أشم رائحة فتن بغيضة تمثل خط شروع لشرق أوسط مظلم جديد ...!!

احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بينما تنتشر الحرائق المدمرة شمالي القدس وبما لم تبق حرثا ولا نسلا في مستدمرات الكيان الصهيوني الغاصب إلا وقد أتت عليه بمساعدة ريح عاصف عقيم ما أسفر عن فرار مئات المستوطنين الصهاينة هائمين على وجوههم وهم لايلوون على شيء الى اللامكان بعد احتراق الاف الدونمات والمركبات واصابة العشرات وبما لم يسبق له مثيل في تاريخ الكيان الجبان،وذلك بعد أيام قلائل على احراقهم مزارع فلسطينية تقع شمالي قطاع غزة المحاصر الجائع ظلما وعدوانا بذريعة تدمير الانفاق وفقا لقناة 12 الصهيونية، وذلك في مقاربة خلاصتها "لقد أحرَقوا غزة فأحرقهم رب العزة" فهاهو الكيان المسخ يحترق بنيران مستعرة كالجحيم، و بريح عاتية عقيم أرعبت كل نتن فاشي على سطح الكوكب وكل طاغية ومستبد لئيم ، كيف لا والبر لا يبلى ، والذنب لا يُنسى ، والديان لا يموت ، افعل ما شئت ، كما تدين تُدان !".
أقول وبينما الحرائق تواصل الانتشار داخل أراضي الكيان المغتصبة وإذا بأحداث غريبة تطفو الى السطح في كل من مصر وسوريا والسودان والعراق وايران بالتزامن مع تصريحات ترامب بشأن السماح بمرور السفن الامريكية الحربية والمدنية عبر قناة السويس مجانا،وبوجود تسريبات لم يتأكد من موثوقيتها بعد عن خطة لتسليم جزيرتي تيران وصنافير الواقعة على المضيق الفاصل بين خليج العقبة والبحر الأحمرالى امريكا لتقيم عليها قاعدة بحرية عسكرية دائمية،وبما جعلني أشم رائحة فتن ومخططات تزكم الانوف ، بعضها يهدف الى اشغال الرأي العام بمواضيع جانبية عن كوارث جيو- سياسية ، وبعضها يريد اشعال فتيل فتن طائفية ، وبعضها يمهد لانقسامات قومية ودينية ، بدأت بفضيحة موظف مالية - مسيحي – داخل مدرسة أهلية مسيحية ، أتهم بالاعتداء الجنسي على طفل مسلم اسمه "ياسين " بمساعدة بعض الموظفين داخل المدرسة وسكوت الادارة برغم علمها بالموضوع طيلة عام كامل، تلاه اتهام محافظ البحيرة المسيحية جاكلين عازر ، بالتدخل لتسوية ملف الواقعة وديا مع ذوي الطفل المسكين وإلا فإنها ستلفق لهم قضية ، لتثلث بتصريح يندرج في قائمة "عجيب أمور،غريب قضية " بطلها مقدم برامج مسيحي اسمه اسامة منير جرجس ،حين طلب من فتاة مسلمة عانس على الهواء مباشرة بالذهاب الى الكنيسة للزواج بدلا من المسجد لأنها ستجد في الكنيسة أناسا على مستوى راق وبما سيريحها ويسعدها، بخلاف المسجد على حد زعمه ، وبرغم ادانة موظف المدرسة المسن البالغ من العمر 79عاما والحكم عليه بـ السجن المؤبد بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل مسلم لما يبلغ من العمر خمس سنين بعد ولسنة كاملة ، إلا أن القضية قد تجاوزت حدود الشجب والاستنكار والدعوة الى مكافحة الآفات الاخلاقية والرذائل المجتمعية التي تحرض عليها الدراما أسوة بالسينما المصرية على مدار عقود طويلة ، لتدخل الأزمة حيز – صدام الحضارات وصراع الأديان – بين المسيحيين والمسلمين وكل واحد منهم يتهم الآخر ويحمله المسؤولية كاملة عن فضيحة المدرسة الأهلية المدوية، وبرغم ثبوت الحوادث الثلاث، إلا أن تزامنها مع بعضها بهذا الشكل العجيب والتوقيت المريب وتحولها الى قضية رأي عام احتدم النقاش حولها وما زال ومنذ أيام مع توقع طفو أحداث مماثلة تناظرها في النوعية وتوازيها في حجم التأثير ولا أشك في ذلك قيد أنملة ، كلها تشي بوجود مخطط ممنهج وخبيث ما يحاك من خلف الحدود والكواليس بالتزامن مع ترقب العالم لتعيين بابا جديد خلفا لسلفه ، وبما ستسهم جملة الاحداث تلك بالتعجيل لاختيار أحد البابوات وترجيح كفته وعددهم 6 كرادلة دونا عن البقية، وبما سيدفع امريكا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي للتدخل سياسيا واعلاميا وربما عسكريا بذريعة حماية الاقليات في كل من مصر وسوريا واليمن والسودان وعامة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، وإن كنت أعجب فعجبي من بلد كمصر 90 % من سكانها البالغ عددهم 118 مليون نسمة يعتنقون الاسلام ، كيف يظهر بين ظهرانيهم إعلامي من الاقلية الارثوذكسية التي لا تتعدى نسبتها 10% ليتحامل على المساجد وينتقص منها هكذا جهارا نهارا ، عيانا بيانا من دون حياء ولا وجل عبر برنامجه المذاع على احدى المنصات مقترحا على متصلة مسلمة عانس بالتوجه الى الكنيسة لتتزوج بدلا من ذهابها الى المسجد لأن شيخ المسجد الملتحي سيطلب منها ارتداء الحجاب بدلا من المساعدة في تزويجها على حد وصفه ، إلا إذا كان وراء الاكمة ما وراءها !
