جوهره

محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 04:49
المحور: الادب والفن
    

زمان أوي كانت قبيلة تُسمي قبيلة البلانيله تعيش علي جزيرة وسط المحيط ، كانوا بيقلبوا عيشهم بالصيد والزراعه وتبادل المنافع فيما بينهم ، جميعهم نساء ورجال وأطفال القبيلة كانوا بيشتغلوا ما عدا الكاهن إللي كانت كل شغلته إنه يجمعهم في نهاية كل يوم علشان يصلوا أمام شجرة جوز الهند إللي كانوا بيعبدوها ، وبعد كل صلاه كان الكاهن بيخطب فيهم مره عن قوة الشجره ، ومره عن رضاها عنهم ، ومره عن إن الشجره هي إللي بتحط السمك في شباكهم ، وهي إللي بتنضج مزروعاتهم وإنهم لو منفذوش تعليمات الشجره هاتغرق الجزيره في المحيط ويصيروا جميعهم طعاما للحيتان.
قبيلة البلانيله كانوا مطيعين وبينفذوا كل تعليمات الشجره إللي كان الكاهن بينقلها لهم ، بيلبسوا زي ما الشجره عايزه ، بيناموا زي ما الشجره عايزه ، بيتجوزوا زي ما الشجره عايزه ، وعند عودتهم كل يوم من العمل كل فرد في القبيله كان بيحط تحت جذع الشجره سمكه مشويه ، بدنجانه مقليه ، صينية بطاطس ، فرخه محمره ، شوية محشي ، سلطانيه شوربه....
كانت أجمل فتيات القبيلة واسمها جوهره هي الوحيدة إللي بترفض وضع أي شيء عند جذع الشجره ، ولا تصلي معهم ، ولا تنفذ تعليمات الشجره ، وتلبس ما يعجبها هي ، وتتهم الكاهن بأنه هو الذي يأكل كل ليله السمك المشوي والبدنجان المقلي والمحشي والفراخ المحمره ويشرب سلطانية الشوربه بكاملها.
في الليلة الأخيرة ، بعد أن أدت القبيلة الصلاه أبلغهم الكاهن أن الشجرة غاضبة وقد تجعل المحيط يبتلع الجزيرة بمن عليها بسبب إلحاد جوهره ، في ذلك المساء قيد أهل الجزيرة جوهرة الجميلة وجروها زحفا ، وعند جذع الشجرة المقدسة ذبحوها ، وصاروا كل ليلة يضعون تحت جذع الشجرة سمكه مشوية ، بدنجانه مقلية ، صينية بطاطس ، فرخه محمره ، وسلطانية شوربه كبيره.

#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل