أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - نصوص هايكو، للأديبة فاطمة الفلاحي .. بضيافة الدكتور عادل جوده.














المزيد.....

نصوص هايكو، للأديبة فاطمة الفلاحي .. بضيافة الدكتور عادل جوده.


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


زهر الكاذي~
تقرأ عينيك كتب الترانيم
ديمومة الشجن!

___
أشجار الزيتون~
طريق من ضاعوا،
سماحة راهب!

___
الأرق يقهقه~
يحدق بجدران السهد،
مضاجع الوجع!

___
في الحديقة ~
أضاءت شموع وانطفأت أخرى،
عتمة غيابك!

___
أوراق الصبار
كما الخيزران تنبت أحزانًا،
صوت الربابة!

___
تحلو الثرثرة~
على طاولة المقهى،
عناق سري!
___
نسيم الغروب
يعانق أغصانك شوقًا،
مشاعر حب!

___
الوحدة سمفونية
يعشقها الكُتاب،
يتوحدوا بالألم!
___
عاشقان
كمطر غافي بين الضلوع،
تتعانق الزنبقة!


فاطمة الفلاحي - فرنسا


فإنَّ الشعر نَفَسٌ علويٌّ يهبط على الروح، فيُحوِّل الصمت إلى نغم، والوجع إلى جمال.
وها هي نصوص الشاعرة فاطمة الفلاحي (نصوص هايكو) تقدم لنا نموذجاً مكثفاً لهذا السحر الشعري، حيث تلتقط اللحظة الوجودية بعين المصوِّر وقلب الفيلسوف.
إنها قصائد قصيرة تحمل من الدلالات ما يفوق أضعاف حجمها، كالندى الذي يحمل في قطيرته انعكاس الكون.
في النص الأول (زهر الكاذي~) يبدأ المشهد بنبات "الكاذي" البريّ، لكن العين لا تلتقط مجرد النبتة، بل تتحول إلى قارئة لكتب الترانيم.
إنها نظرة تبحث عن المقدس في تفاصيل الأرض، لكن الختام يأتي بـ "ديمومة الشجن!" وكأن الجمال نفسه لا يكتمل إلا بشجنٍ يصاحبه، كظلٍّ للضوء.
فالشجن هنا ليس عابراً، بل هو صفة ملازمة للوجود، كالنغمة الثابتة في أعماق الكون.
وتأتي (أشجار الزيتون~) لترسم مشهداً مختلفاً، حيث تتحول الأشجار إلى طريق للضائعين، ثم تختتم بـ "سماحة راهب!" في اقتران غريب بين الطبيعة والروحانيات.
فشجرة الزيتون المباركة تذكرنا بالسلام والغفران، وكأن طريق التائهين لا ينتهي إلا بلقاء السماحة الداخلية، تلك التي يشع بها قلب الراهب المتصوف.
أما (الأرق يقهقه~) فيكسر حاجز الصمت الليلي بقهقهة شيطانية. فالأرق لا يصمت هنا، بل يقهقه حد السخرية، يحدق بجدران السهد، وكأنه وحشٌ يراقب عذابات الساهرين على "مضاجع الوجع!" إنها صورة مرعبة للوحدة الليلية، حيث يصبح الألم ماثلاً للعيان، لا ينام ولا يدع أحداً ينام.
وفي نص (في الحديقة ~) تتجلى فلسفة الوجود عبر صورة الشموع التي تضيء وتنطفئ.
إنها دورة الحياة والموت المصغرة، لكن الختام يأتي بعتمة الغياب التي تطغى على كل شيء. فحضور الحبيب هو النور الحقيقي، وغيابه هو العتمة التي لا تنقشع، حتى مع كل هذه الأضواء المتلألئة.
وتواصل الشاعرة استحضار الطبيعة في (أوراق الصبار) التي تنتج الأحزان، كأنها نبات الخيزران الذي ينمو بسرعة.
لكن الحزن هنا ليس عقيماً، بل يتحول إلى "صوت الربابة!" ذلك الآلة الموسيقية التي تعبر عن الحنين والألم.
فالألم يتحول إلى فن، والجرح يغني.
وفي (تحلو الثرثرة~) تنتقل بنا إلى المقهى، حيث الأحاديث العابرة تتحول إلى "عناق سري!" إنها إشارة إلى أن أعمق المشاعر قد تختبئ تحت سطح الكلمات التافهة.
ففي هذا الفضاء العام، تُولد أسرار لا تُقال.
أما (نسيم الغروب) فهو لحظة حب صافية، يعانق النسيم الأغصان شوقاً، وكأن الطبيعة نفسها تعبر عن المشاعر التي لا نستطيع البوح بها.
إنه حب يتجاوز الكلمات، ليصبح لغة كونية.
وتأتي (الوحدة سمفونية) لتعيد تعريف الوحدة، فبدلاً من أن تكون فراغاً، تصبح سمفونية يعشقها الكُتاب.
إنها ليست عزلة سلبية، بل هي فضاء للإبداع، حيث يتوحد الكاتب بألمه ليخلق منه تحفة فنية.
وأخيراً، في (عاشقان) تقدم لنا صورة بديعة للحب، حيث يتعانق العاشقان "كمطر غافي بين الضلوع" وتتعانق الزنبقة.
إنه حب نقيٌّ كالزهرة، وغامر كالمطر، يملأ الأعماق ويحييها.
وفي الختام
فإن هذه النصوص ليست مجرد كلمات، بل هي نوافذ مفتوحة على أعماق النفس البشرية بكل ما فيها من جمال وألم.
إنها تذكرنا بأن الشعر ليس ترفاً، بل هو ضرورة وجودية، نرى من خلاله العالم بشكل أعمق، ونلمس جوهرنا الحقيقي.
تحياتي واحترامي🌸🌹

