أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - هذا أو الإندثار















المزيد.....

هذا أو الإندثار


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظاهرة الوجود و العدم .. الميلاد و الموت .. البداية و النهاية ..حيرت البشرمن بداية الوعي .. حتي إبتكار الذكاء الإصطناعي ..
لكل شيء في هذه الحياة شروق وغروب مثل الشمس و القمر و النجوم ..و الفصول ..و البشر و الحيوانات و النبات و الحشرات.. الفارق هو مدى إتساع الدورة .. وهل تستغرق يوم .. سنة .. قرن .. عدة قرون
و هكذا تعلم الناس أن كل ما يوجد .. من كائنات حية أو ظواهر طبيعية أو أفكار أو علاقات لا تخلد .. فلابد أن لها من نهاية . إنها طبيعة الحياة كما عرفوها الحركة ..و التطور و التغير .. و الإحتفاء.
بعض النظريات .. العلمية تتحدث عن أن المادة أو الطاقة ((لا تفنى ولا تستحدث من العدم )) بل هي في حالة تبدل وصيرورة دائمين وتحول من شكل لاخر .. و أننا نشهد .. هذا التغير .. في كل مظاهر الكون .
و لكن أخرون يرون أنه كفر .. فالرب في كل الأديان .. منذ زمن أوزيريس حتي عصر التوحيد .. قد خلق كل الأشياء من العدم علي غير مثال .. بكلمة (( كن فيكون )) .
الفارق بين الطاقة المستمرة التي تأخذ أشكالا مختلفةفي تطور يربط الوجود بصيرورة مستمرة لمليارات السنين ..
و بين الوجود و العدم بإرادة ربانية .. هو الفارق بين الفلسفة و الميتافيزيقيا
الأولي تحاول أن تفحص قوانين التغير ..و الأخرى ترى أن البداية و النهاية.. مكتوبة في لوح محفوظ يعبر عن إرادة علوية لا فكاك منها ..و لا سبيل لتغييرها ..
هذا الإختلاف ظهر ت بداياته فيما يسمي محنة خلق القران ((فكر انتشر في عهد الخليفة العباسي المأمون من قبل فرقة المعتزلة والتي تدّعي أن القرآن مخلوق وكلام الله مخلوق ... اقتنع بهذا الرأي الخليفة وطالب بنشره وعزل كلِّ قاضٍ لا يؤمن بهِ..
وهو ما لقي معارضة واستهجاناً من الأئمة مثل الإمام أحمد بن حنبل الذى قال من زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأول...و إشتدت المحنة حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاءها)) .
وجهة النظر الأولي ترى المجتمعات تتطور .. عبر التاريخ و كل نمط يتسبب في تواجد الأخر و يحتويه ..
و الثانية لا تجد رابطا بين عصور ما قبل التاريخ ..و إنطلاق البشر في مركبات تجوب الفضاء . لذلك يتعاملون مع الاحداث علي أساس .. أنها قدر و تغييرات علوية ..فوق قدرة البشر لانها تتصل بإرادة الرب .. و لا يرون خيط التطور و الصراع البيئي .. الذى يفرز .. الأنظمة المختلفة .
العلميون .. يبحثون .. عن أسباب الحياة و نظم الثقافة ..وإسلوب تعامل الأفراد في مجتمع شبه الجزيرة العربية .. قبل ظهور الإسلام ..و أنه (اى الإسلام ) نتاج طبيعي لمجتمع البداوة ..
أما المتدينون .. فيرون أنه هبة من الرب .. و يمثل لحظة تغير و فاصل يجعل ما قبله جهالة و كفر ..و ما بعده نور و إيمان ..
و هناك فارق بين الحالتين .. فالشخص الذى هداه الرب لدينه ..أصبح من الصحابة يمحو سيرته السابقة مهما كان عبدا أو حرا و حياته و تاريخ إسرته حتي لو كان غير معروف أبيه وامة من أصحاب الرايات الحمر .. و ملابسة و نظافته ..و عاداته ..و يرسي نمط جديد .. عالي الطهارة .. حسن الخلق مرضي عنه في الدنيا و الأخرة .
