أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، الحلقة الثالثة العشرون














المزيد.....

المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، الحلقة الثالثة العشرون


مسعد عربيد

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 09:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


كرونولوجيا الفكرة والمخطط
الحلقة الثالثة والعشرون، الجزء الرابع: متابعة ثيودور هرتسل

الحل الصهيوني في كتاب هرتسل "دولة اليهود

نبذة من كتاب "دولة اليهود"

كتب هرتسل كتابه، الذي هو أقرب إلى الكتيب، "دولة لليهود" Der Judensaat في صيف عام 1895 في باريس، ونشره بعنوانه الكامل "دولة اليهود: محاولة لحل عصري للمسألة اليهودية"، في الرابع عشر من شباط / فبراير 1896 في "جويش كرونيكل". ويُعرف الكتاب في الكثير من الأدبيات العربية ب "الدولة اليهودية".

ألَّف هرتسل كتابه بالألمانية، ثم ظهرت الترجمة الإنكليزية في مايو 1896. وبين عامي 1896 و1904، صدر منه خمس طبعات بالألمانية وثلاثُ طبعات بالروسية وطبعتان بكلٍّ من العبرية واليديشية والفرنسية والرومانية والبلغارية.

جاء هذا الكتاب في سياق تاريخي كانت فيه مشاكل اليهود محتدمة في أوروبا، ولاقى تأييدًا من الأحزاب والجمعيات الصهيونية؛ لأنه قدّم حلًا لتلك المشاكل، يقوم على إنشاء "دولة مستقلة للشعب اليهودي".

يُعدُّ هذا الكتاب وثيقة أساسية في الفكر الصهيوني، ومن أبرز النصوص التي تطرح رؤية هرتسل لحل المسألة اليهودية وتتلخص في المشروع الاستيطاني الصهيوني لإقامة دولة يهودية " وطن للشعب اليهودي". وبهذا يكون هرتسل قد وضع أساس الصهيونية السياسية الحاضرة. وقد أسهم في حشد الدعم لفكرة الدولة اليهودية، وجَمَع الأحزاب والجمعيات اليهودية السياسية على أرضية مشتركة، بما فيها تلك التي كانت ناشطة آنذاك في مشاريع الهجرة اليهودية الاستيطانية، ما هيَّأ أرضيةً لعقد أول مؤتمر صهيوني عالمي في بازل - سويسرا عام 1897، وهو ما أكسب هرتسل وطروحاته مزيدًا من الدعم والتأييد.

أبرز الأفكار في الكتاب

يقع الكتاب في 65 صفحة موزعة على مقدمة وستة فصول:(1) تمهيد، (2) المسألة اليهودية، (3) الشركة اليهودية، (4) المجموعات المحلية، (5) جمعية اليهود والدولة اليهودية، (6) الخاتمة. ويتضمّن خطوطًا وأفكارًا عامة وبعض الإرشادات التفصيلية. وقبل الولوج إلى عرض هذه الأفكار، نقدم موجزًا لأكثرها أهمية:

هدف الكتاب: يلخص الكتاب فكرة قديمة وهي إقامة دولة يهودية حلًا للمسألة اليهودية، تقوم على مشروع تهجير اليهود وتوطينهم في بلدٍ خاصٍ بهم يقيمون عليه هذه الدولة. ولا يُخفي هرتسل أن سبب إحياء هذه الفكرة هو تفاقم المسألة اليهودية ومعاداة اليهود، ساعيًا إلى تقديم حل سياسي لها.
المسألة اليهودية: يصف هرتسل "المسألة اليهودية" بأنها مشكلة قائمة أينما يوجد عدد ملحوظ من اليهود، وأن معاداة اليهود قضية قومية ومشكلة عالمية معقدة، وليست مشكلة اجتماعية أو دينية فقط؛ لذا ينبغي معالجتها بوصفها "قضية سياسية في إطار دولي".

الرؤية المستقبلية: يرى هرتسل أن "صيحات العالم الصاخبة المعادية لليهود"، والمشاكل المختلفة التي عانى منها اليهود، أيقظت فكرة "الدولة اليهودية"، على قِدَمِها. وأكد أن هذا المشروع ليس "يوتوبيا" أو خيالًا، بل هو خطة عملية تعتمد على "بؤس اليهود قوةً دافعة". وفي هذا الصدد يقول: "إنني على يقين تام أنني على حق وإن كنت أشك فيما إذا كنت سأبقى حيًا لأرى الأيام تبرهن على ذلك. أمَّا أولئك الذين سيكونون أو من يفتتح هذه الحركة فمن النادر أن يبقوا على قيد الحياة ليشهدوا نهايتها العظيمة، ولكن افتتاحها في حد ذاته يكفي لمنحهم الشعور بالفخر والسعادة بالتحرر الروحي"(1). ويتابع مردفًا: "إن الأمر يتوقف على اليهود أنفسهم أن يبقى هذا الكتاب السياسي خيالاً سياسيًا. فإذا كان هذا الجيل أغبى من أن يفهمه على حقيقته، فإن جيلًا قادمًا أفضل وأكثر استناره سينهض ليفهمه"(2). ثمّ يختتم هرتسل كتابه بالتأكيد أن اليهود الذين يريدون الدولة اليهودية سوف يحصلون عليها ويستحقونها.

