أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحلقة السابعة والعشرون















المزيد.....

المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحلقة السابعة والعشرون


مسعد عربيد

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 02:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


قراءة في كتاب هرتسل "دولة اليهود"
• بعض معالم الدولة اليهودية المنشودة

هرتسل ومفهوم الدولة: الشعب أساس الدولة

ينظّر هرتسل إلى الدولة التي ينشدها ويرى أنها تركيبة مميّزة ترتكز إلى أساسين: الذاتي وهو الشعب، والموضوعي وهو الأرض. وفي شرح رؤيته هذه يقول: "حقًا إن الدولة اليهودية يمكن تصور أنها تركيبة جديدة ومميزة، وعلى أرض غير محددة. إلاّ أن الدولة لا تتشكل بواسطة قطعة من الأرض، ولكن بواسطة عدد من الناس متحدين تحت سلطة سياسية. الشعب هو الأساس الذاتي للدولة، والأرض هي الأساس الموضوعي لها. والأساس هو أهم الاثنين. فعلى سبيل المثال هناك سلطة ليس لها أساس موضوعي على الاطلاق، وهي على الأرجح أكثر احترامًا في العالم، وأنا هنا اشير الى السلطة البابوية".

طبيعة نظام الحكم وأفضل أنماطه

يبدو أن هرتسل كان متأثرًا بأفكار منتسكيو (1689 – 1755) – الفيلسوف الفرنسي الذي يُعدُّ من أشهر فلاسفة عصر التنوير الأوروبي - في ما يتعلق بالنزعة الديمقراطية والفضيلة. وهو الذي قال إن النزعة الديمقراطية هي الفضيلة، ودعا إلى فصل السلطات في الحكم.

يتساءل هرتسل "فأين هذه الفضيلة؟ أعنى الفضيلة السياسية. أين نصادفها؟ إنني لا اثق في فضيلتنا السياسية. أولًا لأننا لسنا أفضل من بقية البشر المعاصرين، وثانيًا لأن الحرية ستجعلنا نبرز مواهبنا في العراك قبل كل شيء....". فمن وجهة نظره، إن إقرار قضية ما عن طريق الاستفتاء إجراء غير مقنع، وإن الجماهير أيضًا "أكثر نزوعًا الى أن تنجرف بعيدًا مع الأفكار المارقة، كما يفقدها التفويض القوى توازنها". فالسياسة عنده "يجب أن تُرسم في إطار الطبقة العليا ثم تعمل نزولًا إلى الطبقات الأدنى. ولكن لن يمس الجور أبناء الدولة اليهودية، فكل إنسان سيكون راغبًا في الارتقاء فيها".

أولى هرتسل اهتمامًا خاصًا لإنشاء مؤسسات الدولة كالإسكان والتعليم والتصنيع والزراعة والدفاع والاقتصاد بفروعه. أمّا من حيث طبيعة النظام الحاكم، فيبدي هرتسل تأييده للمؤسسات الملكية لأنها تسمح بالسياسة المتواصلة، ويرى أن الملكية الديمقراطية والجمهورية الأرستقراطية هي أفضل أنماط الدولة. ففيهما يتناقض نمط الدولة ومبدأ الحكومة مما يحفظ توازن القوى. وفي هذا الصدد يشرح أن "الملكية الديمقراطية والجمهورية الأرستقراطية هما أروع أشكال الدولة، ففيهما شكل الدولة ومبدأ الحكومة متعارضان، ومن هنا يأتي التوازن الصحيح للقوة. إنني مؤيد وفي للمؤسسات الملكية، لأنها تسمح باستمرارية السياسة، وتمثل مصالح الأسر الشهيرة في التاريخ أولئك الذين ولدوا وتعلموا لكي يمارسوا الحكم، ورغباتهم محكومة بالحفاظ على الدولة".