ويبقى السؤال الأهم"أين قانون ازدراء الأديان ولماذا لم يتم تفعيله حتى الآن ؟!" .
وأقول لكل المنفعلين والمتفاعلين ولاسيما من شريحة الكتاب والنشطاء والأدباء والمثقفين" لابد من ربط الأحداث ببعضها قبل أن تتفاعل معها وتنفعل إذ ليس المطلوب منك أن تكتب في كل ما ينشر أو يذاع ، وحاول أن تقلب الطرف وتمعن النظر فيما بين السطور وما وراء الكواليس خشية أن تكون وقلمك ولسانك جزءا من الفتنة بدلا أن تكون طرفا من الحل" !
وأكرر" بأن أحداثا ووقائع مماثلة ستبرز بكثرة الى الواجهة خلال الايام المقبلة في أرجاء العالم العربي وفي ذات الاتجاه ولعل التسريب الصوتي المسيء والمنسوب لأحد زعماء طائفة الدروز وقد اشعل فتنة كبرى في صحنايا وجرمانا السوريتين وبما تحول الى معارك عنيفة على الارض ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى علاوة على دخول النتن جدا ياهو على خطها وبما قد يمتد الى السويداء التي يحلم النتن باحتلالها أسوة بمحافظة درعا بتحريض من دروز ( = صهاينة ) الجولان المحتل ،أما في اليمن فقد أحدث تسريب صوتي مماثل ظهر قبل أيام منسوب لأحد الزعامات القبلية فتنة مماثلة هناك ، كذلك الحال في العراق مع فتنة أحدثها تسريب صوتي منسوب لأحد الزعماء السياسيين المحليين ، وجلها مشكوك بصحتها أو أنها معمولة بالذكاء - البشري - الاصطناعي ، أو أنها مجتزأة من سياقها،أو أنها قديمة وقد أعيد تدويرها ونشرها حاليا ، وهكذا دواليك ولايفوتني التذكير بتسريب المكالمة الهاتفية بين عبد الناصر والقذافي، ومثلها تسريب فيديو لم ينشر من قبل عن حادثة اغتيال السادات ، وعلى منوالها طرد مدير القناة الإيرانية الخامسة وثلاثة من العاملين فيها عقب بثها برنامجا طائفيا مستفزا أساء لرموز أهل السُنة والجماعة على الهواء مباشرة بعد أيام على تحسن العلاقات السعودية الايرانية ورفع وتيرتها في وقت تواجه فيه المفاوضات الايرانية الامريكية عقبات جمة فاتحة الابواب على مصاريعها أمام جميع الاحتمالات ، وبما ينبيء بأن البرنامج كان يروم جديا الى استفزاز سنة ايران وعددهم يربو على 10 ملايين نسمة معظمهم من الكرد والبلوش والعرب والتركمان داخليا ، فضلا على استفزاز سنة الخليج والمنطقة خارجيا ،وبما أربك الكثير من الحسابات وزلزل العديد من القناعات ،إلا أن دهاء وبراغماتية "حائك السجاد الايراني"وبخلاف بعض توابعه الاقليميين ممن أدمن بعضهم الخطاب الطائفي كسعار لا يكاد أن يخفت ولو لهنيهة أو يتوقف ، قد أدرك مليا في قرارة نفسه مدى خطورة وحساسية ما قد أذيع عبر قناة رسمية محسوبة عليه ، في هذا الظرف الحساس للغاية الذي تمر به ايران خاصة ،والمنطقة عامة وبما لايسمح بمقامرة غير مامونة العواقب من شأنها أن تكون بمثابة قشة تقصم ظهر البعير كما يقولون لتقلب الموازين رأسا على عقب وبما يسر العدى، ويغيض الصديق وليس العكس ، وبما دفع العديد من المراقبين لتوقع ظهور المزيد من التسريبات الصوتية والمحادثات السرية لتجدها وقد أصبحت مشاعة على الفضاء السيبراني على غير سبق مثال ما من شأنه إحداث بلبلة وسلسلة هزات ارتدادية وضجة كبرى سيصم دويها الآذان وتقشعر من هولها الابدان وتشيب لفظاعاته الولدان !!