لذلك عندما نقول أن غزوات البدو للدول المجاورة و إستعمارها .. هو إمتداد لحياة الجاهلية البدوية التي تعيش علي الرعي و التجارة و الحروب ..و القنص .. بنتفض المؤمن .. و يقول بل فتح و هدايا ..و إنقاذ للموالي من ظلمات الكفر و الجهالة .
عندما تولي الخليفة عمر بن الخطاب الحكم ( 634م ) كانت المنطقة التي نعيش فيها مقسمة بين الإمبراطورية الفارسية ..و الإمبراطورية البيزنطية .
جيوش الخليفة قامت بغزو البلدان المجاورة .. و طردت الإمبراطوريتن ليقيم بدو الجنوب إمبراطورية عمر بن الخطاب .
بعد ربع قرن حوالي عام ( 662م) سلمت الإمبراطورية الوليدة مقاليد الحكم لبني أمية ( أخر من أمن بالدين الجديد ) بعد حروب طاحنة بين الصحابة من سكان شبه الجزيرة المسلمين
فجعلوا من دمشق عاصمة ملكهم ..و حكموا المنطقة لثمانية و ثمانين سنة حتي عام ( 750 م ) عندما إنتصرت عليهم قوات بني عباس المعززة بموالي من الفرس ..و كونوا الدولة العباسية .
الدولة العباسية .. بدات بقوة .. تؤمن سلام المستعمرات ..و تتوسع في حدودها ..و تضع نظم للإمبراطورية مأخوذ معظمها معن البرامكة .. و توثق الدين الإسلامي بكتب دونها مسلمو الأطراف .. تحكي عن السيرة ..و الأحاديث النبوية ..و تفسر القران بمذاهب أربعة ( شافعي ، ملكي ، حنفي ، و حنبلي ) .. و تعيد كتابة النص المقدس بعد وضع النقاط علي الحروف .. و تنشر اللغة العربية بين الأقوام المستعمرة .
ثم توالت الصراعات بين أبناء الخليفة هارون الرشيد .. و عوامل الضعف .. حتي تعرصت بغداد لغزو بدو الشمال .. فعانت من التتار و المماليك ثم المعول الذين أنهو الخلافة العباسة عام 1258 م بعد حكم إستمر لخمسميت سنة .
بعد سقوط الخلافة بحوالي أربعين سنة (1299 ) كون عثمان بن أرطغرل الدولة العثمانية. من قبائل بدو التركمان الذين شتتهم التتار و المغول ..
بعد التكوين بحوالي مائة وخمسين سنة( 1451 ).. أصبح بقدرة العثمانيون أن يحققوا بقيادة محمد الفاتح إنتصارات .. جعلت منهم قوة جديدة يعمل حسابها في المنطقة ..
.. حول عام (1600 ) .. إستطاع سليم الأول قائد جحافل بدو الجنوب أن يحقق السيطرة علي المنطقة بغزو .. الشام و مصر و الحجاز و اليمن و يتحكم قيها عسكريا و دينيا بنقل الخلافة من الدولة العباسية إلي الدولة العثمانية .
الدولة العثمانية واجهت نفس مصير الإمبراطوريات السابقة التي إعتمدت علي القوة .. للتحكم في الشعوب المقهورة .. فسقطت عام 1924 بعد الحرب العالمية الأولي و تولي أتاتورك للحكم ..و تحويلها لدولة أوروبية علمانية .
بكلمات أخرى تحكم بدو الجنوب و الشمال .. في المنطقة التي كانت في يوم ما ( سومر و أشور و بابل ) و تسمي اليوم العراق ..و(فارس ) إيران وبلاد (الاموري ،الكنعاني ، الفينيقي و الاوغاريتي ) التي تمثل الشام و فلسطين .. و (كميت ) مصر ..و أنهو علي إسلوب الحياة القائمة للزراع .. ليحلوا محلها فكر بدوى .. يمجد القوة و العنف ..و الغزو ..و يعتمد في دخله علي ما يحصلة من الشعوب التي تعلمت .. كبف تنتج .
بدو الجنوب أو الشمال لم يمتلكوا ما يقدمونه للدول المستعمرة إلا ثعليمات الدين من و جهة نظرهم ..و لكنهم إعتمدوا في إسلوب الحياة علي تراث المنطقة .. البناء و الحكم ..و الملابس ..و الثقافة و العلوم ..و الفلسفة والفنون و الطعام و كل مايخص حياة الناس ..و وضعوا علية لافتة(إسلامية ).
التاريخ ليس مراحل منفصلة .. بل هو سلسلة متصلةالحلقات ..مرتبطة ببعضها .. تمام الإرتباط .. تحمل في كل مرحلة نقيضها .. في حالة صراع.. ناتج عن تراكمات كمية بسيطة تتحول لنغير نوعي ..
فيصبح بدو الجزيرةالعربية المتفرقين المتصارعين .. موحدين تحت راية الدين الجديد .. بنتشر بين سكان الإمبراطوريتين اللتان وصلا للضعف الذى يسمح بكسرهما .. فتتفاعل .. الفلسفات .. وتنتج البيزنطية الدولة الأموية .. و الفارسية الدولة العباسية ..
لتحمل النسخة الجديدة عوامل ضعفهما .من ترف و تفسخ أخلاقي .. و ديكتاتورية ممرضة و إنفصام بين الجالس علي العرشو من يقدم له الغذاء و الأموال . ..... وتسقط الدولتين .. تحت سنابك خيل بدو الشمال الأكثر حماسا و جوعا .. تتار .. فمماليك فمغول فعثمانيين ..وتأسر المنطقة في أطر التحلف و الجمود ..و تبتعد بناسها تدريحيا عن التطورات التي تحدث في أوروبا
لتصبح فريسة سهلة للغزو الفرنسي ثم البريطاني ..و تتخذ شكل الدول الحديثة ..و لكن في القلب .. فكر البدو الذى يحد من عوامل التطور ..
و يزداد الإنعزال ..و الفارق بين العالمين عالم الدول العربية المسلمة ..و عالم بلاد الواق الواق العلميةالهوى .. لينبدل في النهاية المستعمر .. و تحل أمريكا محل أوروبا و العثمانيون و العباسيون و الأمويون ..و بدو الجزيرة .
و مع ذلك لا يتعلم الناس أن كل ما يوجد .. من كائنات حية أو ظواهر طبيعية أو أفكار أو علاقات لا تخلد ..
فلابد لها من نتطور لشكل أفضل . و إن طبيعة الحياة كما عرفها البشر هي الحركة ..ر و التغير...و ستتغيروا حضراتكم كما حدث للفرس (إيران ) و للعثمانيين( تركيا ) .. أو تندثروا .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتماء الديني يحجم الإنتماء للوطن
- إتفطموا متبقوش عيال رزلة
- هل أقفل صفحة الفيس بوك
- كمتيون أنتم أم مصريون
- حوادث القطارات لم يوقفها سيادة الفريق كامل
- ليس توقا لأمس بل حزنا علي اليوم
- نعكشة فكرية حول اسباب السقوط
- لسنا عربا ..إعادة إكتشاف الأمة
- ما بعد وزارة الصاغ كمال
- ثم إختفت كميت من التاريخ
- اول خطوات التغيير .. دستور معاصر
- هل تمكنت المافيا العالمية منا
- لا نملك عقولا قادرة علي الإبتكار
- مسطرة محاسبتنا ليست واحدة
- الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
- مؤتمر الخوف من ترامب
- سيناريو بداية إحتلال فلسطين
- بدو يحملون الجنسية المصرية أم مصريون من أصول بدوية
- الناس أكلت طاطورة
- عقد إجتماعي معاصر أم وصايا الدين


المزيد.....




- الاحتلال يحوّل منزلين في سلفيت وكفر الديك إلى ثكنات عسكرية و ...
- ترامب يقدم مقترحا للسلام في غزة لقادة دول عربية وإسلامية
- ماكرون يدعو الدول العربية والإسلامية للاعتراف بكيان الاحتلال ...
- بزشكيان: محاولات منع تبلور علاقات مثمرة بين الدول الإسلامية ...
- عراقجي: نتنياهو شوّه صورة اليهود في العالم
- البيت الأبيض يعلن عن لقاء يجمع بين ترامب وقادة دول عربية وإس ...
- إسرائيل تغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين بحجة أعياد ي ...
- إعلام عبري: ترمب سيعرض الثلاثاء على قادة دول عربية وإسلامية ...
- الرئيس الايراني يلتقي قائد الثورة الاسلامية قبل توجهه إلى ني ...
- الهباش بالمنتدى الإسلامي العالمي: دولة فلسطين سوف تتحرر رغم ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - هذا أو الإندثار