هل سننتهي إلى حكومة ثيوقراطية؟

يتساءل هرتسل: "هل سننتهي إلى حكومة ثيوقراطية؟" ليجيب بلا مواربة: "لا بالتأكيد. إن العقيدة تجمعنا والمعرفة تمنحنا الحرية. ولذلك سنمنع أي اتجاهات ثيوقراطية تتصدر قيادتنا من جانب الكهنوت. سوف نحصر كهنتنا داخل حدود المعابد، ونحصر بالمثل جيشنا داخل حدود معسكراته". ومع الاحترام الذي سيلقاه الجيش والكهنوت في الدولة المنشودة، فإن هرتسل يحذر قائلًا: "لكنهما لا يجب أن يتدخلا في إدارة شؤون الدولة التي نخلع عليها مكانة سامية، وإلاّ فسيجلبان علينا صعوبات في الداخل والخارج".

يستشف القارئ من مقولة هرتسل هذه، أنه كان واعياً لخطورة تدخل رجال الدين والعسكريين في الحياة السياسية، وعليه تضمّن تصوره للدولة اليهودية تحديدًا لدور الكهنوت والجيش في حكومة تلك الدولة. ولكن التاريخ لا يسير كما يشتهي هرتسل. فمع أنه وآخرون من زعماء الصهيونية ادَّعوا بالعلمانية ومنع تدخل الكهنوت في شؤون الدولة؛ إلَّا أننا شهدنا - على مدى عقود من تاريخ الحركة والكيان الصهيونيين والتغيرات التي ألمت بالقيادات الصهيونية والنخب الحاكمة – تداخلًا بين السياسة والدين، وبين الدولة ورجال الدين، واستثمارًا للدين في خدمة المشروع الصهيوني. وشهدنا تنامي التيارات الدينية اليمينية المتطرفة في الحكومات الصهيونية وخصوصًا في الوقت الحاضر (2025)، وما صاحب ذلك من تهميش وإضعاف دور التيارات العلمانية في السياسية والمجتمع الصهيونيين، ما ينافي دعوة هرتسل إلى الحيلولة دون تدخل الكهنوت في إدارة شؤون حكومة الدولة اليهودية الموعودة.

الدستور

وفق رؤية هرتسل فإن إحدى مهام "الجمعية اليهودية" تكمن في تعيين "لجنة الفقهاء" (مجلس علماء الخبراء القانونيين) من أجل صياغة دستور عصري: " ... مجلس من رجال القانون في الدولة، هؤلاء عليهم أن يصوغوا أفضل دستور حديث ممكن. وأرى أن الدستور الجيد يجب أن يكون على درجة معقولة من المرونة." غير أن هذا الدستور ستضعه أمة جديدة، وكما يقول هرتسل "نود أن نكون أحدث أمم العالم. إن شعبنا الذي سيستلم الأرض الجديدة من الجمعية، سيتقبل أيضًا بشكر الدستور الجديد الذي سنمنحه لهم."

ويرى هرتسل، مستشهدًا بدروس التاريخ والتعلم منها، أنه إذا برزت معارضة ما، فلن يتوانى في قمعها، وستخمدها الجمعية. "فالجمعية لا يمكن أن تسمح – في ممارسة وظائفها – بأن يقوم بتفسيرها أفراد قصار النظر أو متحاملون".

الجيش

يرى هرتسل، الى جانب موقفه من عدم تدخل الجيش والكهنوت في إدارة الدولة، أن الدولة اليهودية ستبقي "على جيشنا المحترف ضمن حدود الثكنات". وقال تحت عنوان "الجيش" "إن الدولة اليهودية منظور إليها باعتبارها دولة محايدة، ومن أجل ذلك يلزمها فقط جيش محترف، مسلح – بطبيعة الحال – بكل متطلبات الحرب الحديثة، للحفاظ على النظام في الداخل والخارج".

وهنا لا بد من وقفةٍ، ولو اعتراضية. فأن تُعد الدولة اليهودية "دولة محايدة"، قول لا يتسنى إلاّ للعقل الاستعماري العنصري أن يقر به لتبرير المستعمرة الاستيطانية التي ستقوم عليها الدولة اليهودية المزعومة. وللقارئ أن يتخيل كيف تكون الدولة محايدة حين تقوم على احتلال أرض شعب آخر وتشرّد شعبه وتبيد سكانه الأصلانيين!

اللغة

أدرك هرتسل أنه سيصعب على اليهود "التخاطب بعضنا مع بعض باللغة العبرية"، مؤكدًا أن "مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه"، ولكنه يرى أن من الممكن التغلب على هذه المشكلة بسهولة: "فكل شخص يمكنه أن يحتفظ باللغة التي تحمل أفكاره بيسر". ويستعين بالمثال السويسري الذي يراه برهانًا قاطعًا “على إمكانية تعدد اللغات في اتحاد فيدرالي".

ومن أجل المزيد من الإيضاح، يقول هرتسل "سوف نبقى في الوطن الجديد كما نحن الآن، ولن نتوقف عن الاعتزاز في أسى بذكرياتنا في البلاد التي أُخرجنا منها. وسوف نتخلص من الرطانات البائسة المتحجرة، لغات "الجيتو" التي لا نزال نستعملها، فقد كانت هي اللغة الخفية للسجناء. إن معلمينا القوميين سوف يهتمون بهذه المسألة، واللغة التي تثبت أنها أكثر نفعًا في العلاقات الاجتماعية العامة، سوف نتبناها دون إكراه لغةً قومية. إن جنسنا غريب فريد، فليس يجمع بيننا إلَّا عقيدة آبائنا. " بعبارة أخرى، سوف يجري اختيار اللغة التي تثبت أنها أفضل وسيلة للتواصل العام لتكون لغة الدولة (اللغة القومية).

عَلم الدولة اليهودية

يؤكد هرتسل حاجة الدولة المنشودة إلى علَم، ويقترح أن يكون هذا العَلم أبيض وفيه "سبعة نجوم ذهبية. الخلفية البيضاء ترمز إلى حياتنا الجديدة النقية، أمَّا النجوم السبع فهي السبع ساعات الذهبية للعمل اليومي. لأننا سوف نسير إلى الأرض الموعودة حاملين شارة الشرف".

وجدير بالتذكير هنا أن عَلم الكيان الصهيوني يتكون من حقل أبيض يحمل خطين أزرقين أفقيين، وفي وسطه درع داوود (نجمة داوود). وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن جاكوب أسكويث وابنه تشارلز، صمَّما ما أطلقا عليه اسم "علم يهوذا"، الذي عُرض في يوم 20 تموز/ يوليو 1891، في قاعة جمعية بني صهيون التعليمية في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استوحا العلم من شال الصلاة اليهودي، وكان أبيض اللون مع خطوط زرقاء ضيقة عند الحواف، ويحمل في وسطه درع داود القديم ذي الرؤوس الستة، مع كلمة "مكابي" بأحرف زرقاء. وفي عام 1897، قدّم إسحاق هاريس من بوسطن هذا العلم إلى المؤتمر الصهيوني الأول، كما قدّم آخرون، بمن فيهم ديفيد وولفسون، تصاميم مماثلة. وقد رُفع هذا العلم في 14 أيار/ مايو 1948 عند إعلان قيام الكيان الصهيوني، وفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من ذلك العام، اعترف الكنيست بالراية الصهيونية "علمًا وطنيًا رسميًا".



#مسعد_عربيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحل ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحل ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحل ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة (ال ...
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة (ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...


المزيد.....




- السجن 5 سنوات بحق ?المحامي أحمد صواب المعارض للرئيس التونسي ...
- -المتحري- يكشف تفاصيل أول عملية إسرائيلية باليمن
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. قصف مدفعي على خان يونس واقتحام مدن ب ...
- المتحري.. جذور الصراع بين اليمن وإسرائيل
- إحابة -غامضة- من ترامب على سؤال بشأن ما يعنيه بـ-استئناف- ال ...
- البنتاغون يمنح الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ -توماهوك ...
- دليلك لفهم ما يجري في السودان، منذ انقلاب عام 1989 حتى الآن ...
- -ما وراء الخبر- يناقش التطورات في لبنان ورسائل التصعيد الإسر ...
- هل ينجح تصعيد إسرائيل في إشعال أزمة داخلية بلبنان؟
- إسرائيل تتسلم 3 جثث وتحيلها للفحص الشرعي


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، الحلقة السابعة والعشرون