#هايكو_عراقي
#فاطمة_الفلاحي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوكا /choka – حب للاديبة الشاعرة فاطمة الفلاحي - قراءة أدبية ...
- قراءة أدبية لــهايكو -أجواء تشريتية- بقلم :الدكتور عادل جوده
- زاباي/ zappai هايكو الخيال العلمي
- سومونكا للأديبة فاطمة الفلاحي .. وقراءة تحليلية للنصوص التان ...
- قصائد النانو: إضاءة أدبية برفقة الأديبة سلسبيل محمد نعيم
- قراءة أدبية في قصائد النانو للأديبة فاطمة الفلاحي .. بقلم ال ...
- قراءة أدبية في قصيدة -غيمة ماطرة- للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- -محاصرة في اليأس- بقلم ن. س. كوليت. ترجمة فاطمة الفلاحي
- هايكو السينريو (Senryu) الساخر - قراءة أدبية بقلم الدكتور عا ...
- قراءة أدبية في قصيدة -هل تدري- بقلم الدكتور عادل جوده
- قراءة أدبية لنص -نرسم مرتين- لفاطمة الفلاحي بقلم: الدكتور ال ...
- قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر ال ...
- قراءة نقدية للمجموعة الشعرية - ترانيم تقترف الوله للشاعرة فا ...
- قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم ا ...
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر
- إليك قراءة أدبية تحليلية لقصيدة -صفعة الريح- للشاعرة فاطمة ا ...
- قراءة أدبية للناقد محـمد ابو الهيجاء في نص -صفعة الريح- للشا ...
- بلا ولا شيء -2 في مدار الشيئيات إضاءة كل من الناقد الجزائري ...
- قراءة أدبية في نصوص – تانكا 1 ، 2 للأديبة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- بلا ولا شيء على مدار الشيئيات رقم 5 قراءة الدكتور أيمن دراوش ...


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - نصوص هايكو، للأديبة فاطمة الفلاحي .. بضيافة الدكتور عادل جوده.