أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الملف غير التقليدي لمبعوث ترامب الجديد إلى العراق














المزيد.....

الملف غير التقليدي لمبعوث ترامب الجديد إلى العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 الملف غير التقليدي لمبعوث ترامب الجديد إلى العراق

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 19 أكتوبر/تشرين الأول عن تعيين رجل الأعمال العراقي الاصل مارك سافايا ممثلاً خاصاً له في العراق. غير أن اللافت في هذا التعيين ليس فقط عودة واشنطن لتكليف مبعوث خاص للعراق، بل الملف الشخصي غير التقليدي الذي يحمله سافايا ، إذ ذاع صيته في الولايات المتحدة بتأسيسه مشروعاً قانونياً ناجحاً لزراعة الماريجوانا في ولاية ميشيغان .
المبعوث الجديد “ليس دبلوماسياً مثل الآخرين”، بل رجل أعمال ، يمتلك شبكة علاقات واسعة في الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن اختيار سافايا يعكس تحولاً في منهج واشنطن تجاه العراق، من الدبلوماسية التقليدية إلى إدارة الصفقات والمصالح الاقتصادية المباشرة.

فقد سبق أن كلفت إدارة ترامب مبعوثين خاصين إلى مناطق ساخنة مثل لبنان وسوريا وإسرائيل وغزة، في سياق ما تعتبره الولايات المتحدة “ملفات الأزمات”. ويبدو أن إرسال مبعوث خاص للعراق يندرج ضمن هذا السياق، في ظل تصاعد التوترات ، وضعف مؤسسات الدولة العراقية أمام نفوذ الفصائل المسلحة.

كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن “فهم مارك العميق للعلاقات العراقية-الأمريكية، وعلاقاته في المنطقة، سيساعد على تعزيز مصالح الشعب الأمريكي”.

   أن هذا التعيين يأتي في وقت حساس يسبق الانتخابات العراقية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني ، وسط احتدام الجدل حول مستقبل العلاقات مع كلٍّ من الولايات المتحدة وإيران.

ان تعيين سافايا يحمل رسائل اقتصادية واضحة، فاختيار شخصية من عالم الأعمال وليس من الدبلوماسية يوحي بأن واشنطن تسعى إلى ترتيب أولوياتها في العراق عبر صفقات اقتصادية واستثمارية قد تحدّ من النفوذ الإيراني ، إضافة إلى إعادة رسم العلاقة بين الدولة العراقية والفصائل المسلحة التي تمثل العقبة الأبرز أمام أي استقرار سياسي واقتصادي حقيقي.

لكن تساؤلات كثيرة تُطرح:
لماذا لم يُعيَّن خبير اقتصادي أو شخصية تنموية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي؟
ولماذا اختير رجل أعمال ارتبط اسمه بزراعة الحشيش؟
هل لأن بعض الساسة العراقيين اليوم لا يختلفون كثيراً عن تجار المصالح، كما يرى منتقدو المشهد السياسي؟
والمفارقة المثيرة للسخرية ، أن بلداً عمره أكثر من سبعة آلاف عام يُرسَل إليه مزارعُ قنبٍ ليجعله عظيماً . وتعد هذه الخطوة تجاوزا لافتا للنخب العراقية التي تزخر بالكفاءات العلمية والأدبية والفنية، مقابل استقدام شخصيةٍ مثيرةٍ للجدل من عالم تجارة الماريجوانا .

تُظهر التجربة أن إرسال مبعوثين خاصين من قبل واشنطن لا يعني نيةً لإحداث تغيير جذري، بقدر ما يعكس رغبة في إدارة الأزمات لا حلها. وهذا ما يبدو جلياً في الحالة العراقية، حيث تتشابك مصالح واشنطن وطهران على أرضٍ مثقلةٍ بالأزمات.

من جهة أخرى، عبّر وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو في اتصالٍ مع رئيس الوزراء العراقي عن قلق واشنطن من الدور المزعزع للميليشيات المدعومة من إيران، مشيراً إلى أنها “تهدد حياة وأعمال الأمريكيين والعراقيين وتنهب موارد الدولة لصالح طهران”.
وفي المقابل، تسعى طهران إلى ضبط فصائلها الموالية للحفاظ على النظام السياسي القائم الذي يضمن لها مصالحها الاقتصادية ونفوذاً استراتيجياً في المنطقة.

في خضم هذا المشهد المعقد، يبقى العراق الميدان المفتوح لتجاذبات القوى، بين طموح واشنطن في ضبط إيقاع السياسة العراقية على وفق مصالحها ، ومساعي طهران في تكريس نفوذها، وبينهما شعبٌ أنهكته كتل سياسية فاسدة ، يبحث عن نخب وطنية تحقق له عظمة اصيلة لامستوردة من الخارج .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام بالقوة وهم خطير
- غزة
- قراءة في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
- تداعيات العقوبات الدولية تجاه إيران وأثرها على العراق
- الطبقة الوسطى بيضة القبان في العراق
- شرق أوسط جديد صراع القوى وفراغ الرؤية العربية
- إسرائيل على منحدر العزلة
- الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام


المزيد.....




- بعد -رأس الحكمة-.. مصر على موعد مع صفقة استثمارية خليجية جدي ...
- عُثر عليها داخل الخط الأصفر شرق غزة... إسرائيل تتسلم رفات ره ...
- من كان ديك تشيني... -العقل المدبر- لحرب العراق؟
- زامير مستعد لإخراج 200 مسلح من رفح مقابل جثة الجندي هدار غول ...
- تونس رحلت 10 آلاف مهاجر في 2025 وتتعهد بعدم التحول لمنطقة عب ...
- واشنطن: ترامب سيلتقي الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين
- لماذا يربط السوداني نزع سلاح الفصائل بخروج أميركا من العراق؟ ...
- عاجل | مصادر دبلوماسية للجزيرة: مشروع قرار أميركي بمجلس الأم ...
- الاتجاه المعاكس.. النظام الفدرالي هل ينقذ سوريا أم يدمرها؟
- إدارة ترامب تضع 3 خيارات للتدخل العسكري في فنزويلا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الملف غير التقليدي لمبعوث ترامب الجديد إلى العراق