|  | 
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                                
                                    طرقات على جدران الصمت لعل آذانا واعية تسمع !!
                                
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                        احمد الحاج
 
     الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 08:22
 المحور:
                                            مواضيع وابحاث سياسية
 
 
 
 
 
                                   
                                        
                                            
                                              لنتفق ابتداء على أن احتكار عدسة الكاميرا وتسييس الخبر الصحفي= التعامل مع مجمل المآسي بعاطفة ناقصة،وبحقيقة أحادية مجتزأة، وبعين عوراء واحدة !!لقد كنا وكذلك كان آباؤنا وأجدادنا من قبل والى وقت قريب نسبيا نعيش الهم العربي والإسلامي المشترك من دون فصل،ولا تخصيص، ولا تجزئة فما يصيب أية دولة عربية واسلامية في مشارق الارض ومغاربها يُحزِنُ البقية ليفت في كبدهم ، ويقض مضاجعهم، ويؤرق ليلهم ، ويوجع نهارهم ، مصداقا للحديث النبوي الشريف "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ومثله ما جاء في الأثر"من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ولو أردت أن تحصي عدد المقالات والاعمدة الصحفية كذلك القصائد العمودية والشعر الحر والنبطي والشعبي التي كتبت ونظمت ونشرت في صحف ومجلات كل من مصر والعراق وسوريا إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، والايطالي لليبيا ، والاسباني للمغرب، والاثيوبي لأرتيريا ، والبريطاني لفلسطين،لما وسعتك مجلدات تلو أخرى وبأجزاء عدة، بعضهم كان يكتبها وينظمها انطلاقا من أفكاره العروبية ونزعته القومية، وبعضهم من ثوابته الشرعية ومبادئه الإسلامية ، وبعضهم انطلاقا من ثوابته الوطنية والأخلاقية ، والكل كان متفقا على ابراء الذمة من تسويق الهم المشترك اختياريا وكيفيا ومزاجيا نزولا عند رغبة ممولي وسائل الإعلام ، وصانعي أجنداتها ، مع النأي بالنفس كليا عن عرض المأساة في سوق النخاسة بـ التجزئة، فما يصيب صنعاء هو عينه ما يصيب عدن ولا فرق بينهما، كذلك الحال مع ما ألمَّ بطرابلس فهو عينه ما ألمَّ بـ برقة، وما يعصف  بالضفة الغربية هو ذاته الذي عصف بغزة ، وبالتالي فإن البكاء على عدن أو طرابلس أو غزة إذا ما أصابتها سيول مدمرة ، أو جائحات وبائية مهلكة، أو عدوان فاشي غاشم ،  والقول بأنها ابتلاء ، هي للصابرين أجر، وللمحتسبين ثواب،ومن ثم وفي اليوم التالي وإذ ما أصابت الضفة الغربية أو صنعاء أو برقة ذات السيول والجائحات الفتاكة أو العدوان الغاشم ،فإنها بنظر بعضنا انتقام إلهي من جراء ما كسبته أيديهم وزعاماتهم وقياداتهم،والعكس صحيح 100% !!
 وعلى منوالها إذا وقع زلزال مدمر في تركيا فسيتلو بعضنا ويكتب الآية الكريمة : "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، ولكن وإذا ما وقع وفي صبيحة اليوم التالي زلزال مماثل في ايران فسيتلو هذا البعض، ويكتب الآية الكريمة :"وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد"،والعكس صحيح 100%،فهذا والحق يقال مما بات لا يطاق،ولا يحتمل البتة لأنها كلها وإن وقعت على صعيد واحد وفي – زمكان – واحد فهي عبارة عن ابتلاءات للصابرين والشاكرين والمحتسبين،وعبارة عن بلاء وعقاب للجاحدين والمارقين والظالمين، ولا داعي للشطط والهوى والتجديف في تصنيف ماهية الأقدار مزاجيا وكيفيا وفيما إذا كانت بلاء هاهنا ، أو ابتلاء ها هناك وبما أصاب أجيال زد وألفا بالفصام الذهني ، وبإنفصام الشخصية من جراء هراء كبرائهم ، وهرف الأجيال التي سبقتهم في المجالس والدواوين ، أو على الكروبات والمنصات ومواقع التواصل الاجتماعي قاطبة !
 كان كثير منا وعند نزول أية كارثة أو فاجعة بساحة أي بلد عربي أو اسلامي يردد بلسان الحال أو المقال رائعة الفيلسوف والمفكر الباكستاني الكبير محمد اقبال :
 الصين لنا والعُرْبُ لنا ..والهند لنا والكل لنا
 يا ظلَّ حدائقِ أندلسٍ ..أَنَسِيتِ مغانيَ عشرتِنا
 وعلى أغصانك أوكارٌ..عُمِرَت بطلائع نشأتنا
 يا دجلة هل سجّلت على ..شطّيك مآثر عزتنا
 أمواجك تروي للدنيا ..وتعيد جواهر سيرتنا
 يا أرض النور من الحرمين ..ويا ميلاد شريعتنا
 
 قبل أيام شاركت عرضا في جلسة صريحة للمكاشفة الشفافة بصحبة ثلة من الباحثين والإعلاميين الموضوعيين المتمرسين وذلك في محاورة هادئة هدفت الى البحث في خلفيات ومقدمات أهم الوقائع والاحداث الجارية في عامة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا ، ومناقشة النتائج المتمخضة عنها أكثر من محاولة الجلسة إظهار جانب من ميزات ومهارات الحضور الخطابية وتاريخهم المهني كما جرت عليه العادة في معظم المجالس والدواوين والمنتديات الثقافية حين يبدأ قسم من الحضور وبالأخص إذا كان بعض الموما اليهم – يلبس نظارة زئبقية ، ويرتدي سترة أو قاط ورباط مال أورزدي باك والاسواق المركزية في المنصور أيام زمان حتى أنها ولكثرة الغسل والكوي على مر ثلاثة عقود صايره بختة – و قد دأب معظمهم ومن دون مقدمات ولا استئذان باستعراض ماضيهم وتاريخهم ومؤلفاتهم ومغامراتهم وأنسابهم وأحسابهم وزيجاتهم على نحو " أنا لما كنت في رومانيا فعلت كذا وكذا " ليرد عليه الآخر" وأنا لما كنت في بلغاريا قمت بكذا وكذا" وهكذا دواليك لنلف العالم بأسره خلال الجلسة ونحن متسمرون فوق كراسينا الخشبية المضعضعة وغير المريحة قبل أن تنقطع الكهرباء – وأبو المولدة ما يشغل لأن عاطلة ، أو كاز ماكو - فيعود المتفيكيون الى واقعهم الجدب المنحط البائس المزري وهم يتصببون عرقا ليخرج أحدهم منديلا مقلما من القماش سبق اقتطاعه من بيجاما = منامة بازة ، أو ورثه عن أبيه الذي اشتراه بدوره من أسواق الاورزدي باك أيام الحرب العراقية - الايرانية ، ولكن بعد أن تضيع الجلسة برمتها بالنفخ الفارغ ، وبالتباهي الصارخ ، وبالصلخ الماسخ ، وبتطيير الفيالة ، ومن دون أية فائدة معرفية ولا ثقافية ترتجى قط ،  ليدور محور الجلسة  الاخيرة تحديدا –وبعد لطم العظاميين والمتفاخرين بأنسابهم وأحسابهم وبماضيهم العامر في الواقع الخرب،على أفواهم ومنذ الوهلة الأولى وذلك بعبارة صريحة لا تقبل التأويل – إخواني رجاء وابتداء نحن هنا لسنا بمعرض استعراض البطولات ولا الشهادات ولا السيفيات، ونصفها ادعائي أو كوبي بيستي ،إن لم يكن مجرد وهم وثرثرة فارغة وكلاوات ، ودعونا نناقش الحرائق المشتعلة في عامة المنطقة  من حولنا  لنمر على تحليل المآسي والكوارث والإنهيارات " وكان السؤال الابرز "لماذا طفت أخبار السودان وسوريا وليبيا مؤخرا الى السطح بعد حجب إعلامي دام أشهرا طويلة على خلفية  عودة الكاميرات والعدسات والمايكات وغرف الأخبار إليها مجددا بعد أن كانت وبمجملها مسلطة ومصوبة تجاه فلسطين الحبيبة حصرا وتحديدا ومن دون غيرها في المحيطين العربي والاقليمي ؟!" فهل عاد النازحون الى مناطق سكناهم داخل القطاع ؟هل أعيد إعمار ما دمر ؟ هل انتصف للضحايا ؟ هل كسر الحصار المفروض على الجائعين وفتحت المعابر ؟ هل ألقي القبض على السفاحين والمجرمين الفاشيين ؟ هل تم علاج الجرحى والمصابين ؟ هل أستخرج من تحت الركام آلاف المفقودين والعالقين ؟ هل أطلق سراح مئات الأسرى والمعتقلين والموقفين والمحتجزين ؟ هل توقفت اقتحامات الاقصى والحرم الابراهيمي وزحف الاستيطان ؟ الجواب قطعا لا ، إذن لماذا عادت النشرات الأخبارية لنقل وقائع وأحداث سبق وأن أهملتها طويلا دون سبب واضح، وعن سبق اصرار وترصد برغم فظاعاتها وبشاعاتها بزعم الإنشغال بأخبار فلسطين فحسب ، وما هكذا تورد يا غرف الأخبار العربية الابل، ولعل تحويل العدسات بالتدريج من أخبار الضفة والقطاع الى وقائع الحرب الاهلية في السودان إنما يهدف الى – سنح الفرصة للمجتمعين في شرم الشيخ برئاسة ترامب لتقاسم المغانم والمكاسب وصفقات اعادة الاعمار وحكم القطاع فيما بينهم ، ولتحويل البوصلة العالمية من مجازر الكيان الى المذابح الجماعية المرتكبة في السودان، مع التمهيد لإرسال قوات أورو- امريكية  الى السودان لعزل غربه عن شرقه بزعم الفصل بين قوات حميدتي والبرهان - وكان حري بكم نقل الوقائع سوية وإن بنسب متفاوتة بحسب الأهم فالأهم، والأولى فالأولى ، ولكن أن تهمل هذه كليا لتسلط الأضواء على الاخرى تماما ، ومن ثم تعود لتهمل الاولى مطلقا ، وتصب الاهتمام على الثانية كلية  وفي ازدواجية عجيبة للمعايير وهنا تسكب العبرات ، وتنفث الزفرات ، وهذا هو محور الجلسة التي استهلت بالسؤال الحائر" هل من المنطق الانكفاء كليا على معالجة كارثة ومعضلة عربية ما برغم جسامتها وفداحتها مقابل اغفال بقية الكوارث والذهول عن نظيراتها من الفظاعات والمعضلات المحيطة بها، القريبة منها ،ذات العلاقة الوثيقة بأحداثها حتى تتفاقم أكثر فأكثر وبما يستعصي حلها وعلاجها حاضرا ومستقبلا كما يحدث حاليا في كل من ليبيا والسودان ؟! لقد كنا وحتى عام 2000م  نهتم بما يحدث في البوسنة والهرسك ، وكوسوفو ، ودول جنوب وأواسط آسيا ،وشرق إفريقيا ، وشمال القفقاس تماما كاهتمامنا بفلسطين ولا نتخير، ولا نقتطع ، ولا نجزىء فالهم الأممي واحد ، ومؤامرة الدول الصناعية والنووية العظمى ، وعلى غرارها الانظمة الرأسمالية والامبريالية والفاشية الكبرى على دول العالم الثالث لنهب خيراتها ، وسرقة ثرواتها،وتمزيق بلدانها، وتفتيت لحمة شعوبها، وتمزيق نسيج مكوناتها كذلك !
 
 ودعوني أنقل لحضراتكم بعض ما دار في الجلسة للفائدة العامة ، ولا أتبنى كل ما قيل وطرح خلالها من محاور وتساؤلات ومناقشات منطقية وعقلانية مشروعة ، ولمن أراد الإضافة والتعليق النافع، والتعقيب المفيد – وليس الجدلي البيزنطي العقيم ولا المتعالم غير المنطقي ولا الحكيم – فليفعل مشكورا :
 
 1-هل أن الدم الفلسطيني على نقائه و عصمته وطهارته هو أطهر من الدم السوري ..اللبناني ..اليمني ..الليبي ..الصومالي ..ومثلها الإيغوري في الصين ..والكشميري في الهند ..والروهينجي في ميانمار ، وعدد ما شئت من دماء عربية واسلامية طاهرة وزكية تسفك يوميا وعلى مدار الساعة على سطح الكوكب ولكن من دون تغطية اعلامية مناسبة متماهية مع مستوى الحدث ؟!،إذا لم يكن الأمر كذلك وكل الدماء العربية والاسلامية متساوية في الحرمة ، ومتناظرة في العصمة ، ومتكافئة في الطهارة فعلام يصار الى اغفال عدسات القنوات العربية والشمال افريقية والاجنبية المهمة - عمدا أو سهوا - لكل هذه الدماء الطاهرة خلال عامين كاملين والتركيز فقط لا غير على دم واحد فحسب وبما يناقض المنطق ، والقواعد الإعلامية ، وشرف المهنة ، وتعاليم الدين الحنيف ايضا؟!!
 
 2-هل أن قصف الكيان المسخ اللقيط  لبيروت أقل أهمية من قصفه وبذات الطائرات والقنابل والصواريخ الامريكية المدمرة لخان يونس ..وهل أن قصف الكيان  وتدميره لصنعاء وبنفس المقاتلات والمعدات أقل شأنا من قصفه لرفح ...وهل أن قصفه بذات الاسراب الجوية وبنفس الذخائر الامريكية لدمشق أقل خطورة من قصفه لغز..ة ؟
 
 3- هل أن إعلان الكيان اللقيط عن ضمه للجولان السورية أبديا ونهائيا ، مع توغله واحتلاله لمئات الكيلومترات داخل الاراضي السورية وتدميره لجميع القواعد الجوية والبحرية والبرية السورية ، فضلا على احتلاله لجبل الشيخ الاستراتيجي المطل على العاصمة دمشق ومنه ينبع نهر الاردن ، اضافة الى سيطرة الكيان على نهري اليرموك واقعا في سوريا ، ومثله الليطاني في لبنان ، كلها بنظر هيئات تحرير غرف أخبار القنوات العربية ومراسليها ومندوبيها أقل خطورة من تلويحه فقط بالسيطرة على غور الاردن ؟!!
 
 4- هل أن  التهجير القسري ونزوح ما يربو على 12 مليون سوري، و ما يقرب من 11 مليون في السودان ، ونصف المليون في ليبيا مات المئات منهم غرقا في عرض البحر المتوسط مع قواربهم المطاطية القديمة ،وأكثر من 3.8 ملايين نازح في الصومال ،أقل خطورة وبشاعة من نزوح وتهجير مليوني فلسطيني قسرا في القطاع ؟!
 
 5- هل أن معاناة 25 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحسب تقارير الامم المتحدة ، وعلى منوالهم 4.4مليون صومالي، هم أقل شأنا من جوع مليوني شخص داخل القطاع المحاصر بعد غلق المعابر ؟!
 
 6- هل أن موت آلاف مؤلفة من السودانيين وبمعدل 2.470 شخصاً بسبب الكوليرا، في وقت أُصيب فيه 100 ألف آخرين بالوباء على خلفية الحرب الاهلية والنزوح وانهيار شبكات المياه والصرف الصحي، وسوء إدارة النفايات، وعرقلة وصول الفرق الطبية والإمدادات الدوائية بحسب بيانات وتقارير منظمة الصحة العالمية ،والمرصد الأورومتوسطي ، والأمم المتحدة ، وهل أن ما يعانيه شقيقه اليمن من ذات الجائحة وبنفس الظروف المزرية وبواقع 81.189 ألف حالة إصابة جديدة بـ الكوليرا والإسهال المائي الحاد للفترة بين 1 كانون أول - 28 أيلول 2025، مات منهم  225 شخصا وبما جعل جائحة اليمن تشكل ثالث أعلى معدل إماتة على مستوى العالم  بعد كل من جنوب السودان وبواقع (624) وفاة ، وأفغانستان بواقع (407) وفاة معظمهم من الاطفال  وفقا لليونيسيف والصحة العالمية ، أقل فظاعة مما يجري في فلسطين ؟!
 
 7- هل أن هؤلاء الابرياء ومعظمهم من النساء والشيوخ والاطفال ممن يموتون لنقص الادوية الحاد وانعدام المياه الصالحة للشرب وطفح المجاري واندلاع الحروب الاهلية ، هم ومن وجهة نظر غرف أخبار قنوات ووكالات أنباء عربية لا أريد تسميتها حاليا  "هم أقل شأنا من اخوانهم المحاصرين والمظلومين في فلسطين الحبيبة ؟!
 