وألفت عناية الجميع وأحذر من أن "حدود الدم "التي رسم خريطتها الجنرال الأمريكي رالف بيترز،عام 2006 في مخططه الرامي لتشكيل شرق أوسط جديد تبناه الكونغرس وصار النتن وترامب يتحدثان عنه كثيرا في الاونة الاخيرة ، كلها قائمة على اثارة النعرات القومية والاثنية والطائفية والدينية ابتداء " والحرب مبدؤها كلام " قبل تحولها الى نزاعات دموية "يوشك أن يكون لها ضرام
" من شأنها أن تمهد لشرق أوسط مظلم جديد ستُرسم حدوده دمويا ، وعلى الجميع الانتباه وعدم الانسياق العاطفي وراء كل ناعق لتغمس الايادي بـ عطر منشم بعد أكل طعم و" خبز الحولاء " ، لأن حجم الاشرطة والتسجيلات المسربة خلال الفترة المقبلة سيكون غزيرا وبما قد يوازي تسريبات ويكيليكس التي أشعلت فتيل ما يسمى بالربيع العربي ماضيا ، وكل تسريب منها سيفضي الى فتنة في بلد ما إذا ماغاب عن الساحة العقلاء ، وإذا ما خرست ألسن الحكماء ، وإذا ما تركت الساحة هملا لسقط المتاع و السوقة والدهماء ، بوجود برامج التزييف العميق والذكاء - البشري - الاصطناعي و بتحريض من الذباب الالكتروني والوحدة "8200"والى ذلك نسترعي الانتباه !
وغني عن البيان بأن بعض هذه التسريبات ستظهر تباعا ولاسيما قبيل السادس من ايار / مايو وهو اليوم الذي ستنطلق فيه جولات الاقتراع السري اليومية بواقع جولتين صباحا وأخرى مساء في الفاتيكان لحين اطلاق الدخان الأبيض معلنا اختيار البابا الجديد من بين أحد المرشحين الأوفر حظا إما من افريقيا ، أو امريكا اللاتينية ، أو الشرق الاوسط ، وامريكا الشمالية ، أحداث مفتعلة من شأنها اشغال الرأي العام عن غزة ، وحرف الانظار عن الابتزاز الترامبي لقناة السويس ومثلها عن أحداث اليمن وسوريا ولبنان وليبيا والسودان، كل ذلك عبر اثارة فتن بين الطوائف سيفهم بعض المثقفين أسبابها ويسمعوا جانبا من تداعياتها، ورجع صداها قريبا ولكن بعد فوات الاوان ليدركوا يقينا بأنهم كانوا جزءا من اشعال الفتيل وصب الزيت على النيران بدلا من تهدئتها أو نقدها أو تحليلها أو التحذير منها ولات حين مندم .
وأسأل بعض المنفعلين على تصريح جرجس المستفز غضبة للمساجد وحرمتها ولهم الحق في ذلك ولا شك" ترى أين كنتم وأين انتم من تدمير الكيان اللقيط لـ 814 مسجدا بالكامل داخل القطاع المحاصر ، واصابة اكثر من 148 مسجدا أخرى باضرار جزئية او كلية بعضها على رؤوس المصلين أثناء تأدية الصلاة ..بل واسأل اين انتم واقلامكم من اقتحامات الحرم الابراهيمي ، والمسجد الأقصى المبارك شبه اليومية وتدنيس حرمتهما من قبل السمو تريشين والـ بن غفيريين ومن لف لفهم ؟!" الحقيقة وعلى المستوى الشخصي فأنا أشك وأشكك ببعض الغضبات والصحوات المفاجئة بعد طول سبات ورقاد ، وبالأخص وأن بعض الممتعضين والغاضبين ممن تمعرت وجوههم على حين غرة لطالما أغمضوا أعينهم وصموا آذانهم عن الاسوأ والأحط والأنتن ، وإن كان لابد فاربط هذه بتلك، ولكن اياك اياك أن تصمت صمت القبور حيال كارثة لتزبد وترعد وتشمر عن ساعد الجد تجاه أخرى ربما تكون أقل شأنا منها بكثير ...!
ولايسعني بعد كل ما قرأتم إلا أن أختم ببعض أفيهات توفيق الدقن الشهيرة التي تتناسب والرسالة التي أريد ايصالها للجميع ومن دون استثناء "انتباه يا دانس ...و الو يا أمم !!".اودعناكم أغاتي

#احمد_الحاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل