أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - في اللغة المصرية














المزيد.....

في اللغة المصرية


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 06:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللغه إللي إحنا المصرين بنتكلمها مش هي اللغه العربية ، صحيح حروفها عربية ، لكن تركيبتها تختلف عن تركيبة اللغة العربية ، وملهاش أي صلة بقواعد اللغة العربية ، إحنا منعرفش اللغه العربية ، وتقريبا مفيش مصري عدا بتوع اللغه والكتاب والأدباء يعرف يركب أو ينطق جملة واحدة صحيحه تماما باللغه العربية ، وبعدين إحنا في المدارس بندرس اللغة العربية زي ما بندرس أي لغة أجنبية تانيه لأنها بالفعل لغة أجنبية .
لغتنا إللي بنتكلم بها وإللي بنتعامل بها مع بعض ، وإللي بنشتغل بها وبنمارس بها كل أنشطتنا متخلقة هنا ، يعني نبتت هنا ، تقدر تقول إن المصريين اخترعوها من خلطة هائلة مكونة من لغة مصر القديمة ولغات الموجات الغازية إللي غزت مصر بما فيها غزو العرب لمصر وموجات الهجره أو اللجوء لمصر ، يعني اللغة العربية هي عنصر واحد من العناصر واللغات الأخري المكونة للغتنا المصرية ، أما الإلحاح والإصرار من البعض علي اعتبار اللغة المصرية لهجة من لهجات اللغة العربية ، الإلحاح والإصرار ده وراه دوافع سياسية مغلفة بالدين ، فالربط المتعمد بين اللغة والدين ناتج عن اختلاط الدين بالسياسة ، ذلك الاختلاط إللي أدي إلي ربط كل الأنشطة الإنسانية بالدين وأدي في النهاية إلي وصاية رجل الدين ووساطته وإلي تقديسه في النهاية .
اللغة المصرية غير اللغة العربية ، اللغة المصرية نبتت في هذه الأرض ، وتطورت عبر الزمن ، واتسعت ، وتفاعلت واستوعبت داخلها كل ما مر عليها من لغات أخري ، بينما وفدت اللغة العربية مع الغزو العربي وجري فرضها لكن استخدامها ظل وما زال مقصورا علي المستوي الرسمي فضلا علي الكتابات الأدبية والمطبوعات التعليمية والكتابات الدينية .
علي أية حال اللغة العربية لغة جميلة وعظيمة ، لكن ما يميز اللغة المصرية عنها أمرين :
1- محتوي اللغة المصرية يختلف اختلافا جذريا عن محتوي اللغة العربية ، فالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمصريين تاريخيا تختلف اختلافا كليا عن مثيلاتها عند العرب ، فمصر منذ فجر التاريخ كانت دولة بالمعني السياسي للدولة ، نظام تراتبي ، وقوانين ، وجيش ، وشرطة ، وشعب موحد ومنتظم في أنشطة متعددة ، زراعة ، صناعة ، طب ، هندسة ، عمران ، فلك ، فنون مختلفة ، بينما اقتصرت الحياة القبلية العربية علي الرعي والتجارة ، ودا أدي بالضرورة إلي اختلاف المحتوي بين اللغتين المصرية والعربية ، فالمفردات اللغوية للطب والهندسة والفلك والزراعة والعمران والفنون المختلفة تختلف بالطبع عن المفردات اللغوية لحياة الرعي والقنص والتجارة والإغارة علي القوافل .
2- الأمر الثاني الذي يميز اللغة المصرية عن اللغة العربية هو غناها وقبولها للتطور ، فحسب آراء الباحثين تحتوي اللغة المصرية علي ما يقرب من 4 مليون مفردة كي يمكنها الإحاطة بمجمل أنشطة المصريين المشار إليها ، بينما لا تحتوي اللغة العربية علي مثل هذا العدد من المفردات نظرا إلي محدودية نشاط الإنسان العربي في الجزيرة العربية.
اللغة العربية بالفعل لغة جميلة وعظيمة ، بالإضافة إلي أنها لغة القرآن فهي لعبت الدور الحاسم في تطور الفكر الإسلامي وفي النهضة العلمية والنقدية والفلسفية والفقهية في عصر النهضة الإسلامية ، لكنها لم تضف شيئا يمكن ذكره في حياة المصريين بعد دخول العرب إلي مصر ، أي لم تحقق أي نقلة نوعية للواقع المصري من حالته قبل دخول العرب إلي حالة مختلفة بعد دخول العرب ، واقتصر نشاطها علي جمع الجزية والخراج وإخضاع الأقاليم ، في حين كانت اللغة المصرية القديمة تتفاعل وتتعامل مع الطبيعة وتمنح المصري القديم القدرة علي إدراك أسرار الطبيعة والإبداع ، ودا إللي أنتج معجزة التحنيط والمنشآت الجبارة كالأهرامات والتنوع الزراعي ونظم الري والعلوم الفلكية والطب والهندسة ، وفي مجال الفنون كنحت المسلات والتماثيل المذهلة علي سبيل المثال لابد من الإشارة إلي أن المبدع المصري كان يدرك بواسطة طبيعة الصخرة إللي هايصنع منها تمثالا ، ويدرك الاتجاه الذي يدخل إليها بأدواته منها علشان متتحطمش ، ويعرف الأداة المفروض استخدامها فضلا عن أنها اخترعها بنفسه ، كل ذلك كان يحتاج إلي لغة وإلي مفردات لغوية ملائمة ، ودا هو ما افتقدته اللغة العربية لطبيعة تكوينها ومحدودية محتواها وولادتها في نوعية حياة مختلفة عن نوعية الحياة المصرية.
الخلاصة هي إن إللي بيتقال عليها لهجة أو عامية هي لغة مكتملة التكوين.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح نيلسون مانديلا
- حقائق وأوهام
- العاشقان
- الخرابه
- جوهره
- عشوائيات دينية
- الهوس بالفصحي
- مشاريع الوهم
- الفصحي مش لغتنا
- قاسم وراشيل
- قراءه بالمقلوب
- حارة الشيخ شعبان
- أنشودة للحياة
- الشيخ معروف
- هرتلة شخصية
- نظرة إلي التراث
- المستنقع
- الخطاب الديني
- ثرثرات
- المصرية


المزيد.....




- السودان.. كيف أجهض الإخوان محاولات التحول الديمقراطي؟
- السعودية.. صالح الفوزان يشعل ضجة بحكم زيارة الآثار الفرعونية ...
- ترامب يصف يهود نيويورك ممن يصوتون لممداني بـ-الأغبياء-.. وال ...
- لماذا يخشى الإسلاميون الفراعنة؟
- هل سيضرب ترامب نيجيريا لـ-حماية- المسيحيين؟
- كيف واصل الإخوان توجيه بوصلة علاقات السودان الخارجية؟
- اعتداء رجل أمن على معتمرين في المسجد الحرام
- كيف تبدو أوضاع المسيحيين في نيجيريا ولماذا يهدد ترامب بالتدخ ...
- لعبة الكونغرس الأميركي الخطِرة على المسجد الأقصى
- -الزراعة- توقع اتفاقيات منح تمويلية من الاتحاد الأوروبي في ر ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبو قمر - في اللغة المصرية