 8- هل أن ما يرتكبه الكيان المسخ اللقيط  من جرائم نكراء في كل من لبنان وسوريا واليمن "حلالس"، وأما ما يرتكبه في فلسطين فقط "حرامس" ؟!! مع أن الظلم واحد ، والمظلومية واحدة ، والجرم واحد ، هدفه وغايته واحدة ألا وهي " إرغام دول مجاورة على ركوب قطار التطبيع..الدخول في اتفاقات ابراهام ..الانخراط في - بصقة - القرن ..تقسيم دول عربية الى دويلات وكيانات هزيلة عدة ..إفقار وتجويع وترويع أخرى..اقامة دويلة كبرى للكيان المسخ اللقيط  تمتد من النيل الى الفرات ..." ، خابوا وخسئوا فليس كل ما يخططون ينجح ليتحطم على صخرة همة الغيارى ، وجبل الارادة الصلبة ، وطوفان العقول الواعية والراجحة والضمائر الحية ، وكل واحد من الاحداث مرتبط بالآخر ضمن مخططات ذات الأجندات والبروباغندات ، فلماذا التعتيم على هذه ، وتسليط الضوء على تلك!
 
 9- هل أن شروع الكيان المسخ اللقيط بمد خط " طريق داود " الاقتصادي من الجولان وصولا الى القنيطرة والسويداء فدير الزور ، صعودا الى الحسكة شمالا ، ونزولا الى البو كمال جنوبا " يعد بنظر غرف الاخبار العربية والقائمين على تحرير نشراتها، ومثله اقامة منطقة ترامب الصناعية على الحدود اللبنانية ، أقل شأنا وخطورة من "ريفيرا ترامب "على شاطىء غزة المحاصر ؟
 
 10- وهل أن تحرك الكيان المسخ اللقيط وشروعه بتقسيم بعض دول الوطن العربي المهمة وفي مقدمتها السودان وربما سوريا ايضا ، على أسس قومية وطائفية واثنية ودينية وفقا لخارطة برنارد لويس،وخطة الجنرال رالف بيتزر، تعد أقل شأنا وخطورة من وجهة نظر غرف أخبار القنوات العربية من تقسيم غ ..زة وشطرها الى قسمين شمالي وجنوبي ؟!!
 
 11- هل أن سيطرة الكيان المسخ اللقيط برعاية أمريكية على "حقل غاز كاريش " في البحر المتوسط قبالة الشواطئ والسواحل اللبنانية باحتياطي غاز طبيعي يبلغ نحو 1.3 تريليون قدم مكعب ، أقل خطورة من  وجهة نظر القائمين على غرف الأخبار العربية ورئاسات تحريرها من سيطرة ذات الكيان المسخ اللقيط على " حقل غاز غزة مارين " باحتياطي غاز طبيعي يقدر بـ 1 تريليون قدم مكعب؟!
 
 12- وهل أن قتلى الحرب الاهلية الضروس في السودان على مناطق الزراعة  الخصبة والرعي وحقول النفط ومناجم الذهب بدعم لوجستي وعسكري واستخباري دولي وإقليمي  لهذا الطرف أو ذاك وبما فيها منظمة فاغنر الروسية بهدف السيطرة على مناجم الذهب المنتشرة شرق دارفور، وبواقع 40 ألف موقع لتعدين المعدن الاصفر ، ولاسيما وأن معظم خبراء المال والاقتصاد في العالم باتوا يحثون الخطى للاستثمار في المعدنين الأنفس والاضمن ( = الذهب والفضة)  تحسبا لانهيار اقتصادي عالمي مرتقب ووشيك في سائر البنوك والمصارف الكبرى وبورصات العملات وفي صدارتها الدولار!!
 