فشل الحلول السابقة: وصف هرتسل حلَّه هذا بأنه الحل الوحيد الممكن، وليس حلًا وحسب، مؤكدًا أن الحلول السابقة فشلت: "إن لي عند قُرَّائي توقعات أكبر، فأنا أطلب من المثقفين الذين أخاطبهم أن يضعوا جانبًا كثيرًا من الآراء التي كونوها في الماضي، بل إنني أذهب إلى أبعد من ذلك لأطلب من أولئك الذين حاولوا ما في وسعهم حل المشكلة اليهودية أن ينظروا إلى محاولاتهم السابقة على أنها خطأ ولا فائدة منها"(3). وعليه، رفض هرتسل اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية ورأى فيه حلًا فاشلًا لمشاكلهم. أمّا حلَّه المُقترح فيقوم على إقامة دولة مستقلة لليهود.

الخطة العملية: يتناول الكتاب خطة تفصيلية لإقامة الدولة، تقوم على تأسيس وكالتين: "جمعية اليهود"، و"الشركة اليهودية". وتُعدُّ "الجمعية" الهيئة السياسية التي تمثل اليهود وتقوم بالتعاون مع الدول الراعية للحصول على الأرض واستيطانها، في حين تُعدُّ "الشركة" الذراع التنفيذي والاقتصادي الذي يتولى الجوانب المالية واللوجستية للهجرة والاستيطان. ويتناول الكتاب عددًا من المسائل السياسية والقانونية (طبيعة النظام الحاكم في تلك الدولة، والدستور، ودور الكهنوت، والجيش، واللغة ...)، وأخرى لوجستية وعملية (مثل شراء الأراضي وتخطيط المدن وتنظيم العمل ...).
ــالدعم الإمبريالي العالمي: يتميّز اقتراح هرتسل بإنه يستند إلى دعم القوى الاستعمارية الغربية، والاعتراف الدولي بهذه الدولة والحقوق القانونية للشعب اليهودي في "أرض إسرائيل" المنشودة. وهو ما يتطلب التوصل إلى تسوية سياسية من شأنها أن تضمن حق اليهود في الأرض التي سوف يستوطنوها، أي الحصول على الضمانات الدولة القانونية والسياسية لهذه الحقوق ومشروع الهجرة الصهيونية الاستيطانية. هذا من ناحية، ولكن هرتسل يؤكد، من الناحية الثانية، أن الدولة اليهودية الوليدة ستكون ضرورية للعالم ومن ثَمَّ، ضرورة عالمية.

الهوامش

1- ثيودور هرتسل، الدولة اليهودية، ترجمة محمد يوسف عدس، مراجعة ودراسة عادل حسن غنيم، الطبعة العربية الثانية (القاهرة: دار الزهراء، 1994)، ص 2.
2- المصدر السابق، ص 3.
3- المصدر السابق، ص 2.



#مسعد_عربيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة (ال ...
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة (ال ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح ...
- المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح ...


المزيد.....




- شركة طيران صينية تخطط لإطلاق نسخة جوية من -طريق الحرير-
- -افحصوا ابنتي! أقُتلت؟-.. صرخة أم فلسطينية وجدت طفلتها بين ق ...
- دراسة تكشف أين يفضل الشباب العربي بدء مشاريع الصناعات الإبدا ...
- النَصّ الكامل للمراسلات بين المشتبه به في قتل تشارلي كيرك ور ...
- نزلاء سجن سان بيدرو في بوليفيا يحتجون بسبب مخصصات الطعام
- جريمة هزت أمريكا.. بدء محاكمة المتهم باغتيال تشارلي كيرك
- استطلاع ملفت ـ حزب -البديل- يتفوق على تحالف ميرتس
- فرنسا تندد بـ -حملة تدميرية لم يعد لها أي منطق عسكري- في مدي ...
- تقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.. ما الذ ...
- أكثر من 15 ألف وفاة بسبب تغير المناخ في المدن الأوروبية الكب ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مسعد عربيد - المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، الحلقة الثالثة العشرون