أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل إشكاليات الصحراء الغربية على طريق الحل؟














المزيد.....

هل إشكاليات الصحراء الغربية على طريق الحل؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل إشكاليات الصحراء الغربية على طريق الحل؟ /*/
صوّت مجلس الأمن الدولي، في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بمبادرة من الولايات المتحدة الأميركية، لصالح دعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، التي تمتدّ على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر.
ويتّضح أن هذا القرار يشكّل محطة جديدة في مسار طويل من التوترات، فمنذ سنة 1975 لم يكن الربط بين تطوّر العلاقات المغربية - الجزائرية وتسوية نزاع الصحراء الغربية يحتاج إلى جهد كبير لاكتشافه؛ إذ عرقل النزاع، طوال أكثر من 50 سنة، أي تعاون فعّال بين البلدين، وجمّد عملياً مسار الاتحاد المغاربي.
إذ يدور التنافس بين البلدين المغاربين حول ثلاث نقاط أساسية: أولها، من سيخرج منتصراً في نزاع الصحراء الغربية. وثانيها، من سيحظى بود واحترام الدول الكبرى، وثالثها، من سينسج علاقات مع دول مرشحة لأن تكون فاعلة في الساحة الدولية.
واشنطن تريد استعادة زمام المبادرة في المنطقة بعد تراجع النفوذ الفرنسي وبروز قوى منافسة، أبرزها الصين وروسيا على طول شمال إفريقيا والساحل انطلاقاً من البحر الأبيض المتوسط حتى عمق القارة السمراء..
وقد حرّكت التصريحات الأميركية حول التوسط بينهما الأبواب الصلدة للقطيعة التاريخية بين البلدين، والتي عبّر عنها تصريح للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في خطاب أمام قادة الجيش عن وجود وساطة قوة عظمى.
ومن المؤكد اليوم أن واشنطن تريد استعادة زمام المبادرة في المنطقة بعد تراجع النفوذ الفرنسي وبروز قوى منافسة، أبرزها الصين وروسيا على طول شمال إفريقيا والساحل انطلاقاً من البحر الأبيض المتوسط حتى عمق القارة السمراء، مما جعلها تفضل الاستفادة من نزاع الصحراء الغربية للحصول على أقصى ما يمكن من التنازلات، ففي علاقاتها بين الطرفين تحاول الموازنة في هذه العلاقات، فهي تعتبر المغرب صديقا تقليدياً وحليفاً استراتيجياً، لكنها في الواقع لها مصالح اقتصادية مهمة مع الجزائر.
التحولات الدولية والبحث عن حلول توافقية
منذ نهاية الحرب الباردة شهد العالم تحوّلات فارقة، فسقطت رؤى، وانبثقت بديلاتها، تراجعت استراتيجيات وظهرت أخرى، تشكّلت علاقات دولية جديدة، تحكّمت في نشأتها وتبلورها مصالح جديدة بديلاً عن تلك التقليدية، فراحت الوحدات الجغرافية في العالم تشهد تقسيماً جديداً للعمل، مما حدا بجزء غير يسير في العالم إلى إعادة تشكيل ذاته وبناء مستقبله تأسيساً على المعطيات الدولية الجديدة والمفاهيم المستحدثة للتعاطي مع الجغرافيا السياسية الوليدة.
وباعتبار أنّ الجوار في العلاقات الدولية لم يكن قط اختياراً، بقدر ما هو قدر يفرض التعامل معه بمنطق المصالح المشتركة والتحديات، مع استحضار المستقبل في هذا الصدد.
وهكذا قد لا يكون الحل بعيداً، حتى لو بدت المواقف الأخيرة متباينة، باعتبار أنّ الحدود الموضوعية للحل غدت معروفة للجميع، ولا سبيل لتجاوزها، إذ إنّ نظرة مستقبلية وواقعية إلى مسار العلاقات الجزائرية - المغربية يمكن أن تجنّب البلدين معا مخاطر الحساسيات المفرطة، في حال توجهت نحو الفرص المتاحة والتحديات الحقيقية.
والمطلوب في أي حل سياسي للنزاع أن يبدأ من إرساء قواعد بناء الثقة، التي قد تسهم في تكسير رتابة لغة التجافي المستندة إلى أطروحات لم يعد لها أي مبرر، حيث لا يمكن أن يجادل أحد في المصير المشترك لشعبين تحكمهما شروط تاريخية واجتماعية متشابهة، وتواجههما اليوم تحديات متماثلة، خاصة تحديات الاصلاح السياسي والتنمية الشاملة.
إنّ الطرح المغربي، منذ عام 2007، حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، المبني على الواقعية والمرونة، كان يمكن أن يجنّب مضاعفات وخيمة، وترجع مصداقية هذا الطرح إلى أنه يتحرك من أجل تأمين مصالحه، ولا يهدف إلى إقصاء الغير، ولا إلى الاستفراد بالمزايا.
ويستمد مشروعيته من المنطق الذي أصبح يضبط العلاقات الدولية، وهو القبول بتداخل المصالح، فلا يوجد عاقل يتصور أنّ مستقبل المغرب يمكن أن يبنى على حساب الجزائر، أو العكس، وينبغي التأكيد دائما أنّ انعدام التفاهم بينهما يفوّت على البلدين فرص الحاضر، ويهدد المستقبل، ويجر المنطقة إلى أن تهدر وقتاً وجهداً.
عسى أن يترسّخ الاقتناع بأنّ حلّ المشكلات الإقليميّة والمحليّة يبدأ بإقرار تنظيمات اللامركزيّة، باعتبارها الخيار الأفضل، سواء اقتصر تطبيقها في مرحلة أولى على إقليم الصحراء، نظراً لطول أمد النزاع، أم تجاوزته في ما بعد، ليغدو نهجاً عصريّاً في إدارة الشؤون الوطنيّة..
إنّ الحل السياسي المطروح في مجلس الأمن الدولي، إذ يروم منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً موسّعاً، يكون في جانب منه قد حقق للصحراويين وضعاً خاصاً، تستطيع الجزائر أن تطمئن إليه في حال اعتبار تبنّي قضية الصحراء من منطلقات مبدئية، وبالتالي في إمكان التجربة، في حال نجاحها، أن تشكل أنموذجاً جديداً في التدبير السياسي، يضع حداً للتوتر القائم من جهة، ويفتح باب الأمل الديموقراطي واسعاً أمام شعوب المنطقة.
قد لا يكون الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب مستوفياً كل سقف الشروط التي تطرحها جبهة بوليساريو، من قبيل الجدل حول مفهوم تقرير المصير، بيد أنّ مجرد التئام حوار حول المشروع بين الصحراويين - على مختلف مشاريعهم واتجاهاتهم وميولهم الفكرية والسياسية - يعني تمكين السكان المعنيين بحق الاختيار الديموقراطي من إسماع أصواتهم وانتقاداتهم ومطالبهم.
عسى أن يترسّخ الاقتناع بأنّ حلّ المشكلات الإقليميّة والمحليّة يبدأ بإقرار تنظيمات اللامركزيّة، باعتبارها الخيار الأفضل، سواء اقتصر تطبيقها في مرحلة أولى على إقليم الصحراء، نظراً لطول أمد النزاع، أم تجاوزته في ما بعد، ليغدو نهجاً عصريّاً في إدارة الشؤون الوطنيّة، بما في ذلك سوريا الجديدة، فقد أثبتت التجارب الإنسانيّة التي نمت في هذا الاتجاه أهمية اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة في تقدّم الدول.
/*/ - نُشرت في موقع " تلفزيون سوريا " – 3 نوفمبر 2025.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل نشوء وتطور الحزب الشيوعي السوري /3 - 4/
- تحوّلات ثقافة حراك شباب المغرب
- مراحل نشوء وتطور الحزب الشيوعي السوري /2 - 4/
- أسئلة الدولة والمواطنة في سوريا الجديدة
- مراحل نشوء وتطور الحزب الشيوعي السوري /1 - 4/
- في ضرورة التشاركية السياسية لضمان الوطنية السورية الجامعة
- إدواود سعيد /1932 - 2003/: المثقف الكوني والهوية المركبة
- قراءة نقدية في خارطة طريق حل الأزمة في السويداء
- حول جدل الثقافة والعولمة /2 - 2/
- كيفية تعاطي الخبرة الإنسانية مع العلمانية
- تداعيات هجمات نيويورك على العالم العربي
- حول جدل الثقافة والعولمة /1 - 2/ /*/
- نقد تخوّفات بعض التيارات الإسلامية من حيادية الدولة
- أهمية حيادية الدولة للاجتماع السياسي السوري /*/
- في العلاقة بين المجتمعين المدني والسياسي
- سوريا ميدان تنافس تركي إسرائيلي /*/
- تطلعات السوريين إلى التشاركية السياسية
- جردة حساب لسوريا الجديدة
- تحديات التحوّل الديمقراطي وكيفيات نجاحه في سورية /4 - 4/
- تحديات التحوّل الديمقراطي وكيفيات نجاحه في سورية /*/ /3 - 4/


المزيد.....




- انتخابات عمدة نيويورك.. زهران ممداني لـCNN عن تأييد ترامب وم ...
- تحليل لـCNN.. لماذا أصبحت التهديدات النووية -أكثر خطورة-؟
- -صحة غزة- تعلن إعادة إسرائيل جثامين 45 فلسطينيا
- كيم كارداشيان تشكك في الهبوط على القمر!
- انتخابات عمدة نيويورك: سباق محموم وقضايا ملحة واهتمام شعبي
- -الفاو-: تدهور الأراضي بفعل البشر يهدد معيشة 1,7 مليار شخص ح ...
- تحرك أميركي لتشكيل قوة دولية بصلاحيات واسعة في غزة
- لبنان وليبيا.. تسليم ملف -الصدر- وبوادر حل لقضية -هانيبال-
- هوكشتاين يدعو إلى مسار لنزع سلاح حزب الله -تدريجيا-
- واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل إشكاليات الصحراء الغربية على طريق الحل؟