 صراع دامٍ لأسباب اقتصادية وقبلية وعرقية وطائفية وسياسية ولاسيما في إقليم دارفور والنيل الأزرق وكردفان لم تسلط عليه الاضواء الكاشفة إعلاميا إلا لماما  – وهذه هي الحقيقة ،  وبما خلف 61 ألف قتيل على اقل التقديرات في ولاية الخرطوم وحدها خلال أشهر فقط من القتال الدائر هناك بين قوات دقلو،  وقوات البرهان،  فهل ضحايا هذا الصراع الدامي هم أقل شأنا من نظرائهم في فلسطين ؟! علما بأن السودان يحتضن (570) قبيلة تنتمي الى (57) مجموعة عرقية
 وقد شهد السودان (25) صراعاً دموياً بين عامي 2000 / 2010 ، و (30) صراعا  بين 2010 /2014 علاوة على الاحداث الدامية  التي يشهدها حاليا !!
 خلاصة الجلسة " أن طيفا واحدا – لا أريد تسميته حاليا – يسيطر على كبريات وسائل الإعلام العربية ويديرها، واحد منهم عربي ماركسي يحمل الجنسية الاسرائيلية وكان مرشحا لرئاسة الكيان المسخ اللقيط ايضا في فترة ما فهذا يسيطر على شبكة اعلامية واسعة ، يقابله عربي آخر حامل للجنسية الاسرائيلية ايضا يسيطر على وسائل إعلام مناظرة مهنيا ،إلا أنها مختلفة سياسيا وماليا وتحريريا ، يقابلهم ثالث ورابع يحملان نفس الهوية والجنسية، وكل واحد منهم يدير شبكة إعلامية عريضة لا توظف سوى من يحمل جنسيتهم ، أو يصطف مع توجهاتهم ، ويعمل بتوجيهاتهم ، والنتيجة هي أن طواقم كاملة في غرف الاخبار العربية صارت تهتم بهذه المأساة فحسب دونا عن الأخرى، بل ويرى بعضهم بأن كل الدم العربي والإسلامي في ارجاء العالم هو أرخص بكثير من دماء ابناء جلدتهم، ولأن مآسيهم وبرغم جسامتها لا تستحق أن يسلط عليها الأضواء كما ينبغي لها أن تسلط  الا عندما تاتي الأوامر بذلك ، وبما يشي ظاهره بالتعصب المناطقي ، إلا أن واقعه المستتر وراء الاكمة هو محاولة جدية لـ " تجزئة المأساة وإبراز بعضها دونا عن الآخر تباعا لتبدو جميعها وهي منفصلة عن بعضها،ولكي ينفرد الكيان بكل واحد منها على حدة أملا بتنفيذ المخطط كاملا ومن دون نقصان في نهاية المطاف ".
 ونصيحة أخوية أقدمها مجانا لكل ادارات الفضائيات ووكالات الأنباء العربية إياكم وتوظيف الطواقم من جنسية واحدة ، أو من بلد واحد ، أو من مكون واحد ، أو من منطقة جغرافية واحدة ، أو من حزب وجماعة وتيار فكري واحد، وبالأخص إذا ما كان مديرهم العام يحمل الصفات و العصبيات والعنصريات والايديولوجيات ذاتها ، مقابل اقصاء أو تكميم أو اخصاء بقية الجنسيات، وليكن التعيين على أساس الخبرة والمهنية والكفاءة ،وليس على أساس الولاء أو الانتماء أو الارتماء أو الاختباء " لأن النشرات الأخبارية ومثلها التقارير التلفزيونية والاذاعية ستطبخ في مطبخ إعلامي وسياسي واحد لا حيادية ولا موضوعية ولا شمولية فيها البتة وستظل تبرز أخبارا على حساب أخرى ومن وجهة نظر أحادية لا تتقبل الفكر ولا الرأي المخالف الآخر ..
 إنها طرقات على جدران وأبواب الصمت لعل آذانا واعية تسمع ، ولعل أقلاما حرة  شريفة بالحق تصدع، ولعل أفهاما تستوعب وتحلل وتدرك وتنصح بعد إدراكها ومن ثم استدراكها فتنفع في زمن هذا يفتق فيه فتقا،وذاك يرتق ما فتق غريمه من قبل ويرقع !! أودعناكم اغاتي
 
 #احمد_الحاج (هاشتاغ)
       
 
 ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
 
 
 
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
       
 
 
 
 
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
    
 
 
 
                        
                            | رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
 |  
                            
                            
                            |  |  | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
  | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق  | 
                        حفظ - ورد   | 
                        حفظ
  |
                    
                        بحث  |  إضافة إلى المفضلة
                    |  للاتصال بالكاتب-ة عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
 
 | - 
                    
                     
                        
                    العجب العجاب من بنود صفقة الكاوبوي ترامب ! - 
                    
                     
                        
                    كل التنانين والدببة والنمور تُعارِك وبَعيرُنا خوفا من الضِبا
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    رسالة عاجلة إلى أشباه النشطاء ونظرائهم وأدعيائهم !!
 - 
                    
                     
                        
                    احجبوا تطبيق ال تيك توك الهائم وإلا فإن القادم كالح قاتم !
 - 
                    
                     
                        
                    لم يَعُد في الوجوه المزدوجة الكالحة قِناعٌ ليُنزَع !
 - 
                    
                     
                        
                    فصل المقال في كوارث الهاتف النقال !!
 - 
                    
                     
                        
                    دبلوماسية الطعام في زمن اللئام = أمعاء خاوية وقدور فارغة !
 - 
                    
                     
                        
                    كلمة ونصف لإنصاف المظلومين ولجباه المتخاذلين قصف !!
 - 
                    
                     
                        
                    أساليب وبرامج التربية والتعليم العربية الحديثة مع التربوية ا
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    حوار حافل بالمحطات مع رحالة الصحافة والإعلام العراقي ليث مشت
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    أيها الناخب الأصيل ..عليك ب سيفي انجازات المرشح واياك والمرا
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    لا بد من اجهاض مشروع -ممر داوود -وردع الكيان قبل فوات الأوان
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    أشم رائحة فتن بغيضة تمثل خط شروع لشرق أوسط مظلم جديد ...!!
 - 
                    
                     
                        
                    كيف تقنع مظلوما بكسر قيده والكف عن إثارة النعرات الطائفية وا
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    ماذا نصنع لفلسطين وقد تكالب عليها الخسيس فيما تخاذل عن نصرته
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    الجلادون والمعذبون.. سير ذاتية بشعة وخواتيم مأساوية مفجعة !
 - 
                    
                     
                        
                    الملف ال -سوراقي-الشائك وسلسلة الارتدادات والانتكاسات الكبرى
 - 
                    
                     
                        
                    أربع مفاجآت قرآنية مذهلة في ليلة رمضانية مباركة واحدة !
 - 
                    
                     
                        
                    إضاءات على-سوراقيا- وخارطتي برنارد لويس و بيترز الانشطاريتين
                        ...
 - 
                    
                     
                        
                    - فن الصعقة-لمواجهة -فن الصفقة -..القواعد العشر الذهبية لإجه
                        ...
 
 
 المزيد.....
 
 
 
 
 - 
                    
                     
                      
                        
                    بيلي إيليش بإطلالة كلاسيكية -قديمة الطراز- في نيويورك
 - 
                    
                     
                      
                        
                    السعودية.. فيديو رد فعل أحمد الشرع على طرح -دول تُدمن على ال
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    الجمعية الوطنية في فرنسا تُدين اتفاقية 1968 مع الجزائر وسط غ
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    دراسة واعدة.. علاج بالبلازما يمنح الأمل باستعادة حاسة الشم ب
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    هل تنهي قمة ترامب وشي الحرب التجارية؟
 - 
                    
                     
                      
                        
                    ماذا تتضمن اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا وما تأثير التصويت
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    في -حدث تاريخي-... افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة السب
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    الباروكة القضائية بأفريقيا.. إرث استعماري يثير الجدل
 - 
                    
                     
                      
                        
                    كيف تتشكل الأعاصير؟ وما الذي يجعلها أشد فتكا؟
 - 
                    
                     
                      
                        
                    قتيل بغارة إسرائيلية على بلدة كونين جنوبي لبنان
 
 
 المزيد.....
 
 - 
                    
                     
                        
                    تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
                     / غنية ولهي-	  - -  سمية حملاوي
 - 
                    
                     
                        
                     شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان 
                        ...
                    
                     / غيفارا معو
 - 
                    
                     
                        
                    حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    التاريخ يكتبنا بسبابته 
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    التاريخ يكتبنا بسبابته
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    جسد الطوائف
                     / رانية مرجية
 - 
                    
                     
                        
                    الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
                     / كمال الموسوي
 - 
                    
                     
                        
                     الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
                     / علي عبد الواحد محمد
 - 
                    
                     
                        
                     شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
                     / علي الخطيب
 
 
 المزيد.....
 
 |