا إحباط جبريل له بحشر كتابته فى فمه قبل نطق الشهادة ) ..  هذا النعصب  يطرح سؤالا عن أسباب إختفاء وزوال كل ما يتصل بالفراعنة ( كأنه لم يحدث ) فى ذلك الزمن . فى الجزء الثالث عشر من كتابه (مصر القديمة ) كتب سليم حسن "( فبعد أن سيطرت مصر منذ نهاية القرن السادس عشر قبل الميلاد حتى بداية القرن الحادى عشر قبل الميلاد بوجه عام على كل العالم المتمدن ونشرت علومها وحضارتها فى معظم الأقطار التى تدين لسلطانها أو تتصل بها جاءت عوامل الوهن والضعف والدعة ( بسبب تسلط كهنة آمون ) وأخذت تدب فى أوصال الشعب المصرى عندما جنح أبناؤه إلى حياة الترف ومن ثم أخذت تظهر بوادر الاضطرابات والفتن الساسية والدينية فى أرجاء الامبراطورية مما أدى إلى إنحلالها وتفكك اوصالها فلم يسع الفراعنة ( الكهنة ) أمام تلك الحالة المنذرة بكل خطر إلا إستعمال الجنود المرتزقة لقمع الفتن وحماية البيت المالك نفسه)) برستيد يشرح تأثير كسوف شمس بابل ومصر (( ومن الحقائق المدهشة أن يكون ذلك الإرث العظيم ( لبابل ومصر ) قد وصل إلى المدنية الغربية من شعب خامل الذكر سياسيا منزو فى الركن الجنوبى الشرقى من حوض البحر البيض المتوسط .. فإن هذا الشعب لم يقم له نظام قومى خاص به إلا منذ العشر أو العشرين سنة السابقة لعام 1000 ق.م. ولم يبق أمة موحدة إلا نحو قرن واحد على الأكثر .... بذلك تكون حياة العبرانيين القدامى التى بدأت لأقل من ثلاثين سنة قبل عام 1000 ق.م قد وقعت تقريبا فى النصف الأول من الألف سنة الأخيرة قبل ميلاد السيد المسيح وفى تلك الفترة كان تقدم الثقافة فى مصر وفى بابل قد نضب معينه وصار يعد خبرا من أخبار التاريخ القديم )) . وهكذا يمكن أن نقول بثقة مناسبة أن العبرانيين فى زمن أقرب لظهور الإسلام كان لهم نفوذ ثقافى على المنطقة وظفوه فى النكاية بمصر والمصريين مستولين على تراثها الثقافى والفنى مدَعين أنه تراثهم وتاريخهم ..  المؤسف هو صلة المصرى المعاصر لذلك الزمن كانت قد إنقطعت إلى الدرجة التى جعلت منهم أعداء لأجدادهم وتاريخهم وثقافتهم مرددين فيما يشبه الانفصام النفسى دعاوى الاسرائيليات ضد أصولهم ..  إذا كان هذا مقبولا فى ذلك الزمن فإن الغريب أنه بعد كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة ومعرفة سخافة التاريخ كما رواه العرب عن الإسرائليين لازال الأحفاد معادين لجدودهم وحضارتهم . الفرعون الثالث الذى نحن بصدده هو الذى سماه إبن عبد الحكم الريان إبن الوليد إبن أرسلاوس وهو كما وصفه العبرانيون والعرب فى نصوصهم "(( كان حسن السيرة عادل فى الرعية وهو الذى بنى قصر الشمع القديم )) وهو قد إستوزر يوسف (( فبنى مدينة الفيوم مدبرا إياها بالوحى من جبريل عليه السلام حتى خرج عنها الماء ))...... (( إستمر الريان على ملكه لمصر حتى مات فى ايام يوسف وقيل أنه أسلم على يد يعقوب عليه السلام لما دخل مصر )) . (( دارم إبن الريان تولى بعد وفاة والده وكان جبارا عنيدا فأظهر عبادة الأصنام ))..(( ومن أعماله أنه عمل تنورا يشوى فيه من غير نار وعمل قدرا يطبخ فيه من غير نار وعمل سكينا منصوبا فى وسط منف ومن شأنها تأتى البهائم إليها فتذبح نفسها بها من غير يد .. وعمل ماء يستحيل نارا ونارا يستحيل ماء )) أى خطل كتبه هؤلاء المؤرخون . ((توفى يوسف عليه السلام فى أيامه ودفن فى الفيوم وهو فى صندوق رخام مرمر فى وسط البحر نحو ثلاثماية سنة حتى نقله موسى عليه السلام إلى بيت المقدس )) ( ولا تسألوننى كيف حدث هذا فى حين أن موسى لم يدخل بيت المقدس وظل فى التيه حتى مات حسب نصوصهم الأخرى ). هذا عن الفرعون أما يوسف فقصته معروفة وحلم الملك بالبقرات السبع أيضا معروف ولكن ماذا كتب شَراح التاريخ العرب عن تدابير النبى يوسف فى مواجهة القحط ..(( إشتد الجوع على أهل مصر فاشتروا الطعام بالذهب حتى لم يجدوا ذهبا فاشتروا الطعام بالفضة حتى لم يجدوا فضة .. فاشتروا بأغنامهم حتى لم يجدوا غنما فلم يزل يبيعهم الطعام حتى لم يبق لهم فضة ولا ذهب ولا شاة ولا بقرة فى تلك السنتين فأتوا فى الثالثة فقالوا له لم يبق لنا إلا أنفسنا وأهلونا وأرضنا فاشترى يوسف أرضهم كلها لفرعون ثم أعطاهم يوسف طعاما يزرعونه على أن لفرعون الخمس )) ..  أى أن الوزير يوسف إستغل قدرته على تأويل الرؤية وتوقعه لسنوات القحط التى تعقب سنوات الخير فخزن الغلال ثم إستخدمها فى إفقار المصريين و تحويلهم إلى أقنان لصالح رب عمله على عكس ما فعله المصريون له ولأهله فقد كانت مصر مكان ترحيب بهم بحيث ((دخل أهل يوسف مصر وهم ثلاث وتسعون إنسانا وخرجوا وهم ستمائة ألف )). أنت كمصرى بعيدا عن مقدسات الأديان ترى من الذى ستتعاطف معه هذا الفرعون حسن السيرة العادل فى الرعية أو إبنه مخترع الأشياء الغريبة التى تعتبر فى حدود المعجزات التى إعترف بها العدو قبل الصديق .. أم النبى الذى عاش فى مصر بعد أن قدم لها فى قافلة العبيد وإستغل قدرته على التنبؤ بالغيب فى إفقار المصريين وتحويلهم إلى أقنان . لك أن تعتقد ما تشاء أما أنا شخصيا فمع كل من قدمهم اليهود والعرب من فراعين  ..فرعون كليم الله .. وفرعون خليل الله .. وفرعون يعقوب ( إسرائيل ) وفرعون يوسف فهم جميعا كما كتبوا عنهم كانوا متحضرين
                                                  
                                            
                                            
                                          
                                   
                                     
              
                                        
                         #محمد_حسين_يونس (هاشتاغ) 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          
                         
                
                                           
                                            
                                             
                                              
                                            
                                            ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
                                        
                                            
                                             
                                             
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع. 
  
  
                                                               
           
			
         
                                          
                                        
                                        
                                        
                                        
                                         
                                         
    
    
    
                                              
                                    
                                    
    
    
   
                                
    
    
                                    
   
   
                                         
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
     
      
                                 
                              
                              
    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                     
                               
                                  
                                  
 
                                
                          
                     
                    
                    
                    
                    
                        
                            
                                رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع 
                                للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
                             | 
                         
                        
                            
                            
                            | 
                             | 
                         
                     
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                     
                    | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
                         
                    | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق
                         
                    | 
                        حفظ - ورد
                         
                     
                    | 
                        حفظ
                          |
                    
                        بحث
                         
                    | 
                          إضافة إلى المفضلة
                    | 
                         
                        للاتصال بالكاتب-ة
                     
                    
                             عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
                    
                    
                     
                    
                      	
                    
                    
               
                
                 | 
                
                    
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    المصريون يمثلون بأنهم أحفاد للفراعنة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    من أحلام الحكماء ( نفرتي و أشعياء )
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إلي مستر ترامب و الأمين حاتم
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    عندما أصبحنا نورعنيهم طلعوا عنينا
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    من أسر الإنكشارية لمكائد الصهيونية
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ثوارسكنوا قصور الباشاوات.
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    حرب التحريك لا التحرير 1973
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    هذا أو الإندثار
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    الإنتماء الديني يحجم الإنتماء للوطن
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إتفطموا متبقوش عيال رزلة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    هل أقفل صفحة الفيس بوك
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    كمتيون أنتم أم مصريون
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    حوادث القطارات لم يوقفها سيادة الفريق كامل
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ليس توقا لأمس بل حزنا علي اليوم
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    نعكشة فكرية حول اسباب السقوط
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    لسنا عربا ..إعادة إكتشاف الأمة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ما بعد وزارة الصاغ كمال
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ثم إختفت كميت من التاريخ
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    اول خطوات التغيير .. دستور معاصر
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    هل تمكنت المافيا العالمية منا
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
 
  
                        
                        
             
  
                
                
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    -الزراعة- توقع اتفاقيات منح تمويلية من الاتحاد الأوروبي في ر
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    الجامعة الإسلامية بغزة ترمم بقايا مبانيها للعودة إلى التعليم
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    ترامب يهدد بشن عملية عسكرية في نيجيريا -دفاعا عن المسيحيين-
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    السودان أمام -لحظة الحقيقة-.. ضغوط واشنطن مقابل نفوذ الإخوان
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    كيف مولت -لافارغ- الفرنسية تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا؟ 
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    السودان.. -الإخوان- يهددون مشروع الهدنة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    المعلّم الفلسطيني بين ضغوط المعيشة ورسالة التنوير .
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    المسجد العمري بغزة.. منارة تاريخية حولها الاحتلال الإسرائيلي
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    -المسجد العمري- بغزة.. منارة تاريخية حولها الاحتلال أطلالا
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
  
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
                     / أحمد صبحى منصور
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    نشوء الظاهرة الإسلاموية
                     / فارس إيغو
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
                     / تاج السر عثمان
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
                        ...
                    
                     / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
                     / حسين العراقي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
                     / أحمد التاوتي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    السلطة والاستغلال السياسى للدين
                     / سعيد العليمى
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
                     / د. لبيب سلطان
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    شهداء الحرف والكلمة في الإسلام  
                     / المستنير الحازمي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
                     / حميد زناز
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
                    
                     
        
        
        
      
       
        
    
                 
                                
                                
                      
                 |